محمد زيدان.. المختلف الذي لا يعرف إلا بطولة المشاهد التاريخية
الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018 - 17:29
كتب : أمير عبد الحليم
لم يسجل محمد زيدان أكثر من 9 أهداف رسمية مع منتخب مصر، لكن في تلك الفترة الذهبية التي عاشها الفراعنة كان زيزو دائما بطل المشاهد الحاسمة.
ترتبط الجماهير باللاعب المهاري أكثر من غيره، والذي يسجل أهدافا حاسمة حتى لو كان ليس معتادا على زيارة الشباك كثيرا. وزيدان كان ذلك الحريف الذي يسجل أهدافا تاريخية.
مشوار زيدان مع منتخب مصر لم يبدأ فعليا قبل يوم 22 يناير في المباراة الافتتاحية لحامل اللقب في كأس الأمم الإفريقية 2008. وقتها سجل مهاجم هامبورج هدفين في الكاميرون واحتفل بالحذاء.
لم يسجل زيدان مرة أخرى في غانا، لكن اللاعب الذي رسم حرف Z على رأسه وضع توقيعه على أهم لقطة في البطولة بالقتال على الكرة مع ريجوبير سونج وعصام الشوالي يصرخ "سونج وزيدان" ليصنع هدف التتويج لمحمد أبو تريكة.
هذا زيدان .. لم يظهر كثيرا بقميص منتخب مصر ولم يكن اللاعب الذي يمتلك قاعدة شعبية تهتف باسمه. لكنه ترك بصمته في أهم لقطات جيل لن ينسى.
محترف بالصدفة
مثل أي بورسعيدي "حريف" انضم زيدان إلى المصري في 1998، ولكن تقديمه كلاعب كرة قدم محترف لم يأت من هناك.
استغنى المصري عن زيدان بسبب افتقاره القدرة على التمرير بشكل جيد.
هاجر زيدان صاحب الـ17 عاما مع أسرته إلى الدنمارك، وهناك ابتسمت له كرة القدم أخيرا عندما كان يلعب في حديقة مع فريق للشباب والتقطته أعين كشاف نادي أكاديميك بولد كلوب.
ويحكي زيدان في حوار على قناة "الحياة": "بسبب العمل عائلتي سافرت أوروبا كثيرا، لكنها كانت المرة الأولى التي ذهبنا فيها إلى الدنمارك وهناك طلبت من مدرب أحد الأندية التدرب مع فريق الشباب".
لعب زيدان 51 مباراة مع بولد كلوب من عام 1999 حتى 2003 وسجل 12 هدفا.
هذه الرحلة انتهت بسبب الأزمة المالية التي ضربت بولد كلوب، ليحصل زيدان على فرصة اللعب في ميتلاند الذي يعد واحدا من أشهر وأكبر الأندية في الدنمارك.
ومعه، نضج زيدان وأنهى الموسم الأول معه هدافا للدوري. ليتوج بجائزة لاعب العام.
في الموسم التالي، سجل زيدان 9 أهداف في أول 3 مباريات على ملعب ميتلاند الجديد ليسميه الجماهير "زيدان أرينا".
وخلال موسمين، سجل زيدان 30 هدفا في 47 مباراة. هذه الأرقام بالتأكيد كان لا يمكن أن تستمر به في الدنمارك.
"الشيء الذي جعل ميتلاند يضمني هو أنني كنت مختلفا. لم يرغبوا في تغييري وأرادوا هذا اللاعب" .. زيدان يحكي للتليفزيون الدنماركي.
وأوضح "أقول للناس إنني أريد أن أصبح أفضل لاعب في العالم ليردوا علي ( من تظن نفسك )، وقتها أجيب لست الأفضل في العالم لكنني أريد أن أصبح".
التاريخ في ألمانيا
قبل زيدان، ربما لم يتذكر مشجعو كرة القدم في ألمانيا المصريين إلا بهاني رمزي. لكن اللعب في 4 فرق كتب لزيزو تاريخا ميزه أيضا في المشاهد الحاسمة.
فعلا، لم يستمر زيدان في الدنمارك طويلا بعد كل هذا التألق. وفي يناير 2005 رحل إلى فيردر بريمن على سبيل الإعارة مع بند بأحقية الشراء في الصيف. فعله النادي الألماني مقابل 3.5 مليون يورو بعدما سجل الشاب الذي كان يشارك أحيانا كبديل هدفين.
وفي صيف 2005، أعاره بريمن إلى ماينز الذي سجل معه 9 أهداف في 26 مباراة شارك في 7 منهم كبديل. ومن هنا بدأت قصة تألق في ألمانيا لم تظهر إلا مع يورجن كلوب.
"كلوب يجعلني أقدم أقصى ما لدي في الملعب بالثقة الكبيرة التي يمنحها لي" .. زيدان لقناة "دويتشا فلا" الألمانية.
سجل زيدان أسرع هدف في الموسم في فريقه بريمن بعد 14 ثانية فقط، وضد بروسيا دورتموند وبايرليفركوزن، لكن أهم هدف من الـ9 هو الذي سجله في التعادل مع بايرن ميونيخ 2-2 بعد أن تلاعب بفيليب لام وأسكن الكرة شباك أوليفر كان.
يبدو أن جينات زيدان لا تعرف إلا التسجيل في الأوقات الحاسمة. لذلك زيارة شباك بايرن تحولت إلى عادة.
وفي نفس الموسم، سجل الهدف الأول لماينز في بايرن ميونيخ في الخسارة 3-2 في ربع نهائي الكأس.
عاد زيدان إلى بريمن، ولكن استمر غيابه عن المشاركة ليعود إلى التألق مع كلوب من جديد في ماينز بانتقاله إلى هناك بشكل نهائي في يناير 2007 مقابل 2.8 مليون يورو ليصبح الصفقة الأغلى في تاريخ النادي.
وقتها قال كلوب لقناة "الجزيرة الرياضية": "عقد زيدان ينتهي في عام 2010 ولكن أعتقد إنه لن يستمر معنا إلى النهاية فهو مؤهل للعب في أفضل الأندية الأوروبية لما يتمتع به من إمكانات فنية جيدة".
سجل زيدان 6 أهداف في أول 5 مباريات مع الفريق الذي كان ينافس على النجاة من الهبوط. عاد ليتصدر أغلفة المجلات. لكن التألق لم يمنع ماينز من تفادي الهبوط، 17 هدفا من أصل 34 سجلهم الفريق كانوا من توقيع زيزو.
حفاظ ماينز على زيدان كان مستحيلا، ليعود المصري المتألق إلى أندية القمة من جديد وهذه المرة مع هامبورج الذي ضمه مقابل 5,8 مليون يورو.
قال وقتها كريستيان هايدل مدير نادي ماينتس لصحيفة "كيكر": "جلست مع زيدان وطلبت منه التفكير في البقاء مع الفريق، فهو أفضل لاعب لدينا كما أن الجماهير تعتبره بطلا".
ولم يقدم زيدان مع هامبورج أكثر من هدفه الرائع في المباراة الودية ضد ريال مدريد، وهدفه الثاني في بايرن ميونيخ.
ذهب زيدان إلى بروسيا دورتموند في صيف 2008، ليعود إلى اللعب مع يورجن كلوب مرة ثالثة، ولكن هذه المرة الإصابة هي من عاندت زيزو بعد موسم أول جيد.
تعرض زيزو لقطع في الرباط الصليبي ليغيب عن المشاركة أغلب فترات موسم تاريخي لدورتموند توج فيه بالدوري لأول مرة منذ 2002.
بعد العودة من الإصابة، كانت منافسة ألكسندر فراي ونيلسون فالديز ولوكاس باريوس صعبة على زيدان.
دوره مع دورتموند حتى رحيله في 2012 اقتصر على المشاركة كبديل. لكن مع الفريق الأصفر كتب تاريخه في ألمانيا حيث توج بالدوري مرتين.
وطبعا زار شباك بايرن ميونيخ.
العودة إلى ماينز كانت الحل الأمثل للحفاظ على أمل إحياء مسيرته، وهناك سجل في 6 مباريات متتالية ليصبح أول لاعب في تاريخ البوندزليجا يسجل في أول 6 مباريات لفريقه الجديد.
وقتها قال توماس توخيل مدرب ماينتس - مدرب دورتموند الحالي - "رغبتي في تمديد عقد زيدان ليس فقط بسبب كم الأهداف التي أحرزها مع الفريق، ولكن لأنه ساهم في رفع مستوى الفريق ككل".
بنهاية الموسم، رحل زيدان بشكل مفاجئ عن ماينز رافضا عرض النادي للتجديد لموسم.
في ألمانيا، سجل زيدان 51 هدفا طوال مسيرته هناك أغلبهم كانوا في شباك الفرق الكبيرة.
سجل 6 أهداف في بروسيا مونشنجلادباخ، و4 في بايرن ميونيخ وهما أكثر فريقين استقبلا أهدافا من زيزو.
بطل الحسم
تأخر ظهور زيدان مع منتخب مصر بالنظر إلى أن تألقه في أوروبا كان ملفتا منذ بداية الألفينات. لكن حتى ارتداء قميص الفراعنة لم يكن ليتحقق.
في حوار مع التليفزيون الدنماركي عندما كان لاعبا في ميتلاند، قال زيدان: "لو حصلت على الجنسية الدنماركية سأكون مستعدا للعب في منتخب الدنمارك لو أرادوا ذلك".
لكن حتى مايو 2005 لم يحصل زيدان على الاستدعاء الدنماركي. ليلعب أول مبارياته الدولية مع منتخب مصر ضد الكويت وديا.
ومع الفراعنة، سجل زيدان 13 هدفا يتذكر المصريون 6 منهم جيدا.
هدفان في الكاميرون في كأس الأمم 2008، يمكن اعتبارهما تعريف زيدان لنفسه للجماهير المصرية التي لا تشاهد قناة "دبي الرياضية".
وبعد صناعة هدف التتويج، حصل زيدان على حب المصريين الذين رسموا حرف Z على طريقته.
"اضرب زيدان" هكذا احتفل عصام الشوالي بالهدف الأول لزيدان في شباك البرازيل في كأس القارات 2009 ثم "زيدان شعللها" وهو يضيف الهدف الثالث ليقدم نفسه مرة أخرى للمصريين بطلا للمباريات التاريخية.
وفي أنجولا 2010، سجل زيدان الهدف الثاني في الفوز على الجزائر 4-0 في المباراة التي يراها المصريون ثأرية بعد خسارة بطاقة التأهل للمونديال.
ومثل 2008، ترك بصمته في صناعة هدف محمد ناجي "جدو" في غانا في نهائي 2010.
هدف تاريخي آخر لا ينساه المصريون لزيدان رغم أنه جاء في مباراة ودية وخسرها الفراعنة 3-1. لكن المنافس هذه المرة كان منتخب إنجلترا وعلى ملعب ويمبلي.
تقدم زيدان لمصر من صناعة عظيمة لحسني عبد ربه زحف أمامها ماتيو أبسون.
ودع زيدان منتخب مصر بهدف سجله في الخسارة من إفريقيا الوسطى 3-2 في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم 2013. ولم يظهر بقميصه مرة أخرى بعدما ترك المنتخب قبل مباراة العودة للتفاوض مع ناد صيني.
وفي عيد ميلاده الـ37، لا يمكن عدم الاعتراف بأن زيدان كان فعلا مختلفا. هو اللاعب الذي امتلك الطموح والإمكانات التي تساعده على تحقيق هذا الطموح، لكنه في النهاية اكتفى بدور البطل في الأوقات الحاسمة فقط.
اقرأ أيضا:
بطل سوبر كلاسيكو.. من خسارة والده بسبب حرب المخدرات وترك كرة القدم لأجل الغناء إلى المجد
نجيب محفوظ.. كلمات الأديب التي رسمت ارتباطا خاصا بكرة القدم
حوار في الجول - زانيتي يتحدث عن الذكرى والهدف الأفضل.. ودوره الجديد مع إنتر
الزمالك يعلن انتهاء أزمة المستحقات مع نادي ماريتيمو البرتغالي
تعرف على احتمالات استمرار صلاح في دوري الأبطال.. وحالة مجنونة تطيح به من بطولتي أوروبا