حوار في الجول – خالد خيري يرد على المستكاوي ويتعاطف مع رحاب جمعة ويقارن بين زكي والأحمر
الجمعة، 01 فبراير 2019 - 20:41
كتب : زكي السعيد
بعيدًا جدًا عن مبنى الإذاعة والتليفزيون، في أقصى شرق القاهرة، داخل مُجمَّع الصالات المغطاة بنادي الشمس، استمعنا إلى تعليق خالد خيري، ولكن في صورة إجابات عن أسئلة Filgoal.com هذه المرة، وليس على مباراة في كرة اليد.
معلّق كرة اليد الأشهر في مصر، والذي لاقت كلماته رواجا كبيرا خلال وصفه لمباريات المنتخب في كأس العالم 2019، يعيش تحديا موازيا في عالم التدريب.
خالد خيري عاد مؤخرا لنادي الشمس وتولى منصب المدير الفني لفريق الرجال، تزامنا مع تعليقه على مباريات المونديال، وبالطبع سيطمع في إنجاز مكافئ لنجاحه جماهيريا أثناء نقله تحقيق مصر إنجاز تاريخي بحصد المركز الثامن في البطولة.
المدير الفني لنادي الشمس استقبلنا بكل حفاوة، واصطحبنا نحو صالة الألعاب الرياضية المتخامة لملعب التدريب حيث تواجد العشرات من لاعبي كرة اليد من مختلف الفئات العمرية في النادي.
وأثناء الاتجاه نحو الصالة الرياضية للحصول على بعض الخصوصية وقدر معقول من الهدوء، حرص على مصافحة الجميع، مزح مع هذا واطمأن على ذاك.
استرقنا السمع لأحد أحاديثه الجانبية، وفهمنا أنه تعرّض مؤخرا لإصابة قوية في الرأس بسبب اصطدامه بأحد لاعبيه خلال التدريبات، ومحدّثه لامه على المبالغة في القيام بواجبات مهنته لدرجة التواجد على أرض الملعب مع عمالقته.
Filgoal.com يحاور خالد خيري على وقْع رمي الكرات وحفيف الأحذية الرياضية وصدى صافرات المدربين، يسأله عن رأيه في انتقادات حسن المستكاوي لأسلوبه، وأزمة رحاب جمعة، والمقارنة بين حسين زكي وأحمد الأحمر، واعتراضه شبه الدائم على التحكيم.
خالد خيري يحدثنا عن مسيرته التدريبية، ومغامراته أمام مايكروفون التعليق، وأفكاره التي تمنعه احترافيته من الإفصاح عنه على الهواء، وتأثير معلقي كرة القدم على أسلوبه.
هيا بنا إلى الحوار المطوّل..
دعنا نبدأ بسؤال روتيني، كيف بدأت علاقتك بلعبة كرة اليد؟
حدث ذلك عام 1984، كنت وقتها أمارس كرة القدم وأشغل مركز حراسة المرمى، ولكني تعرضت لكسر في كاحلي مرتين، مما أعاق استمرار مسيرتي.
جمعتني صداقة حينها مع شريف عمارة الذي كان متواجدا في نادي النصر، واقترح علي أن أتحوّل لأكون حارس مرمى في كرة اليد.
انتقلت بعدها إلى السكة الحديد ولعبت في الدوري الممتاز عام 1987، ثم رحلت إلى نادي الزهور، واعتزلت في عُمر الثلاثين بسبب قوانين الاتحاد المصري حينها التي لم تكن تسمح بمواصلة اللعب فوق هذا السن لمن ليسوا في دوري المحترفين.
بعد الاعتزال عملت في مجال السياحة وابتعدت لفترة عن كرة اليد، قبل أن يقترح علي أحد الأصدقاء العودة لنادي الزهور والتدريب في مدارس كرة اليد.
مسيرتي التدريبية أخذت منحى أكثر جدية في 1997 عندما استخرجت كارنيه الاتحاد المصري، وحصلت على الدراسات الأساسية بتقدير عام جيد جدا، وتقدير امتياز في كرة اليد، وهو ما يعادل كلية التربية الرياضية.
بعدها تدرجت في التدريب ضمن عدة أندية مثل الزهور والطيران والشمس والمقاولون العرب وهليوليدو والمعادي، قبل أن أعود مؤخرا للشمس.
عملت في السابق لفترة طويلة كمدرب لفريق السيدات في الشمس، وحصدت معه المركز الثاني في الدوري العام الماضي، وكان إنجازا هو الأول من نوعه.
الأستاذ أسامة أبو زيد رئيس النادي دعمني واحتضنني وأعادني مجددا للشمس هذا العام بعدما كنت في نادي المعادي، الآن أشرف على تدريب فريق الرجال في مهمة صعبة، وآمل أن أنجح فيها بتوفيق الله ودعم رئيس النادي.
كيف كان وضع الفريق قبل قدومك لتولي المهمة؟
قبل قدومي عانى الفريق من مشاكل كبيرة، يصارع على الهبوط، لا نمتلك أدوات كبيرة في الفريق، ولكن نستطيع اتباع أساليب فنية معينة تمكننا من مجاراة بقية الفرق. صحيح ليس لدينا خط خلفي قوي، ولا نمتلك ظهيرا مميزا، لكن لدينا خبرات جيدة في العمق.
بالعودة لخالد خيري المعلّق، هل لمست تفاعل الجماهير معك خلال كأس العالم 2019؟
لمست تفاعلا رهيبا، وأدركته عن طريق بناتي، كلما عدت إلى المنزل أجدهن ينقلن لي حديث الناس عن تعليقي، ويجعلني أشاهد "الكوميكس" والصور.
أريد أن أريك شيئا، خلال البطولة عكفنا على التقاط تعليقاتك المميزة وأخرجناها بهذا الشكل في صورة تصميمات...
أنتم أكثر من قام بهذا الأمر، ابنتي أرسلت إلي هذه الصور بالفعل، وعرفت حينها مدى تفاعل الناس، قرأت التعليقات، وأحمد الله عليها. هناك من طالبني بالتعليق على كرة القدم...
تحت أي شرط يمكنك أن توافق على التعليق على كرة القدم؟
ليس لدي شروط، الشرط الوحيد أن أنجح في نظر الجمهور.
وهل تعتقد أنك قادر على النجاح؟
بصراحة لم أجرب في مصر، لكن حدث موقف ذات مرة أثناء تواجدي في الجزيرة الرياضية، كنت أذهب للعمل هناك خلال فترة الأوليمبياد، قبل أن تحدث المشاكل السياسية.
وما حدث أن معلّق كرة القدم لم يحضر، بسبب كثرة المباريات تم تبليغه بالموعد بشكل خاطئ، والحل الوحيد أن تتم الاستعانة بمعلّق آخر متواجد.
حضر إلي رئيس البرامج، وسألني: هل من الممكن أن تعلّق على المباراة؟
وهو ما تم، المباراة كانت بين منتخبين مغمورين، وكانت سريعة للغاية، اضطررت إلى مذاكرة الأسماء والتدرب على نطقها في عجالة.
علّقت على المباراة بشكل جيد، وجاء إلي الرجل وشكرني واقترح أن أتحوّل للتعليق على كرة القدم، وأخبرني أنه سيحدّث المسؤولين في القناة.
كنت مرتبطا حينها بالقناة بشكل مؤقت خلال فترة الأوليمبياد فقط، وبعد رحيلي لم يحدث تواصل مجددا بهذا الشأن.
لكن كلنا نعشق كرة القدم، أنا تعلّمت البساطة من أسطورة التعليق على كرة القدم، الرجل الذي استطاع النزول لجمهور الشارع قبل أن يصل لجماهير المقصورة...
محمد لطيف؟
طبعا، هو الرجل الذي قال "لا شيلتون ولا عشرة زي شيلتون يعرفوا يشيلوا الكورة دي" ونحن خاسرون 0-4 أمام إنجلترا (يقصد المباراة الودية في 1986).
تأملت لكنته وطريقة كلامه، ولذا جعلت البساطة منهجي، هذا هو شعاري في مسيرتي الإعلامية منذ بدايتها، أن البساطة كنز لا يفنى، في الأساس القناعة كنز لا يفنى، ولكني أضيف إليها البساطة، لأن البساطة تصل بك إلى المتلقي بشكل أسهل.
جُمل السجع و"الإفيهات" التي ترددها على الهواء، تجهزها قبل المباريات؟
أقسم بالله أنني لا أكتب أو أجهّز جملة أبدا قبل المباراة. فقط جملة وحيدة كانت حاضرة في ذهني منذ كأس العالم 2001، قلتها لـ حسين زكي –وقتما أسميته "الكونكورد"، كنت أعلّق حينها على مباراة مصر وروسيا في ربع النهائي، وحسين زكي قدّم مباراة رائعة رفقة أحمد بلال، كان يلعب في مركز الجناح وتسلّم كرة وطار في الهواء مثل "الكونكورد" وسدد، ثم أعاد الكَرة في أكثر من مناسبة، لأقول حينها "يا حسين انت نجوميتك قدر مش اختيار".
هذه الجملة قلتها لاحقا مع (محمد) الطيار، وهي الجملة الوحيدة التي كنت أحفظها مسبقا.
لا يمكن أن أجهّز جُمل على شاكلة "بحبك يا طيار"، و"بحبك بجد يا كرة اليد"، لقد خرجت هذه الكلمات بشكل عفوي، وتعلّقت في أذهان الجماهير بشكل أكبر خلال هذه البطولة.
حسنا، على ذِكر "الكونكورد"، حسين زكي أم أحمد الأحمر؟
هما لاعبان مختلفان، أحدهما حمل منتخب مصر (حسين زكي)، والآخر (أحمد الأحمر) صعد للساحة أثناء حمل الأول لمنتخب مصر.
أذكر أنني علّقت على بطولة في المجر لمنتخب شباب مصر عبر إذاعة الشباب والرياضة، وذكرت حينها أن أحمد الأحمر سيلعب في المستقبل للمنتخب الأول بشكل حتمي، كان الأمر جليًا.
في تلك الفترة كان حسين زكي متواجدا مع المنتخب الأول بالفعل لسنوات منذ 1999 بعد أن توج هدفا لبطولة الدوحة للشباب.
يختلفان في الأسلوب المهاري والخططي، ولكنهما في نفس ميزان النجومية.
حسين زكي صنع تاريخا، كان رائدا في الاحتراف وناجحا فيه، لعب لأندية أوروبية مثل سيوداد ريال وأراجون، قضى سنوات طويلة خارج مصر ولم يعد، حتى عندما اعتزل كان في الإمارات.
هل تعطيه مسيرته الاحترافية أفضلية بسيطة؟
طبعا تعطيه أفضلية، ولكن في المقابل أحمد الأحمر صاحب مهارات، بينما حسين زكي قوته في راحة اليد وسرعة تصويباته.
أما أحمد الأحمر فالخداع هو مهارته، دائما ما أقول أنه سيمر في موقف واحد على واحد، لأن قوته في خداعه.
هل وصلتك ردود فعل قاسية على تعليقك؟
أخ فاضل في مجال كرة اليد، انزعج من تعليقي في مباراة الدنمارك وقولي أن الحكم لم يكن عادلا وأنه كان يميل في تحكيمه لأصحاب الأرض...
شخص مصري؟
نعم.
ما قلته عن التحكيم يومها كان وجهة نظري، لأني مدرب وشخص ممارس للعبة. عندما يتسلّم لاعب الدنمارك الكرة أثناء تمركزه على الدائرة وظهره للمرمى، ثم يدور ويمر ولاعبنا يتركه، ثم يحتسب الحكم رمية جزاء، فهذا أمر غير طبيعي.
ثم في الشوط الثاني احتسب علينا الحكم رميتي جزاء، تصدى لهما الطيار، ولم يكن لهما علاقة برمية الجزاء من الأساس.
رمية الجزاء تتطلب أن يكون اللاعب المهاجم في طريق نحو المرمى وأن يتعرض لإعاقة خطيرة تهدد سلامته، وهذا أمر لم أره في هذه اللقطات.
وما الذي أزعج ذاك "الأخ الفاضل"؟
قال إنني علّقت بهذه الطريقة بسبب مصالح تجمعني بالاتحاد المصري لكرة اليد.
ولكن الواقع أنني أخاطب في تعليقي الجمهور المصري عموما داخل مصر وخارجها، بل الجمهور العربي حتى مع حقيقة أن منتخب مصر هو الوحيد الذي حقق نتائج إيجابية بين العرب.
لو حدث وهوّنت على الجماهير نتيجة المباراة وحمّلت الحكم جزءا من المسؤولية، فهذا ليس خطأ. أفعل ما أراه صوابا، ولم يزعجني ما قاله، فهذا رأيه.
في المقابل وصلني تشجيع من المهندس هشام نصر رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد، قال لي: أحسنت، وقفت مع أولادنا ونشكرك على ذلك.
ليس لدي مصلحة حاليا مع الاتحاد المصري، أشرفت في السابق لـ 4 سنوات على منتخبات السيدات، وحاليا كل ما أريده هو التوفيق للاتحاد.
انفعالك على الحكام لم يحدث في مباراة الدنمارك فقط، بل تكرر كثيرا، فهل يكون التحكيم قاسيا على مصر دوما بالفعل؟ أم أنه مجرد انفعال مشجّع؟
بالطبع الحكام في كأس العالم يكونون على أعلى مستوى، ولكن انفعالي في مباراة الدنمارك تحديدا كان نابعا من حقيقة أننا فريق في طور النمو.
وبعاطفتي كمصري لا أريد من الحكم أن يعاملنا بقسوة، فعندما تحصّل إبراهيم المصري على بطاقة حمراء في مباراة إسبانيا، فقدنا لاعبا دفاعيا مميزا في أول 5 دقائق، هذا أمر مزعج.
أحيانا يصاب اللاعب بالتوتر ويحرّك يده بشكل عفوي بسرعة معينة فتصيب المنافس، فهل يستحق ذلك بطاقة حمراء؟
ولكن بالطبع هم حكام على أعلى مستوى، قد أكون مخطئا، هذا وارد طبعا.. أود فقط أن أبرز حقيقة تعليقي على المباريات عبر "مونيتور" في حجم "الموبايل" 3 مرات، وأكون جالسا في حجرة ضيقة بعرض صغير، إن تحركت إلى الجانب يصطدم كتفي بالحائط، هذا هو مكان تعليقي في الإذاعة والتليفزيون، ولكننا نعرف ضرورة التضحية حتى نرتقي بالمبنى والرياضة.
في السابق امتلكنا جيلا عظيما بلاعبين مثل سامح عبد الوارث وأشرف عواض وأحمد بلال. والآن بتنا نمتلك جيلا جديدا، لماذا لا نأخذ بيده وندعمه حتى يتطور؟
من المؤكد وجود عيوب، المدرب ليس متفرغا لنا بشكل كامل، ولكن لا يمكن أن أصرّح بذلك على الهواء، ليست مسؤوليتي، هناك من هو أقدر مني فنيا لمعالجة هذه الأمور في اتحاد اليد.
خالد خيري المدرب ينفعل على الحكام في الملعب؟
يمكنك أن توجّه إليهم هذا السؤال، أنا لا أتحدث مطلقا، كل ما أفعله هو لفت نظر الحكم أحيانا إلى خطأ عكسي، تماما مثلما يفعل زميلي المدرب الآخر.
شخصية المدرب شيء، وشخصية الإعلامي شيء آخر تماما.
فالمعلّق يكون مطالبا باجتذاب انتباه المشاهدين لـ 60 دقيقة، "الشاطر" من يقدر على إجبارك على متابعة مباراة في كرة اليد لـ 60 دقيقة سواء كانت لمنتخب مصر أو أي فريق آخر.
أما في الملعب، فأنا لا أعترض على الحكام أو أناقشهم إلا لو رأيت أن هذا حقي.
لكن في مسابقات المحترفين بوجه عام لا يكون هناك أي حديث مع الحكام، تحكيم المحترفين مليء بالشراسة واللاعبون يمتازون بالقوة، السواعد تلتقي كما يقولون.
هل أثار تعليقك غضب لاعب أو مدرب من قبل؟
لا أعتقد ذلك، حتى عندما أتحدث عن ديفيد ديفيز الذي لا يدري من هو خالد خيري أساسا، لم أكن قاسيا ولم أنتقد تغييراته...
هل ترفض الإفصاح عن وجهات نظرك الفنية خلال التعليق؟
هذا صحيح، في مباراة السويد على سبيل المثال كنا متأخرين بفارق 5 أهداف، وعدنا في النتيجة وتعادلنا ويتبقى 7 دقائق على النهاية، لو كنت أنا المدرب، سأبقي على هذا التشكيل في الملعب...
ولكنك لا تذكر ذلك على الهواء..
طبعا، فهذا ليس دوري، هناك من هو أقدر مني لمراجعة هذه الأمور، أنا أنقل الحدث للمشاهد والمستمع فقط.
في مباراة الأرجنتين "كان هيجرالي حاجة" لو خسرنا، أكثر مباراة انفعلت خلالها، الخسارة أمام الأرجنتين كانت ستعني عودتنا 30 عاما للوراء، وبصراحة تضايقت من نفسي بسبب انفعالي هذا، ولكنه كان نابعا من حبي لبلدي.
بعد مباراة الأرجنتين، كتب الأستاذ حسن المستكاوي مقالا عنك، هل قرأته؟
لا.
هل سمعت به؟
لا.
حسنا دعني أحاول تلخيصه، المقال اعترض على المبالغة في الشعارات الوطنية أثناء التعليق على المباريات الرياضية، وذكر أن الفائز والخاسر يكون المنتخب وليس الدولة، وانتقد مخاطبة المعلّق للاعبين بشكل مبالغ خلال المباراة وتوجيه تعليمات دقيقة إليهم.. ما رأيك؟
مجرد كتابة الأستاذ حسن المستكاوي عني بالسلب أو الإيجاب، فهذا يدفعني إلى شكره.
ربما عدم سماعي بالمقال هو ظروف خاصة مع والدتي وإصابتي بارتجاج خلال التدريب مع النادي، كنت أعلّق على المباريات متعاطيا الكثير من الأدوية.
ولكني أتوجه له بالشكر من خلالك، تمكنت من لفت نظره وهذه سعادة خاصة لشخصي، وجهة نظره تُحترَم، ولكن لو جلست معه وتحدثنا، سأكون قادرا على تفسير ما قلته في تعليقي، ومجددا أشكره على كتابته عني حتى لو بالنقد.
النقد شريعة الإعلام الراقي، هو كتب ذلك، وفي المقابل يمكن أن يُعجَب 50 شخصا آخر بتعليقي.
هو ليس كاتبا عاديا، إنه واحد من أفضل الكتاب الرياضيين في العالم العربي، إن لم يكن في العالم أجمع.
بالعودة إلى كرة القدم، هل لديك معلقين مفضلين بعد محمد لطيف؟
ميمي الشربيني موسوعة رياضية، علي محمد علي رجل جميل وبسيط ويذكر معلومات مفيدة دائما.
محمود بكر –عليه رحمة الله-، و(إبراهيم) الجويني "حازم خالد، ماهر همام" (يقلّد لكنته بتضخيم الأسماء)، أحمد عفت –عليه رحمة الله- "ياااا سّلاااام"، مستحيل أن ننسى هؤلاء المعلقين.
بالمناسبة سمعت البعض يقول أنني اكتسبت أسلوبي من أيمن الكاشف، وأقسم بالله أن هذا الأسلوب أعلّق به منذ ظهوري في المجال، فهذا ليس صحيحا، ربما العكس هو الصحيح.
ولكن هناك جملة أحب دائما أن أسمعها منه، قالها بغرض معين، حتى تكون علامة مميزة له: "ذا ماستر أوف ساسبنس"، بتنا نعرفها جميعا، وهذا يعني أنه نجح في فرض أسلوبه حتى لو اختلف عليه البعض.
ما الذي اختلف في مشاركة مصر 2019 عن النسخ الماضية؟ حققنا إنجازا لم نحصّله منذ سنوات، فما الجديد؟
صفاء النية.
نية مَن؟
الجهاز الفني والعاملين والمنظومة بأكملها.
دعني أخبرك شيئا، هل ديفيد ديفيز هو وحده المسؤول عن بروز عمر حجاج الظهير الأيسر؟
عمر حجاج تدرّب معي هنا في صالة نادي الشمس عام 2006، كنت وقتها مدربا عاما، كان يتدرب فرديا بشكل يومي لمدة ساعة، اعتدت أن أحضر خصيصا له مبكرا من الساعة الرابعة وحتى الخامسة، يسدد لمدة ساعة، تخيّل كم كرة يسددها في هذا الوقت!
يضع ساترا أمام المرمى الخالي من الحارس، مع خانات فارغة في الساتر ويبدأ في التدرب بشكل منتظم، هل سينسى المدرب الذي ساعده؟
بعدها سار في طريق طويل وانتقل إلى الأهلي.. ديفيز حضر ليأخذ عصارة أجيال متعاقبة من الشبان.
كما أن اتحاد اليد تخطى أخطر مرحلة بعد الانتخابات مباشرة، وظهر مترابطا ومتكيفا ومتحدا.
في المنتخب الحالي لدينا الخماسي إسلام حسن وكاتونجا وعلي زين وبكار ومحمد ممدوح هاشم، جميعهم حققوا إنجاز المركز الرابع بكأس العالم للشباب التي أقيمت في مصر.
الطيار كان في المنتخب الذي حصد فضية أوليمبياد الشباب، و(يحيى) الدرع حصد رابع العالم مع وائل عبد العاطي.
(محمد) سند ينتمي لنفس جيل عمر حجاج الذي فاز برابع العالم مع عمر عبد الوهاب عضو مجلس إدارة الاتحاد الحالي.
المنتخب مليء باللاعبين الذين برزوا في منتخبات الشباب المختلفة، ولدينا أجيال أخرى قوية في الطريق من مواليد 1998 و2000، هناك لاعب يتدرب الآن هنا في الصالة يدعى حسن وليد، ظهير أيسر، طوله أكثر من 2 متر، أستعين به في الفريق الأول، وأعتقد أنه سيكون إضافة كبيرة في المستقبل.
أكبر لاعب في المنتخب الحالي هو أحمد الأحمر القائد، هو تميمة هذا الجيل ويلعب بإخلاص كبير...
هل يقدر الأحمر على الاستمرار حتى كأس العالم 2021 التي تنظمها مصر؟
هو سيد قراره، أحمد الأحمر لا يزال لديه الكثير، الأحمر في أفضل حالاته البدنية حاليا...
فعلا؟
بالطبع، أنا تابعته عن قرب، شاهدته في التحضيرات وشاهدته يلعب أمام البحرين، يصل إلى المرمى في ثانية، ربما الجانب الفني لم يتسق بعد مع ديفيد ديفيز فقط...
تعتقد أنه احتاج إلى دقائق أكثر على أرض الملعب خلال البطولة؟
ديفيد ديفيز يلعب بطريقة توزيع الحمل، لن تجد لاعبا يكمل أكثر من 30 دقيقة في المباراة، المدرب الإسباني يحدث التغييرات بشكل مستديم، وهي طريقة تتطلب من كل اللاعبين على الدكة أن يكونوا في أتم الجاهزية بأي لحظة.
هذه أفضل طريقة يتبعها الأوروبيون عندما لا يمتلكون عناصر متكاملة، فنحن لا نمتلك خط دفاعي قوي، ولكنه يعوض ذلك بالاعتماد على عبد الرحمن عبده وإبراهيم المصري على مستوى الدفاع.
وفي آخر مباراة أمام إسبانيا، لعب عبد الرحمن عبده كظهير أيسر رغم أنه لم يهاجم طوال البطولة، لماذا في هذه المباراة تحديدا وهل كان قرارا صحيحا أم لا؟ المدرب وحده من يُحاسَب، ربما وجهة نظره أن اللاعب سيفيد المنتخب مستقبلا في هذا المركز.
لو دخلنا مباراة إسبانيا بهدف الظفر بالمركز السابع، لفزنا به...
لم يكن هدفنا الفوز بالمركز السابع؟!
هدفنا الأساسي كان عبور الدور الأول، ونحن تخطينا هذا الهدف حتى باللعب على المركز السابع، كنا قد قدّمنا بالفعل أقصى ما نملك، واللياقة البدنية لم تسعفنا في آخر مباراة.
أمام إسبانيا ارتكبنا أخطاء كثيرة في التمرير، وسُجل علينا 11 هدفا من هجوم خاطف، و(جوان) كانيّاس لاعبهم أحرز فينا 9 أهداف من الخط الخلفي، أي أنه سدد بكل راحة، صحيح عدم وجود المصري سبّب مشكلة، ولكن هذه الإحصائية تدل على ضعف في المقابلة وضعف فني وبدني معين، المنتخب كان قد قدّم كل شيء بالفعل.
حلمنا كان التأهل للدور الثاني، وإذا بنا نفوز بالمركز الثامن، وعندما تلقي نظرة على ترتيب البطولة، ستجد أننا تفوقنا على منتخبات مثل أيسلندا والبرازيل وروسيا.
كيف نجعل الاهتمام بكرة اليد دائما وليس موسميا في البطولات الكبرى فقط؟
أنادي من زمن بإطلاق نايل سبورت 2 و3، الرياضة ليست كرة القدم فقط، لو حدث ذلك ستجد أكثر من خالد خيري في الألعاب الأخرى.
تخيّل لو لم تحصل شركة بريزنتيشن سبورتس على حقوق مباريات مصر في كأس العالم 2019، لصار الوضع مماثلا؟ أنا نفسي لم أكن سأظهر، ولم يكن سيحظى المنتخب بنفس المتابعة الكبيرة.
في 2001 سمع الناس عن أشرف عواض وبقية النجوم بشكل عابر، ولكن في نسخة 2019 أنا أبرزت الطيار وكاتونجا وسند، وهذا يضع مسؤولية إضافية على كاهلهم بعد أن أخذوا حقهم إعلاميا، عليهم إعطائنا حقنا كمشاهدين وعشاق للعبة.
أتمنى أن تواصل بريزنتيشن على نفس المنوال، وأن نشاهد اهتماما من أون سبورت بكرة اليد، نمتلك الكوادر لعمل ذلك...
تقصد بث مباريات الدوري؟
بالطبع، يجب أن يُبَث الدوري حتى يتمكن الناس من متابعة هؤلاء اللاعبين، غير كافٍ مشاهدتهم في البطولات المجموعة.
هل تابعت أزمة رحاب جمعة ووصولها عروض للتجنيس وتفكيرها جديا في قبولها في ظل عدم وجود منتخب مصري أول لسيدات اليد؟
دعني أمدك بخلفية عن رحاب جمعة، هي لاعبة سابقة في الأهلي مواليد 1993، سافرت معي في بطولة إفريقيا للناشئات في بوركينا فاسو، وكانت واحدة من أميز اللاعبات، لم تكن تتناقش مع أحد في أمورها الاحترافية سواي، وهي تتمنى وجود منتخب مصري للسيدات.
يجب ألا يسيء الناس تفسير حديثها، فلنركز على الجانب الإيجابي ورغبتها الكبيرة في تمثيل منتخب بلادها، تريد اللعب لمصر ولكن الإمكانيات محدودة وميزانية الاتحاد المصري صغيرة وبالتالي الاهتمام قاصر على منتخبات الرجال.
هل الميزانية صغيرة حقا لهذه الدرجة؟!
بالتأكيد، لا أدري ولكن هذا مؤكد، يجب على الاتحاد المصري دراسة الوضع وتقييم منتخبات ناشئات 1998 و2000 خصوصا أنهن حققن نتائج إيجابية في السابق، يجب عمل منتخب أول، وشركة بريزنتيشن حاضرة.
لكن دعني أعود لـ رحاب جمعة، كنت أسميها "الطائر"، ليست لاعبة عادية، أعضائها تمتزج بروح بلادها، يجب تفسير حديثها بشكل صحيح.
متعاطف معها؟
أنا متعاطف مع أي شخص يحب بلده، ما الخطأ في مطالبتها بعمل منتخب للسيدات؟
وبالمناسبة مروة عيد طالبت بنفس الأمر كذلك، هي ورحاب جمعة نموذجان رائعان للاحتراف الخارجي.
لنقل أن الأزمة لم تُحل، هل تلجأ إلى خيار التجنيس لو كنت مكانها؟
هي صاحبة القرار، ويجب أن ننتبه لحقيقة أن الحصول على جنسية دولة أخرى لتمثيل منتخبها يكون في صورة جواز سفر، يطلقون عليه "باسبور أعمال"، وهذا لا يعني أنها ستغيّر جنسيتها أو قوميتها الأصلية.
هي حرة بالطبع، لا أعرف ظروفها، ولو حصلت على جنسية أخرى وتم إطلاق منتخب مصر للسيدات بعدها، فالعودة قرارها الخاص أيضا وليس قرار أي شخص آخر، في النهاية هي لن تتخلى أبدا عن جنسيتها المصرية.
رحاب جمعة ذكرت أنها حال قبولها التجنيس فسيكون لمنتخب أوروبي، ما رأيك في التجنيس لمنتخبات عربية مثلما حدث مع حسن عواض ولعبه لمنتخب قطر؟
وحاليا يلعب محمود زكي في منتخب قطر بعد أن قيّم الناحيتين المادية والرياضية، ولكن إن تم استدعائه لمنتخب مصر ورفض، فهذا خطأ بالطبع.
لم يصله استدعاء؟
لا أدري، ولهذا أخبرك أن صاحب الشأن هو من يُسأل عن هذه الأمور، وأنا لست صاحب الشأن.
لكني أعرف موقفا أود أن أذكره، حدث في البطولة العربية 2012 في قطر، مصر قابلت قطر حينها في المباراة النهائية.
المنتخب المصري ضم عدة لاعبين ينشطون في الدوري القطري بذلك التوقيت، وعُرض عليهم الكثير حتى يُخرجوا المباراة بشكل متكافئ، ورفضوا تماما ولعبوا مباراة في منتهى القسوة، هذا كلام يُسأل عنه حسن يسري.
بوجه عام أتمنى عودة الروح العربية لمجراها الطبيعي.
هل انقطعت علاقتك بـ beIN Sports للأبد؟
هناك الكثير من المصريين لا يزالون يعملون هناك، والقناة تفصل الجانبين الرياضي والسياسي، وهذا أمر جيد...
إذا أنت لا تُغلِق الباب في وجه العودة للقناة مستقبلا؟
لم أذهب من وقتها، لُعبت بطولتين ولم أكن متواجدا...
عُرض عليك؟
نعم عُرض علي، ولكني علّقت هنا في أون سبورت على البطولة الإفريقية التي خسرناها.
أخيرا، أخبرنا بموقف محرج أو كوميدي تعرضت له أثناء التعليق.
"المايك كهربني، قرّبت المايك من بؤي وكان واخد سِنة أرضي، فاتكهربت جامد".
ظهر الأمر في تعليقك؟!
"لا طبعا، أنا قلت: آآآآآه كورة قوية، ورجعت لورا"، لم يكن عندي حل آخر، بين الشوطين استدعيت الفني حتى يستبدل المايكروفون.
شكرا كابتن خالد، على أمل ألا يكون اللقاء الأخير.