ميسي الخارق يغطي على كارثة خسارة الاستحواذ أمام بيتيس
الإثنين، 18 مارس 2019 - 21:56
كتب : زكي السعيد
مساء أمس الأحد، انشغل العالم بإغداق كلمات الثناء على ليونيل ميسي الذي قدّم عرضا خارقا اعتياديا، وقاد برشلونة لفوز عريض على ريال بيتيس بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
على ملعب بينيتو فيامارين، حقق برشلونة المطلوب وحصد نقاط المباراة، ونال ميسي تحية مفاجئة من جمهور المنافس الذي هتف له وقدّم اعترافا جديدا بسطوته على عالم كرة القدم، لكن...
برشلونة خسر الاستحواذ في هذه المباراة!
نسبة الاستحواذ هي إحصائية لا تشغل جانبا محوريا في أغلب مباريات كرة القدم، لكنها بمثابة العقيدة والهوية في برشلونة.
إرنستو فالفيردي دفع برباعي الوسط: سيرخيو بوسكيتس، إيفان راكيتيتش، آرثر ميلو، أرتورو فيدال، وصحيح أن هذه الزُمرة من اللاعبين متعددي الخصائص نجحت في تحقيق المطلوب وخنقت الملعب على الفريق الأندلسي، لكنهم أيضا فرّطوا في الكرة.
في بيتيس يبرز كيكي سيتيين المدرب المهووس بالاستحواذ وفرض أسلوبه على المنافس، متطرف في أفكاره ولا يتنازل عنها، سيطبقها في لوجو أو في لاس بالماس، وبالطبع في بيتيس مع ميزانية أعلى.
قبل عدة أسابيع، خسر بيتيس بثلاثية نظيفة على أرض ليجانيس، مباراة استحوذ فيها الأندلسيون بنسبة 68%!
سيتيين خرج بعد المباراة بكثير من الغرور متهكما على منافسه: "ليجانيس يتواجد في مركز متأخر لأنه يلعب بهذه الطريقة".
هذا التصريح الذي أشعل جدلا سرمديًا في إسبانيا، بين عشاق الاستحواذ تحت أي ظروف وهؤلاء البراجماتيين الراغبين في تحقيق نتيجة بأي وسيلة.
في 17 مارس 2019، كان برشلونة من شغل الخانة البراجماتية، لمرة نادرة جدا في تاريخ أحفاد يوهان كرويف.
برشلونة استحوذ على الكرة بنسبة 43,9% في مقابل 56,1% لـ بيتيس، وهي أقل نسبة استحواذ للفريق الكتالوني في الدوري الإسباني منذ موسم 2005\2006.
هذه الواقعة الفريدة تذكّرنا بمباراة رايو فاييكانو وبرشلونة في موسم 2013\2014، عندما تفوّق الفريق المدريدي الصغير على ضيفه في الاستحواذ محققا 51% على الكرة.
رايو بقيادة باكو خيميز في ذلك الوقت، وخيميز لا يقل تعصبا لأسلوبه عن سيتيين، أنهى سلسلة 316 مباراة متتالية لـ برشلونة باستحواذ أكثر من المنافس.
برشلونة الذي قاده حينها تاتا مارتينو لم يكن قد فقد الاستحواذ عند تلك النقطة، منذ خسارته أمام ريال مدريد 1-4 في دوري 2007\2008، أي قبل عصر بيب جوارديولا.
على ذكر جوارديولا، فالفيلسوف قاد برشلونة في 247 مباراة، ولم يخسر الاستحواذ في أي مباراة!
في دوري أبطال أوروبا، حقق برشلونة سلسلة 101 مباراة متتالية دون أن يخسر الاستحواذ، حتى توقفت السلسة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2015 يوم الفوز 3-0 أمام بايرن ميونيخ.
برشلونة استحوذ بنسبة 46,5% فقط، ومن كان مدرب بايرن حينها؟ جوارديولا بالطبع.
دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا يضم بدوره رقما خارقا لـ برشلونة أيضا، إذ لم يخسر فيه برشلونة الاستحواذ لمدة 12 عاما منذ 2006 وحتى 2018 عندما فقده أمام توتنام على كامب نو في الموسم الحالي.
فريق ماوريسيو بوكيتينو استحوذ على الكرة بنسبة 51,2%، لكنه لم يقدر على الفوز واكتفى بالتعادل 1-1، نتيجة كانت كافية لتأهل توتنام إلى الدور الثاني من المسابقة.
وعلى النقيض، في دور المجموعات لموسم 2012\2013، تحت قيادة الراحل تيتو فيلانوفا، حقق برشلونة نسبة استحواذ بلغت 83,6% في مقابل 16,4% فقط لمنافسه سيلتك الاسكتلندي.
هذه المباراة التاريخية شهدت خسارة برشلونة 1-2 بالرغم من استحواذه الخارق. سيلتك سدد 3 كرات على مرمى برشلونة فقط، ونجح في التسجيل مرتين.
الفريق الاسكتلندي مرر إجمالا 166 كرة في هذه المباراة، وهو نفس عدد تمريرات شابي إيرنانديز بالمواجهة، بينما مرر لاعبو برشلونة إجمالا 955 كرة.
هذا الاستحواذ كان الأقل الذي يسجّله أي فريق في دوري أبطال أوروبا وفقا لـ أوبتا منذ 2006\2007.
الطريف أن قائمة أوبتا التي خرجت في ذلك الوقت بأقل 6 نسب استحواذ في تاريخ المسابقة منذ أن بدأ الإحصاء، شهدت وجود برشلونة طرفا في 4 من هذه المباريات الست، وبالطبع لم يكن الفريق الخاسر للاستحواذ.
بعد مباراة أمس أمام بيتيس، صرّح ميسي: "بيتيس فريق يجيد الاستحواذ على الكرة، يبني الهجمة من الخلف بشكل رائع، ونحن تمتعنا بالانضباط الكافي في هذه الأثناء، وعند استرجاعنا الكرة، لعبنا بأسلوبنا المعتاد".
ميسي ألمح أن أسلوب فريقه المعتاد ليس أبدا أثناء مطاردة الخصم المستحوذ على الكرة، حتى وإن خرج برشلونة من المباراة فائزا بالأربعة.
اقرأ أيضا:
فاروق جعفر يختار لـ في الجول الأفضل ومفاجأة الموسم: يتبدلون مثل محطات "الأتوبيس"
عامر حسين لـ في الجول: تحديد موعد نهاية الدوري وكأس مصر بعد دور الـ8 في بطولات إفريقيا
فان دايك مدافعا عن صلاح: محظوظون بوجوده معنا.. لندعهم يتحدثون بما يريدون