كتب : علي أبو طبل
ستكون مباراة الأحد بمثابة الفرصة السانحة لأي لاعب لينصب نفسه ملكا للكلاسيكو في ظل غياب الساحر ليونيل ميسي عن برشلونة بسبب الإصابة وافتقاد ريال مدريد بشدة لنجمه السابق كريستيانو رونالدو الذي لم يعد له علاقة بالكرة الإسبانية.
صراع ثنائي امتد في سماء كرة القدم الإسبانية لقرابة عقد من الزمان. سنوات شهدت تواجد كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي كأيقونتين لمسابقة الدوري الإسباني، وكرة القدم العالمية بطبيعة الحال.
رحل رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي بعد 9 سنوات قضاها بألوان الملكي وسجل خلالها 450 هدفا وحصد 15 لقبا على رأسها 4 في دوري أبطال أوروبا خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ويغيب ميسي عن قمة الأحد بسبب إصابة بكسر في ذراعه خلال المباراة التي شهدت تفوق برشلونة على إشبيلية بنتيجة 4-2 في الأسبوع الماضي، وجعلت الـ "بلاوجرانا" يتفوق على غريمه اللدود بفارق 7 نقاط كاملة.
ستكون مواجهة الكلاسيكو الأولى بين ريال مدريد وبرشلونة التي تشهد غياب النجمين معا عن المواجهة، وذلك لأول مرة منذ ديسمبر 2007.
تلك المواجهة التي تفوق فيها ريال مدريد على برشلونة في "كامب نو" بهدف نظيف سجله البرازيلي جوليو بابتيستا.
الثنائي الغائب يحمل أرقاما خاصة ومميزة في تاريخ مشاركته بالكلاسيكو.
ليونيل ميسي هو أفضل مسجل للأهداف في تاريخ المواجهة على الإطلاق برصيد 26 هدفا، وأفضل صانع للأهداف كذلك بـ14 هدفا.
أما رونالدو فيمتلك رقما مميزا بالتسجيل في 6 مواجهات "كلاسيكو" متتالية، جميعها كانت في 2012.
كيف يتعامل برشلونة مع الغياب المفاجئ لقائده؟ كيف يتجاوز ريال مدريد معاناته بعد رحيل رونالدو؟ كيف يؤثر غياب الثنائي على المواجهة؟
هذا ما يستعرضه تقرير شبكة بي.بي.سي البريطانية.
الواقع يقول إن الملكي يقع حاليا في المركز السابع في جدول ترتيب الدوري، بعدما تعادل في مباراة وخسر في 3 خلال مبارياته الأربع الأخيرة.
الاسوأ هو التسجيل في مرة وحيدة فقط خلال تلك المواجهات الأربع، وكان ذلك عن طريق ظهيره الأيسر مارسيلو!
جولين لوبيتيجي، الذي بات موقعه الفني تحت الملاحظة مع هذه النتائج المتراجعة، لا يستطيع حتى الآن إيجاد الحل التهديفي الأمثل. رغم امتلاكه لجاريث بيل وإيسكو وماركو أسينسيو!
أسماء رائعة، لكن أفضل ما تتقنه هو العمل خارج منطقة الجزاء وإمداد رأس الحربة بالتمريرات لكي يحولها إلى أهداف.
هناك حقيقة أخرى هنا، وهي خروج لاعب اعتاد تسجيل 40 هدفا أو أكثر في كل موسم من المواسم الثمانية الأخيرة دون تعويضه ببديل بنفس الكفاءة التهديفية.
كريم بنزيمة نجح أخيرا في التسجيل، بعد غياب دام تقريبا شهرين، خلال المواجهة الأخيرة بدوري أبطال أوروبا ضد فكتوريا بلزن. مواجهة كاد يحسمها الميرنجي بنتيجة أكبر من 2-1 لو كان رونالدو موجودا.
في الموسم قبل الماضي، حين حقق الملكي ثنائية الدوري المحلي ودوري الأبطال، 48 هدفا في الدوري تم تسجيلها آنذاك عن طريق رونالدو وجميس رودريجيز وألفارو موراتا.
هذا الثلاثي رحل الآن، ومن حل بدلا منه هو الموهبة اليافعة ماريانو دياز.
في العام الماضي، عادل الفريق تحت قيادة زين الدين زيدان رقما قياسيا سابقا بالتسجيل في 73 مباراة متتالية، بينما هذا الموسم يفشل الفريق في التسجيل في 4 مباريات متتالية!
الحقائق تتحدث، والكثير من العمل يتوجب على إيسكو ورفاقه من أجل إيجاد حل للأزمة التهديفية، وإلا لن نجد إلا مزيدا من الدموع.
المهمة المستحيلة: كيف يتم تعويض ميسي؟
"الكلاسيكو ليس أقل دون ميسي ورونالدو، قبلهما كان هناك توتر أيضا" هكذا صرح إرنيستو فالفيردي قبل يوم واحد من المواجهة، هل يبدو الأمر بهذه البساطة؟
لا يتفق خوردي آلبا "لا يمكن تعويض ميسي. إنه اللاعب الأفضل في العالم".
الأمر يبدو معقدا، ولكن ميسي يغيب الآن لفترة مؤقتة، ولا بد من إيجاد حل مناسب لتلك الفترة حتى يعود القائد.
برشلونة أبلى حسنا في المواجهة الأخيرة بدوري الأبطال ضد إنتر ميلان بدون البرغوث الأرجنتيني، ولكن قد تختلف الحسابات في الكلاسيكو.
أمام إنتر، اعتمد فالفيردي على رافينيا بشكل أساسي، وكانت الثقة في محلها عندما سجل البرازيلي أحد هدفي المباراة، وتحديدا في شباك الفريق الذي لعب له معارا في النصف الثاني من الموسم الماضي.
هل يكرر فالفيردي تلك التجربة، أم يعتمد على عثمان ديمبيلي؟
الفتى الفرنسي الشاب الذي جاء معوضا لرحيل نيمار في صيف 2017 يمتلك مهارة وسرعة كبيرتين قد تشكلان خطورة على أطراف الملعب.
لكن ما يعتقده كثيرون هو أن ديمبلي قد توقف عن التطور عند نقطة ثابتة. فقط يرغب في الاستحواذ على الكرة والدخول في سباق سرعة ضد 3 منافسين، والميل إلى الطرف الأيمن والبحث عن لعب كرة عرضية يكون هدفها الوصول إلى لويس سواريز، وفي الغالب لا تصل.
آخر مرة غاب فيها ميسي عن التشكيل الأساسي في الكلاسيكو كانت في 2015 في ملعب سانتياجو برنابيو.
في هذه المباراة، شارك سيرجيو روبيرتو بديلا للأرجنتيني مكلفا بمهام هجومية نجح فيها بشدة، بل وافتتح أهداف المباراة التي انتهت للضيوف برباعية دون رد.
فهل يستنسخ فالفيردي ذلك الحل من سلفه لويس إنريكي، أم يعتمد على الوافد الجديد مالكوم؟
لا تبدو حظوظ البرازيلي الوافد من بوردو الفرنسي كبيرة للظهور في مباراة بذلك الحجم بشكل أساسي، حيث شارك منذ بداية الموسم في مبارتين فقط كبديل.
إن قرر فالفيردي الاحتفاظ بالشكل الخططي 4-3-3، فكل الحلول السابقة متاحة.
لكن إذا قرر تغيير الشكل إلى 4-4-2 المفضلة لديه، فهناك حلول أخرى.
قد يستغل فالفيردي غياب ميسي لتقوية خط الوسط وإشراك المخضرم التشيلي أرتورو فيدال من أجل زيادة عددية ومنح قوة أكبر لوسط الملعب، وخاصة في الشق الدفاعي.
منير الحدادي، حل هجومي آخر في قائمة فالفيردي وقد يكون مناسبا لمجاورة سواريز في طريقة 4-4-2.
جميعها حلول متاحة لدى المدير الفني للـ "بلاوجرانا"، ولكن لا يبدو أي منها مقنعا بالشكل الكافي.
هل يصبح مارسيلو الفائز الأكبر؟
بعيدا عن رحيل رونالدو، هناك من قد يستفيد بأقصى درجة من غياب ميسي في صفوف ريال مدريد. الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو يبدو هاما للغاية في شكل الفريق الهجومي بجانب مهمته الأساسية كلاعب مدافع.
هناك حقيقة مؤخرا، وهي أن اللاعب البرازيلي سجل في مناسبتين من آخر 3 أهداف سجلها الفريق.
في مباريات سابقة أمام برشلونة، كان يتم استغلال ميسي بتحويله من مركز المهاجم الوهمي إلى الجناح الأيمن، وهو ما سبب إزعاجا للظهير البرازيلي على الدوام.
في هذه الحالة، يستغني مارسيلو عن مهامه الهجومية ويلتزم بموقعه الدفاعي لتضييق الخناق على منافسه، قدر الإمكان كما تعلمون.
زميل ميسي السابق في المنتخب الأرجنتيني، بابلو زاباليتا، له رأي في ذلك.
"الظهير لا يمكنه التقدم كثيرا للأمام إذا كان منافسه ميسي. سيتواجد دائما خلفه، فلا يمكن للظهير هنا أن يترك نفسه مكشوفا. إذا منحت ميسي المساحة، ستصبح في مشكلة وستستقبل أهدافا. لذا فلا تحاول أن تتقدم كثيرا إلى الأمام في تلك الحالة".
تلك الملحوظة يمكن دعمها ببعض الأرقام المرفقة في التقرير. متوسط تمريرات مارسيلو في كامل مسيرته مع الملكي تبلغ 51.8 للمباراة الواحدة.
لكن في 3 من آخر 4 مواجهات كلاسيكو تواجد فيها مارسيلو، يقل هذا الرقم إلى 41. الاستثناء الوحيد كان في مواجهة الموسم الماضي التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2.
بذل مارسيلو مزيدا من المجهودات الهجومية وحقق 66 تمريرة سليمة، ولكنه عوقب على تركه لموقعه الدفاعي خلال الهدفين اللذين سجلهما الغريم التقليدي.
الآن، يغيب ميسي وقد يجد الظهير البرازيلي متنفسا ومزيدا من الحرية للتقدم الهجومي.
هذا قد لا يمنع مارسيلو من تلقي العقاب، فمشاركة لاعب بسرعة عثمان ديمبيلي مع إمكانية استغلاله للمساحات المتاحة قد تسبب المتاعب.
إجمالا وفي كلمات أقل، الفريق الذي يجري التعديلات الأكثر تناسبا مع غياب النجم الأرجنتيني سيمتلك أفضلية الفوز في المباراة.