كتب : فادي أشرف
كرة القدم عند حسني عبد ربه بسيطة وسهلة، إن أتته الكرة على قدمه اليمنى وزاوية التسديد مفتوحة سيسدد، وإن كانت في قدمه اليسرى فلا مشكلة أيضا.. سيسددها.
الحارس متقدم؟ إذا يستحق العقاب!
"لا أذكر في مرة أني قلقت أن عبد ربه سيمرر الكرة بشكل خاطئ". سمعتها يوما من شخص كان يجلس خلفي في استاد القاهرة في مواجهة بين الأهلي والإسماعيلي.
ربما لم تنجب الكرة المصرية لاعبا في "تكامل" حسني عبد ربه الذي يحتفل اليوم بإتمام عامه الـ34.
يقول طه إسماعيل إن "حسني عبد ربه يفرض شخصيته ووجوده مؤثر أينما كان.. لاعب وسط متكامل بمعنى الكلمة".
يتفق معه أيمن يونس "حسني عبد ربه أكثر لاعب وسط متكامل رأيته في حياتي، لو سأختار 11 لاعبا في أعظم تشكيل في تاريخ مصر بالتأكيد سيكون موجودا فيه"
لن تنسى أبدا قذيفته التي دمرت شباك زامبيا، أو الصاروخ الأرضي الذي أيقن كارلوس كاميني حارس الكاميرون بعده أن الفراعنة لن يقهروا في غانا، أو ركلة الجزاء التي تسببت في أن يفقد شاوشي حارس الجزائر ما تبقى من عقله في أنجولا.
كيف ننسى هدف البلياردو الشهير في مرمى الحضري؟
"ربما لو ذهب للأهلي في 2008 لكانت مكانته اختلفت كثيرا".. هكذا يرى المحلل الكروي وعضو لجنة الكرة السابق بالأهلي طه إسماعيل.
تخيلوا عبد ربه بجوار حسام غالي خلفهما وائل جمعة وشادي محمد وجيلبرتو وإسلام الشاطر. أمامهما محمد أبو تريكة ومحمد بركات ثم فلافيو وعماد متعب.
ربما لن يحقق الأهلي بطولات أكثر من التي جمعها مع مانويل جوزيه، لكن فكرة وجود عبد ربه بجوار تلك الكتيبة بالتأكيد كانت لتضفي المزيد من ألاعيب الشياطين.
ستدرك طه إسماعيل "لكن عبد ربه حين قرر البقاء مع الدراويش تألق وكان نجما مع الإسماعيلي".
في المقابل يقول أيمن يونس المحلل الكروي ونجم الزمالك السابق "كنت أتمناه في الزمالك وهو أمر حاولت فيه بنفسي، ربما كانت مكانته ستختلف لو كان اختار ارتداء القميص الأبيض".
القيصر مع الثعلب حازم إمام في فريق واحد؟ صورة تستحق التخيل.
رفض عبد ربه عرضا من الزمالك بـ9 ملايين جنيه يتقاضاهم سنويا كأغلى لاعب في الدوري المصري يوما ما.
لماذا؟ يوضح الفيلسوف "اختياره كان ذكيا لأنه بذلك بات أخر مواليد سلالة الملوك في الإسماعيلية".
ويضيف أيمن يونس "إذا ذكرت عمالقة الإسماعيلي فأخر اسم ستقوله بعد عظماء الدراويش سيكون عبد ربه.. هو أهم شخص في الإسماعيلية".
في وقت ما، كانت الأحلام في الجزيرة وميت عقبة لا تخرج عن ارتداء حسني عبد ربه للقميص الأحمر أو الأبيض.. لكن ما رأي القيصر نفسه في هذا الأمر؟
سأله FilGoal.com.. هل ندمت يوما على عدم اللعب للأهلي أو الزمالك؟
"عمري ما ندمت على عدم اللعب للأهلي أو الزمالك" قالها عبد ربه قاطعة.
يقف في دائرة وسط الملعب في استاد الإسماعيلية.. كل ما يمكن سماعه هو هتاف من حائط أصفر: "حسني عبد ربه.. دراويش جوه في قلبه".
ربما عشرات المدربين ذهبت أصوات تعليماتهم خلال المران أدراج الرياح أمام ذلك الهتاف.
منطقية الأمور تحسم الجدل هنا، لا ملك بلا مملكة وهنا مملكة القيصر.
ربما في الأهلي لم يكن ليحظى بشارة قيادة مكتوب عليها اسمه دون أن يرتديها، وفي الزمالك كان من الممكن أن لا يصل لقلوب الجمهور التي يحتلها دون نزاع "أبناء النادي"، لكن في الإسماعيلية هو الملك المتوج.
"أنا ورايا شعب الإسماعيلية كله".. جملة لن تسمعها في الجزيرة أو في ميت عقبة.
أول ظهور لعبد ربه مع الفريق الأول للإسماعيلي كان في موسم رائع للدراويش انتهى بشكل مأساوي.
وصلوا لنهائي دوري أبطال إفريقيا أمام إنيمبا النيجيري لكنهم خسروا ولتلك الهزيمة قصة.. هل تتذكر عندما قام الإسماعيلي بـ"تهريب" عبد ربه وفتحي من فوق أسوار معسكر منتخب الشباب ليلعبا مباراة النهائي؟
حسب شهادة حرب الدهشوري حرب رئيس اتحاد الكرة حينها، فإن الأزمة احتاجت لتدخل علاء مبارك نجل الرئيس الأسبق لكي يلعب الثنائي مباراة إنيمبا.
مشهد الذهب الأول كان في كأس أمم إفريقيا للشباب عام 2003 مع حسن شحاتة، بطولة رفع كأسها رفقة الجيل الذهبي مع وعد أن اللاعب الذي بدت عليه سمات القيادة مبكرا سيحمل العديد من الكؤوس مستقبلا.
الأمور تسير على ما يرام، الشاب اليافع صار فتى الإسماعيلية الذهبي وفخر إنتاج قطاع ناشئي الدراويش لدرجة أنه لعب مباراته الأولى من 100 مع المنتخب الأول قبل إتمام عامه الـ20، 19 عاما و7 أشهر ضد ترينيداد وتوباجو.
الرحلة الخارجية الأولى كانت إلى ستراسبورج في 2005، في فرنسا لعب 22 مباراة في الدوري وصنع هدفا وحيدا بجانب 4 مباريات في كأس الاتحاد الأوروبي.
هل تعلم أن جناح باريس سان جيرمان والفرنسي الدولي حينها جيروم روتين هاجم عبد ربه بشدة بعد لقاء بين فريقه وبين سترازبورج؟ تدخل عنيف من عبد ربه رأى روتين أنه يجب أن يطرد بسببه ولكنه لم ينل إلا إنذارا ليخرج روتين ويهاجم عبد ربه عبر وسائل الإعلام.
كل الأمور تسير في اتجاه أن يكون عبد ربه أحد أهم من يحملون آمال الفراعنة في كأس أمم إفريقيا 2006.
هنا يظهر الشرير في قصة عبد ربه. الإصابة اللعينة. مرة أولى من 3 مرات سيعاني فيها عبد ربه من الإصابة. وكأن القدر يعاقبه على ما كاد يفعله في روتين.. "ولكنه قهر الإصابة في كل مرة"، هكذا يرى أيمن يونس.
في 2008 عوض عبد ربه ما فاته في 2006 بأداء نال به لقب أفضل لاعب في البطولة ورفع به كأسه الثانية فقط في مشواره.
لم تكن 2008 كلها جيدة لحسني عبد ربه، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الذهاب إلى الأهلي مثلما حلم محمد أبو تريكة الذي قال إنه اللاعب الذي طالما أراده في مختار التتش، لكن هنا ثار شعب الإسماعيلي وخرج حاملا كفن حسني عبد ربه مطالبا إياه بالبقاء وهو ما حدث في النهاية.
ربما من غير المعقول أن عبد ربه لم يضف سوى كأس الأمم 2010 لخزينته، ولكن معظم مسيرة عبد ربه كانت غير معقولة.
بين عدم الاستمرار في أوروبا الذي يقول عنه إنه "غير نادم" على عدم استمراره لأنها "إرادة الله"، الاقتراب كل مرة من الأهلي أو الزمالك دون الذهاب ومحاولة إضافة بطولات لسجله، التألق "العادي" في الخليج العربي، كلها أمور من غير المعقول أن ترتبط بعبد ربه.
"هناك حلم لم أحققه، هو التتويج ببطولة مع الدراويش على الرغم من الألقاب التي حققتها مع منتخب مصر، ولكني لم أُتوج بلقب بقميص الإسماعيلي".
وداعا لقيصر الكرة المصرية الذي أعلن اعتزاله رسميا وتعليق حذائه.
اقرأ أيضا:
شوبير: تعيين محمد فضل مديرا لبطولة أمم إفريقيا 2019
تركي آل الشيخ معلقا على صورة وكيل أعمال رونالدو: أنهي مع مكتبه صفقة قريبا
الزمالك: أحداد وحفني وعنتر ومدبولي مستمرون مع الفريق
تعرف أكثر على شبيبة الساورة الجزائري المنافس المقبل للأهلي
7 ملاحظات على قانون الرياضة في بيان لجنة الشباب بالبرلمان