تنس - أندي موراي.. المعركة التي لم يعرف كيف يقاتل فيها أو ينتصر
السبت، 12 يناير 2019 - 15:16
كتب : إسلام مجدي
"المعاناة استمرت لوقت طويل، لا يمكنني الاستمرار في فعل ذلك الأمر". أندي موراي.
منذ ٣ أعوام وفي عيد ميلاده الـ٢٨ فضل موراي الحديث عن الثنائي روس هاتشينز لاعب التنس البريطاني وإلينا بالتاتشا لاعبة التنس الأوكرانية الراحلة، ما الذي دفع النجم البريطاني لتذكر الثنائي؟
روس يكبر موراي بعام وحيد، عانى حينما بلغ الـ٢٨ عاما من مرض السرطان، وكان صديق موراي المقرب، بالطبع نجح في تخطي المعركة لكنه اعتزل الرياضة.
"أن تبلغ ٢٨ عاما يعني ذلك أنك صغير، ذلك العمر يعني أنك في قمة عطاءك كلاعب تنس، أعز أصدقائي أصيب بمرض السرطان في ذلك العمر".
"أن يكون معك صديق يلعب نفس الرياضة ويتدرب معك، وهناك نظام تدريبي معين للاعب التنس لكي تستمر في القمة وتبهر الناس، فعلنا ذلك سويا طيلة الوقت، التدرب من أجل التنس يتمحور حول التكرار، لكن الصحبة تجعله شيئا مختلفا".
بالطبع نجى روس من مرض السرطان لكن بالي؟ اللاعبة الأومرانية؟ لم يكتب لها النجاة. خسرت المعركة سريعا وقليلون يتذكرونها من بينهم موراي مقال كتبه في عيد ميلاده الـ٢٨.
"روس استحق أن يفوز بهذه المعركة، وكذلك بالي، لكنها لم تفز".
ربما يعكس ذلك جزء من شخصية موراي منذ كان طفلا وهو يهتم بغيره، في عمر الـ١٠ أصابه اكتئاب لغرق حيوان الهامستر خاصته، فيما بعد لمح تمييزا وعنصرية سواء في التعامل مع النساء أو الأشخاص المختلفين في المجتمع ليصبح واحد من أصغر مناصري القضايا وبالأخص قضايا المرأة ثم حقوق الحيوانات وغيرها.
يظل موراي أحد أبرز الشخصيات الرياضية في بريطانيا، الرجل الذي أعاد هيبة الدولة مجددا في اللعبة والرياضة، عام ٢٠١٣ وبطولة ويمبلدون كانت تلك واحدة من أهم اللحظات في مسيرته حسب صحيفة جارديان، بعيدا عن كونه ذلك الشخص الرائع الذي يؤمن بحقوق الآخرين، كان أول بطل بريطاني لها منذ ٧٧ عاما، بل وفعل ذلك في حقبة كان بها عدد من أساطير اللعبة المتواجدين فعليا.
فور انتصاره ألقى مضربه أرضا وظل يصرخ، ٣ بطولات جراند سلام ٢ ويمبلدون وبطولة أمريكا، ثم منافسة قوية ضد نوفاك ديوكوفيتش ورافاييل نادال وروجر فيدرر وستان فافرينكا، لطالما كان أحد آبرز نجوم اللعبة لسنوات.
استمر موراي أحد أبرز نجوم الحقبة الحديثة للتنس كرياضة ترفيهية تتابعها جماهير من شتى أنحاء العالم وتنتظر بطولاتها ويتابعون نجومها طيلة الوقت، حتى جاء ذلك الإعلان المشؤوم عام ٢٠١٧.
"أندي لن يلعب في كأس هارلينجام اليوم بسبب آلام في الفخذ، كان أمرا ضروريا لكي يلتزم الحرص الكافي قبل ويمبلدون".
كان ذلك في يونيو ٢٠١٧، أول مرة يتم خلالها الإعلان عن إصابة موراي، وقتها كان اللاعب قد أصيب في نصف نهائي بطولة رولان جاروس ومنذ ذلك الحين كان يتعافى لكن ذلك لم يحدث.
موراي عانى من إصابة في الفخذ وصلت إلى أسوأ مرحلة ممكنة، وللأسف أدرك ذلك في وقت متأخر، ما جعله يعاني من التهاب كامل في المفاصل، وتلك حالة لا يوجد علاج موثوق وقوي لها. ما جعله يصل لطريق مسدود.
رغم الألم الشديد وأي لاعب كان في مكانه كان يجب أن يتجنب اللعب، لكن موراي شارك وبطريقة ما نجح في الوصول إلى ربع نهائي البطولة، وقاتل ضد سام كويري لكن ذلك لم يكن كافيا له.
وقتها اضطر موراي للذهاب لأكثر من طبيب خلسة ونصحه الجميع بألا يبذل جهدا مضاعفا وأن يتحفظ ولا يضغط على إصابته، نفذ أكثر من برنامج إعادة تأهيل، وتم حقنه أكثر من مرة بالعديد من الأدوية والعلاج المختلف، ذلك الأسلوب الذي اتبعه كيفن أندرسون لكي يتخطى إصابته في الفخذ عام ٢٠١٦.
لم يكن هناك أي ضمانات لموراي، كان عليه التجربة لكي يعود لممارسة رياضته المفضلة، حاول العودة كثيرا خلال الأشهر الستة المتبقية من ٢٠١٧ حتى أن ذلك كان واضحا في بطولة أمريكا، وخلال أول أسبوع من عام ٢٠١٨ لكن المعاناة استمرت دون فرصة حقيقية للتعافي من الإصابة.
بعد آخر انتكاسة وبحسب صحيفة "تيليجراف" أصيب البريطاني بالإحباط الشديد، ثم اختفى تماما من اللعبة، وقتها كان موراي قد حاول تجربة علاجات أخرى، وخضع لجراحة أخرى.
طبيبه ستيفان أودونيل قال :"لم تكن تلك جراحة لجعل فخذه طبيعيا، بل كانت لكي تحسن من وضعه قدر الإمكان".
لكن موراي اعترف بعد ذلك وهو يبكي في المؤتمر الصحفي :"الجراحة لم تساعد مع الآلام التي أشعر بها على الإطلاق".
موراي كان دائما سباق في طريقة التفكير والدعم، محب للرياضة ويمارسها منذ نعومة أظافره، كان أول لاعب على الإطلاق يضيف أسطورة تنس كمدرب له حينما فعل ذلك مع إيفان ليندل، ثم تبعه نجوم عصره، وضم إليه إميلي موريسمو الأسطورة الفرنسية ليصبح أول من يفعل ذلك وكنوع من النصرة ضد التمييز ضد المرأة.
ربما ناصر موراي صديقه وزميلته في الرياضة في معركتهما ضد السرطان، وقاتل من أجل القضايا الإنسانية التي يؤمن بها، لكنه وللأسف خسر معركته الشخصية مع الإصابة وباطت كافة محاولاته بالفشل، ويتبقى له أمل أخير بإنهاء مسيرته في بطولة ويمبلدون المقبلة.
"لا أستطيع تأكيد قدرتي على اللعب وأنا أتحمل الألم لأربعة أو خمسة أشهر مقبلة".
"أرغب في المشاركة في ويمبلدون ثم أتوقف بعدها لكنني لست واثقا بقدرتي على القيام بذلك".
"أعاني من الألم منذ 20 شهرا وفعلت كل شيء لمحاولة التغلب على الإصابة التي أعاني منها في الفخذ لكنه لم يتحسن كثيرا".
"أنا أفضل حاليا مما كنت عليه قبل ستة أشهر ولكنني لازلت أشعر بالكثير من الألم، أستطيع اللعب بشكل جيد ولكن ليس المستوى الذي اعتدت عليه".
ربما انتصر موراي لكثير من القضايا وحقق عددا من البطولات، العديد من الإنجازات على الصعيد الإنساني والرياضي والكثير من الدعم الذي قدمه للكثيرين، لكنه خسر معركته الأهم في رياضته التي يحبها، بالتأكيد اعتزاله خسارة للعبة التنس، وكل التوفيق له فيما هو قادم من مسيرته.
المصادر (The Player's Tribune، جارديان، تيليجراف، إندبندنت)
اقرأ أيضا
الكشف عن سبب إقامة ودية مارس في نيجيريا رغم نقل أمم إفريقيا لمصر
مدرب المنتخب لـ في الجول: إقامة أمم إفريقيا في مصر يجعل الفوز بها حتميا
حازم إمام لـ في الجول: أمم إفريقيا ستعيد الكرة المصرية لمكانتها الكبرى
طبيب الأهلي: سعد سمير جاهز لمباراة شبيبة الساورة.. وهذا موعد عودة صلاح محسن
تشكيل الأهلي المتوقع – مروان يقود الهجوم.. وثلاث صفقات قد يبدأون أمام فيتا
حوار في الجول – علي فتحي: الزمالك ظلمني.. تسببوا في مضاعفة إصابتي وحسم احترافي قريبا