مواجهة ليفربول باتت جحيما على فرق الدوري الإنجليزي الممتاز في ظل مسيرة مميزة للفريق في الموسم الحالي تبشر جمهوره بأن الوقت قد حان لاستعادة العرش المفقود منذ ما يقرب من 3 عقود.
فيل ماكنلتي، كبير كتاب كرة القدم في شبكة بي.بي.سي البريطانية يسلط الضوء في تقريره، بعد سحق ليفربول لأرسنال يوم السبت لتعزيز تصدر الدوري، على الأسباب التي تجعل ليفربول قريبا من المجد المنتظر.
منذ موسم 1989-1990، الذي توج فيه ليفربول بالدوري لآخر مرة، كان النادي أقرب ما يكون للفوز بالبطولة منذ 5 مواسم لولا السقطة الشهيرة للأيقونة ستيفن جيرارد التي عبدت الطريق لمانشستر سيتي ليتوج.
وفي 2008-2009 خسر الفريق البطولة بفارق 4 نقاط فقط عن مانشستر يونايتد البطل، وطوال مشواره في الموسم لم يخسر إلا مرتين مع مدربه السابق رافاييل بينيتيث.
لماذا 2018-2019 يختلف؟
هذا الفريق مبني على أساس قوي يبدأ من الحارس المتميز أليسون بيكر الذي انتقل منذ أشهر من روما مقابل 67 مليون جنيه إسترليني، وأمامه أحد أهم اللاعبين فيرجيل فان دايك الهولندي أغلى لاعب ارتدى القميص الأحمر والذي حط الرحال إلى أنفيلد رود في يناير الماضي مقابل 75 مليون جنيه إسترليني.
هذا بالإضافة للهجوم المرعب، محمد صلاح أفضل لاعب عربي وإفريقي وضمن صفوة نجوم العالم، ساديو ماني نجم السنغال، وروبرتو فيرمينو مهاجم البرازيل.
ترابط اللاعبين وتماسكهم واتحادهم يظهر جليا في مباريات ليفربول، وكأنهم أسرة واحدة ربها هو يورجن كلوب.
استطاعوا توسيع الفارق مع أقرب الملاحقين في الدوري إلى 9 نقاط حاليا. ويستعد الفريق إلى اختبار شديد لقوته حين يواجه سيتي يوم الخميس في ملعب الاتحاد.
ممتاز لكلوب ورجاله أنهم ذاهبون إلى مانشستر يسبقون سيتي بسبع نقاط على الأقل. فالأخير يواجه ساوثامبتون الأحد وفي حال فوزه سيقفز لوصافة الترتيب.
ليس صحيحا أن سبب اعتلاء ليفربول للصدارة هو سقوط سيتي مؤخرا، وإنما الحقيقة هي أن رجال كلوب يتصدرون البطولة بفضل أدائهم المفعم بالحيوية والزخم والذي يجعل إيقافهم صعبا جدا.
جمهور الفريق يشعر بذلك أيضا..
فريق كلوب نال ثقة الجمهور بعد مشواره المميز في الموسم الماضي من دوري أبطال أوروبا، والذي أراد البناء عليه فانتدب أليسون وفابينيو وكذلك جيردان شاكيري.
قبل ساعات من مواجهة ليفربول وأرسنال يوم السبت، أحاط الجمهور المتلهف والعاشق بحافلة الفريق، وفور هدف المدفعجية المبكر صار الضجيج شديدا في أنفيلد ثقة من المناصرين في عودة ناديهم سريعا.. وقد كان. لم يعرف التوتر أو الشعور بالضغط طريقا إلى نفوس صلاح ورفاقه.
ليفربول مسيطر بإحكام.. هادئ الأعصاب مسترخ.. واثق جدا.. ولا يرحم..
فارق كبير بين ليفربول الحالي وليفربول 2013-2014.
استقبل ليفربول 8 أهداف في 20 مباراة بالدوري.. في 2013-2014 اهتزت شباكه 50 مرة!
لم يسقط الفريق في ميدانه في آخر 31 لقاء خاضه في الدوري، استقبل فقط 13 هدفا.
ثقة الفريق والروح الجماعية الرائعة بين لاعبيه تظهر في منح صلاح الكرة لفيرمينو ليسجل هدفه الثالث مكملا الهاتريك أمام أرسنال.
سيقوم كلوب بكل ما في وسعه ليتجنب الحديث عن اللقب، الذي مع الوقت طريق الوصول إليه سيصبح أكثر وعورة.
لا شك أن ليفربول هو المرشح الأول للتتويج بالدوري الآن.
وإذا استطاع الحفاظ على سجله الخالي من الهزيمة مع صافرة الحكم معلنا نهاية مباراته مع سيتي يوم الخميس، فإن 2019 ربما هو العام الموعود الذي سيستعيد فيه الفريق ملكه في إنجلترا.