كتب : نادر عيد
أرادت قتله وفشلت، سعت للتخلص منه لكن القدر منعها. لم تكن تعلم أن هذا الطفل الذي جاء في توقيت خاطئ سيغير حياتها إلى الأبد. سيخلد في التاريخ ويصطحبها معه لأنها ببساطة.. أم البطل..
ماريا دولورس دوس سانتوس أفيرو، أو أم الأسطورة.. كريستيانو رونالدو.
تذرف المرأة دموعا كالأنهار حين يبتسم الطبيب قائلا لها:"مبروك".. بعد 9 أشهر ستحتضن من يسرها رؤيته طوال عمرها، لكن ماريا بكت حسرة وألما عندما خلق رونالدو في أحشائها. لم تكن ترغب به. الزوج سكير والحياة لا تحتمل طفلا آخر تجبرها أمومتها على الاعتناء به وحدها.
الهم والاكتئاب وسوسا لها لكي تتخلص منه، تحكي ماريا في سيرتها الذاتية (شجاعة أم) "أردت أن أجهض لكن الطبيب رفض.. شربت بيرة ساخنة وركضت حتى سقطت. لم أرغب في ذلك الطفل، لكن الله شاء وسعدت بذلك ولأنه لم يعاقبني على فعلتي. أحيانا رونالدو يضحك معي ويقول: لم تريدين مولدي، لكن تري الآن أني أحملكم على عاتقي".
قلب ضعيف
مزاح رونالدو مع أمه البالغ عمرها 64 عاما لا يعني شيئا، فهي بالنسبة له كل شيء، أهم شيء. لا ينسى أبدا نجم يوفنتوس وأعظم لاعب أنجبته البرتغال كيف كان خوفها عليه يفقدها الوعي وهي تنظر بعينين لامعتين إلى ابنها يركل الكرة..
يروي الأسطورة "حين أصبحت لاعبا محترفا وعمري 17، كانت أمي بالكاد تتابعني بسبب توترها. كانت تأتي لمشاهدتي في الملعب القديم جوزيه ألفالاد وتصبح عصبية جدا خلال المباريات الكبيرة لدرجة أنها تعرضت للإغماء كثيرا. فعلا، فقدت الوعي. بدأ الأطباء يصفون لها بعض المهدئات لتتناولها في مبارياتي. كنت أقول لها: هل تذكرين عندما كنت لا تكترثين بالكرة؟".
ذلك الطفل الذي أرادت ماريا له الموت بات منبع حياتها، يدور عالمها حوله والعكس صحيح.. اهتمام ماريا بتفاصيل حياة نجلها جعل البعض يتكهن أن رأيها نافذ في قرارات رونالدو المصيرية.
لكنها كذبت التقارير.. وكانت أول الداعمين لبدء المهاجم الفذ مرحلة جديدة في مسيرته المكللة بتتويجات وألقاب لا حصر لها.
قالت ماريا:"إنها كذبة أنني أردت عودته إلى مانشستر يونايتد. ليس صحيحا. أنا سعيدة جدا باختياره. إنه يوم سعيد لنا جميعا. ابني سيجعل يوفنتوس أكبر. هذه مغامرة جديدة وحياة جديدة. لقد استمتع في ريال مدريد لكنه احتاج تحديات أخرى".
أب غائب
حتى اللحظة.. ورغم بلوغ نجله 9 أعوام.. لا أحد يعرف من هي أم كريستيانو الصغير.. وحين يحاط رونالدو بالميكروفونات والكاميرات ويستجوبه المراسلون طمعا في سبق صحفي يوصد الباب في وجههم رافضا الإجابة..
بالنسبة لرونالدو.. وجوده يكفي نجله..
ماريا.. لعبت دورا شاقا في إقناع ولدها بهذا، كانت الأم والأب أيضا رغم أن الوالد كان حيا حاضرا لكنه غائب.
يتذكر رونالدو الأوقات العصيبة "بكيت كل يوم، يقول الناس لدينا أموال وسيارات لكننا عانينا. كان أبي يشرب يوميا تقريبا. كان يحبطني عدم قدرته على رؤية نجاحي. حين يكبر ابني سأخبره بما فعلت، بما شعرت به، كل شيء جال بخاطري".
الرفيقة.. أم الأم؟
في بداية 2015.. وخلال حفل فيفا الذي انتظره رونالدو بالأشواق ليعود إلى المنزل بالكرة الذهبية الثالثة.. كان وحيدا بجوار ليونيل ميسي ومانويل نوير.. أين رفيقته ايرينا شايك!
بعد أيام.. ظهرت الإجابة.. أعلن رونالدو بنفسه الخبر اليقين.. انتهت قصة الحب التي استمرت 5 سنوات..
لم يكن السبب معلوما.. لكن صحيفة كوريو دي مانيا البرتغالية سردت القصة.. رونالدو ترك ايرينا بسبب من هي أهم وأغلى منها.. ماريا..
صرح مصدر "رونالدو أراد مفاجأة أمه في يوم ميلادها رغم أنه كان يقضي عيد الميلاد في دبي رفقة ايرينا، كان يستعد للسفر إلى البرتغال لكن ايرينا رفضت الذهاب. تشاجرا بحدة وأمضى عشية رأس السنة وحيدا مع ابنه. ايرينا تحدثت بشكل غير لائق عن ماريا ورونالدو أخذ صف والدته. كانت القشة التي قصمت ظهر البعير لأن علاقتهما لم تكن جيدة في الشهور الأخيرة".
رفض ايرينا السفر مع رونالدو لم يكن لازدحام رزنامتها كعارضة أزياء مشهورة أو لرغبتها في المكوث لفترة أطول بالإمارات.. هي وماريا تعشقان نفس الشخص لكن حبهما لبعضهما البعض لم يوجد..
قالت الصحيفة إنه خلال إحدى زيارات ايرينا الأخيرة إلى مدريد قررت البقاء في الفندق وعدم الإقامة مع رونالدو لأن ماريا هناك في البيت الفخم الواقع في ضاحية لافينكا.. ترعى كريستيانو الصغير..
أضاف المصدر "ماريا رأت ايرينا غير مناسبة لابن رونالدو، أرادت رفيقة لابنها تستطيع مستقبلا أن تقوم بدور الأم لكريستيانو الصغير، ولم يكن ذلك في بال ايرينا".
رحلت ايرينا.. وجاءت جيورجينا رودريجيز التي أنجبت لرونالدو ابنته الصغرى ألانا مارتينا.. وبقيت ماريا المرأة صاحبة الفضل الأكبر إلى ما بلغه صاحب الـ34 عاما والمستحوذة على الكتلة الأكبر من قلبه وعقله..
يحتاجها ليبقى رونالدو وتحتاجه في صراع الحياة، ماريا تقاتل السرطان.
بعد 12 عاما من إجرائها لعملية جراحية في الثدي عاد المرض اللعين لملاحقتها..
كشفت لتلفزيون البرتغال الشهر الماضي "خضعت لعلاج بالإشعاع والآن أقاتل للبقاء على قيد الحياة".
ماريا.. انتابها الجنون حينا وكادت تفقد ابنها.. لكنها أم آمنت بما يقدر فلذة كبدها على فعله.. فقدمت بطلا.. اسمه كريستيانو رونالدو..
اقرأ أيضا:
اتحاد الكرة يعلن تحمله تكاليف علاج عامر عامر
أحمد علي: اسألوا الونش.. لم أمثل للحصول على ركلة جزاء
رئيس الزمالك يعلن "حكام أجانب لمبارياتنا لنهاية الموسم"
اتحاد الكرة يحدد موعد توقف الدوري
مصدر من الزمالك يكشف لـ في الجول إصابة النقاز