الفرصة الأخيرة لـ "سُمعة".. الإمارات تفتتح كأس آسيا باستقبال البحرين

انتهى الانتظار والعد التنازلي، وبات عيش أجواء النسخة السابعة عشر من كأس آسيا هو مصير عشاق كرة القدم حتى مطلع شهر فبراير المقبل.

كتب : زكي السعيد

السبت، 05 يناير 2019 - 01:28
إسماعيل مطر - الإمارات

انتهى الانتظار والعد التنازلي، وبات عيش أجواء النسخة السابعة عشر من كأس آسيا هو مصير عشاق كرة القدم حتى مطلع شهر فبراير المقبل.

الإمارات تستضيف البحرين في السادسة مساء السبت على ملعب مدينة زايد الرياضية، بافتتاح كأس آسيا 2019.

البطولة التي تنظَم على أرض الإمارات العربية للمرة الثانية في التاريخ، تشهد مشاركة 24 منتخبا للمرة الأولى.

في مساء السبت، على أرض العاصمة أبو ظبي، ستطمح الإمارات لتحقيق انطلاقة مثالية في طريق الظفر باللقب الأول. أما البحرين فتسعى للخروج بأقل الأضرار بتشكيلة شابة.

البحرين لتخطي السجل السلبي

تواجهت الإمارات أمام البحرين 27 مرة تاريخيا، والغلبة لصالح أصحاب الأرض في مباراة السبت بواقع 13 انتصارا، في مقابل 10 انتصارا للبحرين، و4 تعادلات.

البحرين تسعى لتجاوز سجلها الكارثي مؤخرا أمام الإمارات، إذ خسرت آخر 5 مواجهات.

على مستوى كأس آسيا، لا يتحسّن وضع الإمارات على مستوى النتائج، إذ خسرت مواجهتين أمام الإمارات في البطولة القارية، الأولى خلال نسخة 1992 بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.

أما المواجهة الثانية في كأس آسيا فكانت في النسخة الماضية 2015، وفازت الإمارات 2-1، مباراة تحمل ذكرى مميزة لـ علي مبخوت مهاجم الإمارات الذي سجّل الهدف الأسرع على الإطلاق في تاريخ المنافسة بعد 14 ثانية، فهل يعرف مبخوت طريق الشباك البحرينية مجددا مساء السبت حتى لو في توقيت متأخر أكثر من سابقه؟

لتجنب التعادل

ظهرت المنتخبات العربية سابقا في 10 من أصل 16 مباراة افتتاحية لكأس آسيا، والغريب أنها لم تنجح في تحقيق سوى فوز واحد فقط من أصل 10 محاولات، حتى مع وجود طرفين عربيين في نفس المباراة أحيانا.

في مباراة السبت، سيكون التعادل هو النتيجة الوحيدة لتعزيز هذا الرقم السلبي.

الإمارات خاضت مباراة الافتتاح سابقا في نسخة 1996 التي استضافتها على ملعبها، وخرجت متعادلة أمام كوريا الجنوبية 1-1.

أما البحرين فظهرت في مباراة الافتتاح خلال منافسة 2004 في مواجهة الصين صاحبة الأرض، وتعادلت 2-2 في مواجهة مثيرة.

هل يسد سُمعة ما خلّفه عموري من فراغ؟

في أكتوبر الماضي تلقت الكرة الإماراتية نبأ مروّعا بتعرّض عمر عبد الرحمن لقطع في الرباط الصليبي، مما حتّم غيابه بشكل مؤكد عن منافسات كأس آسيا التي تستضيفها بلاده.

"عموري" أحد أكثر اللاعبين مهارة على مستوى الوطن العربي، والفائز سابقا بجائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية، كان عنصرا محوريا في إنجاز الإمارات في النسخة الماضية بتحقيق المركز الثالث.. حينها استبعِد إسماعيل مطر من قائمة عيال زايد.

قبل عمر عبد الرحمن، سيطر إسماعيل مطر على عرش اللاعبين الإماراتيين لسنوات طويلة، وترجم ذلك بقيادته بلاده للفوز بكأس الخليج 2007.

مطر (35 عاما) خرج من حسابات المدرب الأسبق مهدي علي في النسخة الماضية من كأس آسيا، لكن الإيطالي ألبيرتو زاكيروني مدرب الإمارات الحالي اتخذ قرارا شجاعا بإعادة "سُمعة".

زاكيروني وعندما سُئل في لقاء مع محطة "أبو ظبي الرياضية" إن كانت ضغوطات الشارع الإماراتي هي ما تسببت في إعادته مطر لتشكيل الإمارات، أجاب بكل برود: "أنا لا أتحدث العربية، وبالتالي لا تصلني هذه الضغوط".

في ظل غياب عمر عبد الرحمن المؤثر جدا، سيتعاظم دور مطر الذي بالطبع لا يعيش العصر الذهبي من مسيرته، ولكنه تحصّل على فرصة جديدة –أخيرة ربما- في مسيرته الدولية لفعل ما عجز عنه عدنان الطلياني يوما ما بمواجهة الشباك الخالية.

زاكيروني وذكريات سعيدة

الرجل الذي قاد ميلان للفوز بالدوري الإيطالي موسم 1998\1999، يمتلك ذكريات سعيدة للغاية في كأس آسيا.

ألبيرتو زاكيروني اختبر الذهب بالفعل في نسخة 2011 عندما قاد اليابان لاستعادة اللقب على أرض قطر في الوقت الإضافي على حساب أستراليا.

الآن يواجه زاكيروني تحديا من نوعا مختلف، ليس لإعادة منتخب إلى منصة التتويج، بل بوضعه عليه للمرة الأولى.

زاكيروني وعندما سُئل خلال المؤتمر الصحفي قبل اللقاء عن ذكراه السعيدة في 2011، لم يستطع إيجاد كثير من نقاط التشابه في الظروف: "نعم كان ذلك منذ 8 سنوات، الفارق الآن أنني صرت أكبر سنا".

الرجل صاحب الـ65 عاما يُتهَم في الإمارات أنه دفاعي إلى حد متطرف رغم امتلاكه اثنين من أفضل المهاجمين في تاريخ البلاد –رقميا-: علي مبخوت وأحمد خليل.

يقول زاكيروني عن هذا الرأي: "لو سمعوا في إيطاليا وصفي بالمدرب الدفاعي لضحكوا، لقد اعتبروني مدربا هجوميا بشدة هناك".

حتى الآن، لم يثبت زاكيروني صدق نواياه الهجومية تلك، فقد قاد الإمارات للوصول لنهائي كأس الخليج مطلع عام 2018 بسجل هجومي مريب: هدف واحد فقط طوال البطولة ومن ركلة جزاء، بل كاد أن يفوز باللقب مكتفيا بهذا الرصيد التهديفي لو حالفه الحظ في ركلات الجزاء الترجيحية أمام عُمان.

في منافسات آسيا، سيخوض البطل 7 مباريات، وليس من الوارد أن يكفيه حينها هدف واحد طوال هذه الدقائق لمواصلة مسيرته، ولذا يتوجب على زاكيروني أن يستخرج أهدافا أكثر من لاعبيه.

هل تذكرون سوكوب؟

بكثير من الآمال انتظرت الجماهير المصرية إنجازا دوليا من منتخبها في كأس العالم للشباب 2009 على أراضينا.

إلا أن منتخب المدرب ميروسلاف سوكوب لم يذهب أبعد من دور الـ16 وسقط بهدفين أمام كوستاريكا.

الرجل التشيكي لم يحظ بنجاحات تدريبية حقيقية منذ فوزه مع بلاده بكأس العالم للشباب 2007، الإنجاز الذي عُين على إثره لقيادة مصر في النسخة التالية.

الآن يعود سوكوب للواجهة بعد 10 سنوات، في المسابقة الأهم بالقارة الآسيوية، ليقود جيلا من الشبان الطامحين لتكرار معجزة 2004.

سوكوب حاول مباغتة نظيره زاكيروني خلال المؤتمر الصحفي، بعد أن عكف الأخير على خوض مبارياته الودية خلف أبواب مغلقة للتعتيم على فريقه، ليرد سوكوب: "نعرف الإمارات جيدا، فكل المنتخبات الخليجية تعد كتابا مفتوحا لبعضها البعض، وندرك كذلك أن صاحب الأرض صاحب الحظ الأوفر للتأهل عن المجموعة، لكننا نتطلع لتحقيق نتيجة إيجابية رغم مشاركتنا بمجموعة من الشبان".

خوارق البحرين

في 2004 شاركت البحرين في كأس آسيا للمرة الثانية في تاريخها، وقدّمت عروض كروية خارقة كادت تكسر حاجز المستحيل.

المنتخب البحريني وقبل ثوانٍ من نهاية الوقت الأصلي للدور نصف النهائي، كان متقدما 3-2 على اليابان حاملة اللقب، قبل أن يعود محاربو الساموراي بهدف متأخر، ويعقبونه بهدف رابع في الوقت الإضافي.

البحرين أنهت البطولة رابعة بعد خسارتها مباراة أخرى مثيرة وغزيرة الأهداف أمام إيران، ولكنها تركت صورة غير معتادة في ذهن المشاهد العربي الذي لم يألف منتخبات عربية بشراسة هجومية وشجاعة مماثلة.

طلال يوسف، حسين علي، علاء حبيل، أحمد حبيل، سيد محمد عدنان، وغيرهم من أفراد هذا الجيل الذهبي تحت قيادة الكرواتي سريتشكو يوريتشيتش، يمثّلون مرجعية دائمة لأي جيل لاحق من أبناء البحرين.

إنجاز العين يلقي بظلاله

بعد حوالي من أسبوعين من الإنجاز التاريخي للكرة الإماراتية بوصول العين لنهائي كأس العالم للأندية، تسعى الإمارات لتواصل الأفراح بفوز معنوي على البحرين.

قائمة الإمارات تضم 7 لاعبين من فريق العين، أبرزهم ربما الحارس خالد عيسى الذي برز بشدة في المسابقة العالمية.

صافرة أردنية

المباراة العربية الخالصة ستشهد إدارة تحكيمية أردنية بواسطة أدهم المخادمة صاحب الـ31 عاما.

الحكم الدولي منذ 2013 أدار ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا 2017 بين الهلال السعودي وأوراوا ريد الياباني، مواجهة انتهت بالتعادل 1-1.

المخادمة أشرف على تحكيم مباراة العراق والإمارات في كأس العالم 2018، والتي انتهت بفوز أسود الرافدين 1-0، فأل سيء للإماراتيين إذا.

كما ظهر المخادمة في مباراة الأهلي المصري والوصل الإماراتي في ذهاب دور الـ16 لكأس زايد للأبطال.

الملعب

يستضيف ملعب مدينة زايد الرياضية المباراة الافتتاحية، وهو الملعب نفسه الذي سيستقبل المباراة النهائية يوم 1 فبراير.

الملعب المتواجد في العاصمة أبو ظبي، يسع 43 ألف متفرج، وقد تم افتتاحه عام 1979، وكان شاهدا على المسيرة الناجحة للإمارات في نسخة 1996 التي وصلت فيها للمباراة النهائية، كما توجت عليه الإمارات بكأس الخليج 2007.

ملعب مدينة زايد استضاف نهائي كأس العالم للأندية 2018، وسيستضيف إجمالا 8 مباريات خلال البطولة.