نيستا.. رؤية فيرجسون كادت تعصف بمسيرته وإنقاذ لاتسيو حوله لرمز في العالم
الثلاثاء، 19 مارس 2019 - 18:46
كتب : إسلام مجدي
"لعبت الكثير من المباريات الكبيرة في مسيرتي، لكن لم تكن أحدها بمثل هذا السوء مثل مواجهة روما تلك". أليساندرو نيستا عام 2002.
لنبدأ من لحظة مظلمة في تاريخ مدافع فيما بعد سيتم اختياره تلقائيا ضمن الأفضل في العالم، وإن طلب منك أن تختار أفضل 10 مدافعين عاصرتهم أو في الألفية الحديثة ستضعه ضمن اختياراتك، أليساندرو نيستا الذي لا يمكنك التفكير في إيطاليا، ميلان أو باولو مالديني إلا وتخيلته بجانبه تلك الثنائية الرائعة والمتميزة، وتدخلاته الأنيقة لافتكاك الكرة ببراعة تذكرك بالمدافعين في مسلسل الكارتون الشهير كابتن ماجد.
بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية سير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الأسطوري اتجه إلى روما لمشاهدة دربي العاصمة بين روما ولاتسيو، ياب ستام كان قد رحل إلى لاتسيو قبل ذلك بعام ليزامل نيستا، ولوران بلان تقدم به العمر كثيرا.
من بين كل المباريات التي يمكن لفيرجسون أن يتابع خلالها نيستا عن قرب اختار ذلك الدربي الذي وُصف بالمشؤوم على لاتسيو.
"نيستا يعاني من لعنة فيرجي، سكوت موراي يكتب عن الأداء السيء للغاية لهدف مانشستر يونايتد في سوق الانتقالات". مقال في قسم الكرة الأوروبية بصحيفة جارديان البريطانية.
لا لروما
خلال عام 1985 اتجه فرانشيسكو روكا أحد كشافي روما في ذلك الوقت لضم الفتى الصغير نيستا، لكن والده رفض ذلك الأمر تماما، خاصة وأنه حرص على أن يكون ابنه مشجعا للطرف الآخر الأزرق من المدينة، لينضم إلى لاتسيو في عمر التاسعة.
من مركز المهاجم إلى خط الوسط، وجد نفسه يبتعد شيئا فشيء عن مرمى الخصم، ليتحول إلى قلب دفاع، ليقرر فيما بعد دينو زوف أن يدفع به لأول مرة في مارس 1994 وعلى بعد 6 أيام من عيد ميلاده الذي يحل في 19 من نفس الشهر، كان ضد أودينيزي وأثبت أنه سيغدو مدافعا واعدا.
تحت إمرة زيدنيك زيمان أثبت نيستا أنه خيار لا غنى عنه في بناء الهجمات من الخلف والتحول الهجومي، لقدرته على نقل الكرة وتمريرها دون مشاكل، تطور سريعا.
"لا أريد أن أنسى من جعلني ما أنا عليه، من قدمني فعلا للعبة كرة القدم، زيمان لعب دورا حيويا في مسيرتي، آمن بقدراتي، إنه عبقري يساء فهمه".
ثم مع تولي سفين جوران إريكسون تدريب الفريق، كان يثبت أنه مدافع لا غنى عنه على الصعيد البدني والفني وحتى النفسي داخل المباراة، أصبح مناسبا لأي شكل من أشكال اللعب.
حصد نيستا مع لاتسيو بطولة الدوري مرة وكأس إيطاليا مرتين والسوبر الإيطالية مرة وكأس أوروبا لأبطال الكؤوس مرة وكأس السوبر الأوروبية مرة، لم يكن لاتسيو بقادر على منع اهتمام كبار أوروبا بضمه لكنه بطريقة ما فعل.
حتى أتى عام 2002 الذي غير كل شيء قد يبدو أمرا كبيرا وخسارة فادحة للاتسيو لكنها وبطريقة ما ساهمت في كتابة تاريخ نيستا وحولته إلى أسطورة.
خلال موسم 2001-2002 عانى سيرجيو كرانوتي رئيس لاتسيو من فضيحة كبيرة تتضمن شركة الأغذية الخاصة به، ما أجبره بعد ذلك على ترك النادي وتحكم إدارة مؤقتة من البنك به حتى عام 2004.
يوم 10 مارس 2002، واجه لاتسيو على ملعبه ضيفه روما ضمن منافسات الجولة الـ26 من الدوري الإيطالي بقيادة المدرب ألبيرتو زاكيروني. بتواجد نيستا كأساسي. وبشكل ما نجح فيتشينزو مونتيلا مهاجم روما بتسجيل 3 أهداف خلال أقل من 24 دقيقة أمام أنظار نيستا، ليرفع رصيده التهديفي في ذلك الموسم إلى 4 أهداف في الدوري، لكن المدرجات كان بها سير أليكس فيرجسون وبعض الكشافين الذين أتوا لمشاهدة نيستا رغبة في الحصول على خدماته، لكن أداؤه لم يكن أفضل مسوق له.
"آسف لتلك الأهداف الثلاثة في الشوط الأول، لأنني كنت مسؤولا عنها بشكل كبير، لم تكن تلك ليلتي، آسف للغاية".
كلمات حزينة لكنها كانت شجاعة للغاية من المدافع الإيطالي، الذي بدا تائها للغاية في الشوط الأول من اللقاء وكأنه لا يعرف ما يفعله، لاتسيو كان يتوق للحصول على أموال ولا يعرف كيف يحصل عليها، حتى أنه كان يدين لمانشستر يونايتد في ذلك الوقت بأقساط من قيمة صفقة ستام، لكن يبدو أن سير أليكس فيرجسون عزف عن فكرة ضم المدافع الإيطالي.
فيما تحدث زاكيروني عقب اللقاء قائلا : "إشاعات سوق الانتقالات لم تقدم أي شيء جيد لصالح نيستا، إنه شيء يجب أن يعتاد عليه، أليساندرو نجم حقيقي، بطل كبير، لكن حتى اللاعبين الرائعين مثله يمكنه أن يكون بعيدا عن مستواه في مباراة".
إنقاذ لاتسيو.. مرحبا بك في ميلان
سيلفيو بيرلسكوني رئيس نادي ميلان قرر فورا التحرك لضم نيستا وبالفعل دفع 30 مليون يورو وحصل على خدمات اللاعب الذي فيما بعد سيشكل ثنائية دفاعية من أشهر ثنائيات كرة القدم مع باولو مالديني.
"أرغب في أن أشكر أليساندرو من أعماق قلبي على كل شيء فعله من أجل الفريق خلال 18 عاما ارتدى فيها قميص لاتسيو، رحيل قائد الفريق هي تضحية كبيرة تمت لكي يكون هناك توازنا ماليا في النادي لضمان استمرارنا في المنافسة، إنه يعلم أنها تضحية لكي يحسن من وضع النادي" كرانوتي رئيس لاتسيو.
بوجود كافو، نيستا، مالديني، ستام، كوستاكورتا، كان لدى كارلو أنشيلوتي خط دفاع قوي للغاية نجح من خلاله في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة على حساب يوفنتوس على ملعب أولد ترافورد.
ما وُصف بالتضحية التي قام بها نيستا بالرحيل عن نادي طفولته، كان الأمر أشبه بهدية لميلان، وخلال أقل من 5 أعوام توج بطلا لدوري أبطال أوروبا مرتين مع ميلان ولقب الدوري مرة وكأس السوبر الإيطالية مرة والسوبر الأوروبية مرتين وكأس العالم للأندية مرة، وبعد انتهاء مسيرته مع ميلان وصل رصيده من البطولات إلى 10 ألقاب.
سواء بقميص لاتسيو أو ميلان فاز بجائزة أفضل مدافع في الدوري الإيطالي بل واختير ضمن فريق اليويفا 4 مرات.
تحول نيستا بعد ليلة واحدة سيئة إلى صيد سهل للصحف، خسارة مذلة وهاتريك لينتهي موسمه الذي لم يكن مظلما لكن تلك الليلة تركت له علامة قاسية لأنه كان محور الانتقادات، ليتجه إلى ميلان ويواصل كتابة أسطورته وبشكل أفضل من الماضي بطابعه الخاص والمميز في الدفاع ليصبح ملهما لما بعده من مدافعين، حتى أن ليوناردو بونوتشي قال إنه مثله الأعلى.
لسنوات وفي أوج عطائها كانت إيطاليا تمتلك العديد من المدافعين المتميزين للغاية والذين يمكن تصنيفهم بسهولة في مصاف الأساطير، وبكل تأكيد نيستا كان أحد هؤلاء اللاعبين.
اقرأ أيضا
الوحدة السعودي يعلن إقالة ميدو.. والمدرب يرد
سويلم: المنتخب لن يظهر بالقميص المعلن عنه في كأس الأمم الإفريقية
الأهلي: تلقينا اتصالات من الدوري الفنلندي لضم مؤمن زكريا.. وهذا موعد الحسم
اتحاد الكرة: الأهلي والزمالك يريدان لعب القمة في القاهرة.. والدفاع الجوي الأكثر جاهزية
الصراع على المقاعد الـ10 الأخيرة.. كل احتمالات التأهل لكأس الأمم الإفريقية