كتب : عاطف شادي
قال جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إنه تحدث مع قطر التي ستستضيف كأس العالم 2022 من أجل إمكانية زيادة عدد منتخبات البطولة إلى 48 منتخبا وأشار إلى وجود ترحيب بالفكرة. وذلك في حوار مطول أجراه مع صحيفة "الاتحاد" الإماراتية.
وبدأ إنفانتينو حديثه حول استضافة الإمارات لبطولة آسيا قائلا: "هذا مؤشر إيجابي للغاية أن تطلق الإمارات اسم عام التسامح على سنة 2019 في نفس السنة التي تستضيف فيها كأس آسيا، وتستقبل كل القارة الآسيوية في أرض التسامح هنا في الإمارات، وذلك يعتبر فأل خير بالتأكيد للجميع ولدولة الإمارات التي تتعامل بتسامح والكل يشعر بذلك هنا على أرضها، الأمر ليس غريباً على هذا الشعب ولا قيادات هذا البلد".
وأضاف "أتمنى كل التوفيق للإمارات في تقديم بطولة استثنائية، وكل الفرق المشاركة كذلك، وأتمنى أيضاً أن يعيش الجميع أجواء رائعة سواء الزوار أو الجماهير المقيمة هنا وجاءت لتشجيع منتخباتها في أكبر بطولة آسيوية في التاريخ، فهذا الأمر رائع بالتأكيد خصوصاً أن البطولة تقام في عام التسامح تلك القيمة الرائعة التي يتمحور حولها كل شيء في الحياة وفي كرة القدم أيضاً، وأتمنى أن نشاهد بطولة مميزة للجميع وأن نرى كرة قدم قوية ومتطورة للغاية".
وواصل "كدولة مستضيفة للبطولة، كأس آسيا الآن يشارك فيها 24 منتخباً، لأول مرة في تاريخ البطولة، وهو قرار تاريخي بالفعل، والإمارات لديها القدرة لتنظيم واستضافة بطولة بهذا الحجم، وأنا كرئيس للفيفا كنت شاهداً على ما قدمته الإمارات بمونديال الأندية في 2017 و2018 هناك تنظيم على أعلى مستوى تم تقديمه للبطولة".
وتستضيف الإمارات النسخة الـ17 من بطولة كأس آسيا التي ستقام في الفترة من 5 يناير إلى 1 فبراير.
وتطرق إنفانتينو للحدث حول ما قدمه العين في كأس العالم للأندية قائلا: "ما رأيته من العين لم يفاجئني لأنني مؤمن أن هناك تطوراً كبيراً في كرة القدم حول العالم ولا توجد فوارق كبيرة مثلما سبق، فالكل رأى ما فعلته كرواتيا في مونديال موسكو والآن قدم العين بطولة استثنائية في مونديال الأندية وأطاح بأبطال 3 قارات واصطدم بريال مدريد وبالتالي خسر النهائي ولكن ما حققه يستحق الإعجاب بالتأكيد، كنت هناك ورأيت ذلك بنفسي".
وخسر العين بنتيجة 4-1 من ريال مدريد في نهائي كأس العالم للأندية التي أقيمت في شهر ديسمبر الماضي.
وتحدث رئيس الفيفا عن نزاهة الاتحاد الدولي وما تم من إنجازات بعد توليه المهمة عقب اتهامات الفساد التي لاحقت سيب بلاتر رئيس الفيفا السابق وقال: "نجحنا في بناء سمعة عالمية جديدة أكثر شفافية ونزاهة عن ذي قبل وأعدنا بناء الثقة، كما قمنا بزيادة دخل الفيفا من 5 مليارات إلى 6.5 مليار دولار، وهو ما يعني زيادة 1.5 مليار دولار في وقت صعب لم يكن لينجح فيه أحد للوصول لهذا الأمر في ظل أزمة هي الأكبر في تاريخ الفيفا، وأقصد هنا أزمة فقدان الثقة في سمعة المؤسسة في الفترة الماضية، لكن الآن كل شيء تغيير، والعالم بات يدرك أن الفيفا تقاد بأسلوب أكثر عدالة وشفافية وانفتاح ونزاهة".
وواصل "الهدف واحد هو كرة القدم للجميع ويشارك فيها الجميع، وفي روسيا نظمنا كأس عالم هو الأروع في تاريخ بطولات كأس العالم، والكل شهد بطولة مميزة للغاية تفوقت فيها روسيا في التنظيم والاستضافة، وكما رأى الجميع أيضاً فقد وصلنا لقرار تاريخي أيضاً لتنظيم المونديال بـ48 منتخباً مع نسخة 2026 والتي ستقام في أكبر 3 دول تقريباً في العالم وهي أميركا وكندا والمكسيك"ز
واسترسل "الكل شاهد كيف كان التصويت علنا وقائم على الشفافية والعدالة، وهذه هي المبادئ التي نعمل من أجلها في الفيفا حتى في التعاملات المالية، والاتفاقيات والرعاية وغيرها من الجوانب الأخرى، لذلك كان قرار الزيادة تاريخياً لأن العالم كان ينتظره وقد وافقت عليه الجمعية العمومية بالإجماع، أنا فخور بذلك، خصوصاً أن الجميع بات يؤكد أن الفيفا أصبحت منظمة تقوم على الشفافية في التعامل مع الجميع وتسعى لتوفير العدالة للجميع".
وتحدث إنفانتينو بعد ذلك عن إمكانية زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2022 في قطر قائلا: "لقد تحدثنا مع قطر في هذا الشأن، وهم منفتحون للنظر والتفكير في الأمر، لأنه سيكون صعباً للغاية بحسب ما نرى الآن بشكل منطقي أن تقام نسخة 2022 بـ48 منتخباً في قطر وحدها، وهذا ليس عيباً، فمونديال 2026 سينظم من 3 دول في أميركا، وبالتالي لماذا لا يتم ذلك الأمر هنا في الخليج".
وواصل "لو نجحت دول الخليج في استضافة مشتركة للمونديال بهذا الحجم في 2022 فالنجاح سيكون للعالم العربي كله وليس فقط الخليج، وأنا أحب تلك المنطقة، نعم أحب المنطقة العربية ومنطقة الخليج، لذلك أتمنى أن يتحقق ذلك".
وأكمل "لماذا لا ننقل بعض المباريات من مونديال 2022 لتقام في الإمارات على سبيل المثال سيكون أمراً رائعاً وأتمنى ذلك، بالإضافة أيضاً لدول أخرى بالمنطقة ليصبح تنظيم مشترك يحمل معاني كبيرة للعالم، أنا أرحب ذلك كرئيس للفيفا، وهناك نقاشات دارت مع قيادات في المنطقة بهذا الشأن".
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قد أعلن في وقت سابق عن استضافة دول كندا والمكسيك وأمريكا لبطولة كأس العالم 2026 مع مشاركة 48 منتخبا في البطولة.
وناقش إنفانتينو ما يدور من تقارير حول وجود خلافات مع الاتحاد الأوروبي قائلا: "ليس صحيحاً ما تقوله بعض التقارير عن وجود خلاف مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أو توتر بيننا، هناك اختلاف في وجهات النظر حول بعض الأمور، وهناك أيضاً اتفاق في الكثير من الأمور، وهذا الأمر صحي وطبيعي، لأن فيفا يتخذ القرار الذي يفيد جميع القارات والاتحادات وليس قارة أو اتحاد بعينه والكل يدرك ذلك وهذا جوهر فلسفة الشفافية والنزاهة التي نعمل بها، لذلك لن نوافق على كل ما يريده كل شخص وإلا سننتهي إلى عدم تحقيق أي إنجازات أو نجاحات، فنحن ننطلق للأمام، والعالم كله يريد زيادة مونديال الأندية وأعتقد أن أوروبا أيضاً تريد ذلك ودول أوروبية كثيرة تريد زيادة المونديال".
وواصل "النقاش موجود وسيكون لكلا البطولتين بالتأكيد، وهذا ما يريده الجميع، لكن القرار الأخير للمكتب التنفيذي في مارس المقبل، أما مونديال الأندية فسيكون 24 منتخباً ويقام كل 4 سنوات أو أقل، فالأمر لا يزال تحت النقاش وربما يقام كل عامين لنرى فرقا جديدة".
وتابع "بالفعل الأمر يعطيني مؤشراً إيجابياً أكثر من 190 اتحادا حول العالم أرسلوا لي خطاب ترشيحي لفترة ثانية، وهو أيضاً يعني أن العالم يرى ما نقوم به ويحترمه ويريدنا أن نكمل طريقنا لمزيد من التطوير".
وأتم "أعتقد أن الأمر يتعلق بالثقة بيني وبين الاتحادات، وأيضاً هذا الموقف يعتبر تشجيعاً من دول وقارات العالم لي في الفيفا باستكمال ما بدأته حيث انفذ كل ما وعد به، بل الحقيقة أنني نفذت أكثر مما وعدت به الجميع، مثل المونديال الذي وعدت بزيادته إلى 40 دولة وبات الآن 48 دولة، والتطوير ما زال مستمراً، والعالم كله يشاركنا ذلك، لذلك أرى الـ190 خطاب ترشح دعما ومساندة لما نقوم به وأنا أشكر جميع الاتحادات".