كتب : زكي السعيد
في صيف 2012، أبرم قطبا الكرة الإسبانية: ريال مدريد وبرشلونة، صفقتي وسط من ناديين لندنيين.. ريال مدريد أحضر لوكا مودريتش من توتنام مقابل 30 مليون يورو، وبرشلونة استقدم أليكساندر سونج مقابل 19 مليون يورو من أرسنال.
كلاهما حققا نجاحا كبيرا في إنجلترا قبل حضورهما إلى إسبانيا، كلاهما خاضا المباراة الأولى مع ناديهما الجديد في إياب كأس السوبر الإسباني 2012، إلا أن الأول تحوّل ليكون أسطورة العصر الحديث لريال مدريد، والآخر قضى أشهرا من العزلة بغرفة ضيقة في تترستان، معانيا الوحدة والديون.
سونج (31 عاما)، تحدّث إلى صحيفة "تيليجراف" البريطانية عن معاناة اللعب في صفوف روبن كازان ما بين 2016 و2018، قبل أن يبدأ مغامرة جديدة مع سيون السويسري منذ أغسطس الماضي.
يقول سونج عن معاناته في روبن كازان: "لم أستطع إخبار معارفي أنني لا أعيش وضعا سيئا، اضطررت إلى إخبارهم أن الأمور على ما يرام، لأني لم أرد إقلاقهم. أردت التعامل بشكل إيجابي وألا أجعلهم يشعرون بالسوء، خصوصا زوجتي وأبنائي في لندن".
سونج خرج معارا من برشلونة إلى وست هام يونايتد مرتين، قبل أن يتحول للعب في الدوري الروسي عام 2016 بعد أن انتهى عقده مع النادي الإسباني.
سونج حضر إلى روبن كازان بناءً على طلب مباشر من مدربهم الإسباني خافي جراسيا –مدرب واتفورد الحالي-، قبل أن تشهد مسيرته معاناة كبيرة على المستوى الشخصي، إذ لم يحظ بالمنزل الذي وعدوه به.
يواصل سونج رواية قصته الحزينة: "عندما وقّعت على العقد، أخبروني أنني سأحصل على منزل، ثم مر شهر، شهرين، 6 أشهر، ولم أمتلك منزلا، ومن ثم أخرجوني من الفندق ودفعوني للإقامة في مقر التدريب بعد 3 أشهر تقريبا من وجودي في كازان. ظلوا يخرونني أن أنتظر حتى ينتهوا من المنزل، ولكن عندما تحدثت في أحد الأيام من السيدة المسؤولية عن تصميم المنازل، أخبرتني أن أحدا من النادي لم يتواصل معها".
مضيفا: "مقر التدريبات كان مقبولا، ولكن الأمر ليس مثل الإقامة في منزل، كان أسوأ من الإقامة في فندق. حجرتي في مقر التدريبات كانت جيدة والمنشئات لا بأس بها، ولكني لم أتمكن من الشعور بالراحة، الجميع امتلكوا منزلهم الخاص".
وواصل: "قضيت الوقت في غرفتي ولم أقم بإضاءة الأنوار أبدا هناك، فقط أجلس ممسكا بحاسوبي، لا أشاهد التلفاز حتى، لأنني لا أفهم أي شيء من البرامج الروسية. حياتي كلها تمحورت حول الحاسوب والهاتف الجوال، وهذا غير صحي. حتى أكون صريحا، لا أعلم سبب عدم إضاءتي الأنوار أبدا، كانت تعمل، ولكني أعتقد أنني شعرت بالإحباط والوحدة".
"كازان مدينة جميلة، فيها مطاعم جيدة وأناس رائعين، ولكني لم أخرج كثيرا لأني لم أمتلك أي أصدقاء. جلست فقط في غرفتي، ذهبت إلى المطعم مرتين أو 3 مرات طوال الوقت الذي قضيته هناك، تناولت كل وجباتي في مقر التدريبات، الطعام كان جيدا ولكني كنت وحيدا. شعرت بالجنون، لم أبك، ولكني كنت مضغوطا".
وضع سونج ازداد سوءا، عندما رحل المدرب جراسيا المتسبب أصلا في قدومه إلى كازان، لتبدأ معاناته في الانتقال إلى داخل الملعب، في وقت تزامن مع رغبة الإدارة في تخفيض المصروفات بسبب معاناة النادي ماليا، ليتوقف سونج عن تقاضي راتبه.
يقول سونج: "في المباراة الأخيرة من الموسم الماضي تلقيت بطاقة حمراء، ولذا تم إيقافي عن أول مباراة من الموسم الجديد. في المباراة الثانية لعبنا على أرض زينيت وخسرنا المباراة، ولكني لعبت بشكل جيد. وفي المباراة الثالثة على ملعبنا، المدرب الجديد وضعني في التشكيلة الأساسية، فزنا وأنا سجلت هدفا، بعدها عدت لمقاعد البدلاء ولم أستطع فهم السبب، لم أشارك مجددا مع روبن كازان، لم ألعب منذ سبتمبر وحتى ديسمبر".
معللا: "أعتقد أنه كان قرار الإدارة، لم يرغبوا في إشراكي لأنهم أرادوا الاستغناء عن اللاعبين الذين يكلّفون الكثير من الأموال، ولذا بدأوا في منعنا عن المشاركة".
"الإدارة استمرت في إخباري أن راتبي سيضاف على حسابي البنكي، ولكن هذا لم يحدث أبدا. هذا صعّب الحياة علي، فأنا لا أمتلك أموالا مكدسة في البنك. لدي دفعات أحتاج إلى سدادها، يجب علي أن أواصل السداد، كان لدي قسط على منزل في لندن، والبنك استعلم دائما عن موعد دفعي، كان الأمر ضاغطا لأعصابي. لم أعتد أبدا على القلق بشأن الأموال طوال مسيرتي، ولكن فجأة أجد البنك يهاتفني ويسألني عن القرض، هذا ضغطني بشكل كبير".
"كنت أعمل على مشروع مبنى كبير في بلادي، ومع عدم امتلاكي أي أموال كان الأمر صعبا، لدي العديد من الناس يعملون لحسابي، ولا أجد دخلا حتى أوفي مطالبهم.
لاحقا غادر سونج نادي روبن كازان مع مطلع العام الجاري، واضطر للانتظار حتى شهر أغسطس للتحصل على مبلغ 7,9 مليون جنيه إسترليني الذي كان النادي الروسي مدينا له به.
إلا أن القصة الحزينة وصلت إلى نهاية سعيدة –مؤقتا على الأقل-: "لم أرد الابتعاد مجددا، أردت البقاء في أوروبا واللعب لـ4 أو 5 سنوات إضافية. وقّعت لـ سيون لمدة عامين، والأمور تسير بشكل جيد. أنا في منزلي مع عائلتي. لقد أهدرت عاما من مسيرتي في كازان، ولكني الآن عدت للمشاركة في المباريات وهذا يجعلني سعيدا مجددا".
اقرأ أيضا
في الجول يكشف كواليس قرار وليد سليمان باعتزال اللعب الدولي
شوبير لـ في الجول: أفضل استمرار سليمان دوليا لكنه حر.. ومن العيب إلغاء الدوري في مصر
دجلة: عرض الأهلي لضم محمد محمود ضعيف.. لن نبيعه أقل من 20 مليون
خبر في الجول – "الفئة الأولى" تتسبب في تعثر تجديد مؤمن زكريا مع الأهلي
وليد سليمان يعلن اعتزاله الدولي
عبد الغني يفجر مفاجأة: الزمالك لم يوثق عقد كهربا