كتب : لؤي هشام
في السابع من أغسطس عام 2016 جلس الرجل البرتغالي على مقاعد بدلاء مانشستر يونايتد لأول مرة.. كانت المباراة الأولى له مع الفريق، وفي نفس الوقت البطولة الأولى كذلك.
يونايتد انتصر على ليستر سيتي 2-1 في مباراة مورينيو الأولى ليحقق الفريق لقب الدرع الخيرية.
في ذلك الحين ارتفعت الآمال والتوقعات معا بشأن قدرة الرجل الاستثنائي على إعادة مسيرة الشياطين الحمر إلى مسارها الصحيح بعد فترة من التخبط منذ رحيل السير أليكس فيرجسون، والبدايات كانت تشي بذلك.
لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب ومسيرته شهدت الكثير من التحولات والصراعات والانكسارات مع فريق مانشستر الأحمر.. في النهاية انضم إلى قائمة سابقيه، وما دام انتظاره تحقق الآن.
جوزيه مورينيو يرحل عن مانشستر يونايتد حسبما أعلن النادي في بيان رسمي يوم الثلاثاء، ومدرب مؤقت سيتولى المهمة لحين الاتفاق مع مدرب جديد.. البرتغالي غادر الحافلة، وسائق جديد سيقودها (طالع التفاصيل).
خاض مورينيو إجمالا مع الشياطين الحمر 144 مباراة، حقق الفوز في 84 منهم، وخسر 29، وتعادل في 31 لقاء. سجل فريقا 251 هدفا واستقبل 129 هدفا.
وFilGoal.com يستعرض معكم مسيرة البرتغالي مع مانشستر يونايتد خلال أقل من 3 مواسم.
الموسم الأول (2016-2017)
انتدب يونايتد العديد من الصفقات الكبيرة في الصيف. بول بوجبا قدم من يوفنتوس في صفقة تاريخية جعلته الأغلى بتاريخ الدوري الإنجليزي، زلاتان إبراهيموفيتش جاء من باريس في صفقة مجانية، والثنائي هنريك مخيتاريان وإيريك بايلي دعما الفريق.
بعد تحقيق بطولة الدرع الخيرية أتت بداية البرتغالي بطيئة نوعا ما في الدوري الإنجليزي.
عقب 3 انتصارات متتالية سقط الفريق أمام الجار سيتي بهدفين لهدف وبعدها بدأت فترة متخبطة من النتائج كان أفضلها تحقيق 6 انتصارات متتالية من الجولة 15 وحتى الجولة 20.
موسم كان متقلبا بشكل كبير.. ما بين تحقيق بطولتي الدرع الخيرية وكأس الرابطة أمام ساوثامبتون، كان الخروج من دور الـ8 في كأس الاتحاد الإنجليزي على يد تشيلسي، وإنهاء الدوري في المركز السادس.
وفرصة وحيدة للعودة إلى دوري أبطال أوروبا كانت من بوابة الدوري الأوروبي، وهو ما تحقق بنجاح بعد الانتصار على أياكس في النهائي بهدفين نظيفين ببطولة لم يواجه فيها رجال مورينيو أي فريق من فئة الصف الأول.
موسم ربما لم يكن مقنعا بشكل كبير ولكنه تحقق فيه الهدف الأهم بـ التأهل إلى دوري الأبطال، بجانب تحقيق 3 بطولات (درع خيرية، كأس الرابطة، الدوري الأوروبي).. الأمور لا تبدو بهذا السوء.
ولكن بعض الأرقام أوضحت ما هو قادم.. من أصل 19 مباراة لعبها مانشستر على ملعبه "أولد ترافورد" فشل يونايتد في 11 لقاء، 8 انتصارات وخسارة واحدة و10 تعادلات، الرقم الأكبر من حيث تعادلات فريق على أرضه في أي موسم من مواسم الدوري الإنجليزي.
الموسم الثاني (2017- 2018).. بداية النهاية؟
انتدب يونايتد خلال ذلك الموسم روميلو لوكاكو من إيفرتون، وفيكتور ليندلوف من بنفيكا ونيمانيا ماتيتش من تشيلسي، فيما رحل إبراهيموفيتش إلى الدوري الأمريكي ومخيتاريان بشهر يناير إلى أرسنال.
ومورينيو أبدى عدم رضاه وأظهر رغبته في المزيد من الصفقات ليدخل في صدامات علنية لاحقا مع إدارة فريقه في أكثر من مناسبة.
استهل البرتغالي موسمه بمواجهة ريال مدريد في السوبر الأوروبي، ورغم تقديم الفريق أداء جيدا إلا أنه سقط في النهاية بهدفين مقابل هدف أمام رجال زين الدين زيدان.
في الدوري ودوري الأبطال كانت الأمور تبدو أفضل حالا على صعيد النتائج وليس الأداء الذي وصفه البعض بالممل. 5 انتصارات وهزيمة وحيدة في دور المجموعات بالمسابقة الأوروبية، و3 هزائم فقط بالدور الأول من الدوري كان 2 منهم أمام سيتي وتشيلسي.
عند قدوم يناير ضم يونايتد بناء على رغبة المدرب البرتغالي أليكسيس سانشيز من أرسنال بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الانضمام إلى الجار الأزرق سيتي، في صفقة تبادلية مع الأرميني مخيتاريان.
والبعض أعتقد أن الأداء الهجومي ليونايتد سيتحسن بهذه الإضافة، رغم المعاناة الدفاعية ولكن هذا لم يحدث أيضا.. والأدهى أن بعض التقارير بدأت في الحديث عن خلافات مورينيو مع لاعبيه داخل غرف الملابس، وبالطبع بول بوجبا كان أكثر من في الصورة.
لكن الإدارة أظهرت دعمها لمدرب ريال مدريد وتشيلسي السابق وقررت تجديد تعاقده حتى 2020.
والرجل الذي عرف بلقب الاستثنائي ظهر في أكثر من مناسبة لينتقد لاعبيه علنا.. وإليكم بعض المقتطفات.
"لست سعيدا بالمباراة بل أنا محبط للغاية، أكثر ما يحبطني هو ما رأيته من اللاعبين في المباراة. أعمل بجد خلال يومين في التدريبات وفي النهاية أرى ذلك؟" بعد الفوز على برايتون 2-0.
"ركزت في التدريبات على اللعب السريع وفي النهاية لم أر ذلك على أرضية الملعب بل رأيت العكس رأيت الهجوم يختبئ والدفاع لا يريد اللعب للأمام".
"رأيت انعدام شخصية وانعدام رغبة في اللعب وعندما يكون لديك 4 لاعبين من أصل 11 لاعبا لا يريدون اللعب فهذا يحبطني للغاية، رأيت الكثير من اللاعبين وكأنهم يتمنون أن أخرجهم من الملعب".
ومع قدوم شهر مارس كان حديث مورينيو الشهير عن الإرث الذي استلمه بملعب أولد ترافورد، وذلك بعد الهزيمة المفاجئة أمام إشبيلية بدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
"هذا ميراث كروي وإن أردت الذهاب إلى الدوري الإنجليزي فقد كان أخر لقب تحقق موسم 12-13، وفي 4 مواسم متتالية كان مركز يونايتد الرابع ثم الخامس فالسادس والسابع، لذا في أخر 4 سنوات كان أفضل مركز هو الرابع".
"هذا كان ميراثا كرويا وذلك يعني إن أردت التقدم للأمام فعليك التقدم خطوة بخطوة. عندما وصلت ريال مدريد هل تعلمون كم كان عدد اللاعبين الذين شاركوا في ربع النهائي. كان شابي ألونسو مع ليفربول وكاسياس فقط مع ريال مدريد وكريستيانو رونالدو مع يونايتد".
"كل الآخرين لم يلعبوا ربع نهائي من قبل، وهذا أيضا ميراث كروي".
"في أخر 7 سنوات أسوأ مراكز مانشستر سيتي كان المركز الرابع، وفي أخر 7 سنوات كانوا أبطال الدوري مرتين، والثالث في الطريق إن رغبت أن تقول ذلك، هذا أيضا ميراث كروي، هل تعرفون ما هو الميراث؟".
"الميراث هو أن كيفن دي بروين وفيرناندينيو ونيكولاس أوتاميندي وديفيد سيلفا ورحيم سترلينج وسيرجيو أجويرو كانوا استثمارات من الماضي وليس في آخر سنتين، هل تعلمون عدد اللاعبين الذين رحلوا عن يونايتد الموسم الماضي؟ هل ترون أين يلعبوا؟ وكيف يلعبوا؟ وإن كانوا يلعبوا من الأساس؟".
"في 2012 خرج يونايتد من دور المجموعات، في 2013 خرج من دور الـ16 وفي 2014 خرج من الأدوار التمهيدية وفي 2015 لم تكن هناك مشاركة أوروبية، في 2016 خرج من دور المجموعات وبعدها خرج من الدوري الأوروبي، أما في 2017 فقد لعب بالدوري الأوروبي وحقق لقبه".
"في 2018 تصدر مجموعته بتحقيق 15 نقطة من أصل 18 وخسر مباراة وحيدة على أرضه بإياب دور الـ16. في 7 سنوات مع 4 مدربين مختلفين أحدهم لم يشارك بأوروبا ومرتين خروج من دور المجموعات وأفضلهم كان في ربع النهائي".
هكذا كان وجه مورينيو عند الحديث في هذه الجزئية
في النهاية خرج الموسم الثاني للبرتغالي مع الشياطين الحمر خالي الوفاض من أي بطولة.
أفضل ما تحقق كان احتلال المركز الثاني في الدوري الإنجليزي خلف مانشستر سيتي، فيما ودع دوري الأبطال على يد إشبيلية، وخسلر من بريستول سيتي في كأس الرابطة، وسقط أمام تشيلسي في نهائي كأس الاتحاد.
مورينيو رأى لاحقا أن فريقه لم ينل المديح الكافي على احتلال المركز الثاني، وتصدر مجموعته أوروبيا.
الموسم الثالث (2018-2019)
فقط فريد من شاختار دونيتسك ودييجو دالوت من بورتو ولي جرانت كحارس احتياطي.. مورينيو أظهر امتعاضه بشكل كبير وواصل الحديث عن حاجته للاعبين في الدفاع.
أداء الفريق لم يبد وأنه يسير بنسق تصاعدي، التخبط مازال مستمرا، والنتائج حتى لا تتحقق بالشكل المرجو.
الفريق يودع كأس الرابطة مبكرا أمام ديربي كاونتي بركلات الترجيح، وبالدوري تارة انتصار وتارة هزيمة جعلته يتراجع إلى المركز السادس.
أوضاع الفريق لا تتحسن، والصراع مع بوجبا يشتعل أمام أعين الكاميرات.
مورينيو يُصرح بأن أفضل ما يمكن تحقيقه هو الوصول إلى المركز الرابع.
"يمكننا إنهاء الدوري في المركز الرابع وهذا ليس سهلا. بكل تأكيد سنكون في أول 6 مراكز ولكن أفضل ما يمكننا فعله هو الحصول على المركز الرابع".
"الفارق بين يونايتد والأربعة الأوائل شيء لا يمكن توقعه، دائما ما نفكر بشكل إيجابي ونفكر أن المسافة لا يمكن أن تكون كبيرة".
"ولكني أقلها بوضوح: الموسم الماضي لم نحظ بالثناء الذي نستحقه. أن نحقق المركز الثاني أو نصل إلى نهائي كأس الاتحاد والتأهل لدوري الأبطال كفائزين في مجموعتنا، لم ننل المديح الذي نستحقه على الإطلاق".
"جميع الفرق تطورت، توتنام كان الفريق الوحيد الذي لم يستثمر في سوق الانتقالات، ولكن أفضل استثمار هو أن تحافظ على أفضل لاعبيك. لذا جميع الفرق تطورت ماعدا نحن".
أوروبيا، لم يكن الوضع أفضل حالا وإن نجح الفريق في التأهل إلى دور الـ16 باحتلال المركز الثاني خلف يوفنتوس، إذ فرط في فرصة تصدر المجموعة بالهزيمة أمام فالنسيا 2-1 في آخر جولات دور المجموعات، في لقاء تسيد فيه الخفافيش الوضع.
في الجولة الـ17 كان المسمار الأخير في نعش مورينيو. يونايتد يسقط أمام ليفربول بثلاثة أهداف مقابل هدف، والريدز تسيدوا اللقاء منذ البداية وحتى النهاية.
مانشستر يونايتد تجمد عند النقطة 26 في المركز السادس حيث مر بأسوأ بداية منذ موسم 1990-1991.. القرعة أوقعته في مواجهة باريس سان جيرمان بدوري الأبطال، والإدارة يبدو وأنها قررت أنه حان وقت انتهاء الرحلة.
"يوما ما حينما أرحل عن يونايتد سيأتي مدرب من بعدي وسيرى عقلية مختلفة وجودة مختلفة وخلفية للتعامل مع مواقف عدة" هكذا قال مورينيو الموسم الماضي.
ولكن يبدو وأن ذلك لم يتحقق وأن مورينيو ترك إرثا ثقيلا على كاهل من سيخلفه، إرث لم يحدث فيه التطور المنشود.. ومعه غادر الحافلة مجبرا بعدما لم يصل إلى وجهته.
اقرأ أيضا
مانشستر يونايتد يعلن رحيل مورينيو
مصدر باتحاد الكرة لـ في الجول: ملف تنظيم كأس الأمم "مثالي".. ولجنة التفتيش قد تفاجئنا
مدرب الأهلي: لاسارتي ذكي .. وناصر ماهر يحتاج أمرا واحدا ليكون مثل أبو تريكة والسعيد
الكشف عن تفاصيل انتقال رونالدو إلى يوفنتوس.. "رغبة منذ يناير ومفاوضات في أبريل"
محمد إبراهيم: دوري قادم مع المنتخب.. ومؤهل للاحتراف بأوروبا