كتب : فادي أشرف
في 2012، أثبتت دراسة أجريت على جمهور تشيلسي أنه يعتبروا توتنام عدوهم الرئيسي.
من الفصول المنسية في سيرة كريستيان جروس المدير الفني للزمالك هي الـ10 أشهر التي قضاها مدربا لديوك لندن، ربما سيريد جروس أيضا نسيانهم.
في لندن، المدينة العامرة بالدربيات، خسر جروس الدربي الأول له ضد تشيلسي في وايت هارت لين، بنتيجة 6-1.
الدربي الثاني له كان ضد أرسنال، ولكن الحال كان أفضل كثيرا حيث تعادل 1-1.
جروس تولى تدريب توتنام في أكتوبر 1997، في فترة صعبة في وايت هارت لين. الفريق في المركز الـ16 بفارق نقطتين فقط عن مراكز الهبوط ومدربه جيري فرانسيس ترك الفريق في وضع يرثى له مثلما قال قائده آنذاك سول كامبل.
"دعنا نأمل أنه ليس كريستيان جروس جديد".. حقا؟
وصفت الصحافة الإنجليزية جروس بـ"مهرج أوروبي لا يمكنه قيادة مجموعة من الماعز إلى المزرعة، فهل يمكنه قيادة فريق كرة قدم إلى المجد".
لا تعتبر الصحافة الإنجليزية مقياسا لأي شيء، جيري فرانسيس المدرب الذي خلفه جروس قال إن الصحافة ستتوقف عن انتقاده إذا غير اسمه إلى جيرالدو فرانسيسكو، ولكن عندما حضر الأجنبي تعرض لنفس الهجوم، ربما بسبب معنى اسمه الثاني Gross والذي يعني كتابة ونطقا كلمة (قرف).
الأمر وصل لدرجة إن مع كل تعيين لمدرب غير إنجليزي لفريق إنجليزي يأمل المشجعون ألا يكون كريستيان جروس جديد، ولكن هل استحق السويسري تلك السمعة؟
أول مباراة لجروس في وايت هارت لين انتهت بنتيجة 6-1 لتشيلسي ولكن الصحفي بول دويل يقول في مقاله بجريدة جارديان في 2007 عن جروس: "تلك النتيجة لا تعبر عن المباراة، ولا تحكي قصتها. على عكس العادة، توتنام كان متماسكا وعنيفا في الشوط الأول وكان من الممكن أن يكون متقدما 3-1 في الشوط الأول لولا إهدار ديفيد جينولا لفرصتين. انتهى الشوط 1-1 ومع بداية الشوط الثاني سجل تشيلسي وضاع توتنام وعادوا إلى طبيعتهم في ذلك الموسم، مجموعة من الخاسرين ورثهم جروس من فرانسيس".
الدربي الثاني لجروس كان دربي شمال لندن، الذي تثبت دراسة 2012 نفسها أن طرفه الآخر، أرسنال، يعد العدو اللدود الذي لا شريك له في قلوب جمهور توتنام.
أرسنال سيطر بفضل لاعبيه الأفضل بشكل كبير من لاعبي توتنام، ولكن الديوك حصدوا التقدم بجملة من صناعة جروس. ألان نيلسن قطع الكرة من باتريك فييرا، مررها إلى ديفيد جينولا، الذي راوغ لاعبين ومرر إلى رويل فوكس الذي مرر عرضية قابلها نيلسن من الزاوية البعيدة بعد أن قطع يورجن كلينسمان على الزاوية القريبة. هدف قريب من أهداف الزمالك هذا الموسم.
أرسنال تماسك وتعادل بفضل تسديدة راي بارلور التي ارتطمت في دفاع توتنام وسكنت الشباك، ولكن هذه المباراة أوضحت عمل جروس مع توتنام، وبالتحديد مع جينولا الذي في 1999 أصبح أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي.
جروس طوع جينولا للعب دور شبيه بما يقدمه فرجاني ساسي مع الزمالك هذا الموسم، صناعة اللعب من وسط الملعب ومساندة الهجوم وتسجيل الأهداف وحرية مطلقة في الملعب.
جروس ساعد الفريق بتطويع الجناح في ذلك المركز، وساعد جينولا نفسه الذي بحث عن إشباع ذاته، وأصبح لاعبا مختلفا عن الجناح المدلل الذي اعتاد عليه الجمهور الإنجليزي، لدرجة جعلت يوهان كرويف يقول عنه في 1999 إنه "أفضل لاعب في العالم".
بين 1988 و1993 أخذ جروس فريق فيل من الدرجة الرابعة للدرجة الثانية. تركيز جروس كان واضحا على الجانب البدني قبل الجانب الفني بمساعدة فريتز شميدت مدرب الأحمال الخاص به آنذاك.
9 أشهر فقط قضاها جروس في لندن، استلم الفريق في منطقة الهبوط وكان عليه قلب الموازين دون مساعده شميدت الذي لم يحصل على تصريح العمل، ما لم يجعل جروس ينفذ العمل البدني الذي كان يطمح له مع ديوك لندن.
جروس أنهى الموسم مع توتنام في المركز الـ14، ولكن بعد الخسارة في مباراتين من أول 3 في الموسم التالي قرر النادي إقالته بسجل سيء في دربيات لندن، ولكنه خارج لندن كانت له اليد العليا في الدربيات دائما.
في سويسرا، سواء مع جراسهوبرز أو بازل كان لجروس سيطرة تامة على الدربيات خاصة ضد العدو اللدود للثنائي، إف سي زيوريخ.
قاد جروس 52 مباراة ضد زيوريخ سواء مع بازل أو جراسهوبرز، فاز 32 مرة وتعادل 11 مرة ولم يخسر سوى 9 مرات فقط.
ولكن في السعودية ظهرت سيطرة جروس بشكل أقوى.
بجانب 3 بطولات رفقة أهلي جدة، أظهر جروس سيطرة على دربي الغربية ضد اتحاد جدة، وكذلك سجل متوازن ضد الهلال في مواجهة كلاسيكو كبرى.
انتصاران بـ4 أهداف وآخر بثلاثية وتفاخر دائم بـ"الداهية" من قبل جمهور الأهلي الذي لم يخسر 51 مباراة متتالية مع جروس، وفي قلب ذلك الفخر سجل جروس الرائع في الدربيات.
وبعد سيطرته في أوروبا وفي آسيا، يبحث جروس عن تألق في إفريقيا في دربي من الأقوى والأعنف في القارة الإفريقية.
ومن أجل ذلك، يستعين جروس بمجموعة من الأدوات، ربما لم يفلح بسلاح جينولا في إنجلترا ولكنه يتسلح في القاهرة بفرجاني ساسي ورفاقه.
الأمور بالنسبة لجروس في الزمالك مختلفة عن توتنام كثيرا، تولى الفريق في بداية الموسم وملامح طريقة أدائه واضحة وكذلك يبدو الفريق في حالة فهم معها في ظل موسم جيد يقدمه الأبيض حتى الآن، فهل تتمدد سيطرته على الدربيات إلى إفريقيا، أم يكون للأهلي رأيا آخر؟
اقرأ أيضا
602 ساعة في المجهول.. ذكرى اختطاف كيني نجم برشلونة
حوار في الجول – عامر حسين يتحدث عن رفض طلب عبد الحفيظ.. حل أزمة الدوري وموقف كأس مصر
شاهد – وصلة مزاح بين ساسي ومعلول قبل القمة.. "الفارق سيصبح 5" و"هعملك شوربة"
رونالدو عن إصابته: أعرف جسدي جيدا فلا تقلقوا.. سأعود بعد أسبوع أو أسبوعين
مدرب نيجيريا يختار لـ في الجول لاعبا يتمنى ضمه للنسور.. وهدفه في كأس إفريقيا