كتب : FilGoal
تولى منتخبا محطما تقريبا فشل في الوصول إلى مونديال 2018، وانتهى جيل من النجوم الرائعين، ولكنه نجح في إعادة الهيبة مجددا وقيادة منتخب بلاده لتقديم مستويات رائعة بالآونة الأخيرة.. نتحدث عن رونالد كومان.
مدافع برشلونة الأسبق ومدرب إيفرتون السابق تحدث مع الموقع الرسمي للفيفا عن العديد من النقاط فيما يخص تطور أداء الطواحين الهولندية تحت قيادته وكيف ساهم أياكس وأيندهوفن في ذلك التحول.
وكل الآتي على لسانه مع موقع الاتحاد الرسمي للعبة.
استلمت تدريب المنتخب الهولندي قبل سنة تقريبا من الآن، وهو أمرٌ لافت جدا عند مقارنة وضع الفريق عندما بدأتَ المهمة بالأجواء السائدة الآن. كيف تُقيّم التطور الذي حققته إلى الآن؟
التوقعات المنتظرة من الفريق حاليا أعلى بكثير مما كان عليه الأمر عندما استلمت مهمة التدريب، وهذا أمر جيد. ينتظر منا تحقيق إنجازات كبيرة في تصفيات كأس الأمم الأوروبية، وهذا يعكس النتائج التي حققناها والأداء الذي قدّمناه.
ينطوي ذلك على تغيير كبير، تغيير جيد، لأننا عندما استلمنا مهمة التدريب لم تكن نظرة الجماهير للمنتخب إيجابية أبدا. لكننا لحسن الحظ نحقق نتائج جيدة، والجمهعور لمس لدى اللاعبين سعادتهم بتمثيل المنتخب الوطني.
وبالنظر إلى أن آيندهوفن وأياكس يبليان بلاء حسنا في دوري الأبطال، تسود في البلاد مشاعر إيجابية مجددا.
بدأتَ بتدريب المنتخب بعد الفشل في التأهل للمونديال وتبديل 3 مدربين، يتمتع اثنان منهما بخبرة عريضة، ولم يتمكنوا من تغيير مسار الأمور. هل انتابك أي تردد في قبول هذه المهمة؟
لا، أبدا. فقد كانت لحظة جيدة للانخراط في التدريب لأن الجميع كان على قناعة بأن هناك حاجة لتغيير شيء ما.
صحيح أن الأجواء كانت سلبية جدا آنذاك - أو سلبية إلى حد ما - لكني كنتُ على قناعة أن بوسعي تحسين الأمور. عدنا الآن إلى مرحلة بيع كافة تذاكر مباريات المنتخب، ولم يكن الأمر كذلك على مدى الأعوام الأخيرة.
كما ذكرتَ للتو، أتى نجاح أياكس في دوري الأبطال عقب إنجازاتك مع المنتخب. ما أثر ذلك على الفريق الأول؟
كان ذلك عاملا مساعدا جدا، فالدوري الهولندي كان من بين التحديات التي واجهتنا عندما بدأنا التدريب لأنه لم يحظ بنفس مستوى التنافس كما هو الأمر في الدوريات الإنجليزية والألمانية والإسبانية.
لكن الأسلوب الذي يقدمه أياكس وأيندهوفن وخبرة التنافس في دوري الأبطال، جعلت لاعبيهم يختبرون شدة التنافس على أعلى المستويات الكروية.
قلتَ عند استلام مهمة التدريب: "لدينا مواهب كافية، ولكن يتوجب علينا تغيير بعض الأمور". ما هي تلك الأمور، وإلى أي مدى كان القيام بها سهلا؟
أردنا تغيير نظام اللعب أولا ونجحنا بذلك، فيما يخص اللعب بخمسة مدافعين. ولكن تغير ذلك مجددا بعد الصيف، عندما عدنا لخطة الدفاع بأربعة عناصر.
يجب أن يكون المرء مستعدا للتغيير، فقد لمسنا أن اللاعبين أكثر راحة على أرض الملعب بأربعة مدافعين. كما يلعب نادي أياكس وأيندهوفن بنفس التشكيلة، ولذلك كانت هذه الخطة مألوفة أكثر للاعبين.
أن يفهم عناصر الفريق نظام اللعب ويكونوا مرتاحين به هو أمر هام لأنه ليس أمام مدربي المنتخبات متسع من الوقت للعمل مع اللاعبين على أرضية التدريب خارج إطار البطولات الكبيرة.
دائما ما يُقال إن مدربي المنتخبات الوطنية بحاجة لأن يتمتّعوا بمهارات مختلفة عن المدربين الآخرين نتيجة الاحتكاك الأقل مع اللاعبين كما ذكرتَ للتو. كيف تكيفت مع هذا الأمر؟
أولا وقبل كل شيء، إنها وظيفة رائعة. يجب أن يكون المرء فخورا بأن يضطلع بمهمة تدريب منتخب بلاده. وأعتقد أنه قبول هذا المنصب كان بمثابة خطوة جيدة بالنسبة لي بعد فترة طويلة أمضيتها في عالَم كرة قدم الأندية، وثلاثة مواسم ونصف في إنجلترا.
ما من شك في أن تدريب فريق يخوض مباراة كل بضعة أيام هو أمر بغاية الصعوبة. أتابع منافسات كرة القدم عن كثب، وأسافر كثيرا مع اللاعبين الدوليين، كالفترة الممتدة من سبتمبر إلى أكتوبر الماضي على سبيل المثال حيث حضرتُ الكثير من المباريات الهامة.
إنه أمر رائع. لكن الفترة بين نوفمبر ومارس حيث لا مباريات أبدا كانت شاقّة. أحبّ أن أكون على اتصال مع لاعبي الفريق، ولذلك فإن مثل هذه الفترات صعبة علي.
كانت المرحلة الأخيرة فترة تجديد بالنسبة لفريقك بسبب اعتزال عدة لاعبين مؤثرين. قيل أيضا إن هناك "جيلا ضائعا" من اللاعبين الهولنديين الذي أتوا بعد أسماء بارزة مثل روبن وشنايدر. كيف تتعامل مع هذا التحدي؟
أعتقد أنه من الطبيعي في بعض الأحيان أن تمر فترة في أية دولة - ولا ينحصر ذلك بهولندا - حيث لا تظهر المواهب بشكل كبير. الأمر صعب بالنسبة لمدرب منتخب وطني لأن مهمته لا تتمثّل بتطوير مواهب لاعبين شبّان، بل تحصل هذه العملية في أنديتهم.
ولهذا أعود إلى وضع ناديي أياكس وأيندهوفن، وكيف أن نجاحهما ساعدنا في الحقيقة. فإذا كنت لاعبا شابا وتمكّنت من الفوز بنتيجة 4-1 في بيرنابيو، لك أن تتخيّل أثر ذلك عليك وعلى ثقتك. لكن بطبيعة الحال، حتى عندما ينضم للفريق لاعبون شبان، يجب تحقيق نوع من الموازنة في الفريق.
وقد كان ذلك تحديا بالنسبة لنا طبعا كوننا خسرنا فان بيرسي وشنايدر وروبن، وجميعهم لاعبون من المستوى الأول، ساهموا بشكل كبير في قدرة المنتخب على الإبداع الكروي وكان تأثيرهم قويا جدا.
عندما يخسر الفريق لاعبين من هذه الطينة، تصبح هناك حاجة لأن يتقدم قادة جدد، ولحسن الحظ نجحنا في ذلك. فقد أصبح قائد المنتخب، فيرجيل فان دايك، بغاية الأهمية بالنسبة لنا، ولدينا أيضا لاعبون مميزون مثل جيني فينالدوم وكيفن ستروتمان.
كان خوض منافسات دوري الأمم الأوروبية مع بطلي العالم السابقين مهمة صعبة بدأت بها المشوار. كيف نجحتَ بقيادة الفريق لتصدر ترتيب المجموعة؟
كان ذلك أمرا رائعا لأنه كان من الواضح أن أحدا لم يتوقع منا الفوز في مجموعة تضم فرنسا وألمانيا. أعتقد أن المباراة الحاسمة كانت الأولى رغم أننا هُزمنا فيها (بنتيجة 2-1 على يد فرنسا في باريس).
قدّمنا أداء ممتازا، ولمس اللاعبون حقيقة أن بوسعهم مجاراة أبطال العالم، وهو ما أكسبهم الثقة.
ما من شك في أنك تمنيت لو أنك دربت في كأس العالم. لكن هل منحتك فرصة متابعة المنافسات عن بُعد القدرة على تقييم التوجهات السائدة على مستوى الأساليب الكروية المتبعة من قبل أهم منتخبات العالم؟
بالتأكيد. تابعنا كأس العالم عن كثب، بطبيعة الحال لمراقبة خصوم المستقبل، مثل المنتخب الفرنسي، ولكن أيضا للتعرف على الأساليب والتكتيكات التي تنتهجها منتخبات مثل إنجلترا وبلجيكا.
عدنا بكل هذه الدروس إلى المنتخب الهولندي، وحقيقة الأمر، كان ذلك من بين الأسباب التي جعلتنا نقرر تغيير نظامنا والعودة إلى تشكيل يقوم على أربعة مدافعين.
تواجهون يوم الخميس منتخب بيلاروسيا في تصفيات كأس الأمم الأوروبية، ومن ثم ألمانيا مجددا. كيف تنظر إلى هذه الخصومة، وإلى أي مدى تستمتع بأن تكون في قلب هذا مجددا؟
إنه أمر رائع. الجميع على دراية بالخصومة الشرسة بين البلدين، لكن يسود في الوقت نفسه مستوى كبير من الاحترام.
الفوز على ألمانيا يعني الكثير دائما بطبيعة الحال، وقد كان لاقتناص هذه النتائج الجيدة في دوري الأمم الأوروبية أثر هائل على اللاعبين.
والآن تتمثل مهمتنا بتقديم نفس المستوى من الأداء أمامهم مجددا، والحرص على خوض بطولة هامة عام 2020.
اقرأ أيضا:
الوحدة السعودي يعلن إقالة ميدو
مدرب المنتخب لصلاح: لا تفكر في الأهداف.. ليست مسطرة لقياس مستواك
المنتخب: استبعاد رمضان صبحي لأسباب غير فنية؟ كلام لا يستحق الرد عليه
أفضل 50 مدربًا في التاريخ من اختيار فرانس فوتبول
"القمة بين الزمالك والأهلي قد يتم نقلها من برج العرب"
مورينيو: شاهدت أبو تريكة في الملعب وهو يقود مصر للفوز بأمم إفريقيا 2008