كتب : إسلام مجدي
"يوما ما سأتولى تدريب أولدهام، النادي المقرب والمحبب إلى قلبي، تلك هي الوظيفة المناسبة لي لكنها جاءت في الوقت الخاطئ". بول سكولز في مقال كتبه عام ٢٠١٥.
والد بول كان مشجعا كبيرا لنادي أولدهام، لكنه علم أنه يحب مانشستر يونايتد أكثر وأنه يرغب في تمثيله.
"الذهاب لنادي أولدهام كان سهلا للغاية، ١٠ دقائق من المنزل، كان فريقا جيدا وكنا نتابعه بشغف".
انضم سكولز إلى مانشستر يونايتد وهو مشجع لأولدهام الذي كان يذهب رفقة والده لمتابعة مبارياته بشكل يومي من المدرجات وتحول الفتى لواحد من أساطير الشياطين الحمر.
ذلك الفريق الذي حقق لقب الدوري موسم ١٩١٤-١٩١٥ وغاب عن منصات التتويج منذ عام ٢٠٠٦ وقبلها انحصرت نجاحاته الطفيفة في فترة التسعينيات.
خلال عام ٢٠١٥ حاول أولدهام أن يستعين بخدمات سكولز وأن يستغل حالة الحب بجانب الخبرة التي يمتلكها النجم الإنجليزي لكي يصبح مدربا له، لكن وعلى غير المتوقع رفض أسطورة الشياطين الحمر معللا :"حينما سأدرب أرغب في منح ١٠٠٪ من تركيزي، حاليا لدي الكثير من المسؤوليات والأشياء التي تحدث لي في حياتي ولا يمكنني أن أترك كل هذا خلفي".
سكولز لم يكن يكذب، عُرف عنه دائما وأبدا أنه يضع عائلته أمام أي شيء بل وحدث ذلك عام ٢٠٠٤ حينما قرر الاعتزال دوليا لأن زوجته كانت حاملا لطفل ثالث ما دفع سكولز ليعيد حسابات حياته حسب وصفه.
صاحب الـ٢٩ عاما وقتها قرر أن الوقت الذي يقضيه بعيدا عن المنزل يجب أن يصبح أقل بكثير، وقرر أن يورو ٢٠٠٤ هي البطولة الدولية الأخيرة له، وقد كان.
حتى عام ٢٠١٥ كانت خبرة سكولز التدريبية وقتها العمل كمساعد في الجهاز الفني المؤقت لمانشستر يونايتد بقيادة ريان جيجز وقتها، وقبلها عمل سكولز مع فريق تحت ١٩ عاما في مانشستر يونايتد.
"تدريب فريق مثل أولدهام يحتاج لكامل تركيزك، التزام تام ٧ أيام في الأسبوع من العمل، هكذا نجح لي جونسون معه، يوما ما سأكون مستعدا لذلك".
لي جونسون كان المدرب الذي رحل عام ٢٠١٥ بعدما قاد أولدهام لأن يتواجد ضمن المراكز الـ١٠ الأولى في الدوري، بل وجعل النادي ينهي الموسم الذي سبقه في أفضل مركز له منذ موسم ٢٠٠٨-٢٠٠٩، وذلك باحتلال المركز الـ١٥.
تطلب الأمر من سكولز ما يقرب من ٥ أعوام حتى يتولى تدريب أولدهام ويبدأ حكايته وتحقيق حلمه وحلم النادي معا.
الأوضاع كانت قد اختلفت كثيرا هناك، عبد الله لمساكم رجل الأعمال المغربي اشترى في شهر يناير ٢٠١٨ أغلبية حصص نادي أولدهام التي كان يملكها سايمون كورني الذي ظل مالكا له لمدة ١٤ عاما، وأنقذه من التصفية.
"لا أعتقد أن الكثير من المحللين سيشاهدون مباريات أولدهام، لكن إن خسرنا مباراة أنا واثق أن الناس ستظهر من كل مكان وبإمكانهم أن يقولوا ما يرغبون، لا أفهم لما يجب أن يلتفت اللاعبون والمدربون لما يقوله المحللون، إن أراد أحد انتقادي فلن ألتفت له، الشخص الوحيد الذي سأجيبه هو المالك". بول سكولز بعد قبوله بمهمة تدريب أولدهام خلال شهر فبراير الماضي.
سكولز تولى أخيرا تدريب الفريق الذي ينافس في الدرجة الرابعة بل وقاده في أول مباراة ضد يوفيل تاون للفوز بنتيجة ٤-١.
"أريد من فريقي أن يلعب بقوة وتركيز وهدفه الفوز، أعلم أن هذا لن يحدث كل أسبوع لكنني أرغب أن أدخل كل مباراة وأنا أتوقع الفوز".
لم يعلم النجم الإنجليزي كيف أو متى ساءت منه الأمور، ٣ تعادلات و٣ خسائر كانت كفيلة بنهاية الرحلة فيما يقرب من ٣١ يوما، شهر وحيد كان كفيل باستقالة سكولز من منصبه.
"أصبح الأمر واضحا أنني لن أتمكن من الاستمرار في منصبي كما نويت سابقا، أملت أن أستمر في أول ١٨ شهرا لي كمدرب للنادي الذي شجعته طيلة حياتي".
بحسب شبكة "بي بي سي" وسايمون ستون الصحفي الذي قال إن مالك نادي أولدهام حاول التدخل في شؤون الفريق وهو ما رفضه لاعب مانشستر يونايتد السابق.
سكولز كان يرفض تماما الانتقاد، وكان حادا تجاه النتائج السلبية حينما كان محللا، لكن حينما اختلف الوضع وأصبح محورها لم تعد الرؤية مثلما كانت.
أحد أكثر لاعبي الوسط موهبة في جيله تعرض لمصير سيء للغاية في بداية مسيرته التدريبية وفي تجربة كان يفترض أنها أقل ضغطا من المهام مع الفرق التي تلعب في دوريات أعلى ليمر بمصير بريان كلوف مع ليدز يونايتد وأليكس ماكليش مع نوتينجهام فورست. هل يتعافى سكولز من تلك الضربة القوية في بداية مسيرته التدريبية أم أنها انتهت؟