كتب : لؤي هشام
قد يلعب الحظ دورا في طريق الرحلة لتحقيق المجد، وقد يقف القدر عائقا أمام غيرك من أجل أن يمنحك فرصة.
أو ببساطة "عندما ترغب في شيء يتآمر الكون كله ليسمح بتحقيق رغبتك" كما يقول الكاتب البرتغالي باولو كويلو في رائعته الأشهر "الخيميائي".
كل ذلك ينطبق تماما كمثال حي على ما حدث مع الفتى الصغير الذي كان يبلغ 18 عاما وقتها.
المهاجم الأساسي يتعرض للإصابة ومهاجمه البديل يتعرض لإصابة أيضا لتأتي الفرصة على طبق من ذهب.. والكرة تحب من يغتنمون تلك الفرص.
كان هذا الفتى الصغير هو ماركوس راشفورد.
وما سبق من أحداث كانت ليلته التاريخية الأولى أمام ميتلاند الدنماركي حينما أصيب الفرنسي أنتوني مارسيال في الإحماءات وكان بديله ويل كين قد تعرض لإصابة ليحصل ماركوس على فرصة المشاركة الأولى تحت قيادة المدرب لويس فان جال.
أمام ميتلاند الدنماركي في دور الـ32 من الدوري الأوروبي موسم 2015-16 نال اللاعب الشاب فرصة المشاركة لـ90 دقيقة، بسبب الحظ وحده لا غير.
وعندئذ أبى إلا أن يثبت للجميع موهبته بتسجيله هدفين من أصل 5 أهداف سجلها فريقه في تلك الليلة ليُعلن عن موهبة جديدة في ملاعب الإنجليز.
ماركوس راشفورد يحتفل اليوم الأربعاء بعيد ميلاده الـ21، وfilgoal.com يصحبكم في رحلة عن عالم لاعب مانشستر يونايتد.
سرعان ما أثار راشفورد انبهار الجميع ففي كل محطة أولى كان دائما ما يثبت أن الحظ وحده لم يكن السبب في حصوله على فرصة المشاركة.
فـ"الحظ لا يأتي للأغبياء" مثلما قال السير أليكس فيرجسون.
في مباراته الأولى على الإطلاق بالدوري الأوروبي سجل هدفين، وفي أول مباراة بالدوري الإنجليزي واصل نفس النهج وهز الشباك مرتين، وأمام من؟ أرسنال.
لم يتوقف الإبهار عند هذا الحد. بالمشاركة الدولية الأولى مع المنتخب الإنجليزي سجل هدفا أمام أستراليا، وفي الدربي الأول سجل أمام مانشستر سيتي!
كيني سوين مدرب المنتخب الإنجليزي تحت 16 عاما سابقا كان أول من منح راشفورد فرصة المشاركة الدولية وحينها كان ماركوس الصغير في عمر 14 عاما.
ويقول سوين لصحيفة "جارديان": "لا يمكنك أن تتوقع رد فعل أحد حينما يخرج للعب أمام 75 ألف متفرج، وحينما تؤدي مثل راشفورد فإنه يعطي دفعة كبيرة للطاقم الفني".
"أنت ترى ما فعله وعندها تفكر (واو، لم أتوقع هذا على الإطلاق) يبدو وكأنه خرج من جسد خبير. هذا ما فعله ماركوس".
استدعاء راشفورد الأول مع فريق المدرب فان جال كان في 21 أكتوبر 2015 - على بُعد 10 أيام من الوصول لعامه الـ18 - لمباراة واتفورد حيث جلس احتياطيا وبجواره شاب آخر يُدعى شون جوس ويكبره بعامين.
يحكي جوس لجارديان "كان الفريق الأول يعاني من العديد من الإصابات على مستوى المهاجمين، لذا كنا نظن أنهم سيلجأوا للفتيان الأكبر منا سنا، ولكن راشفورد تدرب بشكل جيد، تدرب أفضل منهم وحصل على فرصته".
"أتى ريان جيجز (مساعد فان جال وقتها) يوم الجمعة إلى غرفة الملابس وأخبرني أنني سأكون حاضرا بقائمة المباراة، كان هناك شابين آخرين في غرفة الملابس المقابلة، ظننا أن أحدا منهما سوف يتم استدعائه.. ثم يومها في المطار وجدت راشفورد".
منذ بات راشفورد تحت الأضواء ودائما ما يُعقد الكثير من المقارنات بينه وبين العديد من نجوم كرة القدم.
البعض شبهه بأسطورة أرسنال تيري هنري في طريقة اللعب والتحرك. وجيجز كان واحدا منهم.
يقول جيجز: "يمكنه اللعب على الأطراف كجناح ولكنه بالتأكيد مهاجم رقم 9، أرى تشابها بينه وبين هنري فيما يتعلق بالتحرك بعبقرية من على الطرف الأيسر، حتى لو كان مهاجما فدائما ما يميل إلى اليسار حيث يستطيع أن يراوغ المنافسين للجهة الأخرى".
كيني سوين عاد مجددا للحديث عن إمكانيات لاعبه، صاحب الـ65 عاما والذي حقق الدوري والكأس الأوروبية رفقة أستون فيلا أطلق تشبيها مختلفا أتى ربما من معاصرته لقدامى اللاعبين.
ولكنه كان حقا تشبيها رائعا.
"يراوغ دوما بطريقة فريدة، أفضل موهبة رأيتها تقوم بتلك الحركة. قد يتحدث الناس عن جورج بيست في أيامه وكيف كان رائعا في التحرك بالكرة، راشفورد مثله لديه تلك الميزة عليه أن يكون ممتنا للطريقة التي يتحرك بها".
ولكن فان جال، المدرب الذي حصل راشفورد على فرصته الأولى تحت إمرته، يرى أن راشفورد يتشابه مع موهبة أخرى.. باتريك كلويفرت.
ويقول المدرب الهولندي: "راشفورد لديه نفس التكوين البدني لكلويفرت، الأخير كان متطورا أكثر على صعيد الوزن وهي مسألة وقت بالنسبة لراشفورد".
"ما كان عليه كلويفرت في عامه الأول معي في أياكس يشبه كثيرا راشفورد في عامه الثاني مع يونايتد".
هل تعتقد أن المقارنات ستتوقف؟ جورج بيست في التحرك بالكرة، تيري هنري في التواجد على الطرف الأيسر، باتريك كلويفرت فيما يخص التكوين البدني.
جميعها أسماء تعددت التشابهات بينها وبين اللاعب الإنجليزي، ولكن مازال هناك لاعب آخر.
الظاهرة رونالدو! وما يثير الإندهاش أنه أتى من نازاريو دي ليما نفسه.
"راشفورد لاعب جيد جدا ومازال صغيرا، أنا أرى جزءا من نفسي فيه بالطبع. شجاع وسريع ويكون رائعا حينما تكون الكرة في حوذته".
"أعتقد أن المهاجم يجب أن يكون جائعا لتسجيل الأهداف دائما وأرى ذلك الأمر في راشفورد، ينتظره مستقبل باهر جدا".
بعد النظر إلى الانطلاقة السريعة والمبهرة التي قدمها راشفورد في بداياته فإن مسيرته حاليا قد تبدو أقل نموا وأكثر كبحا للجماح تحت قيادة جوزيه مورينيو.
مع المدرب البرتغالي الذي خلف أستاذه فان جال، لم ينجح الفتى الإنجليزي في الحصول على فرصته باستمرارية، ولازم مقاعد البدلاء لفترة طويلة.
بالتأكيد تعلم الكثير من مجاورة لاعبين بقيمة زلاتان إبراهيموفيتش وواين روني، ولكن التوقعات التي انتظرته كانت أكبر مما وصل إليه.
وهو ما دفع البعض لمطالبته بالرحيل عن الشياطين الحمر، وهنري كان من أصحاب تلك الرؤية، واضعا صورة مايكل أوين نصب عيني ماركوس.
"واحد من أهم الأشياء بالنسبة لي هو أن تلعب، لا يمكن أن تكون على الدكة وتفوت فرصة التعلم والتوقف عما تقدمه، ومثالا على ذلك راشفورد".
"مايكل أوين كانت له الفرصة كي يواصل ما يفعله في شبابه لأنه لعب ولعب لعب، وهناك أمثلة كثيرة أخرى".
"ولكن راشفورد لم يتمكن من مواصلة ما قام به في أول مواسمه لأنه تارة يلعب على اليمين وأخرى على اليسار".
"كلمة الرحيل قوية، وهو يريد أن يستمر مع ناديه يونايتد ولكن عليه أن يلعب والأمر أصبح أكثر صعوبة مع قدوم أليكسيس سانشيز".
كانت تلك الكلمات في شهر فبراير الماضي، وبعد مرور 8 أشهر لم يبد وأن الوضع قد تغير.
خلال الموسم الجاري شارك راشفورد في 10 مباريات، سجل خلالها هدفا وحيدا وصنع آخر.
إجمالا فقد سجل صاحب الـ21 عاما 33 هدفا مع الشياطين الحمر في 133 مباراة وصنع 18 هدفا بجميع المسابقات.
أما مع المنتخب الإنجليزي فقد لعب 29 مباراة سجل فيهم 6 أهداف.
فهل يستمع راشفورد لنصيحة هنري، أم يأمل في أن يواصل الكون تآمره ليسمح له بتحقيق رغبته؟
اقرأ أيضا:
أبو ريدة: لا أفهم سبب أزمة استاد بورسعيد.. تخيلت أن المصري يواجه الجزيرة بالبطولة العربية
أحمد حسن لـ في الجول: البدري لم يستقيل من بيراميدز.. كنا نستقبل الجهاز الفني الجديد
شوبير: أزمة صلاح من أسهل ملفات اتحاد الكرة.. ولهذا السبب تغير موقفي تجاه برزنتيشن
أبو ريدة: أجهزة الدولة عملت على حل أزمة السوبر المصري السعودي
الاتحاد البلجيكي يحدد شرط الاستغناء عن مارتينيز إلى ريال مدريد
حسام حسن: تركي آل الشيخ قال لي طلباتك أوامر.. وهذا ما أخبرني به البدري