فرينكي دي يونج.. أن تملك لاعبا قادرا على صنع الحلول الصعبة
الأربعاء، 23 يناير 2019 - 21:53
كتب : لؤي هشام
في العادة يوجد عدد كبير من اللاعبين القادرين على اللعب في أكثر من مركز، ولكن إن حاولت استرجاع بعضا من تلك الأسماء في ذاكرتك، فهل ستجد من بينهم لاعبا مهاريا بشكل كبير؟
ماذا إن امتلكت لاعبا قادرا على اللعب كمدافع ولاعب وسط دفاعي ولاعب ارتكاز وجناح وحتى صانع ألعاب إن احتجت يوما لذلك.. ليس ذلك فقط، وماذا إن كان في جعبته الكثير والكثير من المهارة، وأكثر من الذكاء؟
في بلد، يبلغ تعداده 17 مليون نسمة، لا تنضب المواهب الكروية أبدا. من يوان كرويف إلى ماركو فان باستين إلى فرانك ريكارد ورود خوليت مرورا بباتريك كلويفرت وكلارينس سيدورف حتى ويسلي شنايدر وأريين روبن.
لا نرغب في إطالة القائمة فالعديد من الأسماء قد تسقط من الذاكرة، لكن اسم آخر يبدو أنه سيبقى في الذاكرة طويلا.
في بلدة صغيرة تُدعى أركيل، يصل عدد سكانها إلى 4 آلاف شخص، لم تنضب المواهب أيضا. لاعب هولندي شاب أشقر الشعر استطاع أن يضع اسمه بين أبرز اللاعبين الواعدين المنتظر منهم الكثير مستقبلا.
برشلونة أعلن رسميا تعاقده مع فرينكي دي يونج لاعب وسط أياكس بداية من الموسم المقبل، ولمدة 5 سنوات مقابل 75 مليون يورو إضافة إلى 11 مليون أخرى كمتغيرات (طالع التفاصيل).
وياللصدفة فقد تم ذلك بعد مرور 30 عاما من التمام والكمال على انضمام أيقونة هولندية أخرى إلى قلعة الكتلان.. رونالد كومان، مدرب دي يونج الحالي في المنتخب الهولندي (طالع التفاصيل).
ما هي الإضافة المتوقع أن يقدمها صاحب الـ21 عاما إلى البارسا؟ FilGoal.com يحاول أن يشرح في الأسطر المقبلة.
إن لم تمتلك الكثير من الوقت في قراءة هذا التقرير فسنقدم لك الملخص.. برشلونة تعاقد مع سيرجيو بوسكيتس جديد ولكن مع مهارة أعلى وقدرة أكبر على التأقلم في أكثر من مركز.
لا تسيئوا الفهم، فبوسكتس يمثل حالة فريدة غيرت من مفاهيم لاعب الوسط في كرة القدم ولا يمكن التقليل من تأثيره، ولكن برشلونة الآن بات يمتلك بديلا قادرا على تعويضه مستقبلا.
"ربما نحن بحاجة لاختراع مركز جديد لأن دي يونج لا يبدو متوافقا مع المعايير الحالية لمراكز اللعبة الشائعة".. الكاتب الهولندي تابياس هان.
دائما ما يراوغ
كرة القدم عرفت الكثير من التطور خلال العقد الماضي وأصبحت تكتيكية وبدنية بشكل أكبر، واللاعبون الذين يتخذون قرارات تحمل مخاطرة باتوا أقل، أما مع دي يونج فستشاهد لاعبا ينفذ الكثير من المراوغات في الثلث الدفاعي لفريقه.
اللاعب القادم من أكاديمية أياكس يحب المراوغة، تلك الميزة التي وضعته في مكانة مختلفة مقارنة بالعديد من اللاعبين في نفس مركزه، ولكنه لا يراوغ من أجل انتزاع آهات الجماهير والاستعراض وإنما يتخذ هذا القرار في المكان المناسب والوقت المناسب.
مراوغة وحيدة قد تُخلص فريقه من ضغط يتعرض له أو يضع فريقه من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية سريعا. بمعنى أوضح: أفعاله تساعد فريقه على الوصول إلى الثلث الأخير بأدنى مجهود.
شاهد هنا دي يونج "المدافع" يراوغ ويتخلص من الضغط لينقل فريقه سريعا إلى الحالة الهجومية.
الصورة لا تكفي؟ حسنا لندع الأرقام تتحدث هذه المرة.. الصورة التالية توضح عدد المراوغات التي نفذها بشكل صحيح في جميع المراكز التي لعبها.. ذكاء ومهارة وفنيات.
تلك القدرة الكبيرة على المرور في موقف واحد ضد واحد تجعلك غير قادر على تطبيق الضغط بنجاح أمامه، وصاحب الـ21 عاما يُمكنه استغلال المساحات والتحكم بالكرة بشكل كبير.
لذا إن منحته ذلك، فلا تلم إلا لاعبيك لأن الأمر سينتهي ببينية لا تقبل التأويل وستضع زميله أمام المرمى.
ملك البينيات
على ذكر البينيات، يتمتع فرينكي بنسبة عالية من الدقة فيما يخص تلك التمريرات الصعبة التي لا تحتاج فقط إلى المهارة بل تحتاج أيضا إلى رؤية واسعة وإحساس بتحركات اللاعبين لإيصالها بالطريقة الصحيحة.
الأرقام تُظهر أن دي يونج استطاع أن يمرر 48 بينية في نصف ملعب الخصم بنسبة دقة تصل إلى أكثر من 66%، إضافة إلى 65 تمريرة إلى منطقة الـ18 لدى المنافس بنسبة صحيحة بلغت 63%.
قائمة الإمكانيات لم تتوقف بعد. الشاب الأشقر يستفيد من قدرته على المراوغة ويصنع المساحة اللازمة لزملائه التي تتوج ببينية تضعهم في مناطق الخطورة.
تحركاته بالكرة تجبر المنافس على الضغط عليه وهنا وعند المرور في موقف واحد ضد واحد فإن فرينكي يكون قد استفاد وأفاد، ومنح زملاءه المساحة المناسبة لاستلام الكرة.
في الصور التالية يتحرك فرينكي نحو المساحة الحمراء، وهو ما يفعله عادة عندما تتاح مثل تلك المساحات، يواصل التحرك بانتظار اقتراب لاعب المنافس منه، ثم بينية وضعت زميله في مواجهة المرمى.
ضرب الدفاعات
يستغل المساحات وينفذ المراوغات ويصنع البينيات؟ ربما يكون الحل في التراجع الدفاعي وتقارب الخطوط، ولكن لا، تمريرة طولية وحيدة قد تُذهب كل ذلك هباءً منثورا.
يمتلك فرينكي دقة كبيرة في التمريرات الطولية مثل العديد من المدافعين في الوقت الحالي، الفارق في قدرته على صنع فرصة فورية بتلك التمريرة.
في الصورة السابقة، ربما يختار 90% من اللاعبين التمريرة السهلة ولكن عقلية الدولي الهولندي الهجومية تجعله يتخذ الخيار الأصعب.
تحركاته بدون الكرة كذلك لا تقل ذكاءً عن نظيرتها بالكرة. الركض بشكل قطري، تحين الفرصة المناسبة للتحرك والتمركز بشكل صحيح.
يُمثل فرينكي نوعية اللاعبين التي تتمتع بذكاء ورؤية كبيرة في فهم اللعبة، والأدهى أنه يمتلك مساحة أكبر للتطور برفقة لاعبين بقيمة لاعبي برشلونة.
ربما يمكن اعتبار الهولندي صانع ألعاب متأخر أمام رباعي الدفاع، لكن الأكيد أنه لاعب وسط بمواصفات خاصة قد يصنع علامته الخاصة في المستقبل.
*جزء كبير من التقرير منقول بتصرف من تحليل لموقع totalfootballanalysis.
اقرأ أيضا:
رسميا – الكاف يستبعد الإسماعيلي من دوري أبطال إفريقيا
رسميا - أحد السعودي يعلن التعاقد مع مؤمن زكريا
بالفيديو - الأهلي يعلن رسميا عن القميص الجديد
مونديال اليد - بعد اكتساح النرويج للمجر.. منتخب مصر ضمن الثمانية الكبار
عبد الفتاح لـ في الجول: اتحاد الكرة ليس له سلطة في اختيار الحكام الأجانب