كتب : أمير عبد الحليم
"عشت أشياء صعبة في الحياة، الناس القريبون مني يعرفونها جيدا".. الأمور التي يقصدها خوان كينتيرو بطل تتويج ريفر بليت بكأس ليبرتادوريس أكبر حتى من أنه ترك كرة القدم ليصبح مغنيا للراب.
نعم، المهاجم الكولومبي الذي شارك في نهائي كأس ليبرتادوريس ليقلب المباراة لصالح ريفربليت بعدما كان بوكا جونيورز متقدما، ترك كرة القدم لفترة ليصبح مغنيا للراب.
<iframe width="100%" height="450" src="https://www.youtube.com/embed/3vdynmJZtsY" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>
كل هذا كان من شهور قليلة، رغم بدايته الممتازة في أوروبا والتي ضمنت له الانتقال من بيسكارا الإيطالي إلى بورتو في 2013.
لكن بورتو قرر إعارة المهاجم الكولومبي إلى رين الفرنسي في 2015 بسبب عدم الالتزام وسوء السلوك.
لم تتحسن أحوال كينتيرو في رين، وبدا كأنه خسر علاقته بكرة القدم ليتجه إلى الغناء.
لكن ليس من هنا تبدأ حكاية الأشياء الصعبة التي يقصدها كينتيرو.
خسارة والده
ولد المهاجم الكولومبي عام 1993 أثناء اشتعال الحرب بين القوات الكولومبية وتجار المخدرات في البلاد والتي خلفت الآلاف من القتلى والمصابين.
وبعد عامين فقط من ولادته، اختفى والده بمرور وقت قصير من التحاقه بالجيش لأداء الخدمة العسكرية.
ولازالت الأسرة لا تعرف مصير والد كينتيرو حتى الآن، حيث قال شقيقته في 2015 إن السلطات الكولومبية لم تقدم لهم أي معلومات عن حالته رغم مرور 20 عاما، وهو ما جعلها تؤسس منظمة لتقديم الدعم لأسر ضحايا الحرب.
واجه كينتيرو الظروف الصعبة للأسرة وغياب الوالد بحب كرة القدم، وانضم لأكاديمية فريق إنفيجادو التي تصنف ضمن الأفضل في أمريكا الجنوبية، وقدمت أسماء كبيرة لكولومبيا مثل جيمس رودريجيز وفريدي جوارين.
لا يتمتع كينتيرو بالطول أو القوة الجسدية، لكن قدمه اليسرى كانت حاسمة ليصفه خورخي بيتانكور مدربه السابق في الأكاديمية بالجريء القوي.
لم تطل إقامة كينتيرو في كولومبيا ليرحل إلى بيسكارا في إيطاليا في 2012، قبل أن تلفت له أنظار بورتو جنة اللاعبين الكولومبيين في أوروبا والذي تألق معه جيمس رودريجيز وراداميل فالكاو وجاكسون مارتينيز.
كان هدف بورتو متألقا بشكل غير عادي في 2013، حيث قاد كينتيرو منتخب كولومبيا للشباب للتتويج بكأس أمريكا الجنوبية للمرة الثالثة في تاريخ البلاد واختير كأفضل لاعب في البطولة بعدما سجل 5 أهداف وصنع 4.
واختير هدفه في شباك السلفادور في كأس العالم للشباب كأفضل هدف البطولة.
<iframe width="100%" height="450" src="https://www.youtube.com/embed/JD62HYnbcMo" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>
في نفس العام، قرر العملاق البرتغالي شراء 50% من بطاقة كينتيرو، وبعدها بموسم واحد قرر ضمه بشكل نهائي.
انضم كينتيرو لقائمة كولومبيا في كأس العالم 2014 في البرازيل وسجل هدفا في كوت ديفوار، وكان بديلا جيدا في المشوار الجميل لمنتخب بلاده الذي انتهى في ربع النهائي بصعوبة على يد أصحاب الأرض.
<iframe width="100%" height="450" src="https://www.youtube.com/embed/OrvR-NuHzZA" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>
واصل كينتيرو لفت الأنظار مع بورتو ثم بدأت الصحافة الإنجليزية تتحدث عن اهتمام أرسنال بضمه، انتقال طالما حلم به المهاجم الكولومبي لكن رفض بورتو كان محبطا له لدرجة رفضه لعب كرة القدم.
وفجأة تحول الحلم إلى كابوس بعدما توترت العلاقة بين بورتو وكينتيرو، ليقرر النادي البرتغالي إعارة مهاجمه غير الملتزم إلى رين في فرنسا.
وفي الموسم التالي، استمرت رحلة كينتيرو خارج جدران بورتو ليعود إلى بلاده معارا مع فريق إنديبندينتي ميديلين.
وخلال هذه الفترة، اتجه كينتيرو للغناء ليظن الجميع أن مشواره مع كرة القدم انتهى للأبد.
فرصة للحياة
في يناير 2018، تلقى كينتيرو فرصة للحياة من جديد بعرض ريفر بليت لاستعارته.
تعرض كينتيرو لانتقادات في الأرجنتين بسبب وزنه الزائد، وبدا أن مدربه مارسيلو جالاردو غير مقتنع بالصفقة لكن من الواضح أن المهاجم الكولومبي كان جادا في الاستفاقة هذه المرة.
في مارس، تلقى كينتيرو استدعاء من منتخب كولومبيا الذي يستعد لكأس العالم في روسيا لينهي عامين ونصف من الغياب الدولي.
وضد فرنسا في 23 مارس، شارك كينتيرو كبديل ليخطف فوزا وديا 3-2 لكتيبة جوزيه بيكرمان.
انضم كينتيرو لقائمة منتخب بلاده في كأس العالم، وبسبب إصابة جيمس رودريجيز حصل على فرصة المشاركة أساسيا ضد اليابان في افتتاح المشوار وكان على قدرها وسجل هدفا جميلا لكن في النهاية خسرت كولومبيا 2-1.
<iframe width="100%" height="450" src="https://www.youtube.com/embed/RQWkM-Gpf54" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>
استمر كينتيرو أساسيا وصنع في الفوز على بولندا ثم السنغال، قبل الخسارة من إنجلترا في دور الـ16 بركلات الترجيح.
ابتسمت كرة القدم مرة أخرى لكينتيرو، لكن من الواضح أنها لازالت تحمل له أكثر بعدما أصبح حديث العالم كله بعد السوبر كلاسيكو.
اقرأ أيضا:
نجيب محفوظ.. كلمات الأديب التي رسمت ارتباطا خاصا بكرة القدم
حوار في الجول - زانيتي يتحدث عن الذكرى والهدف الأفضل.. ودوره الجديد مع إنتر
الزمالك يعلن انتهاء أزمة المستحقات مع نادي ماريتيمو البرتغالي
تعرف على احتمالات استمرار صلاح في دوري الأبطال.. وحالة مجنونة تطيح به من بطولتي أوروبا
هازارد: مستقبلي مع تشيلسي؟ لا أرغب في الشعور بالندم