كيف تغير دربي مانشستر بعد سنوات من الاستثمار في سيتي
السبت، 10 نوفمبر 2018 - 21:27
كتب : علي أبو طبل
قبل سنوات لم يكن دربي مانشستر أحد أقوى المباريات التي تقام في القارة العجوز، لكن بعدما صار مانشستر سيتي من أغنى الأندية تغير كل شيء. لم يعد الاحتفال في شوارع المدينة مزينا فقط للون الأحمر.
يبقى الدربي منافسة خاصة داخل أي مدينة مهما تباين مستوى الفريقين المتباريين، تشتعل المنافسة حين تتقارب المسافات وتقل الفوارق ويقوى المنافس الأقل تاريخيا ويصبح ندا شديدا لغريمه اللدود.
كان مانشستر يونايتد زعيما للمدينة دون منافس، لكن تهديد عرشه بدأ منذ 10 سنوات.
أول محاولة للاستثمار في الجزء الأزرق من المدينة كان في 2007 جاءت بهوية تايلاندية.
ثاسكين سيناواترا، الهارب حاليا من الملاحقة القضائية في بلاده، حاول خلق مشروع ما في مانشستر سيتي، ولكن فشل في أقل من عام.
بحسب وصف السويدي المخضرم "سفين جوران إريكسن"، والذي تولى تدريب النادي في عهد شيناواترا، فإن الرجل التايلاندي لم يعرف الكثير عن كرة القدم.
رحل إريكسن، ولم تكن محاولات المالك التايلاندي موفقة فجاءت رغبته السريعة في التخلص من هذا الحمل.
ومع رغبة مجموعة أبو ظبي في الاستثمار في كرة القدم الإنجليزية، كان مانشستر سيتي هدفا سهلا للتملك.
في الأول من سبتمبر 2008، تم رسميا الإعلان عن تحول ملكية النادي من الرجل التايلاندي إلى مجموعة "أبو ظبي للاستثمار" متمثلة في رئيسها التنفيذي خلدون آل مبارك.
حصل شيناواترا على 120 مليون جنيه إسترليني، كان ثمنا بخسا بالنسبة للملاك الجدد لما حدث للنادي من طفرة بعد ذلك.
10 سنوات مرت على الهوية الجديدة للنادي، نجح فيها مانشستر سيتي في زيادة غلته التاريخية من ألقاب الدوري، من لقبين إلى 5 ألقاب، كما نجح في التتويج بلقب كأس الإتحاد الإنجليزي في مناسبة وحيدة وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية في 3 مناسبات، بينما لا يزال التألق الأوروبي غائبا.
من أجل بلوغ التوهج الأوروبي، مر النادي بعدة مراحل.
بحسب صحيفة "دير شبيجل" الألمانية، فإن إجمالي ما تم إنفاقه في الاستثمار الإماراتي للنادي خلال أول 4 سنوات بلغ قرابة الـ1.1 مليار جنيه إسترليني.
لم تكن البداية قوية حقا، ولكنها حملت بعض المؤشرات إلى تغير موازين القوى الكروية في مدينة مانشستر.
بعد شهرين من الاستثمار الجديد، جاء موعد الدربي الأول للمدينة.
سبق ذلك منافسة صيفية سريعة خلال سوق الانتقالات.
حاول مانشستر سيتي التدخل لخطف ديميتار برباتوف، ولكن انتقل اللاعب ليونايتد قبل ساعات قليلة من غلق سوق الانتقالات.
لكن بالتوازي، نجح النادي في إبرام أول صفقة كبيرة، حيث كان روبينيو قريبا للغاية من تشيلسي. الأخير بدأ طباعة قمصان عليها اسم اللاعب! لكنه ارتدى قميص مانشستر سيتي في النهاية في صفقة حصل بموجبها ريال مدريد على32 مليون جنيه إسترليني تقريبا.
نعود إلى 30 نوفمبر 2008.
ملعب مانشستر سيتي بمسماه القديم "سيتي أوف مانشستر" استضاف الدربي، دخل سيتي بتشكيل أقل كثيرا من القوام الحالي للنادي.
روبينيو هو النجم الأبرز في تشكيل ضم البلجيكي فينسينت كومباني، المتبقي الوحيد من تلك المواجهة حتى الآن. لكن، ماذا يفعل حقا في تشكيل هجومي جاوره فيه بينجاني وداريوس فاسيل، ومن خلفه شون رايت فيليبس وستيفن آيرلاند؟
قد تبدو أسماء جيدة في كرة القدم الإنجليزية خلال تلك الفترة، ولكن مانشستر يونايتد الذي توج بطلا لأوروبا للتو كان يمتلك كريستيانو رونالدو، الذي توج بجائزة أفضل لاعب في العالم بعد أيام قليلة من الدربي، وديميتار برباتوف وواين روني وجلس كارلوس تيفيز بديلا.
هدف وحيد بتوقيع روني حسم تلك القمة وكان تمهيدا لموسم حافظ فيه مانشستر يونايتد على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ليصبح آخر ناد يتوج باللقب موسمين متتاليين.
طموح مانشستر سيتي الآن هو تكرار إنجاز الغريم التقليدي، فهل تدرك كم تغيرت الأمور؟
"إنها نتيجة أكدت من هم الملوك الحقيقيون لمدينة مانشستر"
قال روني متحمسا بعد المواجهة، ووافقته شبكة بي.بي.سي حينها التي أبرزت الفارق الكبير بين الناديين، أنه يتوجب على الملاك الجدد لمانشستر سيتي الكثير من العمل من أجل تذليل الفارق التاريخي مع جيرانهم.
10 سنوات مرت على تلك المواجهة، وفي حقيقة الأمر فإن مجاراة سيتي للجار اللدود بدأت مباشرة بعد ذلك الموسم.
رحل روبينيو بعدما سجل 14 هدفا مع الفريق خلال موسم كامل، مقابل نصف المبلغ الذي جاء به من ريال مدريد تقريبا، ولكن أمور أخرى طرأت على قائمة الفريق.
انتهت إعارة تيفيز من وستهام يونايتد إلى مانشستر يونايتد، ومع زيادة خلافات اللاعب الأرجنتيني مع المدرب المخضرم السير أليكس فيرجسون، كان هدفا سهلا للغريم الذي حصل عليه مقابل 47 مليون جنيه إسترليني في ضربة قوية.
لم تمر إلا عدة أيام حتى حصل النادي على خدمات يايا توريه من برشلونة وديفيد سيلفا من فالنسيا، ومن ثم كانت بداية عهد جديد.
20 دربي في الدوري بآخر 10 سنوات، انتصر يونايتد 9 مرات وتفوق سيتي 8 مرات.
يمكنك أن تدرك كم صار الفارق ضئيلا، لا سيما وأن انتصارات سيتي فيها فوز تاريخي في ملعب أولد ترافورد معقل يونايتد كان بنتيجة 6-1، ومن خلال حقيقة أن عدد ألقاب الناديين في الدوري متساوية تماما بواقع 3 ألقاب لكل ناد خلال السنوات العشر.
عانى يونايتد بعد اعتزال فيرجسون، وزاد استقرار سيتي الذي بدأ اعتلاء منصات التتويج مع الإيطالي روبيرتو مانشيني الذي جلب لقب الدوري المنتظر منذ عقود، ثم التشيلي مانويل بلجريني الذي قدم نسخة أكثر تطورا ومتعة للفريق محققا لقب آخر في للدوري بجانب أفضل إنجاز أوروبي للفريق ببلوغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ومن ثم حقبة بيب جوارديولا التي تكتسح حاليا كل الأرقام المحلية.
معطيات تدلل على تفوق سيتي في الوقت الحاضر. وفي الموسم الحالي يترنح يونايتد.
لا يوجد ناد أكثر تهديفا من مانشستر سيتي، ولا أكثر محاولة على المرمى، ولا أحد يتفوق عليهم في نسبة الاستحواذ والتمريرات الدقيقة.
هداف المسابقة حتى الآن هو سيرجيو أجويرو برصيد 8 أهداف، والإحصائيات تبرز أيضا تألق رحيم ستيرلنج وبنيامين ميندي في صناعة الأهداف، ودقة جون ستونز أفضل ممرر في البطولة.
رغم كل ذلك، يبقى للدربي حساباته.
مانشستر سيتي الذي حقق رقما قياسيا في الموسم الماضي ببلوغ 100 نقطة في الدوري، فشل في الاحتفال بالتتويج بالدوري على ملعب غريمه التقليدي حين تقابلا لآخر مرة.
مباراة تفوق فيها جوزيه مورينيو على بيب جوارديولا، سجل بول بوجبا في مناسبتين ليقلب يونايتد للطاولة خلال تلك المباراة التي تقدم فيها سيتي بهدفين رغم افتقاده للبلجيكي كيفن دي بروين، الذي يغيب أيضا عن مواجهة الأحد.