كتب : مصطفى عصام
علي القهوة في إحدى الليالي الخريفية، مشهد معتاد دائما بنسمة الهواء العليل، أفلح في قول صادق من قال، من يتغن فعليه بالخريف لا الربيع الخماسيني.
الكراسي البامبو القديمة صاحبة الارتكاز المٌخلخل من كثرة الجلوس والأرجحة عليه، ورجل صامت في منتصف الخمسينات من عمره لا يتحدث، يجلس بجواري و يتصفح جريدته.
يقطع الصمت الدائر بقطعة كلامية واحدة في نفس ثابت حين يلمحني أتصفح في صورة أبو تريكة علي الهاتف.
"تعرف يا بني، أبو تريكة ده طول عمره مشوقنا، أه والله، محسوبك عم حسن بشجع الأهلي بقالي 40 سنة".
أرد باهتمام وشغف مع تحريك الكرسي والجلوس عكسيا أمامه "ممكن تحكيلي أكتر حضرتك".
يرد عم حسن: "أبو تريكة بالمللي زي أم كلثوم، يفضل طول الماتش اللحن شغال، في ناس متسلطنة و ناس زهقت ومستنية اللحن يخلص، وهوب أول ما الكوبليه يبدأ، الكل يتشد ويبتدي يركز بكل جوارحه".
"وهيا تعيد الكوبليه مرة والتانية مع أنك ممكن تمّل، بس السميع ميملش، نفس النظام تريكة، يفضل طول الماتش يطرّب، أول ما يعمل الكوبليه مع بركات و متعب، قلبك يتسلطن".
هدف بوجه القدم الخارجي في مرمي الجيش:
تمريرة رائعة تضع بركات منفردا بمرمى المنصورة:
الهدف العبقري بمرمي المغرب الفاسي الودي قبل مونديال المغرب:
كوبري "محمد ثابت صاروخ" الشهير:
وفي نفس الوقت، ودون سابق ترتيب أو ترك محل للصدف، يتعالى في مذياع راديو القهوة والذي يعود لزمن سحيق قد يسبق إذاعات كرياكو، بكوبليه من الست أم كلثوم، تطرّبنا قائلة:
قربك نعيم الروح و العين ونظرتك سحر وإلهام
وبسمتك فرحة قلبين عايشين علي الأمل البسّام.
إن غبت يوم عني أفضل أنا وظني .. يقربك مني ويبعدك عني.
و احتار في أمري معاه ومعاك .. وإن مر يوم من غير رؤياك.
مينحسبش من عمري!