حصاد 2018 - مانشستر سيتي.. الوصول للقمة ونسخة أكثر توازنا
الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018 - 21:16
كتب : لؤي هشام
ربما لم يكن عام 2017 الأفضل للمدرب الإسباني بيب جوارديولا مع عدم تحقيقه أي لقب لأول مرة في مسيرته التدريبية، رفقة مانشستر سيتي.. لكن الأمر تغير في 2018.
في العام الذي قارب على الانتهاء ربما وصل السماوي إلى التوليفة الأفضل تحت قيادة جوارديولا.
فخلال النصف الأول من العام توج سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عن جدارة واستحقاق بأكبر عدد من النقاط في تاريخ البريمييرليج (100 نقطة).
وخلال النصف الثاني من العام يبدو الفريق واثق الخطى حتى الآن سواء محليا أو أوروبيا، مع نسخة تظهر أكثر توازنا على الصعيد الدفاعي من نظيرتها في الموسم الماضي.
الإحصائيات تتحدث
الأرقام توضح التطور الملحوظ سواء هجوميا أو دفاعيا. إجمالا خاض مانشستر سيتي 55 مباراة خلال 2018، خسر في 9 مباريات منها. سجل 139 هدفا بمعدل يقترب من هدفين ونصف في المباراة، واستقبلت شباكه 43 هدفا.
في النصف الأول من العام (النصف الأخير من الموسم الماضي) لعب الفريق 27 مباراة تلقى فيها 6 هزائم، وسجل 65 واستقبل 23.
أما النصف الثاني من العام (النصف الأول من الموسم الجاري) لعب الفريق 28 مباراة (متبقي مباراتين قبل نهاية العام) تلقى فيها 3 هزائم فقط، وسجل 74 هدفا واستقبلت شباكه 20 هدفا.
بين النصف الأول والثاني من العام تُظهر الأرقام تطورا ملحوظا وأفضلية للنصف الثاني من حيث عدد الأهداف المسجلة والمستقبلة.. الفريق بات أكثر فاعلية على الصعيد الهجومي وأكثر صلابة على الصعيد الدفاعي.
أطوار القمر
كيف تحقق ذلك التطور؟ مثلما يمر القمر بعدة أطوار حتى الوصول إلى المرحلة الأكثر اكتمالا - البدر - فإن فريق مدينة مانشستر الأزرق يمر بطور تلو الآخر وإن لم يصل إلى المرحلة الأكثر اكتمالا بعد.. تحقيق دوري أبطال أوروبا.
قبل موسمين حينما تولى جوارديولا مهمة سيتي اتخذ الفريق نهجا تصاعديا فيما يخص الأداء والنتائج، ومع حقيقة أن الموسم الأول لم يمتلك الرجل الأصلع اللاعبين القادرين على تنفيذ أفكاره بالشكل الأمثل فقد اكتفى بزرع فلسفته وأفكاره بين لاعبيه.
خرج الموسم الأول خالي الوفاض من أي بطولة. احتل سيتي المركز الثالث في الدوري الإنجليزي، وودع دوري أبطال أوروبا من دور الـ16 أمام موناكو، خرج من نصف نهائي كأس الاتحاد أمام أرسنال، وودع مبكرا من دور الـ32 بكأس الرابطة أمام مانشستر يونايتد.
ومع الموسم الثاني تم استقدام العناصر القادرة على تنفيذ أفكاره، فشهد سوق الانتقالات الصيفية ضم بينجامين ميندي وكايل ووكر ودانيلو والحارس إيديرسون وبيرناردو سيلفا، وفي الشتوية تعاقد مع المدافع إيمريك لابورتي من أتليتك بيلباو.
كان ذلك مقدمة لفريق أكثر قوة وترابطا بين الخطوط.
والنتائج أسفرت عن التتويج بلقب الدوري الإنجليزي، رغم ذلك تواصل الإخفاق الأوروبي بدوري الأبطال وودع المنافسات بربع النهائي أمام ليفربول الذي ظهر بلا حول ولا قوة أمامه في مباراتي الذهاب والإياب.
3 بطولات توج بها الفريق في 2018: الدوري الإنجليزي - كأس الرابطة - والدرع الخيرية بداية الموسم الجاري.
نسخة أكثر توازنا
مع بداية الموسم الجاري انتدب سيتي صفقة وحيدة هي رياض محرز من ليستر سيتي نحو سعي جوارديولا لخط هجومي أكثر تنوعا وحلولا، أما دفاعيا فقد مُنح إيمريك لابورتي فرصته بشكل أكبر عن الموسم الماضي وصار عنصرا أساسيا في الدفاع.
شراكة لابورتي مع جون ستونز الذي وصل لدرجة كبيرة من النضج في موسمه الثالث مع الفريق صنعت خطا دفاعيا أكثر تجانسا، ليستقبل الفريق 13 هدفا كثان أقوى دفاع خلف ليفربول (7 أهداف).
وعن أهمية لابورتي في توليفة جوارديولا، يشرح المدرب الإسباني: "إنه يمنحنا حلا بديلا مثاليا وأكثر سرعة في بناء هجماتنا من الخلف".
"عندما يتسلم الكرة بقدمه يمنى فإنه يمنحها لقدمه اليسرى ثم ينفذ تمريرة طولية باتجاه ليروي ساني. يتم الأمر هنا بصورة أسرع مما قد يفعله لاعب آخر يعتمد على قدمه اليمنى".
"يمكنه أيضا أن يتقدم في العمق ثم ينفذ تمريرات طولية باتجاه محرز وستيرلنج بشكل دقيق. فبالتالي هو يمنحنا طريقتين إضافيتين لبناء الهجمات من الخلف بشكل أسرع".
تفاصيل أكثر - (كيف خلق بيب جوارديولا خطا دفاعيا أكثر فاعلية)
ولكن الحقيقة أن التوازن الدفاعي لم يأت نتيجة لشراكة لابورتي وستونز فقط وليس للتفاهم الأكبر بين صفوف الفريق نتيجة لعامل الوقت أيضا، وإنما لتغير في أفكار جوارديولا نفسه وكونه بات شخصا أقل راديكالية مع احتدام المنافسة في إنجلترا.
قبل أيام من نهاية العام الماضي كان مانشستر سيتي على موعد مع مواجهة دربي أمام مانشستر يونايتد.. سيتي يسجل الهدف الثاني وعقارب الساعة تشير إلى دقيقة 54، بعدها بخمس دقائق فقط كنا على موعد للتبديل الثاني للسماوي.
لكن ما هذا؟! المهاجم جابرييل جيسوس يخرج والمدافع إليكايم مانجالا يدخل.. كانت تلك البادرة الأولى لما يدور في ذهن جوارديولا.
تبديل وإن صدر من أي مدرب آخر لما كان مستغربا ولكن علامات الذهول أتت من كونه صدر من مدرب بعقلية الرجل الإسباني.
الأمر هنا لا يدور حول تراجعه عن فلسفته فقد أظهر في أكثر من مناسبة مدى تمسكه بأفكاره بل وأكد أن أسلوبه يمكن أن يكون ناجحا في أي مكان وليس إسبانيا أو ألمانيا فقط.
ولكن خلف ذلك التبديل كان هناك ما يبدو أنه رؤية أكثر واقعية تتناسب مع احتدام الصراعات في الكرة الإنجليزية، وإدراك ونضج أكبر أتى مع مرور السنوات والتعرض للتجارب المختلفة.
تفاصيل أكثر - (خروج خيسوس ودخول مانجالا.. جوارديولا نحو إدراك أكبر وواقعية أكثر)
والأمر تجدد مرة أخرى خلال الموسم الجاري في مواجهة ليفربول.. جوارديولا لم يبادر في اللقاء بالهجوم والضغط كعادته، بل اكتفى بالتراجع في البدء والاعتماد على الهجمات المرتدة، ليُظهر أن مواجهات الموسم الماضي كانت في ذهنه.
اللقاء انتهى بالتعادل السلبي، والمدرب الإسباني ظهر عقب اللقاء سعيدا وراضيا عن النتيجة التي تحققت وعن الأداء الدفاعي الذي قدمه فريقه.
"لعبنا بثبات وصلابة كتلة واحدة كفريق، كنا نعرف أنهم جاهزون لعقابنا على الأخطاء، لكن رباعي خط الدفاع نجح في السيطرة بشكل جيد جدا".
وأضاف "الشيء المهم هو أننا حاولنا، لم نستقبل الكثير من التسديدات على مرمانا، وهذا هو الأهم في أنفيلد الذي يتميزون فيه بالضربات الثابتة والركنيات ومن كل النواحي".
"إنهم يتمتعون بأطوال أفضل منا وكذلك في القوة لديهم أفضلية، لكننا دافعنا جيدا، رباعي خط الدفاع كان جيدا.. نجحنا في السيطرة على هجوم ليفربول وهجماتهم المرتدة".
وأعرب عن رضاه "الخروج بشباك نظيفة شيء لا يمكنك أن تفعله كثيرا في أنفيلد. حاولنا الانتصار ولكن النتيجة كانت جيدة في النهاية".
وأتم مُظهرا تغيرا في طريقة تفكيره "يوجد العديد من الإيجابيات ويجب أن نفخر بالطريقة التي لعبنا بها".
تفاصيل أكثر - (جوارديولا وكلوب.. حين يجبرك التعلم من الأخطاء على التخلي عن فلسفتك)
بالتأكيد كان عام مانشستر سيتي مثيرا، ومع التجانس والتفاهم بين لاعبي الفريق، ونضج جوارديولا فيما يخص بعض القرارات والأفكار فأن الفريق يسير بخطى ثابتة في البطولات التي ينافس عليها.
ربما يواجه السماوي منافسة صعبة مع ليفربول في الدوري الإنجليزي، وربما لا يبدو بنفس الثقة أوروبيا، ولكن الأكيد أن 2018 كان عاما سعيدا على فريق مدينة مانشستر.
اختر تشكيل مانشستر سيتي المثالي لعام 2018
أنت تحدد الأفضل في العام الرياضي.. اختر الآن.
اقرأ أيضا:
حصاد في الجول 2018 - أنت تحدد الأفضل في العام الرياضي.. اختر الآن
أمونيكي لـ في الجول: صلاح يستطيع أن يصبح أفضل لاعب في العالم وفي تاريخ إفريقيا
خبر في الجول – الأهلي يطلب مهلة قبل ضم مرعي لأخذ رأي لاسارتي
النجم: عروض فرنسية وإسبانية لـ بن عمر.. ومصيره يتحدد الأسبوع المقبل
النقاز أٌقرب للغياب عن مواجهة بتروجيت بسبب الإصابة
تقرير مغربي: كاف يفكر في إطلاق بطولة مماثلة لدوري الأمم الأوروبية