لأن الرقم الأهم هو عدد مرات ملامستك الكأس.. إيران تسعى لدهس اليابان
الإثنين، 28 يناير 2019 - 00:22
كتب : زكي السعيد
مساء الإثنين، على ملعب هزاع بن زايد في إمارة العين، سيبحث لاعبو منتخب إيران عن تحديث سجلات بلادهم الآسيوية الراكدة منذ عدة عقود.
إيران تواجه اليابان في صدام مهول بنصف النهائي الأول لكأس آسيا 2019، والفوز سيكون إجباريًا لأمراء فارس الذين لم يتخطوا هذا الدور منذ 43 عاما.
منتخب إيران ظفر بثالث ألقابه الآسيوية وآخرها في نسخة 1976، وفشل من حينها في الظهور بالمباراة النهائية، فرصة ستكون سانحة على أرض الإمارات أكثر من أي مرة سابقة على الأرجح.
فعروض قوية يدفعها هجوم شرس ودفاع حديدي وحارس مرمى وصلت ثقته مداها الأقصى، جعلت إيران المرشح الأول للظفر بنسخة 2019 قبل وأثناء المسابقة.
منتخب كل الأرقام
لو بحثنا في سجلات الأرقام القياسية لبطولات كأس آسيا، فالعلم الإيراني سيبرز بأغلب الأرقام.
إيران هي المنتخب الذي فاز لاعبوه بلقب هداف كأس آسيا أكثر من أي جنسية أخرى. وهي الدولة الأكثر مشاركة في نسخ المسابقة، والأكثر خوضا للمباريات، والأكثر فوزا بالمباريات، والأكثر تسجيلا للأهداف، والأكثر حصدا للنقاط.
اللاعب الأكثر تسجيلا للأهداف في تاريخ المنافسات، إيراني. والأكثر تسجيلا للأهداف في نسخة واحدة، إيراني. والأكثر حصدا للقب البطولة، إيراني.
اللاعبون الإيرانيون هم الأكثر تسجيلا للثلاثيات في مباراة واحدة، بل أن الجمهور حقق بدوره رقما خارقا، إذ شهد نهائي 1976 في طهران الحضور الجماهيري الأكبر بتاريخ كأس آسيا بواقع 100 ألف مشجع.
إيران هي المنتخب الوحيد الذي فاز بكأس آسيا 3 مرات متتالية، إنجاز قاري فريد صمد في كل المنافسات بمختلف القارات، حتى ضاهاه منتخب مصر عام 2010.
رقم واحد بارز لا تملكه إيران، ولعله الرقم الأبرز والأهم: أكثر الدول فوزا بالبطولة، فـ اليابان تنفرد بهذا الرقم برصيد 4 ألقاب، وإيران سيتوجب عليها مساء الإثنين أن تتأكد أولا من ألا تحصل اليابان على فرصة إضافة اللقب الخامس.
الروشتة
إيران تمتلك رقما خارقا في كأس آسيا يكاد لا يُصدَق، فآخر هزيمة لها بالوقت الأصلي في البطولة يعود إلى مباراتها الأولى من نسخة 1996.
من وقتها ودعت إيران المنافسات في الوقت الإضافي أو بفعل ركلات الترجيح.
لذا سيتوجب على إيران أن تسعى لحسم مباراة اليابان في الوقت الأصلي، لتجنُب ذكريات ماضية سيئة في السنوات الماضية، حرمت أسماء عظمى على شاكلة علي دائي من رفع الكأس.
حان وقت الحصاد
في 2011، حضر البرتغالي كارلوس كيروش لتدريب إيران.
كيروش رحل قبلها من تدريب البرتغال غير مأسوف عليه بعد العرض الهزيل في كأس العالم 2010، وطاردته سمعة سيئة من موسمه اليتيم مع ريال مدريد في 2003\2004.
في آسيا، كان كيروش على موعد مع إعادة اكتشاف نفسه، ولكن ليس بشكل فوري.
البداية مع كأس العالم 2014 وعروض هجومية ضعيفة لم تترك بصمة بارزة لـ إيران التي تذيلت مجموعتها ولم تصنع شيئا بارزا.
قبل أن تأتي الصدمة بعد 6 أشهر..
كأس آسيا 2015، إيران المدججة بلاعبين بارزين، تودع من ربع النهائي أمام العراق بركلات الجزاء الترجيحية بعد التعادل 3-3 في سيناريو خيالي.
عند هذه النقطة، لربما لو أقال الاتحاد الإيراني كيروش، لما اعترض الكثيرون بعد أن خاض بطولتين دون أن يترك بصمة حقيقية على مستوى النتائج.. ولكن الإقالة لم تحدث.
في 2018، لعبت إيران أفضل مبارياتها تاريخيًا في كأس العالم، وكانت على بُعد هدف واحد من التأهل عن مجموعة ضمت إسبانيا والبرتغال والمغرب.
المنتخب الإيراني أقنع دفاعيًا، وكان خطيرا هجوميًا، وترك خروجه الدرامي مذاقا مريرا في أنفس مشجع كرة القدم المحايد الذي انجذب إلى منتخب متوازن بفرديات عالية وجماعية مثالية.
الآن حان وقت الحصاد، إيران تحتاج إلى تجاوز إنجاز تحقق قبل 43 عاما، وتسعى جاهدة لدخول العصر الحديث في الإنجازات الآسيوية بعد أن فشل دائي ورفاقه في الماضي.
البطولة هي الأخيرة على الأرجح مع كيروش الذي ليس على وفاق كامل مع الاتحاد الإيراني مؤخرا، وهي فرصة سانحة لتتويج عمل دؤوب استمر لـ 8 سنوات.
بيرانواند لا يُقهَر
أعاد علي رضا بيرانواند حارس مرمى إيران سيرة الحارس الآسيويين العظام بعد أن عانت القارة لسنوات من ضحالة في المواهب بين مرتدي القفازين.
فبين تصديه لركلة جزاء أمام كريستيانو رونالدو خلال مباراة البرتغال بالجولة الثالثة لدور المجموعات من كأس العالم 2018؛ وتصديه لركلة جزاء أمام أحمد كانو خلال مباراة عُمان في دور الـ 16 لكأس آسيا 2019، قدّم بيرانواند مستويات رائعة.
الحارس الإيراني قاد فريقه برسبوليس إلى نهائي دوري أبطال آسيا، دون أن ينجح في الظفر باللقب، خسارة لا يرغب بالطبع في تكرارها.
بيرانواند حافظ على شباكه حتى اللحظة في كأس آسيا، إذ لم تتجاوزه الكرة في 5 مباريات، إنجاز يشاركه فيه سعد الشيب حارس مرمى قطر، والصامد منهما قد ينل فرصة ملامسة الكأس المستحدثة التصميم.
ساموراي ملثم
مع إعلان هاجيمي مورياسو المدير الفني لليابان قائمته النهائية لـ كأس آسيا، كان من الصعب التعرف على أغلب اللاعبين.
مورياسو الذي تولى المهمة بعد كأس العالم 2018، لم يكن مقتنعا –ربما- إلى حد كبير بما قُدم في المونديال رغم وصول بلاده إلى دور الـ 16، وأحدث غربلة في الأسماء.
تاكاشي إينوي على سبيل المثال، والذي كان لاعب اليابان الأبرز في المونديال، لم يدخل قائمة كأس آسيا إلا بعد إصابة أحد زملائه.
ومع مجموعة لاعبين أعلنوا اعتزالهم دوليًا مثل كيسوكي هوندا وماكوتو هاسيبي، برز جيل ياباني جديد في السنوات الأولى من عقده الثالث.
اليابان ورغم وصولها للمربع الذهبي، لم تكن مقنعة بشكل كامل في أي من مبارياتها، بل نجدها عانت الأمرين أمام منتخب هاوٍ مثل تركمنستان، واحتاجت إلى أخطاء تحكيمية واضحة قبل أن تتجاوز عُمان، وإلى بعض من التألق من الحارس شويتشي جوندا حتى تعبر فيتنام.
بنظرة خاطفة على مباريات إيران واليابان في كأس آسيا 2019، ليس من الصعب توقع هوية المنتخب الرابح.. ولكن كرة القدم لا تُربَح بهذه الصورة.