كتب : فادي أشرف
يربط جمهور الأهلي كل لقب إفريقي باللاعب صاحب البصمة الأكبر في اقتناصه.
1982 و1987 تعنيان محمود الخطيب، 2001 تذكرهم بخالد بيبو، 2006 و2013 مرتبطان دائما بمحمد أبو تريكة.
الأحمر لم يفز بالتاسعة في 2018، ورغم ذلك سيظل عنوانها لدى الجمهور وليد سليمان.
نهاية الموسم الماضي وبداية الجاري كانت فترة مليئة بالمشاكل سواء إداريا أو فنيا في الأهلي. رحلت عناصر كانت محركة للفريق مثل عبد الله السعيد وغاب مؤثرون مثل جونيور أجايي وانحدر مستوى آخرين مثل مؤمن زكريا.
رحل حسام البدري وأتى باتريس كارتيرون بعد الكثير من الأزمات التي عصفت بملف تعيين المدرب البديل للبدري، قبل أن يرحل الفرنسي كذلك.
من الصعب أن تجد متابعا قبل 5 أشهر يقول إن الأهلي سيصل إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا. الفريق متذيل لمجموعته في إفريقيا، ولم يستطع الحصول على تدعيم قوي على مستوى الصفقات.
ولكنه وصل للنهائي، ورغم خسارة البطولة إلا أنه لا يمكن تجاهل أحد الأسباب الرئيسية في الوصول وإنعاش الآمال التي تبخرت لاحقا.
ولا يوجد ما هو أكثر من تسجيل وليد سليمان لـ3 أهداف وصناعة 2 في 4 مباريات إقصائية حاسمة في البطولة.
منذ أشهر قليلة أيضا كان هناك حديث عن إمكانية رحيل وليد سليمان على سبيل الإعارة من الأهلي في ظل حجز جونيور أجاي ومؤمن زكريا وعبد الله السعيد للـ3 أماكن خلف وليد أزارو.
مشاركات سليمان تقلصت الموسم الماضي، حيث كانت الأقل في 4 مواسم مع الأهلي منذ 2014. 20 مشاركة فقط ولكنه في المقابل كان ثاني أكثر مواسمه فاعلية بتسجيل وصناعة 13 هدفا.
"بالطبع أحزن عندما لا أشارك، وأحيانا (أقلب وشي) في التدريب. ولكنني أحول ذلك الغضب في المران، أتدرب أكثر. أفعل ذلك لكي يأتي الوقت الذي يحتاجني فيه المدرب يجدني".
بلا شارة قيادة، يدفع وليد سليمان الأهلي للأمام وليس على المستوى الفني فقط. هو من ضمن اللاعبين الأكبر سنا في تشكيل الفريق الأساسي وأحد أكثرهم خبرة، ومن ضمن القلة التي حملت لقب إفريقيا من قبل، وفقط هو ومؤمن زكريا سجلا من قبل في نهائي إفريقي من قائمة الأهلي الحالية.
العقلية قد تكون أحد الأسباب وراء تفضيل جمهور الأهلي لـ وليد سليمان في وقت تعاني فيه الكرة المصرية من ندرة في المواهب والنجوم المحليين، ولكن لذلك التفضيل أسباب أخرى.
حالة الحب: الانهيار العصبي من أجل الأهلي
"في مباراة بين إنبي والأهلي، وجدت جمهور الأهلي ينادي باسمي، وهنا سقطت دموعي. وجدت مجدي عبد العاطي (مهاجم إنبي السابق ومدرب الفريق لاحقا) يقول لي إنه لا يصح أن أذهب إلى جمهور الخصم. انهمرت دموعي واجتمع بي علاء (عبد الصادق) مدير الكرة حينها ومدرب الفريق ملادينوف لكي أخرج من تلك الحالة قبل المباراة. نجحا في ذلك وأظن إنني أديت مباراة جيدة ضد الأهلي".
صفقة انتقال وليد سليمان للأهلي كانت من ضمن الصفقات التي طالت المفاوضات فيها إلى 4 سنوات تقريبا.
يقول محمد عبد الوهاب عضو مجلس إدارة الأهلي السابق: "الصفقة التي شعرت بمتعة خاصة في إتمامها؟ صفقة وليد سليمان. لقد كانت معقدة جدا ووصلت لمرحلة الاستحالة. كان من المفترض أن ينضم من بتروجيت إلى الأهلي ومع قرب فشل الصفقة دخل المستشفى. أخرجوه من المستشفى فجرا ليوقع لإنبي وهو في حالة انهيار عصبي!".
وقبل ذلك، بحسب روايتي وليد سليمان وفاروق جعفر الذي كان يدرب بتروجيت آنذاك، طلب نجم الزمالك السابق منه البقاء لمدة عام آخر في بتروجيت لينتقل إلى الزمالك بعدها، ولكنهما اتفقا أن وليد صمم على الأهلي.
"تعرضت لخصومات عديدة لإنني كنت أخرج كثيرا وأقول إنني أريد الذهاب إلى الأهلي :)"
لم تنته محاولات الأهلي لضم سليمان إلا في أغسطس 2011، عندما حصل على وعد من وزير البترول قبلها بالانضمام إلى الأحمر وهو ما حدث بالفعل.
هل تعلم أن ذلك كله لم يكن ليحدث، وإن سليمان كان سينتقل للأهلي لولا رأي عبد المنعم شطة في عام 2000، أن وليد سليمان جسمه ضئيل ولن يفيد الأهلي؟
"كان هناك اختبارات للناشئين في الصعيد واختار القائمين على الاختبارات 3 لاعبين. الاختبارات كانت في القوصية بأسيوط. قالوا علي حينها إنني قصير وضئيل الجسم ولن أصلح للأهلي".
سليمان، المولود في 1 ديسمبر 1984 في بني مزار بالمنيا، انتقل بعد 4 أعوام للعب في حرس الحدود كظهير أيسر لا يظهر كثيرا ضمن جيل ذهبي قاده حلمي طولان.
قبل أن ينتقل للجونة ويظهر بشكل أفضل قليلا، قبل أن ينفجر في 4 سنوات مع بتروجيت تخللتها إعارة في أهلي جدة، ثم عام في إنبي انتهى بانتقال طال انتظاره إلى الأهلي.
منذ ذلك الحين، ووليد سليمان يجدد عقده على بياض بحسب النادي واللاعب، المشجع لم يسمع أبدا عن مشادة أو مشكلة طرفها وليد سليمان.
عرض الرجل الواحد
ربما لم يكن وليد سليمان في بؤرة الضوء منذ انتقاله إلى الأهلي. بين 2011 و2013 كانت الأضواء من احتكار أبو تريكة نفسه، وفي الـ4 سنوات التالية أتت مرحلة عبد الله السعيد.
ولكن بعد رحيل السعيد المثير للجدل أصبح وليد هو القائد المنوط بدفع صفوف الأهلي للأمام. أحيانا يصل الأمر لتقديم وليد سليمان لـOne Man Show (عرض الرجل الواحد) لنصرة الأحمر.
بحسب المشجع الأهلاوي، يمثل سليمان كل ما هو عكس السعيد الذي أصبح عدوا بعد أن كان صديقا.
السعيد في رؤية المشجع الأهلاوي ترك الفريق بسبب توقيعه للزمالك، في حين يثبت سليمان في كل مرة الانتماء الشديد إلى الأهلي بداية من قصة انتقاله إلى الأهلي ومرورا بكل موقف أثبت فيه سليمان إنه "أهلاوي".
لكن هل هذا يكفي لكي تصبح النجم، "صاحب الكرة" وصانع الفارق مع الأهلي؟
"في الأهلي، يجب أن تستفيد كثيرا. لا أقصد الاستفادة بالشكل المادي أو النجومية، بل الاستفادة بكل الأجواء المحيطة. الأهلي منظومة كبيرة ومن لا يستفيد منها يخسر كثيرا".
في حوار مطول مع برنامج الحريف على قناة DMC، استغله هذا التقرير في نقل معظم تصريحات وليد سليمان، يشرح استفادته من الجيل السابق في الأهلي بالتحديد محمد أبو تريكة ووائل جمعة ومحمد بركات.
يقاطعه مقدم البرنامج إبراهيم فايق ليثمن ويمجد عملية تواصل الأجيال في الأهلي.
التلميذ النجيب في انتظار المجد
عملية تواصل الأجيال، لم يسمها وليد سليمان، ولكنه يشرح إنها من أسباب تألقه.
"عندما أتيت للنادي تعلمت أشياء كثيرة من تريكة وبركات وجمعة، وأهمها أن أغضب ولكن لا أسمح لغضبي أن يؤثر على نفسية الفريق ومزاجه العام".
لم يتوقف تعلم وليد سليمان من أبو تريكة وبركات وجمعة عند الأمور النفسية والمعنوية، بل الفنية أيضا.
"ما تعلمته من أبو تريكة؟ كان دائما يقول لي قبل المباريات الكبيرة (يا وليد، كل ما نكون هاديين هنكسب) ربما هذا سبب توفيقي في المباريات الكبرى".
جمع وليد بين عناصر غائبة عن كثير من اللاعبين المصريين حاليا، العقلية الاحترافية والانتماء وأضاف عليهما القدرة على الحسم. تلك التي تمكنه من التسجيل في أجواء صعبة في الجزائر أو الحصول على المكان الصحيح لحسم الدوري ضد الإسماعيلي، وتسهيل الأمور لنفسه أو لزملائه طوال أشهر يزدهر فيها مستواه.
"نفحات من أبو تريكة"، جملة قد تسمعها وتأتي إلى بالك عندما تشاهد احتفال وليد سليمان بهدفه ضد وفاق سطيف بنفس الاحتفال الذي غزا ملاعب إفريقية عديدة.
هناك أيضا أمر قد يغفله البعض، وليد سليمان فعل ذلك كله وهو بعمر الـ34 الآن، وفي مركز جديد عليه.
عهدنا وليد سليمان طوال مشواره جناحا، لكنه الآن تأقلم في مركز صناعة اللعب بل ويقدم فيه مستوى فردي أحيانا أفضل مما قدمه من قبل على الجناحين.
ينتظر سليمان المجد، وبالتأكيد يستحقه.
ولكن حينما يأتي مشهد الختام يوما ما ربما سيكون بانتظاره ما هو أكبر من ذلك.
اقرأ أيضا:
الزمالك يفرط في تقدمه خارج ملعبه ذهابا للمرة الثانية في التاريخ
مصدر في الزمالك لـ في الجول: جلسة للإدارة مع جروس لبحث أسباب الخروج من البطولة العربية
رسميا – الكاف يسحب أمم إفريقيا 2019 من الكاميرون.. وإعلان البديل نهاية ديسمبر
سكاي: مودريتش هو الفائز بالكرة الذهبية
مؤمن سليمان يتحدى للأهلي للمرة الثالثة