كتب : رامي جمال
كان كل شيء في حياة خالد بوطيب صاحب الـ25 عاما يسير بشكل مميز وفي طريقه لأن يصبح عالما بعدما درس القياسات الفيزيائة والكيمائية وتفوقه في الرياضيات خلال المرحلة الثانوية ولكن كل شيء تغير فجأة في عام 2012.
"ما لا يعرفه البعض أن حياة اللاعبين ليست كلها أموال وأفراح وشهرة بل هناك تضحيات ومثابرة" خالد بوطيب.
مثل العديد ممن هم من دول شمال إفريقيا وبالتحديد تونس والجزائر والمغرب وُلد بوطيب في فرنسا لأب وأم من أصول مغربية واعتاد لعب كرة القدم بشكل حر مع أصدقائه أو في أندية الهواة التي تنقل بينها منذ عام 2006 وحتى 2014.
في ذلك الوقت كان خالد تخرج بشكل جيد من المدرسة وبتقديرات جيدة منها حصوله على 20 من 20 في الرياضيات، وفي الجامعة درس الفيزياء والكيمياء.
كل شيء كان معدا بشكل جيد له وبحياة مهنية تبدو ملامحها جيدة.
التحول في حياة بوطيب
لكن في عام 2012 ألح المدير الرياضي لنادي إستر الفرنسي عليه بأن يوقع لناديه بعدما شاهده يلعب في أندية هواة أخرى وأقل درجة من ناديه الذي كان يشارك في الدرجة الثانية وقتها.
وبعد فترة وافق بوطيب وبدأ مشواره الكروي في سن متاخرة بالنسبة للاعبي كرة القدم وخاض أول مباراة احترافية له بشكل رسمي في كأس الرابطة الفرنسية.
ولكن لم ينجح بوطيب في فرض نفسه ورحل عن إستريس بعد موسم واحد فقط وانضم معارا إلى أوزيس في الدرجة الثالثة الفرنسية ولكنه لم يفرض نفسه مرة أخرى.
ومثل رحلات ابن بطوطة الذي طاف البلاد، كان بوطيب يطوف الأندية تباعا الواحد تلو الآخر وانضم إلى لوزناك في الدرجة الثالثة الفرنسية وساهم معه في التأهل للدرجة الثانية للمرة الأولى في تاريخ النادي.
لكن ما حدث بعد ذلك كان كارثيا على بوطيب وعلى ناديه.
التسريح بسبب الهبوط للدرجة السابعة
لم يسمح الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لنادي لوزناك بالمشاركة في الدرجة الثانية نظرا لعدم قانونية ملعبه ووجود مدرجات فيه تتسع فقط لـ400 متفرج.
الرئيس الشرفي للنادي والمتوج بكأس العالم 1998 مع منتخب فرنسا فابيان بارتيز حاول حل الأزمة مرارا وتكرارا ولكنه فشل.
والنتيجة في النهاية كانت هبوط لوزناك للدرجة السابعة واضطراره لتسريح كل لاعبيه واللعب بالفريق الرديف في الموسم الجديد.
رحلة بوطيب مع لوزناك التي سجل فيها ثماني أهداف خلال 31 مباراة شارك فيها كانت نهايتها غير جيدة على الإطلاق.
الانطلاقة الحقيقية
ولكن لأن كل شيء لا يسير بشكل غير جيد دائما كان قرار تسريح بوطيب رفقة زملائه من لوزناك يحمل في طياته بعض الفوائد.
في بداية موسم 2014-2015 وقع بوطيب على عقد مع نادي أجاكسيو الذي ينافس في الدرجة الثانية في الدوري الفرنسي.
المشاركة في 28 مباراة وتسجيل ستة أهداف وصناعة ثلاثة آخرين كانت كل ما ساهم به المهاجم المغربي مع فريقه الجديد ليجني بطاقة التأهل إلى الدرجة الأولى رسميا للمرة الأولى في تاريخه.
12 شهرا فقط كانت هي الحد الفاصل بين التسريح من لوزناك والهبوط للدرجة السابعة والصعود للأضواء والشهرة في الدوري الفرنسي.
وفي الموسم التالي سجل بوطيب 10 أهداف وصنع هدفا في كل البطولات رفقة أجاكسيو كان من بينهم هاتريك في شباك جوينجامب في كأس فرنسا.
وفي الدوري كان أبرز فريق هز شباكه هو موناكو.
ولكن لسوء الحظ هبط أجاكسيو في النهاية ورحل عنه لينتقل إلى ستراسبورج.
رحلة جديدة في الدرجة الثانية
عاد بوطيب إلى الدرجة الثانية في فرنسا مجددا وتلك المرة كانت مع ستراسبورج وتلك المرة مساهمته في صعود فريقه لم تكن عادية فكان هو بطلهم الأوحد.
ففي موسم 2016-2017 سجل خالد 20 هدفا وصنع خمسة آخرين قاد بهم ستراسبورج لتصدر الدرجة الثانية والفوز باللقب والصعود للدرجة الأولى رسميا.
وفي ذلك الموسم كان هو ثاني هدافي الدرجة الثانية خلف أداما نياني لاعب منتخب مالي بفارق خمسة أهداف فقط.
ولكن بعد موسم وحيد فقط مع ستراسبورج رحل بوطيب عنه وتركه وانضم إلى دوري جديد للمرة الأولى في مسيرته الكروية ألا وهو التركي من بوابة ملطية سبور.
تألق في تركيا
في الموسم الأول له مع ملطية سبور سجل بوطيب 12 هدفا وصنع خمسة ساهم بهم في احتلال الفريق الصاعد حديثا للدوري الممتاز المركز العاشر.
وفي الموسم الجاري سجل خمسة أهداف وصنع أربعة آخرين.
ويحتل الفريق حاليا المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري التركي بعد نهاية النصف الأول من الموسم برصيد 29 نقطة بالتساوي مع طرابزون سبور ولكن فارق الأهداف المسجلة يصب في مصلحة الأخير.
ويبعد ملطية سبور عن إسطنبول باشاك شهير متصدر الدوري بست نقاط فقط.
قيادة هجوم المغرب
استدعاء بوطيب ومشاركته في المباريات الرسمية مع المنتخب المغربي للمرة الأولى كان في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2017 أمام كاب فيردي.
ولكن هدفه الأول مع أسود الأطلس انتظره بوطيب طوال تسعة أشهر وجاء في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 أمام مالي.
وانفجر بعدها بوطيب في التصفيات ذاتها وسجل هاتريك في شباك الجابون.
ما قدمه بوطيب ورغم قلة أهدافه مع أسود الأطلس أقنع إيرفي رينار المدير الفني للمنتخب المغربي باستدعائه لقائمة الـ23 لاعبا المسافرة إلى روسيا للمشاركة في كأس العالم 2018.
وبالفعل سجل بوطيب اسمه في سجلات المونديال بعدما أحرز هدفا في شباك منتخب إسبانيا.
وإجمالا سجل بوطيب صاحب الـ31 عاما مع المغرب سبعة أهداف خلال 21 مباراة شارك فيها مع الفريق حتى الآن.
"أستمتع فقط بما وصلت إليه ولم يكن يوما ما في مخططاتي لا كرة القدم أو الاحتراف في فرنسا وتركيا، وتمثيل المغرب كان حلما يستحيل تصديقه" خالد بوطيب.
اقرأ أيضا
تشكيل الزمالك المتوقع – عمر السعيد يقود الهجوم.. وعودة محمود علاء أمام الاتحاد
حوار في الجول – بوبان يتحدث عن "ركلة الاستقلال" وأفضل لحظة عاشها وكلمات مودريتش المؤثرة
مستشفى الأهلي – فحص طبي لأزارة قبل التحديد النهائي لفترة إصابته.. وموعد مشاركة نجيب
رسميا - ميدو يعلن توليه تدريب الوحدة حتى نهاية الموسم
الفرصة الأخيرة لـ "سُمعة".. الإمارات تفتتح كأس آسيا باستقبال البحرين