كتب : FilGoal
27 فبراير 2010، هل يقدرون على الفوز في أمسية باردة ممطرة في ستوك؟ أرسنال استطاعوا الفوز يومها، بـ3 أهداف مقابل هدف واحد، ولكنهم فقدوا آرون رامسي.
اللاعب الويلزي الشاب تعرّض لتدخُل شهير من ريان شاوكروس مدافع ستوك سيتي بعد انقضاء ساعة من اللعب، والنتيجة كانت كسرا مضاعفا في الساق، وغياب لأشهر طويلة عن ملاعب كرة القدم.
المشهد المروع حدث على مرأى ومسمع من ديف كيتسون لاعب ستوك المتواجد على دكة بدلاء فريقه في هذه المباراة، والذي قرر أن يعطي شهادته عن الأحداث بعد 8 سنوات.
كيتسون يكتب الآن عمود رأي في صحيفة "صن" البريطانية، ومن خلاله تحدّث عن الأساليب العنيفة التي انتهجها ستوك سيتي في لعب كرة القدم تحت قيادة توني بوليس المدرب الأسبق للفريق.
دعونا نتناول شهادة كيتسون بقلمه عن الأحداث
........................................................................
كنت حاضرا هناك، عندما شَق ريان شاوكروس ساق آرون رامسي إلى نصفين.
سمعت الكسر من على دكة البدلاء، سمعت الصراخ.
التحضير لهذا اللقاء ساهم في تلك الإصابة. توني بوليس مدرب ستوك ازدرى أرسين فينجر مدرب أرسنال، وكره الطريقة التي يلعب بها.
في المقابل، كره فينجر طريقة لعب ستوك، كانا أسلوبين متناقضين في مفاهيم كرة القدم.
اعتاد الرجلان توجيه الانتقادات لبعضهما البعض في وسائل الإعلام.
أذكر تدربنا على المواقف الثابتة في الركلات الركنية، شاوكروس وعبد الله فاي كانا يتجهزان للعب في عمق الدفاع، وكان مطلوبا من أحدهما التمركز في القائم القريب، أذكر تدربنا على ذلك مرارا وتكرارا، وأذكر صياح بوليس:
"ريان، اندفع إلى الأمام بحق الجحيم، إن مرت الكرة، فعليك أن تتأكد من إسقاط أحد اللاعبين معك".
بوليس اعتاد على توجيه تعليمات روتينية لنا قبل كل مباراة، ولكن في تلك المواجهة تحديدا أمام أرسنال، كرر على مسامعنا:
"أيها الفتية، لا تنسوا، كونوا عدوانيين في التدخلات، سيطروا بالكامل على اللاعب الذي تراقبونه".. هذه كانت رسالته.
شعور معين بدأ في السيطرة على اللاعبين بشكل متزايد خلال الأسبوع، حتى حان موعد المباراة أخيرا، غرفة خلع الملابس كانت مليئة بالعدوانية.
بوليس بدأ في الصراخ بكلمات عشوائية، طاقة توتر ممزوجة بكثير من القسَم، كان يحاول التخلص من التوتر المسيطر عليه.
وبالطبع، كل هذه الطاقة تسببت في خروجنا إلى الملعب بكثير من الحدة، مما كلّف رامسي عاما من مسيرته.
هذه الإصابة كانت نتيجة مباشرة لتجاوب اللاعبين مع التحميس الزائد من مدربهم وتنفيذهم تعليماته وتجاوزهم الخطوط المسموحة.
الفرق تكون انعكاسا مباشرا لشخصية مدربها. بالطبع لا نجلس في غرفة خلع الملابس ونقول أننا سنخرج لإصابة هذا اللاعب.
ولكن اللغة السائدة تكون على شاكلة: "لا تعطونهم كثيرا من الوقت، واجهوهم بقوة. فوزوا بالاشتراكات الثنائية اللعينة".
كنا حريصين دوما على إعلام لاعبي أرسنال بوجودنا حولهم، كان من السهل ملاحظة عدم ارتياحهم في الممر المؤدي إلى الملعب.
نخرج أولا من غرفة خلع الملابس، وعندما يأتون للاصطفاف إلى جوارنا، يمكن ملاحظة فارق الأطوال الرهيب في صالحنا. لاعبو أرسنال كانوا يرتجفون في الممر، وبوليس لعب على تلك النقطة دوما.
ولكن الأمر تجاوز الحدود. بوليس كان راغبا بكل جوارحه في الفوز على فينجر وتبرير طريقته في لعب كرة القدم، ولكن الأمر وصل إلى درجة غير مقبولة.
بوليس كان محتاجا للفوز إلى أقصى درجة، وبعض التدخلات التي أقدمنا عليها كانت مروعة للغاية، أنا شخصيا أقدمت على مثل هذه التدخلات بعد أن طُلِب مني ذلك.
الشخص الأول الذي وصل لموقع حادث رامسي كان لاعبنا جلين ويلان، وعلى الرغم من عدوانيتنا الشديدة، إلا أنه أمسك بيد رامسي طوال الوقت.
دققت النظر في المشهد للحظات، وشعرت أن شيئا ما ليس في مكانه، احتجت إلى بضع ثوانٍ حتى أكتشف أن ساق رامسي كانت متجهة للجمهور الضيف. جسده كان مواجها لي على دكة البدلاء، ولكن ساقه أخذت زاوية قائمة.
كان الأمر فظيعا، أذكر جيدا الرعب الذي تملّك فينجر في المنطقة الفنية. وأول شخص نظر نحوه كان أنا، لأنني كنت على نفس الخط معه.
وعلى الرغم من أنني لم أكن من كسر ساق رامسي، إلا أنني كنت جزءا من هذا الفريق. فينجر رمقني بتلك النظرة التي حملت الكثير من الإحباط، النظرة التي يرمقك بها والدك عندما تخرّب الأمر، عندما يتجاوز حد الغضب.
وكأنه يخبرني "أنا متفاجئ أنك جزء من هذا"، هكذا كان شعوري، لم أعرف أين يتوجب علي أن أنظر، كنت محرجا بالكامل.
كنت لاعبا قويا ورجلا خشنا، ولكن في كسر من الثانية، فينجر رمقني بتلك النظرة، وعلى الفور شيء ما فُقد في داخلي.
ليس لأجل هذا جئنا إلى هذه الحياة، ليس هذا سبب امتهاني كرة القدم، لم أرغب حقا في أن أكون جزءا من ذلك أو أن يُذكر اسمي فيه.
في تلك اللحظة، فكرت أنني لا أريد أن أكون هنا، لا أريد أن ألعب هكذا، لا أريد أن أكون جزءا من ذلك
حاولت التماسك لبعض اللحظات، ولكني سرعان ما شعرت بالغثيان، أفضّل ألا ألعب كرة القدم عن اللعب بهذه الطريقة.
كانت الطريقة الاعتيادية لـ توني، وإن لم تنفّذ طريقته، فلن تلعب، ولن تتدرب مع الفريق الأول.
لقد نبذني بالكامل، ودفعني إلى التدرب مع الأطفال يوميا، حدث هذا أيضا مع أندي دايفيز، ومع أندرو جريفين قائد الفريق الذي لم يتلق أي احترام في المعاملة، وأخبروه أن يتدرب مع الأطفال.
ولذا عقدنا ميثاقا بيننا، كلما مررنا بملعب تدريب الفريق الأول، سيقول أحدنا مزحة حتى نظهر جميعنا أننا نضحك، حتى نريه أنه لم يقدر على كسرنا، فعلنا هذا كل يوم، تظاهرنا وكأن السعادة تتملكنا.
الآن أدركت أنه كان يتوجب علي الجلوس مع توني بعد مباراة أرسنال، وأن أخبره بعدم سعادتي بالوضع، ولكني لم أفعل ذلك.
بوليس كان ناجحا، والنجاح لـ ستوك سيتي كان البقاء في الدوري الإنجليزي، هو تمكن من تحقيق ذلك.
لقد كان مدربا ناجحا لـ ستوك، لا أحد يمكنه نكران ذلك، يعرف كيفية الفوز بالمباريات، يبتكر طرقا للفوز، وهذه من سمات المدرب الجيد.
الأمر فقط، أنني لم أرد أن أكون جزءا من الطريقة التي انتهجها.