كتب : إسلام مجدي
"إنه لاعب كبير، أنت لا تخسر موهبتك فجأة، أعتقد أنه سيجد حلا لما يحدث له". واين روني نجم مانشستر يونايتد متحدثا عن أنخل دي ماريا زميله السابق في مانشستر يونايتد.
مارس 2015، كان أنخل دي ماريا يعاني في مانشستر يونايتد وبعيد كل البعد عن مستواه ما بين الإصابة والاستبعاد من القائمة، صنع 9 أهداف وسجل 3 في 27 جولة بالدوري الإنجليزي.
العديد من التساؤلات وجهت إلى مانشستر يونايتد قبل أن توجه إلى اللاعب نفسه، أين دي ماريا بطل دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد واللاعب الذي قدم موسما استثنائيا وانضم للفريق بـ75 مليون يورو؟ ما الذي يحدث؟
"عليك أن تألف الوضع الذي تختبره جيدا". روني عن دي ماريا.
أما لويس فان جال مدرب الفريق في ذلك الوقت فقال إنه يعتقد أن هناك شيء خاطئ بشأن اللاعب، ربما يعاني من سوء حظ أو ما شابه.
الكثير من التقارير تشير إلى أن دي ماريا لم يألف جو إنجلترا ومدينة مانشستر، الأجواء الباردة للغاية والتي لم يعتد عليها، بجانب انتقادات حادة من زملائه في الفريق بأنه "ربما يكون موهوبا لكنه لا يمنح كل ما لديه بنسبة 100%". على عهدة صحيفة "إندبندنت البريطانية.
حسب صحيفة "إندبندنت" لم يحب دي ماريا قط مدربه لويس فان جال، ومن دون أن تكون هناك علاقة جيدة مع المدرب فيستحيل أن تحظى بمسيرة ناجحة أو يستفيد الفريق.
دي ماريا سجل هدفا رائعا للغاية ضد ليستر سيتي في خسارة يونايتد بنتيجة 5-3، فان جال شعر أن فريقه قام بفتح مساحات أكثر من اللازم، لنرى دي ماريا بعد ذلك يقدم مجهودا مضاعفا أكثر مما يستطيع.
أكثر لحظة ظهر خلالها اللاعب في أسوأ أحواله كانت في خسارة يونايتد من أرسنال في أولد ترافورد يوم 9 مارس عام 2015، حينما قام بدفع الحكم مايكل أوليفر وأشهر الحكم في وجهه بطاقة صفراء ثانية ثم الحمراء.
تحدث فان جال بغضب قائلا :"دي ماريا يعلم أنه لا يجب أن يلمس الحكم، لذا لم يكن ذلك تصرفا ذكيا منه، لكن التحكم في المشاعر ليس سهلا في مباراة مثل هذه، كان يعلم كل شيء كل لاعب يعلم ذلك".
وفي كوبا أمريكا 2015 أبدى الطاقم الفني للمنتخب الأرجنتيني بقيادة تاتا مارتينو مندهش للغاية من فقدان دي ماريا لقدراته والطريقة التي يلعب بها، كان مشتتا للغاية، بل واتجهت أصابع الاتهام إلى فان جال واتهم بأنه أفسد قدرات اللاعب.
كرة القدم لعبة قائمة على الاستمتاع، ربما تكون وظيفة للاعبين لكن أهم شيء أن يفعلها وهو مندمج ومستمتع بها، ولكن دي ماريا لم يشعر بذلك قط، لم يكن مرتاحا في غرفة الملابس ولم يكن كذلك في الملعب ولا في المدينة، لاعب مهم للغاية لكنه لم يتمكن من التعامل مع أي شيء.
"استمريت هناك لعام وحيد، لم يكن أفضل عام في مسيرتي، ولم يكن مسموحا لي بأن أقضي أفضل أوقاتي هنا". دي ماريا
"كانت هناك الكثير من التعقيدات مع المدرب في ذلك الوقت".
"حمدا لله، كنت قادرا على الانضمام إلى باريس سان جيرمان واستعادة ما كنت عليه".
العلاقة بين يونايتد ودي ماريا ربما تكون قد ساءت كثيرا، عام وحيد كان كافيا لأن يشعر اللاعب بأنه محبوس في قفص رغما عنه، ويشعر النادي أنه أخطأ خطأ كبيرا للغاية بدفع تلك القيمة مقابل عدم الاستفادة من أي شيء.
جيمي جاكسون صحفي "جارديان" وصف صفقة دي ماريا في عنوانه بـ"أنخل دي ماريا: لاعب مانشستر يونايتد المتردد الذي انتهى به المطاف كغلطة كبيرة".
الصحف البريطانية وصفت شخصية اللاعب بـ"الهشة"، ومستواه بـ"غير المستقر" ليأتي باريس سان جيرمان بمثابة الحل لمشكلة دي ماريا ويونايتد.
دي ماريا ليس اللاعب الذي يشكو من قوة نجومية زملائه أو غرور بعضهم، إنه هادئ الطباع وموهوب للغاية لا شك في ذلك، لكن لم تسر الأمور على ما يرام بالنسبة له في مانشستر يونايتد.
انضم إلى باريس سان جيرمان ليستعيد بريقه شيئا فشيء وصولا إلى موسم 2017-2018 حينما سجل 21 هدفا في 45 مباراة، وحاليا الآمال منعقدة عليه ليقود الفريق في الموسم بعد إصابة نيمار وإدينسون كافاني.
الكثير من الغيابات ضربت باريس سان جيرمان، لكن توماس توخيل مدرب الفريق ربما يراهن على رغبة دي ماريا في الانتقام من فريقه السابق، أو ربما إثبات أن بإمكانه التألق في أولد ترافورد لكن بقميص آخر، فهل يتخطى دي ماريا ذكرياته؟ أم ستكون ذكرى أخرى سيئة له؟