كتب : نادر عيد
عادة تجري اللقاءات الفاصلة عندما تعجز اللوائح عن التفريق بين المنتصر والمهزوم، لكن في الدرجة الثالثة المصرية اختلف الأمر قليلا، حيث أقيم لقاء فاصلا بين ناديين غير متساويين في النقاط.
اللقاء أقيم بالفعل عصر يوم الاثنين، وفيه فاز البنك الأهلي على جولدي ليضمن مكانا في دورة الترقي للممتاز ب.
كانت المنافسة على أشدها في دوري الدرجة الثالثة بين البنك الأهلي وجولدي الذي كان يوما ندا للكبار في الدوري الممتاز ببداية الألفية الثالثة.. الفريق الذي كان السادس على مستوى مصر موسم 2001-2002.
حتى الجولة الأخيرة كان التفوق من نصيب البنك الأهلي بفارق نقطتين، احتاج فقط للتعادل ليتأهل لدورة الترقي، أمام فريق التصنيع الذي يقف على حافة الهبوط إلى دوري الدرجة الرابعة، مباراة تبدو في المتناول.
حدثت المفاجأة وخسر البنك الأهلي، وفي المقابل انتصر جولدي ليظفر بالتأهل إلى دورة الترقي التي تعبد طريق الأندية للصعود إلى دوري الدرجة الثانية.
وبعد انتهاء الموسم وبداية استعدادات جولدي لدورة الترقي وبعد 10 أيام كاملة أخطر اتحاد الكرة الناديين أن هناك أزمة وأن التأهل لم يحسم بعد.
تبين لاتحاد الكرة بعد كل هذه الأيام أن فريق التصنيع أشرك لاعبا موقوفا ضد البنك الأهلي، بل إن مصطفى عبد الجواد الذي كان مفترضا أنه بدأ إجازته السنوية نظرا لإيقافه وغيابه عن المباراة، شارك وسجل هدف اللقاء الوحيد.
القرار الذي اتخذه اتحاد الكرة هو اعتبار التصنيع خاسرا للمباراة وإقامة لقاء فاصل بين البنك الأهلي وجولدي.
تبرير أحمد مجاهد عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة هو أن التأخر في تبين الأمر نزل كالصاعقة على رأس فريق جولدي الذي احتفل بالفعل بتأهله إلى دورة الترقي.
يفسر مجاهد لـFilGoal.com "رأينا جولدي مظلوما، بعدما تأهل بعشرة أيام نخبره بأنه لن يلعب دورة الترقي، وهو ليس طرفا في الأمر وإنما فريق ثالث هو سبب الأزمة. لذلك اتخذنا هذا القرار الذي نراه عادلا مرضيا للطرفين حتى وإن كان خارج اللائحة".
في المقابل.. البنك الأهلي يعتقد أن هناك ما هو أبعد من بحث اتحاد الكرة عن حل وسط يرضي الجميع.
فقال أشرف مرازيق شقيق عيد مرازيق المدير الفني للبنك الأهلي إن "اتحاد الكرة جامل رئيس جولدي بهذا القرار".
حاولنا التواصل مع هاني سعيد رئيس جولدي ليرد على مزاعم البنك الأهلي لكنه لم يرد.
في تمام الساعة الثانية ظهرا موعد انطلاق المباراة كان هاني أول من يجلس على دكة بدلاء جولدي.. أشرف مرازيق والعديد من مناصري البنك الأهلي حضروا اللقاء في مقصورة ملعب نادي النصر بضاحية مصر الجديدة باحثين عن فرحة متأخرة، وانتصار يؤكد أن فريقهم الأقوى والأجدر.
كانت مباراة حذرة إلى أقصى درجة بين عيد مرازيق ونظيره أحمد عبد الغني، اللاعب السابق لمنتخب مصر وأحد نجوم الجيل الذهبي لنادي حرس الحدود.
في الشوط الثاني، سعى جولدي بقوة لهز شباك منافسه أملا في اقتناص التأهل قبل امتداد المباراة العصيبة لشوطين إضافيين إذا استمر التعادل.
وبالفعل أهدر الفريق فرصتين كبيرتين إحداهما ارتطمت فيها الكرة بالعارضة، ندم بعدهما أشد الندم لأن قبل النهاية بلحظات أحرز عمرو عزت هدفا قاتلا للبنك الأهلي.
فور إطلاق محمود البنا، أحد حكام النخبة في مصر، لصافرة النهاية احتفل لاعبو البنك الأهلي بجنون خلفه إحساس بالظلم جراء ما حدث قبل المباراة.
لكن الملعب الذي انقسم إلى نصف يتزين بالفرحة وآخر يخيم عليه الحزن سرعان ما اشتعل بشجار كبير بين عناصر الناديين بعدما التقت نشوة ثأر لاعبي البنك الأهلي من قرار اتحاد الكرة بغضب لاعبي جولدي من ضياع حلم كان حقيقة لبضعة أيام.