كتب : علي أبو طبل
لم تبخل سهرة الأربعاء الكروي وأوفت بوعودها.
مجموعة من المباريات المثيرة التي أقيمت على مدار اليوم ضمن منافسات مرحلة المجموعات من دوري أبطال أوروبا، حملت الكثير من التفاصيل والأرقام والإثارة.
دييجو سيميوني يتلقى درسا قاسيا في ألمانيا، ومحمد صلاح يقص شريط أهدافه الأوروبية، برشلونة كان رائعا في حضرة ميسي، ولكن من المدرجات هذه المرة.
ماذا حملت أيضا ليلة الأربعاء الأوروبية من تفاصيل رسمت أبرز ملامحها؟
الظهور الأوروبي الأول لهنري من المقعد الفني
أسابيع أخيرة كبيسة كرويا في إمارة موناكو.
يرحل ليوناردو جارديم عن تدريب فريق الإمارة، حيث لم تشفع سنوات من الإنجازات الغير المسبوقة والأداء المستقر لإنقاذه من بداية كارثية للموسم الجاري.
أحداث ترتب عليها تواجد الغزال الفرنسي تيري هنري كمدير فني جديد، في مهمة هي الأولى له بشكل منفرد في القيادة الفنية في مسيرته.
خاض موناكو في ليلة الأربعاء مباراته الأوروبية الأولى تحت قيادة هنري بعد الفشل في تجنب الهزيمة في ظهوره الأول بالدوري المحلي مطلع هذا الأسبوع أمام ستراسبورج.
بطولة أوروبية عريقة لطالما تألق فيها بألوان موناكو وأرسنال وبرشلونة، مسجلا 51 هدفا كلاعب، ومتوجا بلقبها في مناسبة وحيدة مع البلاوجرانا.
ظهوره الأول كمدرب حمل مؤشرا جيدا لموناكو.
التعادل في بلجيكا أمام كلوب بروج بهدف لكل فريق يعد تقدما طفيفا بعدما فشل الفريق في حصد ولو نقطة وحيدة في الجولتين السابقتين.
نقطة تحيي الآمال قليلا من أجل الصعود في الوصافة إلى الدور التالي، أو حصد المركز الثالث المؤهل للدوري الأوروبي على أقل تقدير.
مزيد من الفرص للشباب؟
موسى سيلا سجل هدف موناكو الوحيد ليصبح رابع أصغر اللاعبين الفرنسيين على الإطلاق تسجيلا في المنافسات الأوروبية بعمر الـ18 عاما و10 أشهر و29 يوما.
درس قاسي في "سيجنال إيدونا بارك"
هل تتخيل كتيبة دييجو سيميوني برباعية نظيفة في كل ليلة؟ هذا ما حدث في معقل أصفر ألمانيا.
بوروسيا دورتموند الذي يحظى بانطلاقة موسم رائعة تحت قيادة مديره الفني السويسري ينجح في حصد العلامة الكاملة بعد درس كروي قاس حمل بصمات آكسل فيتسل وجادون سانشو ورافاييل جاريرو - في مناسبتين -.
صدارة المجموعة الأوروبية تزين المشهد الذي يحمل بجانبه صدارة محلية للدوري، وربما هي بوادر موسم استثنائي لم تشهده الكتيبة الصفراء منذ عدة سنوات.
بينما في المقابل، هزيمة هي الأكبر على الإطلاق في مسيرة دييجو سيميوني مع حامل لقب الدوري الأوروبي في الموسم الماضي منذ توليه القيادة في 2011.
في حضرة الملك "ميسي"
هناك إحصائية تقول الآن أن برشلونة تفوق في 20 من أصل 26 مباراة أوروبية في غياب ميسي عن التشكيل الأساسي.
المباراة الأخيرة في هذه السلسلة كانت يوم الأربعاء، ضد إنتر ميلانو.
القائد الأرجنتيني الذي يغيب لفترة قد تمتد لـ3 أسابيع قادمة بسبب الإصابة في ذراعه في المواجهة الأخيرة بالدوري ضد إشبيلية، كان شاهدا على انتصار زملائه من قلب مدرجات "كامب نو".
قدم برشلونة عرضا رائعا في ليلة اختفت فيها كتيبة لوتشيانو سباليتي المجهدة بعد انتصار هام في دربي مدينة "ميلانو" في أمسية الأحد الماضي.
برشلونة يحلق في الصدارة بالعلامة الكاملة، وموقف إنتر لم يتأثر كثيرا في الوصافة بعد تعثر توتنام في رحلته إلى هولندا مكتفيا بالتعادل أمام بي إس في آيندهوفن بهدفين لكل فريق.
توتنام - متساويا مع آيندهوفن - يجمع كلاهما نقطة وحيدة في رصيدهما، وربما أصبح الفريق الإيطالي قريبا من التأهل إلى الدور القادم.
هل خرج الفرعون من تابوته؟
أسبوع هو الأفضل للمصري محمد صلاح منذ بداية الموسم الجاري.
هدفان في مواجهة تعتبر سهلة ضد ضيف "أنفيلد" الصربي، النجم الأحمر، في مباراة سيطر عليها نجوم الـ"ريدز" واكتفوا برباعية نظيفة افتتحها روبيرتو فيرمينو واختتمها ساديو ماني.
ليلة تهديفية كانت شاهدة على قص شريط التهديف الأوروبي لصلاح هذا الموسم بعد صيام في مواجهتين سابقتين، وزينت أسبوعا جيدا شهد تسجيله من قبل هدف الانتصار في شباك هدرسفيلد بالدوري الممتاز مطلع الأسبوع الجاري.
الأسرع على الإطلاق.
ذلك هو الوصف المناسب لإنجاز صلاح الرقمي، حيث وصل لـ50 هدفا بقميص ليفربول بمختلف البطولات خلال 65 مباراة خاضها، ليصل لهذا الرقم التهديفي في عدد مباريات أقل من أي لاعب آخر في تاريخ النادي.
هل يمثل ذلك الأسبوع دفعة لصلاح لما هو قادم هذا الموسم؟
طموحات كبيرة يحملها جماهير ليفربول الحالمة بلقب دوري غائب منذ أكثر من عقدين، وربما منافسة أوروبية حتى الرمق الأخير على خطى الموسم السابق.
قبلة حياة أرجنتينية
في المجموعة ذاتها، كاد باريس سان جيرمان أن يعيش ليلة مأساوية على ملعبه "حديقة الأمراء".
عانى فريق عاصمة النور كثيرا أمام الضيف الإيطالي نابولي، بقيادة مديرهم الفني السابق، والخبير المتوج باللقب الأوروبي كمدير فني بـ 3 ألوان سابقة..
نتحدث هنا عن كارلو أنشيلوتي.
شهدت المباراة تقدم وتفوق نابولي حتى اللحظات الأخيرة بهدفين مقابل هدف، ولكن أنخيل دي ماريا قرر أن يعطي الباريسيين قبلة الحياة بهدف فريد من نوعه.
هدف أنقذ حظوظ باريس التي كادت أن تتضاءل للغاية لو تكبد الفريق هزيمة أوروبية نادرة على ملعبه، كانت لتعزز من فرص نابولي وتريح ليفربول.
هدف هو الـ17 للاعب الأرجنتيني في 69 مباراة خاضها مسيرته بدوري أبطال أوروبا، حيث حمل ذات الأذنين من قبل في عام 2014 بألوان ريال مدريد، وتحت قيادة أنشيلوتي تحديدا.
لا يزال قدّيسا..
بدون هزائم، واصلا إلى النقطة السابعة، أمّن بورتو صدارته لمجموعة متقاربة للغاية تجمعه مع شالكه الألماني وجالاتا سراي التركي ولوكوموتيف موسكو الروسي.
الفوز هذه المرة جاء خارج القواعد، وفي ضيافة الفريق الروسي الذي تلقت شباكه 3 أهداف.
هدف وحيد لأصحاب الأرض كان من الممكن أن يُعزز بهدف آخر لولا تألق المخضرم إيكر كاسياس.
بسن الـ37، لا يزال كاسياس قادرا على التصدي لركلات الجزاء، واليوم نجح في تحويل دفة المباراة لمصلحة فريقه.
6 تصديات لركلات جزاء طوال 20 موسما متتاليا خاض خلالهم منافسات دوري الأبطال، متوجا باللقب في 3 مناسبات، وناجحا في الخروج بشباك نظيفة في 59 مباراة - أكثر من أي حارس مرمى آخر في تاريخ البطولة - وذلك في 174 مباراة شارك بها بألوان ريال مدريد وبورتو.
ارتفع الفريق البرتغالي للصدارة مستغلا تعثر ملاحقيه، شالكه ذي الـ5 نقاط وجالاتا سراي صاحب الـ4 نقاط، لتشتعل المنافسة على بطاقتي التأهل بشكل أكبر بين هذا الثلاثي، بينما يظل الفريق الروسي بعيدا عن المشهد برصيد خال من النقاط يجعله الأسوأ - رقميا - في مرحلة المجموعات حتى الآن.
طالع أيضا
إبراهيم حسن: يجب إعادة لقاء المصري وفيتا
طارق ذياب: الأهلي مدرسة والترجي مشكلته رادس
صلاح: فخور بهدفي الـ50 وهذا ترتيبي في مسددي ركلات الجزاء
متعب: علينا نسيان تفوقنا في رادس
صلاح يترشح لجائزة أفضل لاعب في جولة دوري الأبطال