كتب : محمد يسري
ما بين أسماء عديدة تُطرح على الساحة للانضمام لريال مدريد في الموسم المقبل؛ يظهر اسم ساديو ماني نجم ليفربول بوضوح وبشكل بارز للانتقال للفريق الملكي وبطلب شخصي -متكرر- من زين الدين زيدان لتتفوق اسهمه على إدين هازارد نجم تشيلسي.
وسبق لريال مدريد وأن ارتبط بماني في الموسم الماضي. إذ زعمت صحيفة "فرانس فوتبول" أن الفريق الإسباني اتفق مع النجم السنغالي في الموسم الماضي للانتقال للفريق لكن رحيل زيدان حال دون ذلك.
مع عودة زيدان عاد اسم ماني بقوة على الساحة. صحيفة "ماركا" الإسبانية المقربة من البيت الملكي أوضحت في تقرير لها أن ماني يُعد "بمثابة الأولوية" لزيدان في سوق الانتقالات.
إذا؛ لماذا ذهب زيدان لماني؟ ولماذا يفضله على هازارد بحسب الصحافة؟ سنحاول الدخول لعقل زيدان والحصول على الإجابة والتكهن بها في السطور التالية..
بنزيمة والبحث عن "هداف"
يمتلك هازارد حلول هجومية رائعة ولا يختلف أي مشاهد على إبداعة في صناعة الفرص. لكن هل ريال مدريد في حاجة لجناح قادرا على صناعة اللعب أم تسجيل الأهداف؟
مع اعتماد زيدان الدائم على عرضيات داني كارباخال ومارسيلو لصناعة الفرص وتواجد لوكا مودريتش وإعادة إيسكو وماركو أسينسيو للتشكيل الأساسي؛ سيبحث زيدان عن جناح هداف. وهذا ما يتواجد في ماني أكثر مما يتواجد في هازارد.
خلال 29 مباراة (بواقع 2456 دقيقة) في الدوري الإنجليزي سجل ماني 17 هدفا ليس من بينهم أي ركلة جزاء. أما هازارد فسجل 13 هدفا خلال 29 مبارة (بواقع 2334 دقيقة) من بينهم 4 ركلات جزاء.
صحيح أن ماني لم يصنع إلا هدفا واحدا بينما صنع هازارد 11 هدفا، لكن عملية صناعة اللعب لن تهم زيدان في ريال مدريد بقدر حاجته لم يسجل الأهداف.
أمر آخر يجعل ماني خيار أفضل لـ زيدان من هازارد، وهو: كريم بنزيمة.
بنزيمة ليس بالمهاجم التقليدي وما يقدمه من حلول وتفريغ مساحات والخروج من منطقة الجزاء قُتل بحثا.
زيدان مقتنع تمام الاقتناع ببنزيمة ودائما يرفض التعاقد مع مهاجمين بدلا منه بجانب إن زيدان يفضل الحرس القديم ويثق في رجاله؛ مما يُعني إن المهاجم الفرنسي سيكون هو رأس الحربة الأساسي في الموسم المقبل.
وجود بنزيمة في الملعب لن يناسب هازارد؛ لأن الثنائي يُفضل صناعة اللعب لا التسجيل؛ عكس ماني الذي يهتم بالتسجيل.
تنفيذ فكرة خروج بنزيمة من منطقة الجزاء لتقدم ماني إليها ستطبق بشكل أفضل وبفاعلية أكبر على مرمى الخصوم مقارنة بتنفيذها بـ بنزيمة وهازارد.
كما أن تفضيل زيدان لأسلوب اللعب المباشر على المرمى وعدم الاحتفاظ بالكرة لفترة كبيرة يجعله يختار ماني على هازارد لأنه يتجه للمرمى بشكل أسرع.
وربما نضع قدرة ماني على اللعب في الجانبين الأيسر والأيمن بنفس الجودة أمر يجعل زيدان يفضله على هازارد الذي يقل بمستواه بشكل بسيط حين يلعب في الجانب الأيمن.
الرغبة ليس كل شيء
يعلم الجميع بما فيهم مسؤولو تشيلسي برغبة هازارد في اللعب لريال مدريد، وهي نفس رغبة ماني.
لكن الرغبة في الانتقال لفريق معين لا تُعني الانتقال. أكم من لاعبين أعلنوا عن رغبتهم في الرحيل من فريق (س) واللعب لفريق (ص) ولم ينتقلوا له وإعلان رغباتهم جاء دون جدوى؟
عملية خروج هازارد من تشيلسي كانت لتكون أسهل لولا عقاب تشيلسي من الاتحاد الدولي لكرة القدم ومنعه من إبرام تعاقدات في الفترة الصيفية والشتوية المقبلة قد تصعب من فكرة رحيل النجم البلجيكي لأن تشيلسي لن يستطيع تعويضه.
صحيح أن عقد هازارد سينتهي بنهاية الموسم المقبل لكن تراجع نتائج تشيلسي واستهجان الجماهير لسياسة تعاقدات الفريق سيجعل الإدارة تتمسك به ليكون نجم مشروع الفريق في الموسم الجديد. وربما تمنعه من الرحيل مثلما فعلت إداراة مانشستر يونايتد مع دافيد دي خيا حين أراد الانتقال لـ ريال مدريد في صيف 2015.
وصحيح أيضا أن ماني جدد تعاقده مع ليفربول حتى عام 2023 لكن التجديد لا يعني البقاء تلك المدة مع الفريق. إدارة ليفربول سبق وأن جددت عقد لويس سواريز ثم انتقل لبرشلونة، وهذا ما تكرر مع فيليبي كوتينيو أيضا.
خروج ماني لن يكون سهلا من ليفربول خصوصا مع تصريح يورجن كلوب بأنه يفضل الحفاظ على لاعبيه فضلا عن التعاقد مع لاعبين جدد، لكن لطالما عملت إدارة ليفربول بشكل عملي وبحثت عن الأموال لتدعيم الفريق؛ فاستغنت عن كوتينيو لتتعاقد مع فيرجل فان دايك وأليسون بيكر.
وربما يستمر هازارد مع تشيلسي حتى نهاية عقده وينتقل لـ ريال مدريد مجانا، لكن زيدان لن ينتظر لموسم إضافي دون التعاقد مع جناح.
26 أفضل من 28
يعد عامل السن عنصرا هاما في صراع الصفقات والتعاقد مع اللاعبين.
هازارد يكبر ماني بعامين، وهنا ومع مميزات ماني التهديفية سيشكل عامل السن عنصرا إضافيا لتميز النجم السنغالي.
الأفضلية في أغلب الأوقات تكون دائما للاعب الأصغر طالما أن الفارق في المستوى ليس كبيرا. إلا أن ماني هنا يتفوق نسبيا على هازارد فيما يبحث عنه زيدان.
كلاعب انتقل زيدان لـ ريال مدريد وهو في الـ29 من عمره، سن قريب من سن هازارد صاحب الـ28 عاما، لكن خصائص زيدان تختلف عن هازارد، وما يحتاجه زيدان يجعله يفضل اللاعب الأكثر حيوية والأصغر سنا.
ماني صاحب الـ26 عاما سيكون دوره تسجيل الأهداف والتحرك والركض كثيرا. أما هازارد فلا يقوى على الركض والالتحام مثل ماني.
وربما كان زيدان ليفضل هازارد على ماني إذا كان يبحث عن صانع ألعاب كلاسيكي، لا يركض كثيرا ويمرر ويتحرك بين الخطوط دون الحاجة لمجهود جبار؛ فعامل السن لن يؤثر بشكل كبير في هذه النقطة.
طالع أيضا
ماذا يفعل لاسارتي في الدربيات؟ سجل متباين وبدايات قوية
ماذا يفعل جروس في الدربيات؟ سيطرة في السعودية وتعادل مع فينجر
برنامج تليفزيوني جديد لـ الزمالك عبر قناة "الرافدين"
والد نيمار: بدأنا محادثاتنا مع باريس لتمديد عقده.. من الصعب رحيله الآن
نبأ سيء لريال مدريد.. كريستنسين: تشيلسي لن يبيع أي لاعب في الصيف