كتب : زكي السعيد
في بداية عام 2018، عاش ريال مدريد أياما كئيبة على وقع ما حدث قبل نهاية 2017 بأسبوع: الفريق العاصمي سقط بثلاثية نظيفة أمام برشلونة، وقضى عمليا على فرصه في الحفاظ على لقب الدوري الإسباني، وبدأ العام الجديد تحت الضغط.
التشاؤم كان مسيطرا، ونتائج الدور الأول لموسم 2017\2018 تركت العديد من التساؤلات بشأن المستقبل القريب لريال مدريد ومدى قدرته على الحفاظ على لقبه القاري.. حسنا، ريال مدريد حافظ على اللقب القاري، وفقَد في المقابل "اثنين من صانعي أمجاده".
عام حافل مليء بالمفاجآت الصادمة والتحوّلات التاريخية في مسيرة النادي، تخلله صيف ساخن بالقرارات والبيانات، منها ما أتى دون مقدمات، ومنها ما مُهِد له على نيران هادئة.
في حصاد 2018، سنتوقّف تفصيليًا مع أرقام فريق كرة القدم في ريال مدريد خلال العام، دون إغفال أهم الأحداث الكبرى في 12 شهرا.
3 بيانات صيفية صادمة
بعد 5 أيام من الفوز بدوري أبطال أوروبا للموسم الثالث على التوالي في إنجاز أسطوري، صُدم مشجعو ريال مدريد –من هؤلاء الذين يستيقظون قبل الظهيرة- ببيان غامض نشرته إدارة النادي، وأشارت خلاله إلى مؤتمر صحفي عاجل خلال أقل من ساعة.
بالطبع نعرف الآن القرار الصادم الذي خرج في هذا المؤتمر، باستقالة زين الدين زيدان المفاجئة من منصبه كمدرب في ذروة الانتشاء بالإنجاز التاريخي.
صدمة قرار زيدان نتجت من عدم تنبؤ أي مصادر صحفية به، بل لم يخرج أي تكهُن بالقرار سوى قبل 10 دقائق فقط من انطلاق المؤتمر، ليرحل المدرب الذي تم إعداده ليقود الفريق لسنوات طويلة، بعد عامين ونصف فقط من قدومه اضطراريا في مطلع عام 2016.
كان ذلك البيان الأول في 31 مايو 2018..
أما البيان الثاني، فاتسم بسرية شديدة ومفاجأة صادمة كسابقه، ولم يهز كيان ريال مدريد فحسب، بل إسبانيا بأكملها.
النادي الإسباني تواصل مع جولين لوبيتيجي مدرب منتخب إسبانيا، وأعلن عنه خليفة لـ زيدان قبل يومين من انطلاق منافسات كأس العالم 2018.
ليأتي رد الفعل العنيف من لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، ويقيل فورا لوبيتيجي من منصبه قبل 24 ساعة من انطلاق البطولة التي كانت إسبانيا من ضمن أقوى المرشحين للفوز بها تحت قيادة لوبيتيجي.
بيان ريال مدريد الثاني الذي صدر في 12 يونيو، تسبب بشكل غير مباشر في ظهور إسبانيا بشكل مزرٍ في المونديال، وتوديعها بشكل فاضح أمام منتخب روسيا المتواضع من الدور ثمن النهائي.
بل أحكمت الأقدار حول رقبة لوبيتيجي الذي ضحى بحلم قيادة إسبانيا في كأس العالم؛ وفي المقابل لم يستمر مدربا لـ ريال مدريد أكثر من 4 أشهر وأيام.
أما البيان الثالث، فمُهَد له بعد دقائق من نهائي الأبطال أمام ليفربول، عندما لمّح كريستيانو رونالدو الهداف التاريخي للنادي أن رحيله قيد التفكير.
اعتقد البعض أنه "لوي ذراع" آخر لأجل تجديد عقده وزيادة راتبه كما اعتاد النجم البرتغالي لسنوات مع إدارة ريال مدريد، ولكن الواقع أن العزم كان قد انعقد هذه المرة، لينهي رونالدو مسيرته الأسطورية.
ليخرج بيان ريال مدريد في 10 يوليو، ويعلن رسميًا نهاية قصة التسع سنوات مع كريستيانو رونالدو، قصة خارقة تحتاج إلى مجلدات للسرد.
ليصير العام 2018 مميزا في ريال مدريد برحيل زيدان، التسبب في هزيمة إسبانيا في المونديال، ونهاية حقبة الهداف التاريخي للنادي: رونالدو.
عام المقصيات
هدف كريستيانو رونالدو الخارق في شباك يوفنتوس –فريقه الحالي- بربع نهائي دوري أبطال أوروبا، كان هدفا أكروباتيا لم يشهده فريق ريال مدريد منذ مقصية أوجو سانشيز في لوجرونيس عام 1988، هدف حاول رونالدو تنفيذه لسنوات قبل أن ينجح أخيرا في عامه الأخير بالقميص الأبيض، في شباك فريقه المستقبلي.
أما ما حمل قدرا فائقا من الدهشة، هو أن يسجل لاعب دخل لتوه إلى أرض الملعب، يعاني من انخفاض شديد في اللياقة البدنية، تعرّض لإصابات أغلب أوقات الموسم، وفي مباراة نهائية، وعندما كان التعادل مسيطرا؛ هدفا بضربة مقصية جديدة.. حديثنا عن هدف جاريث بيل في شباك ليفربول بنهائي دوري أبطال أوروبا بالطبع.
ولذا سيظل عام 2018 في ريال مدريد محظوظا جدا بأن كان شاهدا على هذين الهدفين التاريخيين.
عقم تشيب له الرؤوس
ما بين هدف ماركو أسينسيو في شباك إسبانيول بآخر لحظات الشوط الأول من المباراة التي لُعبَت يوم 22 سبتمبر؛ وهدف مارسيلو في شباك ليفانتي بالشوط الثاني للمباراة التي لُعبت يوم 20 أكتوبر؛ لم تر جماهير ريال مدريد فريقها يسجّل أهدافا.
481 دقيقة، ثاني أطول فترة عقم تهديفي يعيشها ريال مدريد في تاريخه بأكملها، تكفّلت بسحب الدماء من وجوه المنتمين لريال مدريد، أكثر من 8 ساعات متواصلة من المشاهدة دون هدف، حدث كاد أن يكون قياسيا لو استمر 14 دقيقة إضافية.
على أي حال، بعد سنوات طوال، عندما يقرر مؤرخ كروي استرجاع أطول فترات الفشل التهديفي في تاريخ النادي الأكثر نجاحا في العالم، سيتوجّب عليه أن يطبع الرقم 2018 في ورقته.
3 مدربين في عام واحد
منذ 2004، لم يشهد أي عام ميلادي تناوب 3 أشخاص مختلفين على تدريب ريال مدريد، حتى جاء العام 2018 وأحدث زلزالا في المقعد الفني للنادي الملكي.
التضحية بتدريب إسبانيا وضياع حلم المونديال، لم تكن شفاعة كافية لـ لوبيتيجي حتى يُرحَم من إمضاء فلورنتينو بيريز على ورقة الإقالة.
ذكرنا أن 3 بيانات صيفية ساخنة شكّلت ملامح عام 2018 في ريال مدريد، أما البيان الخريفي الرابع في نهاية أكتوبر، فكان وفاةً أكثر من أن يكون قرارًا إداريًا.
ريال مدريد استغنى عن مدربه بعد أن فشلت كل سُبل الإنعاش واستُهلكَت كل قطرات الصبر، لأن قاع النصف الأول من جدول الدوري لم يكن موضعا ملائما لصاحب الرقم القياسي في الفوز بألقاب البطولة المحلية.
ثلاثية تاريخية
واصل ريال مدريد في العام 2018 الاستناد على البطولات القارية والدولية لتعويض الإخفاق المحلي، وظفر بدوري أبطال أوروبا للموسم الثالي على التوالي في إنجاز تاريخي، قبل أن يعقبه بمونديال الأندية في نهاية العام.
إلا أن ريال مدريد فرّط في أسبقيته القارية على جاره أتليتكو مدريد، وخسر أمامه في كأس السوبر الأوروبي، ليتجاوز الروخيبلانكوس –جزئيا- إحباط الوداع الأوروبي على يد ريال مدريد في 4 مواسم متتالية.
يبقى التساؤل، هل يصير العام 2018 مميزا تاريخيا أنه نهاية هيمنة ريال مدريد الأوروبية في العقد الثاني من القرن 21، أم يتيه بين ألقاب الميرنجي حاله حال العامين السابقين له؟
إحصائيات رقمية لـ ريال مدريد في عام 2018:
عدد المباريات: 60 مباراة.
أكبر فوز: 7-1 على ديبورتيفو لاكورونيا
أكبر هزيمة: 1-5 أمام برشلونة
عدد الانتصارات: 37 انتصارا
عدد التعادلات: 10 تعادلات
عدد الهزائم: 13 هزيمة
عدد الأهداف المسجلة: 142 هدفا
عدد الأهداف المستقبلة: 73 هدفا
عدد المباريات بشباك نظيفة: 18 مباراة
عدد اللاعبين الذين شاركوا: 34 لاعبا
أكثر اللاعبين مشاركة:
ماركو أسينسيو (54 مباراة)
كريم بنزيمة (53 مباراة)
لوكاس فاسكيز (52 مباراة)
جاريث بيل (48 مباراة)
لوكا مودريتش (45 مباراة)
سيرخيو راموس، رافاييل فاران، كاسيميرو (44 مباراة)
إيسكو (43 مباراة)
توني كروس (42 مباراة)
أقل اللاعبين مشاركة:
لوكا زيدان، فران جارسيا، ألفارو فيدالجو، كريستو (مباراة واحدة)
خافي سانشيز (5 مباريات)
سيرخيو ريجيلون (6 مباريات)
كيكو كاسيا (7 مباريات)
أشرف حكيمي، فيدي فالفيردي (8 مباريات)
خيسوس فاييخو، فينيسيوس جونيور، ماريانو دياز، بورخا مايورال (10 مباريات)
22 لاعبا سجّلوا أهدافا لـ ريال مدريد في 2018
أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف:
كريستيانو رونالدو (28 هدفا)
جاريث بيل (27 هدفا)
كريم بنزيمة (18 هدفا)
ماركو أسينسيو (12 هدفا)
سيرخيو راموس (10 أهداف)
إيسكو (8 أهداف)
مارسيلو، لوكاس فاسكيز (7 أهداف)
كاسيميرو، توني كروس (4 أهداف)
21 لاعبا صنعوا أهدافا لـ ريال مدريد في 2018
أكثر اللاعبين صناعة للأهداف:
لوكاس فاسكيز (15 تمريرة حاسمة)
كريم بنزيمة (14 تمريرة حاسمة)
مارسيلو (11 تمريرة حاسمة)
لوكا مودريتش (10 تمريرات حاسمة)
توني كروس، ماركو أسينسيو (9 تمريرات حاسمة)
داني كارباخال (8 تمريرات حاسمة)
إيسكو، جاريث بيل (7 تمريرات حاسمة)
فينيسيوس جونيور (6 تمريرات حاسمة)
ساهم 26 لاعبا إجمالا في أهداف ريال مدريد خلال عام 2018
الأكثر مساهمة في الأهداف بالتسجيل والصناعة:
جاريث بيل (34 هدفا وتمريرة حاسمة)
كريستيانو رونالدو (33 هدفا وتمريرة حاسمة)
كريم بنزيمة (32 هدفا وتمريرة حاسمة)
لوكاس فاسكيز (22 هدفا وتمريرة حاسمة)
ماركو أسينسيو (21 هدفا وتمريرة حاسمة)
مارسيلو (18 هدفا وتمريرة حاسمة)
توني كروس (13 هدفا وتمريرة حاسمة)
لوكا مودريتش (12 هدفا وتمريرة حاسمة)
إيسكو، سيرخيو راموس (11 هدفا وتمريرة حاسمة)
ريال مدريد فاز في 2018 بلقبين: دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية.
اقرأ أيضا:
أزمة في ملعبي الأهلي والإسماعيلي لو تواجها إفريقيا؟ عامر حسين يكشف عبر في الجول
حصاد 2018 – اختر أفضل 11 في الدوري.. من تضمه لفريقك؟
عبد الحفيظ لـ في الجول: لاسارتي يُقيم العناصر المرشحة للانضمام لـ الأهلي
حصاد 2018 – بلال يختار لـ في الجول الأفضل.. مفاجأة أرجنتينية
مدرب الأهلي - ماذا تخبرنا "فوتبول مانجير" عن مارتين لاسارتي