هل تنخفض متابعة الكلاسيكو عالميا في غياب رونالدو وميسي

"الكلاسيكو كان موجودا لفترة طويلة قبل ميسي ورونالدو، كان هناك لاعبين كبار في الماضي، الكثير من التوتر، حتى الخنازير الطائرة، أتتذكرون؟". إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة.

كتب : إسلام مجدي محمد سمير

الأحد، 28 أكتوبر 2018 - 14:53
ميسي ورونالدو

"الكلاسيكو كان موجودا لفترة طويلة قبل ميسي ورونالدو، كان هناك لاعبين كبار في الماضي، الكثير من التوتر، حتى الخنازير الطائرة، أتتذكرون؟". إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة.

تعد تلك هي المرة الأولى على الإطلاق منذ موسم 2009-2010 التي يغيب خلالها الثنائي الأشهر والخصمان الأفضل في العالم لما يقرب من 9 أعوام عن الكلاسيكو. لأول مرة يكون محور الكلاسيكو الحديث عن غيابهما لا عن تأثير وجودهما على الفريقين.

FilGoal.com قرر توجيه ذلك السؤال لعدد من وسائل الإعلام الإسبانية والإيطالية والإنجليزية عما إذا كان غياب الثنائي سيؤثر على تغطيتهم للكلاسيكو ونظرتهم له أم لا.

في البداية اتجهنا إلى معقل الحدث، إسبانيا، جونزالو كابيزا صحفي "إل كونفدينشيال" وعدد من الصحف الإسبانية عن تأثير غياب الثنائي.

"بالطبع ستتأثر قيمة المباراة كثيرا، حينما يلعبان كل شيء يصبح كبيرا، لكن في هذه الحالة حاليا، لا يعني غيابهما الكثير، ستظل الأرقام الكبيرة موجودة".

"الأهمية للمباراة ستكون كبيرة، من المحتمل أنها أكبر مباراة بين فريقين في العالم، الأمر مؤلم أن يلعبا بدونهما، لكن ليس بهذا القدر".

إذا قيمة الكلاسيكو كمباراة، وفي السنوات المقبلة مع تقدم ليونيل ميسي في السن، هل تتحول إلى مباراة عادية من جانب التغطية؟ خاصة إن لم يجد برشلونة بديلا بنفس القدرة والقيمة الفنية؟

"الأمر سيعتمد على تطورات المستقبل، لا أعتقد أن هناك مخاطرة كبيرة به، هاتان المؤسستان تمتلكان ميزانية ضخمة للغاية، وبكل تأكيد سيظلان مهمان في الكرة الأوروبية، لا أرى أي تطور بخصوص المباراة أو تقليل لأهميتها هنا".

"لن يصبح أبدا مباراة عادية بين فريقين كان لهما تاريخ، الأمر ليس منوطا حول لاعبي كرة القدم، برشلونة وريال مدريد من ضمن أفضل 3 أو 4 فرق في العالم، لكن الأمر منوط أيضا بالأهمية الاجتماعية، هما أكثر ناديان متابعة في العالم على مواقع التواصل الاجتماعي، وليس بسبب رونالدو وميسي فقط، في إسبانيا نتابع هذه المباراة بشغف كبير والتناول يكون بنفس القدر".

"لن تصبح يوما هام لجماهير الفريقين فقط، كلاهما سيستمران وسيكون هناك لاعبين آخرين غير ميسي ورونالدو وستظل كبيرة وهامة ومشهورة، بشكل رئيسي لأنني أرى أن ريال مدريد وبرشلونة أكبر من مجرد ميسي ورونالدو".

"ميسي ورونالدو بهذا القدر والحجم لأنهما لعبا لبرشلونة وريال مدريد، مودريتش فاز بكل جائزة شارك بها هذا العام، لماذا؟ لأنه لاعب كبير لكن كأهمية؟ يلعب لأكبر نادي في العالم".

رونالدو لعب 30 كلاسيكو سجل خلالها 18 هدفا وصنع هدفا. أما ميسي فلعب 38 مباراة ضد ريال مدريد سجل خلالها 26 هدفا وصنع 14 آخرين.

ميسي ورونالدو ساهما في 49.5% من الأهداف التي سجلت في الكلاسيكو منذ مشاركتهما ضد بعضهما البعض منذ موسم 2009-2010.

اتجهنا إلى رأي آخر وبالتحديد لمراسل إنجليزي منوط بأخبار الدوري الإسباني وتحليلاته، سايمون هاريسون صحفي فور فور تو وموقع هو سكورد للتحليلات ومؤسس موقع "توكينج لا ليجا". يتحدث لـFilGoal.com عن عمق غياب الثنائي على التغطية الصحفية والاهتمام بالحدث.

"لا يمكنني تخيل أن غيابهما سيكون له أثر عظيم هذا الأسبوع، الصحف ستكون حريصة على دراسة المتغيرات على الفريقين في غياب اللاعبين، خاصة حينما يرحل أو يعتزل ميسي كذلك بدوره".

"إما هذا أو ستتجه الصحف أيضا إلى الثناء على اللاعبين إذا ما كانا حاضرين في الكلاسيكو، ولا أعتقد أن ذلك سيحدث في عام أو اثنين لكنني واثق أنه خلال سنوات سيظهر التأثير الأكبر".

"قيمة الكلاسيكو في إسبانيا ولمشجعين الفريقين ستظل هي ذاتها، لكن عالميا؟ قد لا يحدث ذلك".

"الكلاسيكو حدث مسيس في إسبانيا، لذا الدولة نفسها ستظل تهتم بالمباراة، إن حصلت كاتالونيا على استقلالها فهذا يعني قيمة أكبر للمواجهة في إسبانيا".

حينما تواجه رونالدو مع ميسي في الكلاسيكو، برشلونة فاز بـ14 مباراة بنسبة انتصارات 46.7% وريال مدريد فاز بـ8 بنسبة 26.7% وتعادلا 8 مرات.

حتى أن كلاهما سجل في آخر كلاسيكو تواجها فيه خلال شهر مايو الماضي على ملعب كامب نو في تعادل الفريقين بنتيجة 2-2.

بغياب تلك المنافسة القوية بين اثنين احتكرا فيما بينهما جائزة أفضل لاعب في العالم لعقد من الزمان، هل ستعود الصحافة العالمية للاهتمام بالحدث مثل الماضي؟

الصحفي الإيطالي ألبرتو باستوريللا يتحدث لـFilGoal.com عن ذلك الأمر قائلا:" التغطية بالطبع ستختلف كثيرا، خاصة أن برشلونة وريال مدريد لم يعودا فريقين أقوياء مثل الماضي".

وأضاف :"أعتقد أن أنظار العالم قد تتجه إلى خصمين جدد، ربما مانشستر سيتي ويوفنتوس".

وماذا عن إذاعة "توك سبورت" الإنجليزية؟ يقول لنا حسن قاسمي المذيع بها :"بالطبع ستختلف كليا، ستكون مواجهة ختلفة عما كان عليه وعما كنا نشاهده في العقد الأخير".

"كنا محظوظين للغاية بحضور العصر الذهبي للكلاسيكو في آخر 11 عاما، ميسي ورونالدو كلاهما كان يمتعاننا بطريقة ممتازة، كان الأمر كالسحر وكلاهما كان يهيمن على العناوين في شتى بقاع الأرض، سألخص ذلك في جملة، الكلاسيكو كان يتمحور حول ميسي ورونالدو في أكثر من مناسبة".

"أيضا أعتقد أن المستوى الحالي للفريقين سيكون مختلف للغاية، ضع في عين الاعتبار أن كلاهما كان يعاني هذا الموسم خاصة ريال مدريد وتلك قد تكون فرصة جيدة للرد وإثبات أنه يمكنهم الحياة بعد رونالدو".

الكلاسيكو الأول لميسي كان في عمر الـ18 عاما، وفاز بنتيجة 3-0 ضد ريال مدريد في نوفمبر 2005، منذ ذلك أصبح النجم الأرجنتيني يتسيد الإحصائيات في المباراة. ليكون الهداف التاريخي للمواجهة بـ26 هدفا في 38 مباراة خاضها بكل المسابقات ضد ريال مدريد وأكثر من صنع الأهداف بـ14 هدفا.

بالنسبة لرونالدو، فأول كلاسيكو له كان في نوفمبر 2009، حينما خسر بنتيجة 1-0 من برشلونة، وكان قد أصبح أغلى لاعب في العالم في ذلك الوقت، حينما انضم قادما من مانشستر يونايتد في الصيف بمبلغ 80 مليون جنيه إسترليني.

النجم البرتغالي هو صاحب ثاني أعلى معدل تهديفي في تاريخ الكلاسيكو بـ18 هدفا بالتساوي مع ألفريدو دي ستيفانو أسطورة ريال مدريد.

نعود مرة أخرى إلى إسبانيا، وهذه المرة بعيدا عن الصحف، هذه المرة إلى التلفاز والبث، مارك بونس الصحفي الإسباني بقناة "موفي ستار" الخاصة بشبكة البث.

"أعتقد أن غيابهما سيؤثر بكل تأكيد، هناك جماهير أو مشجعين يتابعون اللاعبين وليس النادي، في الأرجنتين أو البرتغال على سبيل المثال لا الحصر".

"أيضا هناك التوجه الإعلامي للإعلان عن المباراة وبثها سيكون مختلفا وأقل جذبا للجماهير العادية، على سبيل المثال سيكون فالفيردي ولوبتيجي وبالطبع ذلك أسوأ من ميسي ورونالدو".

"أعلم أن هناك شعبية كبيرة للمباراة حول العالم، وأعتقد أن هذا أمر جيد للناديين والدولة والاقتصاد والثقافة".

"على الرغم من ذلك، فقدت المباراة جوهرا هاما، لأن نقلها كعرض وحصولها على أعلى ربح ممكن قد قل بكل تأكيد".

ميسي سيعود بالطبع للعب مباريات الكلاسيكو المقبل، لكن لن يكون هناك رونالدو مرة أخرى، مع الوقت سنعلم جيدا مدى التأثير لتحول الكلاسيكو من مواجهة بين اثنين من أفضل اللاعبين في التاريخ، إلى مواجهة بين فريقين، وهل نشهد معارك شخصية مثل معركة ميسي-رونالدو عما قريب؟