خطايا مورينيو ومانشستر يونايتد.. مدرب تغير وآخرون عملوا بلا سياسة واضحة

لطالما شدد جوزيه مورينيو أن مانشستر يونايتد كان يلعب وفقا لإمكانياته أو بمعنى آخر إنه ليس بالإمكان أفضل مما كان وهذه كانت خطيئته الأولى التي قادته نحو مصيره المحتوم.. الإقالة.

كتب : رامي جمال

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018 - 23:32
جوزيه مورينيو

لطالما شدد جوزيه مورينيو أن مانشستر يونايتد كان يلعب وفقا لإمكانياته أو بمعنى آخر إنه ليس بالإمكان أفضل مما كان وهذه كانت خطيئته الأولى التي قادته نحو مصيره المحتوم.. الإقالة.

وأعلن مانشستر يونايتد اليوم الثلاثاء رسميا إقالة مورينيو من منصبه بعد عامين ونصف من توليه المسؤولية وظفره بثلاثة ألقاب هم الدرع الخيرية وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة والدوري الأوروبي.

مورينيو يلام على الكثير من الأشياء لكنه ليس الوحيد إذ إن إدارة مانشستر يونايتد عملت بلا سياسة واضحة والنتيجة؟

فريق مهلهل يظهر في كل مباراة بلا هدف ويبتعد عن صدارة الدوري بـ19 نقطة في منتصف الموسم ويحتل المركز السادس.

وهذه كانت الخطايا من كل جانب..

الخطيئة الأولى.. مانشستر يونايتد

نشرت صحيفة "إندبندنت" الإنجليزية تقريرا ذكرت فيه أن إد وودوارد المدير التنفيذي للنادي حُذر من التعاقد مع مورينيو من شخصيات كروية داخل النادي.

هذا بالإضافة لتحذير المدرب التاريخي للنادي السير أليكس فيرجسون له من التعاقد مع مورينيو وعقب الهزيمة من إشبيلية في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا قال المدرب الأسكتنلدي لإدارة النادي: "ثمة ما يجب أن يتغير".

لكن إعلان مانشستر سيتي بشكل مبكر جدا التعاقد مع بيب جوارديولا من بايرن ميونيخ جعل مانشستر يونايتد في موقف دفاعي ويرغب أن يرد على ذلك التعاقد ومن أفضل من جوزيه مورينيو للإتيان به للتصدي للمدرب الإسباني.

ورغم إقالة مورينيو من تشيلسي في ديسمبر 2015 بعدما وصل به للمنافسة على الهبوط لكن ووداورد غض البصر عن كل شيء من أجل الإتيان بالمدرب البرتغالي.

مانشستر سيتي جاء بجوارديولا وعرف جيدا كل شيء عنه والصفقات المطلوبة للنهوض بالنادي والأسلوب الذي يريد تطبيقه وعمل عليه.

الأمر ذاته حدث في أرسنال رحل مدربه التاريخي آرسين فينجر وتنبأ الجميع بسنوات كارثية على الفريق مثلما حدث في مانشستر يونايتد لكن الأمر اختلف.

لماذا؟

إدارة أرسنال فضلت أوناي إيمري عن لاعب الفريق السابق ميكيل أرتيتا والسبب هو فهم الأول لما يريده النادي ووعده بتطبيقه وشرحه للانتدابات التي يريدها.

أما أرتيتا فكان يريد طبقا للتقارير الصحفية هدم الفريق والبناء من الصفر في نتيجة غير مضمونة.

إيمري ربما ليس رجل البطولات الأول مثل جوارديولا أو مورينيو ولكنه يعرف كيف يبني فريقا صلبا.

والنتيجة؟

أرسنال يسير بشكل جيد في الدوري والدوري الأوروبي ولا يبتعد عن الصدارة في البريميرليج سوى بـ11 نقطة فقط وبثلاث نقاط عن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.

الخطيئة الثانية.. أسلوب اللعب من مورينيو

عرف مورينيو مع تعاقده مع مانشستر يونايتد أن ناد يحب اللعب الهجومي ويرفض تغييره ويحب الاعتماد على شبابه دائما فمنذ ما يقرب من نصف قرن لم يغب عن تشكيل الفريق أي لاعب من أكاديمية النادي.

ولكن رغم ذلك لم يكن هناك أسلوب لعب محدد من مورينيو ربما عدا الموسم الأول الذي اعتمد فيه بشكل كبير على طريقة 4-2-3-1.

ففي الموسم الثاني ثم الجاري تنوعت الخطط بين 4-2-3-1 وتارة أخرى 4-3-3 ثم 4-1-4-1 أو 3-5-2 وهذا في كل مباراة مع أكثر من تغيير في التشكيل ذاته بين اللاعبين فمرة تجد فريد في خط الوسط ومرة أندير هيريرا ولعدة مباريات أنتوني مارسيال ثم فجأة يعود أليكسيس سانشيز وهكذا.

هنا برر مورينيو ذلك الأمر بعد الهزيمة من ليفربول 3-1 قائلا: "لدينا مشاكل بدنية كثيرة ولاعبين دائما عرضة للإصابة وهذا قبل قدومي وحدث الأمر ذاته مع لويس فان جال وديفيد مويس".

وأضاف "ثم هناك الإمكانيات التي يملكها اللاعب أو لا يملكها فلا يمكنك أن تتحسن أو تتطور من تلك الناحية، ومثال على ذلك محمد صلاح وماني وفينالدوم وربرتسون هم أقوياء بدنيا وجيدون تكتيكيا، لدي أيضا لاعبين جيدون تكتيكيا لكنهم ليسوا بتلك القوة البدنية مثل من ذكرتهم".

وهنا لا يلوم مورينيو إلا نفسه فهو المسؤول الأول عن تطور اللاعبين وفهمهم لأسلوب لعبه وباقي حديثه يوضح ذلك.

وقال: "في بورتو كان لدي أفضل فريق من ناحية التحول الدفاعي عندما نخسر الكرة ننقض مثل الكلاب المجنونة ونستعيدها بعد ثانيتين فقط".

وواصل "في ريال مدريد حظيت بأفضل فريق في الهجمات المرتدة المباشرة فكان لدي آنخيل دي ماريا ورونالدو وإيجوايين في شبابهم وقتلنا الكل بالتحول الهجومي".

وأضاف "في إنتر ميلان كان لدي أفضل فريق من ناحية الدفاع المتأخر مثل ماتيرازي ولوسيو ووالتر صامويل، كان بإمكان الفرق أن تهاجمنا لخمس ساعات بدون أن نستقبل أي هدف".

وأتم "لذلك اللاعبون المتاحون هم من يجعلون الفريق يلعب بشكل وأسلوب معين".

ما قاله مورينيو يدينه قبل أن يدين لاعبيه.

كيف؟

ربما في الموسم الأول لم يكن مسؤولا بشكل كبير عن مستوى اللاعبين فهو تسلم فريقا يفتقد للثقة من فان جال وفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا.

لكن في الموسم الثاني والثالث لماذا لم يستطع مورينيو بناء الفريق وجلب اللاعبين الذين يلعبون بأسلوبه ويفرض هو أسلوبه؟

ما قاله مورينيو يؤكد إنه تغير عما كان يمثله في الماضي قبل عدة سنوات.

الخطيئة الثالثة.. سوق الانتقالات

في سوق الانتقالات يضع المدرب بعض اللاعبين كاختيار أول وثاني وثالث لينضم أحدهم لفريقه، ولكن المدرب البرتغالي ظل يؤن في كل تصريحاته لعدم تعاون الإدارة معه لجلب الصفقات التي يريدها الصيف الماضي فقط.

هو محق بكل تأكيد الإدارة يجب أن تدعم المدرب بصفقات مثلما يحدث مع جوارديولا أو إيمري ولكن الأول قدم دليلا على قدرة الفريق على التطور فواصلت الإدارة دعمه، والثاني طلب لاعبين محددين يخدمون خططه في موسمه الأول ونجح به.

لكن السؤال كم لاعبا ممن ضمهم يونايتد مع مورينيو نجح بين لوكاكو وبوجبا وفريد وماتيتش وبايلي وليندلوف؟

جيمي كاراجر مدافع ليفربول السابق والمحلل الحالي علق على الأمر قائلا: "نعم الجيل الحالي ليونايتد ربما ليس الأعظم ولكنه ليس من المفترض أن يكون بعيدا ذلك البعد عن المنافسة على البطولات".

وتابع "سيقول البعض أن مورينيو أراد مدافعا ولم يحظى به لكن لا أعتقد أن نظاما كاملا يجب أن ينهار كليا لأنك لم تضم لاعبا فقط، يجب أن يتجاوز الأمر وينظر لاختيار آخر والنادي بالفعل أنفق أمولا ضخمة لضم لاعبين في السابق من أجل مورينيو".

الخطيئة الرابعة.. الخلافات مع اللاعبين

حينما كان مورينيو مدربا لتشيلسي كان يريد جلب بوجبا من يوفنتوس وعلق على ضمه بأن "الأمر أشبه بشراء برج إيفل ووضعه في حديقة منزلك".

لكن ماذا حدث بعد ذلك؟

دخل مورينيو في خلافات قوية مع نجم فريقه وعدم ظهوره بالشكل الأمثل في المباريات.

نعم مورينيو ليس مسؤولا عن تمريرة خاطئة أو استعراضية من بوجبا تتسبب بشكل مباشر في استقبال يونايتد لهدف ولكن المدرب الذي طالما عُرف عنه القتال دفاعا عن لاعبيه أصبح يهاجمهم في كل المؤتمرات الصحفية.

والنتيجة؟

تقرير من صحيفة "مانشستر إيفينينج نيوز" أشار إلى أن مورينيو خسر ثقة 90% من لاعبي فريقه حتى ممن كانوا يدعمونه.

وأوضح التقرير أن حتى ممن هم في صف مورينيو مثل لوكاكو لم يدافعوا عنه بشكل قوي خاصة عقب هجومه عليهم بقوة في غرفة خلع الملابس وأمام الشاشات.

قال صامويل إيتو سابقا إنه مستعد للموت من أجل مورينيو حينما عمل معه في إنتر ميلان، والأمر ذاته انطبق على زلاتان إبراهيموفيتش لكن المدرب البرتغالي خسر ثقة اللاعبين بينهم مارسيال وفالنسيا قائد الفريق وفريد.

وجاء ذلك بسبب قوله علنا أن فريد الصفقة التي أرادها بنفسه لن يستطيع المشاركة إلا حال إيجاد التوازن الدفاعي للفريق أولا.

الخطيئة الخامسة.. اللاعبين الشباب

عرف مورينيو قبل تعاقده مع يونايتد أن النادي يهتم دائما بلاعبيه الشباب ولكن منذ قدومه لم يشرك أي من لاعبي الفريق الشباب بشكل مستمر عدا سكوت مكتوميناي.

وشارك اللاعب الأسكتلندي الموسم الماضي فيما يقرب من 15 مباراة ولكن الموسم الجاري لم يخض فيما يقرب من ثلاث مباريات فقط بالنظر لعدد الدقائق التي شارك فيها.

وقبل لقاء فالنسيا غير المؤثر على موقفه في التأهل لدور الـ16 في الجولة الأخيرة من دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا ورغم وجود لاعبين في قائمة الفريق من الشباب لكنه شدد إنهما لن يستطيعا المشاركة بسبب قلة خبراتهما.

ذلك التصريح تسبب في غضب عارم من مشجعي يونايتد والصحف سخرت من المدرب البرتغالي بسبب قتله طموح اللاعبين قبل أن يبدأ.

طالع أيضا

الزمالك يحذر من حسابات مزيفة للاعبه ساسي في مواقع التواصل الاجتماعي

بوتشيتينو يجيب.. هل يدرب مانشستر يونايتد

تقرير: بيريز رئيس ريال مدريد يريد قيادة مورينيو للفريق

تقرير: الأهلي السعودي قد يستغني عن عبد الشافي والسعيد

مصدر مقرب من شيكابالا يكشف تمسك أبولون باللاعب ويرفض رحيله

انطباعات عن لاسارتي بعد يومه الأول في الأهلي