كتب : زكي السعيد
يتميّز مارسيلو بييلسا المدرب الأرجنتيني الشهير، بأساليبه التدريبية الغريبة وعاداته غير الاعتيادية، ولكن الأمر تجاوز معه الخطوط الحمراء هذه المرة.
المدرب الحالي لـ ليدز يونايتد، والذي يقود فريقه بثبات نحو العودة للدوري الإنجليزي الممتاز بعد 14 عاما من الهبوط، اعترف بإرساله جاسوسا إلى مقر تدريب دربي كاونتي، الذي يقوده فرانك لامبارد تدريبيا، قبل مباراة الفريقين المهمة في دوري القسم الثاني الإنجليزي.
بدأت الأزمة عندما ارتاب سكان المنازل المحيطة بمقر تدريبات دربي كاونتي أمس الخميس من شخص يتواجد بين الشجيرات ويحمل منظارا وقاطعا للأسلاك ويتصرف بغرابة، ليقوموا بإخبار أمن النادي.
رجل الأمن وعندما شاهد الشخص، تعرّف عليه على الفور، إنه نفس الشخص الذي أمسك به في وقت متقدم من الموسم، ليتبيّن أنه "جاسوس" تابع لنادي ليدز يونايتد.
بمراجعة سجلات مطلع الموسم، اكتشف المسؤولون في دربي كاونتي أن تاريخ الإمساك بهذا الشخص يرجع إلى 9 أغسطس، أي قبل يومين فقط من مواجهة الدور الأول بين الفريقين التي انتهت بفوز ليدز 4-1 في الجولة الثانية من دوري القسم الثاني.
الأمر تطلب حضور الشرطة إلى مقر تدريبات دربي كاونتي أمس الخميس، لتلقي القبض على "جاسوس ليدز"، قبل أن يتلقى فرانك لامبارد مكالمة هاتفية من مترجم مارسيلو بييلسا.
صحيفة "صن" البريطانية تحدّثت إلى مصدر من داخل نادي دربي كاونتي، والذي كشف بدوره عن تفاصيل الواقعة:
"رجل الأمن تعرّف على هذا الشخص لأنه أمسك به بين الشجيرات في مطلع الموسم، ولكن الجميع ظنوا حينها أنه مجرد شخص غريب الأطوار".
"ولكن عندما دققوا في الأمر أكثر بعد أن تعرّفوا عليه، وجدوا أن سيارته تابعة لنادي ليدز يونايتد، وبعدها تلقى المدرب (لامبارد) مكالمة من شخص أخبره أنه مترجم بييلسا، وأنه سيخبره برسالة منه تقول إنه يتحمّل مسؤولية هذا الشخص المنتمي إلى طاقمه وأنه من أرسله لمشاهدة التدريب".
"وجدنا هذا الشخص مرتين، والمرتين قبل مواجهتنا مع ليدز يونايتد، أتساءل ما هو وضع بقية الأندية التي لا تتمتع بنفس القدرات الأمنية؟".
"بغض النظر عن تأثير ذلك على نتيجة المباراة، فإنه يعد غشًا، يجب أن تتوقف جميع أندية الدوري للحظة وتدقق فيما يحدث، لقد أمسكنا بشخص مرتين قبل المباراتين أمام ليدز، إنه نفس الشخص، وهم اعترفوا بإرساله".
اليوم الجمعة، وخلال اللقاء التليفزيوني الإجباري الذي يجريه المدربون مع "سكاي" قبل المباريات، سُئل بييلسا عن الواقعة، ليعترف المدرب بأنه من أرسل هذا الشخص، محمّلا نفسه المسؤولية كاملة، مشيرا أن ناديه ليس له أي علاقة بتلك الواقعة.
بييلسا قال في حديثه قبل انطلاق المباراة:
"أنا المسؤول عن هذا الحادث، ولكن هناك بعض التوضيحات التي أرغب في قوها".
"لا يهم إن كان الأمر قانونيا أم لا، صائبا أو خاطئا، فبالنسبة لي طالما شعر فرانك لامبارد ودربي كاونتي أن الأمر لم يكن صائبا، فهذا يعني أنني لم أتصرف بشكل صحيح".
"تحدثت بالأمس مع فرانك لامبارد وقد أخبرني أنني لم أحترم قواعد اللعب النظيف بالنسبة له. لدي وجهة نظر مختلفة، ولكن المهم هو ما يعتقده فرانك لامبارد ودربي كاونتي".
"أنا المسؤول الوحيد عن ذلك، لم أطلب إذنا من نادي ليدز يونايتد لأفعل ذلك".
لكنه كشف أنه اتبع هذا الأسلوب طوال سنوات مسيرته الماضية:
"لن أحاول التبرير، ولكني استخدمت هذا الأسلوب منذ تصفيات كأس العالم (2002) مع الأرجنتين، هذا ليس قانونيا بشكل كامل، ولكنه ليس أيضا غير قانوني".
"كنا نقوم بذلك بشكل علني، نتحدث عنه في الصحافة، هو تصرف خاطئ في نظر بعض الأشخاص، ولكنه تصرف لا بأس به في نظر آخرين".
في المقابل، وعندما سُئل لامبارد بعد دقائق من مراسل "سكاي" عن تصريحات بييلسا واعتباره أن التصرف طبيعي في بلدان أخرى، استنكر لامبارد هذه الحجة:
"لقد كشفنا شخصا أيضا قبل مباراة الدور الأول التي خسرناها 1-4. ليدز يونايتد يستطيع الفوز عليك 4-1 لأنه فريق رائع، ولكنهم أخفوا شخصا بين الشجيرات في ذلك اليوم، طُلب من هذا الشخص أن يغادر، ولكن لم يتم التوقف عنده كثيرا مثلما هو الحال هذه المرة".
"على المستوى الرياضي، هذا سيء، إن بدأنا الحديث عن الموقف من منظور ثقافي وقلنا إنه يحدث بشكل طبيعي في بلدان أخرى، فأنا مصِر أنه ليس طبيعيا. هذا يشوش على تحضيرنا للمباراة، سيقول الناس إنني أحاول اختلاق الأعذار، ولكني سأكرر نفس كلامي بعد المباراة سواء فزنا أو خسرنا أو تعادلنا".
"التدريب توقّف لأن الشرطة حضرت لملعب التدريب، كنا نتدرب على خطة الفريق والطريقة والأدوار وأسلوب الضغط. حتى أن هاري ويلسون لم يكن يتدرب والشخص الذي راقبنا أمكنه رؤية كل ذلك".
"إن اعتقد شخص أن هذا الأمر ليس مؤثرا، فهذا يعني أن مدربين عظماء مثل بيب جوارديولا وماوريسيو بوكيتينو ويورجن كلوب جميعهم محظوظين. إن لم تكن الاستعدادات والفنيات والعمل عليها في مقر تدريبنا جزءا أصيلا من المباراة، فهذا يعني أننا جميعا مدربين محظوظين".
"لا أعبأ إن كان الأمر مرتبطا بالثقافة، إن درّبت في بلد آخر خلال مسيرتي، فإنني سأتعلّم تقاليد هذه الدولة عند الوصول إليها وألتزم بها، وهو شيء من الجيد أن تطبقه في الحياة بوجه عام، وليس فقط في كرة القدم".
هل تقدّم ناديه بشكوى رسمية؟
لامبارد أجاب بكثير من الأسف:
"لا أعتقد أننا في حاجة للتقدم بشكوى، لأنه اعترف بالفعل. الأمر الآن يعود للرابطة حتى تقرر كيفية التعامل مع الأمر".
ليدز يتصدر جدول الترتيب قبل المباراة برصيد 51 نقطة، فيما يحتل دربي كاونتي المركز السادس برصيد 43 نقطة.
انطلاقة المباراة شهدت مصافحة باردة بين الطرفين، بدا وجه لامبارد خلالها جامدا.
اقرأ أيضا:
أسد سان ماميس ينقلب على صاحبه.. مخالب الهبوط تنهش جسد بلباو
لاسارتي: جاهزون لمواجهة فيتا.. وأشرف بنفسي على برنامج عودة المصابين
مصدر من الكاف لـ في الجول: الـVAR ربما يكون حاضرا في أمم إفريقيا 2019
جروس: الزمالك جاء إلى المغرب للانتصار.. وبوطيب صفقة ناجحة بكل المقاييس
يجتمع من جديد مع هنري.. رسميا – فابريجاس إلى موناكو