كتب : زكي السعيد
عاد الطفل الأفغاني مرتضى أحمدي لاجتذاب الأضواء واستثارة الأقلام، ليس لقميص بلاستيكي يحمل اسم ميسي هذه المرة، ولكن لمأساة التشرد والهروب التي طالت عائلته.
مرتضى كان الطفل الأشهر في العالم ربما قبل عامين، بقميصه البلاستيكي المميز وحذائه الضخم وملامحه البريئة، قبل أن تصل قصته الرومانسية إلى ما اعتقد الجميع أنها نهاية سعيدة، عندما قابل بطله ليونيل ميسي في قطر عام 2016.. ولكنها لم تكن النهاية.عائلة مرتضى تلقت مؤخرا تهديدات من منظمة طالبان، دفعتهم إلى الهرب من موطنهم جاغوري، والسفر مشردين دون أغلب أمتعتهم إلى العاصمة كابول.
العائلة التي تنتمي للمذهب الشيعي، مستهدفة من منظمة طالبان السنية، خلافا للاستهداف "المادي" الذي نالها بعد مقابلة ميسي منذ عامين.
شقيق مرتضى صرّح لوكالة الأنباء الإسبانية: "بعد أن قابل مرتضى ميسي، الوضع بات معقدا. عشنا في خوف، لأن الناس حولنا اعتقدوا أن ميسي أعطانا الكثير من الأموال".
مضيفا: "ولهذا خشينا أن يتم اختطاف مرتضى، وأبقيناه في المنزل بشكل دائم، ولم نرسله إلى المدرسة طوال عامين".شفيقة والدة مرتضى صرّحت بدورها لوكالة الأنباء الفرنسية: "بعض الرجال هددونا وقالوا أننا أصبحنا أثرياء، وإن لم ندفع لهم الأموال التي تلقيناها من ميسي؛ فسيأخذون ابني".
العائلة حاولت الحصول على حق اللجوء من منظمة الأمم المتحدة بعد مقابلة ميسي، ولكن الطلب رُفض. لتقيم العائلة لبعض الوقت في باكستان، إلا أنهم عادوا إلى أفغانستان بعد أن أنفقوا كل أموالهم.
لاحقا تأزَم وضع العائلة عندما اضطرت إلى الفرار من منزلها في الظلام الحالك خلال إحدى الليالي، فور سماع دوي طلقات نارية في الأنحاء، لتنتقل إلى كابول وتعيش حياة التشرُد.القصة تحمل مزيدا من الجوانب المأساوية، إذ اضطر مرتضى إلى ترك قميصيه العزيزين الموقّعين خلف ظهره، قميصان من إهداء ميسي شخصيا يوم أن قابله بكثير من الحب في قطر قبل عامين، لم يعد مرتضى قادرا حتى على ملامستهما الآن.
مرتضى صرّح بكثير من البراءة لوكالة أنباء محلية: "أفتقد منزلنا في جاغوري، لا أمتلك كرة هنا، لا أستطيع لعب كرة القدم في الخارج".
وواصل: "تركنا القميصين في جاغوري، لم نستطع إحضارهما معنا، لأننا هربنا من المنزل في الظلام، وأمي طلبت مني ترك كل شيء، بما في ذلك الكرة والقميصين".
ويضيف مرتضى: "ميسي أخبرني أنه سيساعدني عندما أتقدّم في العمر. أفتقد ميسي، آمل أن أقابله مجددا. عندما أقابله، سأقول له: "سلام"، وسأسأله عن حاله، وسأذهب معه إلى الملعب حيث سأجلس لمشاهدته".
ميسي ومرتضى لم يتواصلا مطلقا منذ ذلك اليوم السعيد في 2016، على ما يبدو كان آخر الأيام السعيدة في حياة الطفل الأفغاني حتى إشعار آخر.