مذكرات حمادة إمام - دخلت الزمالك دون علم والدي.. والتألق أمام توتنام ووست هام
الأربعاء، 28 نوفمبر 2018 - 18:05
كتب : أحمد خير الدين
لم يفكر حمادة إمام في لعب كرة القدم إلا عندما شاهد الناس يلتفون حول والده في قاعة السينما. هذه مذكرات أسطورة الزمالك والكرة المصرية الراحل.
في شهر فبراير من عام 1968، كان الإسماعيلي بطل الدوري في العام السابق قبل أن تتوقف المسابقة في أعقاب نكسة يونيو، آثار الهزيمة بادية على الجميع لكن الحياة تسير تدريجيا نحو العودة إلى طبيعتها.
كان حمادة إمام في سن الخامسة والعشرين حين طلبت منه مجلة "سمير" أن يكتب مذكراته لقرائها من الأطفال والشباب.
يرى هو كما يختتم تلك الكلمات أنه لم يحقق الكثير ليحكيه، لكنه يختار أن يبدأ بذكريات دخوله عالم الكرة.
طالع أيضا - (أنا حمادة إمام.. حين قال التتش جملته الشهيرة: "الأهلي لن يهزم الزمالك بعد الآن")
FilGoal.com يقدم لكم مذكرات حمادة إمام ويحكي فيها الراحل كيف بدأت علاقته بكرة القدم؟ ولماذا كان يرفض والده حارس مرمى مصر التاريخي أن يلعب ابنه الكرة؟ وكيف كان يدخل نادي الزمالك دون علمه؟
تعرفونني جميعا باسم "حمادة إمام" وطبعا حمادة اسم الدلع لمحمد.. فتحت عيني في منزل كروي.. كل شبر فيه أو كلمة تتعلق بالكرة.. وجدت الكؤوس والميداليات والإشارات والأعلام التذكارية وصور المباريات تملأ كل ركن في المنزل.
والكلام عن الكرة كان يملأ أذني في كل دقيقة فقد كان والدي يحيى إمام حارس مرمى مصر الدولي لمدة 11 سنة وعمي هو الحكم الدولي السابق حسين إمام.
يحكي إمام في مقطع آخر من المذكرات أن والده كان يخاف عليه من دخول الوسط الكروي.
يشرح القرار: "لأن كثيرا من اللاعبين لم يكملوا دراستهم ولكن خالي كان يأخذني دائما معه إلى نادي الزمالك لأشاهد المباريات دون أن يخبر والدي. وأحببت الكرة.. أحببتها كما قلت لكم لأني تربيت في بيت الكرة هي كل حاجة فيه".
لماذا اختار حمادة إمام أن يكمل مسيرة أبيه يقول: "كان الأطفال يقولون لي أن أبويا مشهور وكنت أحس بشهرته لما نروح السينما والناس تتلم وتسلم عليه.. كنت أحس إني لازم أبقى لاعب كرة علشان أحافظ على اسم والدي وعلى شهرته كلاعب كرة".
ودخول النادي كلاعب حدث دون معرفة الوالد أيضا.
يحكي إمام: "ذات مرة وكنت في مدرسة الخديو إسماعيل، وكنت أمارس هوايتي للكرة حين لمحني كابتن علي شرف فأخذني من يدي وذهبنا سويا إلى نادي الزمالك، وخفت أن يعلم أبي بالأمر فيثور، ولكن كابتن علي شرف قال لي: أنا سوف أقنع والدك".
بعد أن دخل حمادة إمام نادي الزمالك لاعبا هذه المرة وليس متفرجا دون علم والده، لعب أولى مبارياته "بالكرة الكبيرة" كما يصفها مع أشبال النادي أمام الغريم التقليدي الأهلي.
يحكي عن هذه المباراة: "فاز الزمالك أربعة صفر، وأحرزت أنا الأهداف الأربعة، وكان ذلك عام 58 ، بعدها لعبنا مع الترسانة وفاز الزمالك أيضا أربعة صفر وأحرزت أنا أيضا الأهداف الأربعة".
لم يبق الأمر سريا لفترة طويلة، هذه النتائج وهذه المشاركات والأهداف وصلت بسرعة إلى الوالد حارس الزمالك العملاق.
ويقول إمام: "سمع والدي حكاية الأهداف التي أسجلها فحضر في المباراة التالية وكانت أمام فريق شمال القاهرة، وفاز الزمالك 24-0، وأحرزت أنا منها 18 هدفا، وهنا اقتنع والدي بي وبمستقبلي الكروي وأصبح هو صاحب الفضل الأول علي بعد ذلك في أن أصبح لاعبا يحبه الناس".
الفتى وسط النجوم
جاءت الفرصة لحمادة إمام أن ينتقل من الأشبال إلى المشاركة مع الفريق الأول وهو في سن الـ17 ليجد نفسه بجوار لاعبين دوليين كانوا نجوما في نظره قبل أيام قليلة.
يصف شعوره عن المباريات الأولى إلى جانبهم: "كنت أحس أن جسمي ضعيف لذلك شعرت أن مؤهلاتي كلاعب كرة يجب أن تكون في رأسي، لهذا أحاول دائما أن أعتمد على عقلي، ومنتهى سعادتي أن تخرج الكرة من رجلي جميلة كاللحن. فيها ذكاء وفيها فن وعند إذن ينبسط الجمهور ويقول الله.. والكرة الجميلة تمتعني كما تمتع الجمهور تماما".
الثعلب يعزف
وصف اللحن يدفع الثعلب إلى تذكر واحدة من العجائب التي تكشفها هذه المذكرات، فكما كانت الكرة هوايته التي تحولت إلى حرفة يلعبها بإتقان ومهارة وحب.
إلا أنها لم تكن هوايته الوحيدة فقد أجاد كما يحكي عزف الكمان، ويصف عزفه بأنه أحيانا ينتج ألحانا جميلة وأخرى نشاز، بالضبط كما في الكرة إذا ما تسببت الظروف في تغير أداءه.
كيف بدأت الشهرة ولماذا كان في غزة ؟
يجيب بأنها بدأت حين لعب مع أشبال الزمالك أمام أشبال الأهلي في نهائي الكأس واستطاع الزمالك أن يتعادل مع الأهلي، كان حينها مع والده يحيى الحرية إمام الذي كان حاكم غزة في هذا الوقت.
أرسل النادي في طلبه وحضر بالطائرة ليشارك في التدريب في نفس اليوم، ثم لعب المباراة في اليوم التالي، وهي المباراة التي فاز فيها الزمالك بستة أهداف أحرز هو منها خمسة، ليبدأ الكابتن حسن حلمي في الاعتماد عليه مع الفريق الأول في عام 1959.
النجومية والمدرسة
هذه الشهرة والنجومية المبكرة أثارت لدى الأب خوفا على نجله من المستقبل، ومن أن يعطله الاحتراف والأضواء عن دراسته لكن حمادة إمام وهو يحكي لقراء سمير من الأطفال والفتيان يقول إن ذلك تحديدا هو ما حفزه للاجتهاد في دراسته.
وهو ما أثمر في النهاية عن كونه دوما من أوائل مدرسته، حتى انتهى به الأمر للتخرج في الكلية الحربية وهو في سن الـ19.
لا يخفي إمام ما كان يسمعه من آراء عن مخاوف الجمهور من أن يتسلل الغرور إلى نفسه ، فينفي إمكانية حدوث ذلك قائلا: "هذا ما لا يمكن حدوثه أبدا، فأنا لم أصل إلى نصف مستوى بعض لاعبينا.. يعني أنا نفسي أصل إلى نصف مستوى الضظوي لاعب المصري القديم ثم اعتزل".
لكن الثعلب لا يخفي سعادته حين يسمع آراء الناس في مستواه وتألقه، ويتذكر أنه فرح حين قرأ أن رئيس فريق توتنام قال لجريدة صنداي إكسبرس بعد مباراة الفريق الإنجليزي مع الزمالك في عام 1963: "لم أشهد منذ عامين لاعبا ناشئا للكرة مثل حمادة إمام".
ويضيف أنه حمل نوط الواجب بسبب مباراة توتنام، ووسام الرياضة الذي ناله جميع لاعبي الزمالك عقب مباراة وست هام.
بالحظ.. وبالفرص
يصارح الثعلب قراء سمير أنه يؤمن بالحظ والحسد، ويتذكر كيف كادت مسيرته الكروية أن تنتهي في بداياتها لولا فرصة، ففي مباراة للزمالك أمام الترسانة، وكان يلعب في الجبهة اليمنى كما أمره المدرب حسن حلمي.
لكن ربع ساعة من المباراة مرت وهو يجري كالتائه دون جدوى، فأمره المدرب أن ينتقل من هذه المركز وقبل أن ينفذ التعليمات: ظهرت الكرة فجأة أمامي "فخطفتها أحلى جون في حياتي"، وبعد أن عادت إلي الثقة أعادني كابتن حلمي إلى مركزي الأصلي كساعد هجوم فخطفت الهدف الثاني الذي ثبتني في الفريق، والحمد لله أن الحظ لم يتخل عني إلا ربع ساعة.
أسباب التألق
عن الأسباب التي يراها تقف وراء نجاحه يخاطب الثعلب قراء المجلة ان أولها حب الجمهور الكبير الذي يحرص على حضور المباراة ويشجعه بحماس وسعادة، وكونه سببا في هذه السعادة يدفعه لتقديم المزيد، والسبب الثاني هو أنه يكره الهزيمة جدا، ويكشف أنه في حالات الهزيمة يحبس نفسه في المنزل ولا يخرج، ويحتجب عن الجمهور ويتجنب مواجهتهم في النادي أو الشارع.
والسبب الثالث لحرصه على بذل الجهد في الملعب.. والدته.
يقول: "أحاول أن أجيد اللعب علشان خاطر أمي.. فهي تظل تصلي من أجلي لكنها لا تحب أن تشاهدني في التلفزيون. الحكاية إن فيه ناس بتشتم عمال على بطال، وطبعا ماما بتزعل لكن تعمل ايه، وفيه ناس مش فاهمة أنها بتفهم في الكورة أحسن من اللاعبين".
كلمات أخيرة
اختتم حمادة إمام هذه المذكرات التي كتبها بجملة قصيرة يختصر فيها ما يحبه وما يتمناه، لنتذكر هنا مجددا أن هذه السطور كتبها وهو في سن الخامسة والعشرين، لجمهور مجلة سمير التي يقرأها الأطفال والفتيان:
أنا لعبت منذ عام 61 حتى الآن ولم أعتذر عن أية مباراة سوى مباراتين لم ألعبهما بسبب إصابتي.
أنا أحب الحلويات وخصوصا الجيلي وأكره لحم الأوز ولا آكله أبدا.
أعجب باللاعب الانجليزي بوبي تشارلتون وأتمتع بلعب سمير قطب.
أستطيع أن أقول ‘نني لاعب مطيع. أواظب على التدريب، ولا أخالف أوامر المدرب أو الإداريين.
احتفلت بلقب هداف الزمالك في السنوات الثلاث الأخيرة.
كنت أتمنى أخا.. أما أمنيتي الآن كإنسان أن أظل في الملاعب.. وسط إعجاب الناس وتهليهم الرياضي وأن أتقدم في عملي.
أحبائي أشكركم أنكم سمحتم لي أن أكتب مذكراتي مع أنني ما زلت أحاول أن أكون شيئا في عالم الكرة. عالم الفن.
طالع أيضا
سموحة يريد 30 مليونا للاستغناء عن ياسر إبراهيم للزمالك
بتروجيت يصدر بيانا يخشى فيه الحكام أمام الأهلي
رونالدو أول من يفوز بمائة مباراة في الأبطال