كتب : فادي أشرف
يطير الأهلي إلى الجزائر بأمل حجز تذكرة تمكنه من احتضان الأميرة الإفريقية الغائبة منذ 2013، وللأحمر الكثير من الحكايات في بلد المليون شهيد.
الأهلي سيواجه وفاق سطيف في إياب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا يوم الثلاثاء على ملعب 8 مايو، بعد أن فاز ذهابا 2-0 على استاد السلام.
FilGoal.com يصحبكم في رحلة مع حكايات الأهلي في الجزائر، والبداية من 1976.
"كان بإمكان المولودية زيادة الغلة دون تعليمات المدرب"
المشاركة الإفريقية الأولى للأهلي بدأت بأصعب طريقة ممكنة، مواجهة أمام "فخر العاصمة" الجزائرية.. المولودية.
"أثناء مقابلة الأهلي لم نكن ننتظر توجيهات المدرب (زوبا) أو أي طرف آخر، كنا على قناعة أننا كلاعبين سنحسم الأمر فوق الميدان. أدينا ما علينا". نجم مولودية العاصمة باشطا الذي كان من قادة الفريق المتوج بلقب 1976 تحدث عن المباراة، التي قالت عنها صحف الجزائر إن "المولودية كان يمكنه زيادة الغلة بكل سهولة".
الخسارة 3-0 أمام المولودية كانت أولى المباريات الإفريقية في تاريخ الأهلي، في ملعب مرعب، 8 جويلية، الخبرة الإفريقية للتشكيل الذي ضم ثابت البطل وأحمد عبد الباقي وحسن حمدي ومصطفى يونس وفتحي مبروك ومحمود عبد الحي وأنور سلامة ومحسن صالح وطاهر الشيخ وعبد العزيز عبد الشافي وجمال عبد العظيم لم تسعفه أمام 3 أهداف جزائرية بدأها عزوز في الدقيقة 25 من ركلة جزاء احتسبها التونسي دريد، قبل أن يضيف بوسري الهدف الثاني بعد دقيقة واحدة.
وأتم باشي أهداف المولودية في الدقيقة 70.
الأهلي فاز في العودة 1-0، ليخرج من دور الـ32 في المشاركة الأولى.
لا فوز.. لكن الأهلي مر
بعد 8 أعوام، ثأر الأهلي للهزيمة أمام المولودية، إلا أنه لم ينتصر في الجزائر.
الفوز جاء ضد اتحاد العاصمة وليس المولودية في 1984. الأحمر خسر في الذهاب أمام اتحاد العاصمة بهدف وحيد ولكن هدف طاهر أبو زيد وهدفي مجدي عبد الغني في القاهرة أخذوا الأهلي لدور الثمانية لكأس أبطال الكؤوس.
رغم عدم فوز الأهلي في الجزائر، إلا أنه سن سنة لها علاقة ببلد المليون الشهيد.
سطيف.. العقدة رغم الدرجة الثانية
رغم مواجهة الأهلي للعديد من الأندية الجزائرية، ظل وفاق سطيف عقدة الأهلي.
المواجهة الأولى مع منافس الأهلي الحالي كانت في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 1988.
عكس 2018، قبل 30 عاما كان الأهلي تحت الضغط أمام "فريق درجة ثانية".
نعم، عندما حصل سطيف على لقب دوري أبطال إفريقيا بعد المرور من الأهلي في نصف النهائي كان في الدرجة الثانية.
شباب سطيف آنذاك فاز على الأهلي ذهابا بهدف لرحماني وآخر لغريب من ركلة مقصية سكنت شباك أحمد شوبير، قبل أن يفوز الأحمر إيابا بهدفي علاء ميهوب وربيع ياسين ولكنه خسر بركلات الترجيح.
فوز سطيف سن سنة أخرى، أن الفائز من لقاءات خروج المغلوب بين الأهلي والأندية الجزائرية يتوج بلقب البطولة.
الفوز الأول بصاروخية إبراهيم سعيد
بعد 25 عاما من المشاركات الإفريقية شهدت العديد من البطولات والانتصارات للأحمر، لم يحقق الأهلي الفوز في الجزائر إلا في 2001.
الأهلي ذهب إلى بلوزداد محملا بخسارة فارقة في تاريخه الإفريقي، 4-2 على ملعبه من بيترو أتليتكو الأنجولي.
مواجهة حاسمة في الجزائر من أجل التأهل لنصف النهائي الإفريقي الغائب عن الأهلي عموما منذ 1993 وفي دوري الأبطال فقط منذ 1988.
وفي الجزائر، بلا أي انتصار سابق يدعم الفريق هناك، جاء الحل من صاروخية إبراهيم سعيد.
لهذه المباراة ظرف تاريخي هام، هي وأنها أتت بعد مباراة عنابة الشهيرة التي تعادل فيها منتخب مصر ضد الجزائر 1-1 وودع بعدها تصفيات كأس العالم.
جريدة الأهرام قالت حينها: "يمكننا القول أن أمام الأهلي فرصة جيدة ليس فقط للتأهل للنهائي بل ولرد اعتبار الكرة المصرية امام نظيرتها الجزائرية
التأهل للنهائي بالفوز علي شباب بلوزداد بالجزائر هو الأمل الذي تنتظره جماهير الكرة المصرية الآن علي اختلاف ميولها ورغم المسئولية الكبيرة التي يتحملها الأهلي في هذه المباراة إلا أنه قادر علي تحمل هذه المسئولية وهذه المواجهة الصعبة وعدم تكرار الخطأ الاخير (ضد بترو أتليتكو) بغض النظر عن عدم وجود اي أمل للفريق الجزائري في التأهل لنصف النهائي".
يذكر أن بلوزداد قبل هذه الجولة قد خسر من أسيك في كوت ديفوار 7-0!
الفوز الأول للأهلي في الجزائر أخذه لطريق بطولته الإفريقية في 2001، وأصبحت السنة مؤكدة، الأهلي يفوز باللقب حينما يواجه جزائريا ويهزمه.
عصر السيطرة.. وانفجار جوزيه في وجه الحضري رغم لدغة بركات
بعد 4 أعوام كان الأهلي على موعد مع اختبار الحقيقة، اتحاد العاصمة في دور الـ16 للبطولة التي كان الأحمر "المرعب" حينها كما لقبته صحف الجزائر مرشحا أول للفوز بها.
الذهاب في الجزائر، ولكن هدف محمد بركات حسم الأمور بعد 5 دقائق فقط من انطلاق المباراة.
وقال تقرير FilGoal.com لهذه المباراة " جاء أداء الأهلي في مجمله متوسط المستوى ، تأثر كثيرا بأرضية الملعب الصلبة "الترتان" ، والتي كانت سببا في افقاد اللاعبين لتوازنهم في مناسبات عديدة ، واستطاع الفريق الأحمر الحفاظ على هدفه المبكر بفضل تألق خط دفاعه بقيادة عماد النحاس".
"في المقابل ، لم يستطع الفريق الجزائري تشكيل أي خطورة على مرمى الأهلي طوال المباراة ، وظهر بمستوى متواضع".
"هدف المباراة الوحيد جاء عن طريق النجم بركات ، الذي استغل كرة مرتدة من الدفاع الجزائري ، وأطلق قذيفة صاروخية بيمناه لم ينجح مروان عبدوني حارس اتحاد العاصمة في التعامل معها".
"نجح الأهلي في فرض أسلوب لعبه بقية فترات المباراة ، وكاد أن يضاعف النتيجة مع بداية الشوط الثاني عن طريق محمد أبوتريكة ، إلا أنه لعب الكرة في يد الحارس الجزائري".
"ودفع البرتغالي مانويل جوزيه بأحمد حسن بدلا من عماد متعب لاعادة الحيوية الى وسط الملعب ، بعدما تملك الارهاق من بركات ومحمد شوقي وحسن مصطفى بسبب أرضية الملعب الصلبة ، ثم دخل رامي عادل بديلا لوائل جمعة الذي أصيب بشد في العضلة الضامة".
"وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع ، أهدر اتحاد العاصمة أخطر فرصة له في المباراة عن طريق النيجيري مايكل إنيرامو نتيجة لتباطؤ شادي محمد مدافع الأهلي ، غير أن الكرة مرت أمام مرمى عصام الحضري بسلام ، لتنتهي المباراة بفوز ثمين للأهلي".
مباراة العودة انتهت بالتعادل 2-2، ولها قصة شهيرة هي غضب مانويل جوزيه على عصام الحضري وسحبه لشارة القيادة منه.
خبر FilGoal.com للمؤتمر الصحفي الذي عقده جوزيه عقب المباراة قال: "وأمضى جوزيه أغلب المؤتمر الصحفي الذي تلا المباراة يوم الجمعة في انتقاد حارس مرمى فريقه ، واصفا إياه بـ "اللاعب المغرور الذي لا يهتم إلا بجمع المال دون أن يهتم بالفريق نفسه".
وقال المدرب البرتغالي : "الحضري تسبب في هدف التعادل من خطأ غبي ، ولو كانت النتيجة مختلفة أو هناك المزيد من الوقت في المباراة ، لكان من الممكن أن يخرج الأهلي".
وأضاف : "ضاع منا فوزا مستحقا بسببه (الحضري) ، ومن الآن فصاعدا لن يحمل شارة قيادة الفريق طالما أنا مديرا فنيا له".
الأهلي واصل في إحصائيته التي تشير إلى أن فوزه على الجزائريين في الطريق = لقب البطولة.
"لن نخسر في الجزائر مرة أخرى"
في دور المجموعات كان شبيبة القبائل على وشك كتابة آخر هزيمة للأهلي في الجزائر، ولكن محمد أبو تريكة كان له رأي آخر.
التقدم للجزائريين المتوجين بالدوري قبل أشهر 2-1 حتى الدقيقة 94، إلا أن أسطورة الأهلي سجل هدفا منح الأهلي نقطة التعادل ليحصل الأهلي على إجمالي 4 نقاط من مواجهتيه ضد شبيبة القبائل بعد فوزه في جولة الذهاب 2-0 في مباراة لعبها الأهلي منقوصا من عدد كبير من تشكيلته الأساسية.
إلا أن تعادل الأهلي ذلك اليوم في الجزائر أفقده صدارة المجموعة، حيث يقول تقرير المباراة على FilGoal.com: جاء أداء الحكم المغربي محمد قزاز مثيرا للجدل ، ووضح تأثره بإقامة المباراة على ملعب شبيبة القبائل ، واحتسب ركلة جزاء لمصلحة الفريق الجزائري أوضحت الإعادة التليفزيونية عدم وجود تدخل من شادي محمد على ياسف حمزة الذي سقط دون أي لمس من مدافع الأهلي.
كما ألغى الحكم هدفا لمصلحة الأنجولي فلافيو أمادو بداعي وجود خطأ لمصلحة أبو تريكة - الغير متداخل في اللعبة - ليحتسبها ركلة جزاء للأهلي انبرى لها أبو تريكة بنجاح.
بدأ الأهلي المباراة متوهجا كعادته ، ومارس لاعبوه ضغطا شديدا على نظرائهم في شبيبة القبائل مسببين لهم العديد من المتاعب.
وأفلح الضغط الأهلاوي في إعطاء الفريق الأحمر تقدما مستحقا في الدقيقة 14 عن طريق النجم أبو تريكة ، فتلقى فلافيو تمريرة متقنة من محمد شوقي دفاع الفريق الجزائري الذي لعب على مصيدة التسلل ، مررها المهاجم الأنجولي إلى أبو تريكة الذي أودعها في المرمى الخالي محرزا الهدف الأول للفريق الأحمر.
وشدد الأهلي هجومه في النصف الأول من الشوط ، وكاد أن يسجل في أكثر من مناسبة وسط تألق واضح من أبو تريكة وفلافيو وشوقي ، إضافة إلى طارق السعيد الذي بدا أكثر لاعبي الفريق الأحمر نشاطا.
وكانت أول محاولة من أصحاب الأرض على مرمى عصام الحضري في الدقيقة 21 عبر واسيو أولاديكبيكبو الذي تلقى كرة من الجهة اليمنى ، جنح بها يسارا ثم أطلق تسديدة قوية حادت قليلا عن المرمى الأحمر.
وكاد أبو تريكة أن ينهي الشوط الأول متقدما للأهلي بهدف ثان عندما أطلق تسديدة هائلة في الدقيقة 43 على طريقة النجم الفرنسي زين الدين زيدان ردها لونيس جواوي حارس مرمى شبيبة القبائل بصعوبة ، وتابعها حسن مصطفى برأسه إلى خارج المرمى.
لكن الأداء الأحمر هبط بشكل مثير للدهشة في الشوط الثاني ، الذي شهد بدوره صحوة مفاجئة لأصحاب الأرض الذين فقدوا كل أمل لهم في الظهور في نصف النهائي قبل جولتين كاملتين.
وبدا أن هناك قصورا في اللياقة البدنية للاعبي الأهلي الذين لم يستطيعوا مجاراة سرعة لاعبي شبيبة القبائل خاصة في الدفاع - أضعف خطوط الأهلي في غياب نجميه عماد النحاس وأحمد السيد.
وأسفر الهجوم الجزائري عن هدف التعادل الذي أحرزه دابو في الدقيقة 64 من ركلة جزاء ، ثم أضاع اللاعب ذاته فرصة هائلة في الدقيقة 73 لإعطاء فريقه التقدم باستغلاله تمريرة متقنة من ياسف لينفرد بمرمى الحضري الذي أنقذها ببراعة ، وأكملها إسلام الشاطر خارج الملعب.
وعلى الرغم من تغييرات البرتغالي مانويل جوزيه بدخول محمد عبد الله ووائل رياض "شيتوس" بدلا من الشاطر وحسام عاشور ، بيد أن شبيبة القبائل ظل الأخطر.
وفي الدقيقة 81 أطلق ياسف تسديدة هائلة من على حدود منطقة جزاء حولها الحضري ببراعة يحسد عليها إلى ركلة ركنية ، التي أسفرت عن هدف التقدم للفريق الجزائري بعدما ارتقى دابو للكرة العرضية محولا إياها داخل المرمى الأحمر دون مضايقة من رقيبه وائل جمعة.
تحولت الدفة مرة أخرى للأهلي الذي سعى بقوة لإدراك التعادل من أجل الحفاظ على أمله الضئيل في صدارة المجموعة ، لينجح أبو تريكة في إحراز الهدف الثاني في الدقيقة 96 من ركلة جزاء بعد سلسلة من الفرص الضائعة من لاعبي الفريق الأحمر.
قابل الأهلي آسيك ميموزا في نصف النهائي وتفوق عليه، قبل المواجهة الشهيرة ضد الصفاقسي التونسي التي كتبت للأهلي لقبه الخامس في دوري أبطال إفريقيا.
ثأر الشبيبة مرتين.. واستمرار عقدة سطيف
منذ ذلك الحين، لم يحقق الأهلي فوزا في الجزائر.
في 2010 خسر من شبيبة القبائل في دور المجموعات 1-0 في مشاركة مخيبة للثنائي خرج على إثرها من دور المجموعات.
وفي 2011 عاد الأهلي بتعادل سلبي قبل أن يخرج في دور نصف النهائي أمام الترجي التونسي.
آخر رحلة جزائرية للأهلي كانت ضد سطيف أيضا لكن في السوبر الإفريقي، حينها تعادل عماد متعب للأهلي في اللحظات الأخيرة بعد أشهر من حسمه للكونفدرالية الإفريقية بنفس الطريقة، ولكنه خسر أيضا بركلات الترجيح على طريقة 1988.
اقرأ أيضا
مرتجي يكشف قيمة تعاقد الأهلي وبرزنتيشن: ما حدث "قدر"
ملف مؤتمر رعاية برزنتيشن للأهلي – كامل: لو توفيت الآن سأكون راضيا.. والخطيب "ثعلب"
محمد كامل: عقد رعاية بريزنتيشن الأعلى في تاريخ الأهلي.. وهدفنا المقبل الاستثمار في الجماهير
حصاد الجولة السادسة من الدوري السعودي - سقوط مدو أهلاوي.. وحادث مؤسف