منار سرحان

بعد 13 عاما.. هل يعود شبح الجلاكتيكوس لمطاردة فلورنتينو بيريز؟

عام 2000 وصل فلورنتينو بيريز لرئاسة النادي ونجح منذ توليه في أن يبدأ مشروع عُرف باسم الجلاكتيكوس حيث تعاقد مع نجوم كبيرة من بينهم قائد برشلونة وقتها لويس فيجو وديفيد بيكام وزين الدين زيدان ونجح في تكوين فريق يخطف الأنظار..
السبت، 05 يناير 2019 - 12:04
الجلاكتيكوس

عام 2000 وصل فلورنتينو بيريز لرئاسة النادي ونجح منذ توليه في أن يبدأ مشروع عُرف باسم الجلاكتيكوس حيث تعاقد مع نجوم كبيرة من بينهم قائد برشلونة وقتها لويس فيجو وديفيد بيكام وزين الدين زيدان ونجح في تكوين فريق يخطف الأنظار ونجح في الخروج به من الأزمة المالية التي كان يمر بها مدريد قبل وصوله، فترة بيريز الأولى وقتها شهدت تتويج الفريق بعدة بطولات كبيرة في أول سنوات له برئاسة النادي ولكنها توقفت بداية من موسم 2003/2004.

وعلى الرغم من استمرار سياسية التعاقد مع النجوم واستمرار فريق "الجلاكتيكوس" إلا أن نتائج الفريق أصبحت في تدني ملحوظ بعد أن رحل لاعب الوسط الفرنسي كلود ميكاليلي في بداية موسم 2004/2003 لينضم الى صفوف تشيلسي.

"رحيل ميكاليلي كانت بداية النهاية بالنسبة للجلاكتيكوس، وتستطيع التأكد من ذلك لأن انضمامه لتشيلسي كانت بداية انطلاقتهم ايضا" – فيرناندو مورينتس لاعب مدريد السابق.

ميكاليلي لم يكن بشهرة بيكام او بأهمية زيدان الإعلامية وكان يتلقى راتب ضئيل مقارنة بباقي الفريق وهو ما دفعه لطلب تعديل عقده بتشجيع من باقي زملائه الذين اعترفوا بأهميته وهو ما تم رفضه من قبل الإدارة. ليبدأ شبح الجلاكتيكوس في مطاردة بيريز حتى نهاية فترة رئاسته الأولى بالاستقالة بعد أن فشل في تعويض ميكاليلي واعتماده على سياسية التعاقد مع النجوم بالخط الهجومي دون إعطاء اي أهمية للجانب الدفاعي، وفي خطاب استقالته أدرك بيريز حجم خطأه وقتها قائلا:

"نحتاج لتغيير في الاتجاهات، هناك شيء خطأ، لقد تعاقدنا مع أفضل نجوم العالم، ولكن ربما الكثير من النجوم قد أفسدت غرفة الملابس".

ويبدو أن بيريز قرر تغيير الاتجاهات بالفعل بعد 13 عام وتحولت سياساته من تعاقده مع النجوم إلى الناشئين فآخر صفقة كبيرة لفلورنتيو بيريز هو خاميس رودريجيز لاعب بايرن ميونيخ الحالي وتمت صفقة انتقال الكولومبي عام 2014 اي قبل اربعة مواسم ومن وقتها اعتمد بيريز وادارة النادي على دعم الفريق بلاعبين شباب أو بتصعيدهم من مدارس النادي، وأصبحت قائمة الفريق الحالية تضم 10 من ناشئين النادي.

وبجانب ذلك جاء التعاقد مع عدة لاعبين شباب أشهرهم كان اللاعب النرويجي مارتن أوديجارد المعار بالدوري الهولندي مرورا بفينيسوس لاعب فلامنجو والمهاجم الناشئ البرازيلي رودريجو الذي من المتوقع أن ينضم لريال مدريد بداية من الموسم المقبل ويبدو أيضا بأن أول تعاقدات ريال مدريد الشتوية سيكون براهيم دياز لاعب مانشستر سيتي والذي من المتوقع إعلانه رسميا في وقت قريب.

عملية انتقال براهيم دياز كانت قد تكون مُرضية لجمهور مدريد بالسنوات الماضية خصوصا مع عدم حاجة الفريق لصفقات واضحة ولكن بالوقت الحالي قد تكون هذه أخر صفقة ينتظرها الجمهور حاليا الذي يعاني فريقه دفاعيا وهجوميا كل مباراة.

فمن الواضح بأن إدارة ريال مدريد تسير على خطط تم إعدادها من أجل المستقبل ولكن يبدو أنها أضاعت خطة إعداد الموسم الحالي.

فعلى الرغم من رحيل هداف الفريق كريستيانو رونالدو الموسم الماضي لم تدخل الإدارة في أي مفاوضات مع أي لاعب كبير كبديل له.

ومع تكرار إصابات جاريث بيل هذا الموسم مازالت هذه الرغبة لم تتغير لدى الادارة، وعلى الجانب الدفاعي لا يختلف الأمر كثيرا، وعلى سبيل المثال لا يوجد بديل لسيرخيو راموس ورافاييل فاران سوى ناتشو وعلى الجانب الايسر يعاني مارسيلو دفاعيا منذ بداية الموسم مع إصابات متكررة له على فترات متباعدة وبديله الوحيد هو الناشئ ريجيلون.

ريال مدريد هذا الموسم أصبح يملك في قائمته 7 لاعبين بعمر الـ30 عاما وهم لوكا مودريتش (33 عام)، راموس وكيكو كاسيا وكيلور نافاس (32 عام)، كريم بنزيمة ومارسيلو (31 عام)، جاريث بيل (30 عام)، وفي الوقت نفسه أصبح يملك 7 لاعبين اخريين تحت 23 عام من بينهم 4 يمضون أول موسم لهم في ريال مدريد.

بيريز مرة أخرى يواجه شبح الجلاكتيكوس بعد 13 عاما ويتمسك باتجاهه وطريقته ولكن هذه المرة بسياسية التعاقد مع الناشئين، فريال مدريد جمع 30 نقطة فقط في الدوري وهو ثاني اسوأ مجموع نقاط في تاريخ ريال مدريد بعد مرور 17 جولة، وكانت أسوأ نتيجة تحققت بعام استقالة بيريز حين جمع الفريق 29 نقطه وجاءت الاستقالة بشهر فبراير بعد أن خسر الفريق أمام مايوركا وخسر ذهاب دور الـ16 أمام أرسنال وخرج من الكأس الاسباني بنتيجة كبيرة أمام ريال سرقسطه.

ومع بداية الموسم الشتوي يأمل جمهور مدريد في أن يكون بيريز قد تعلم جيدا "درس ميكاليلي" وأن يسعى هذه المرة وراء التعاقد مع مهاجم وأن يجيد تدوير صفقاته بشكل متوازن بين الشباب ولاعبي الخبرة ليتفادى تكرار ما حدث يوم استقالته في 27 فبراير 2006.