بين طريقة جوارديولا وإحصائيات أوبتا.. لماذا علينا ألا ننزعج من مستوى صلاح

إذا كنت قلقا من مستوى محمد صلاح حتى الآن في الموسم الحالي فإن السطور التالية ستجعلك تطئمن على محترفنا المصري.. أو هكذا يظن جيجي بول الكاتب بصحيفة "تليجراف" البريطانية.

كتب : محمد يسري

السبت، 20 أكتوبر 2018 - 10:44
محمد صلاح - ليفربول - مانشستر سيتي

إذا كنت قلقا من مستوى محمد صلاح حتى الآن في الموسم الحالي فإن السطور التالية ستجعلك تطئمن على محترفنا المصري.. أو هكذا يظن جيجي بول الكاتب بصحيفة "تليجراف" البريطانية.

هداف الدوري وأفضل لاعب في إنجلترا في الموسم الماضي لم يسجل سوى 3 أهداف فقط حتى الآن وبعد مرور 8 جولات للدوري. إلا أن أرقام تُشير لـ "عدم القلق" بشأن مستوى صلاح.

FilGoal.com يقدم المقال الذي نشرته صحيفة "تليجراف" والخاص بنجمنا المصري الذي حمل عنوان "لماذا علينا ألا نقلق من أداء صلاح ببداية الموسم؟"

وسط الأسئلة التي تدور حول "هل أنهى سيرخيو راموس مسيرته؟ وهل هو أعجوبة الموسم الواحد؟" تظهر الأرقام لتخبرنا أن الأمور لا تسير بشكل خاطئ مع محمد صلاح.

صلاح سجل 3 أهداف فقط، وبالنظر لمن فشل في التسجيل ضدهم نجد أنه لم ينجح في هز شباك: كريستال بالاس -حيث اكتفى بصناعة هدف والتسبب في ركلة جزاء- وليستر سيتي وهي المباراة التي غادرها في الدقيقة 71 وضد توتنام وتشيلسي ونابولي بعيدا عن أنفيلد بالإضافة لـ باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي على معقل ليفربول.

صلاح لم يسجل ضد فرق تعد من الأفضل في أوروبا - باستثناء بالاس وليستر سيتي- حتى توتنام يعد من ضمن الأفضل في القارة العجوز :)

لذا لا ينبغي أن نتفاجئ من عدم تسجيل صلاح خصوصا وأنه واجه فرقا منظمة لديها القدرة على التعامل معه.

إلا أن مستوى الفرق قد لا يكون السبب فحسب بعدم تسجيل الأهداف. كيف؟

حين ننظر للموسم الماضي وتحديدا لأول 8 مباريات في موسم 2017-2018 نجد أن صلاح لم يسجل ضد كريستال بالاس ومانشستر يونايتد على ملعب أنفيلد بالإضافة لعدم التسجيل في مرمى نيوكاسل ومانشستر سيتي على ملعبهم.

وفي باقي المباريات سجل 4 أهداف وصنع هدفا. هذ يعني أن صلاح لم يسجل سوى هدفا واحد أكثر من الذي سجله في الموسم الحالي وخلال نفس عدد المباريات.

الأمر لا يتعلق في تلك الفترة بمباريات الدوري الإنجليزي فقط. في دوري أبطال أوروبا لم تختلف الأمور كثيرا.

في الموسم الماضي وبعد أول جولتين للمسابقة الأوروبية سجل صلاح في مرمى إشبيلية ولم يسجل ضد سسكا موسكو. في الموسم الحالي واجه باريس سان جيرمان ونابولي لذا من الوارد ألا يسجل.

وهنا إذا نظرنا للأرقام نجد أن إحصائيات صلاح لم تختلف كثيرا عن الموسم الماضي باستثناء أنه بات يقع في التسلل بشكل أكثر في الموسم الحالي مع محاولات أقل لاستخلاص الكرة.

لكن قبل الخوض في المزيد من التفاصيل دعونا نستعرض معدل صلاح في المباراة الواحدة من حيث: التسديدات، خلق الفرص، الوقوع في التسلل، المرواغات، لمس الكرة في منطقة جزاء الخصم، استخلاص الكرة في الموسم الماضي والموسم الجالي.

معدل تسديدات صلاح لم يختلف تماما مثل عدد لمساته للكرة داخل منطقة الجزاء إلا أن صلاح بات يصنع فرصا أكثر للتسجيل. 1.91 فرصة في الموسم الماضي زادت لـ 2.27 فرصة للتسجيل في الموسم الحالي.

كما تشير الإحصائيات لأمر أخر قد يكون سببا في تأخر إنطلاقة صلاح ويكمن في: تغير أسلوب ليفربول.

يصف كلوب أسلوبه لعبة بموسيقى "Heavy Metal" تلك النوع الصاخب من الموسيقى التي تتمتع برتم لا يهدئ.

لماذا شبه كلوب أسلوبه بهذا النوع من الموسيقى؟ لأن كلوب لا يطيق اللعب دون كرة ويفضل أن يضغط بشراسة على الخصم حتى يستعيد الكرة ولهذا يتفوق كلوب دائما على بيب جوارديولا.

لكن في الموسم الحالي يبدو وأن كلوب بات يفضل أسلوب أكثر كلاسيكية من تلك الموسيقى الصاخبة. لم يعد يضغط بقوة على الخصوم كما قبل.

شركة "أوبتا" المتخصصة في الإحصائيات أوضحت أن معدل ضغط ليفربول على الخصم يصل إلى 46% ليكون تاسع فريق يطبق الضغط في إنجلترا.

نسبة الضغط تلك تظهر في سماح ليفربول للخصم بعمل تمريرات أكثر في كل هجمة مقارنة بالموسم الماضي.

ورغم أن الخرائط الحرارية توضح أن خط ليفربول يتمركز بشكل أعلى في الملعب عن تمركزه في الموسم الماضي إلا أن الفرق تمرر 13.5 تمريرة في الهجمة الواحدة مقارنة بـ 11.2 تمريرة في الموسم الماضي.

لكن لا يزال ليفربول يعتمد على الهجمات المرتدة. 4.9 هجمة مرتدة في المباراة يقوم ليفربول بها في الموسم الحالي. وهي نسبة أكبر من التي كان يقوم في الموسم الماضي بـ 4.97.

تلك المرتدات تشير إلى أن ليفربول بذكاء يجبر الخصوم على فتح أرجاء الملعب أكثر للحصول على الكرة، وتلك النقطة تطرح علينا سؤالا: هل صلاح يحصل على الكرة في مناطق أعمق من الموسم الماضي؟

لطالما عانى ليفربول ضد الفرق الصغيرة مثل بيرنلي ونيوكاسل، وهي الفرق التي تواجه كتيبة كلوب بخط دفاع متأخر وبالعديد من لاعبي الوسط لغلق المساحات على الفريق، وفي الموسم الحالي لم تعد الفرق الصغيرة التي تواجه ليفربول بهذه الأسلوب فقط.

ضد مانشستر سيتي وفي الجولة الماضية للدوري الإنجليزي اعتمد بيب جوارديولا على أسلوب دفاعي لغلق طريق ليفربول نحو شباكه.

وهذا ما يظهر في تصريح المدرب الإسباني عقب اللقاء "إذا لعبت مباراة مفتوحة (هجومية) على ملعب أنفيلد فهذه يعني أنك لن تحصل على أي فرصة للتسجيل، ولا حتى واحد من عشرة بالمائة فرصة للتسجيل".

لهذا وبعد تكتل الفرق ضد كتيبة كلوب، انخفض معدل الفرص ليفربول للتسجيل في المباراة من 12.86 فرصة للتسجيل في الموسم الماضي لـ 10.37 فرصة في الموسم الحالي.

لكن ما علاقة هذه الأرقام بفرصة صلاح في الحصول على الكرة في أماكن عميقة؟

الأمور قد تتغير حين يواجه ليفربول فرق أقل من متوسطة في جدول الترتيب.

بالإضافة لشيء آخر..

في الموسم الماضي كان من المتوقع لصلاح أن يسجل 24.34 هدفا حسب "أوبتا" مما يعني أن تسجيله لـ 32 هدفا في الدوري كان أكثر بكثير من المتوقع له.

وبمعدل 0.75 هدفا خلال 90 دقيقة وهو ما يفعله أفضل المهاجمين في العالم، ولنا في هاري كين هداف توتنام المثال بعدما سجل 30 هدفا وهو متوقع له أن يسجل 24.83 وكذلك سيرخيو أجويرو هداف مانشستر سيتي الذي سجل 21 هدفا هو متوقع له أن يسجل 16.26 هدفا.

أما في الموسم الحالي وبحسب أوبتا فإن صلاح من المتوقع له أن يسجل 0.71 هدفا خلال 90 دقيقة، مما يعني أنه كان يجب أن يسجل 5.28 هدفا خلال الدقائق التي لعبها في الموسم الحالي، إلا أنه سجل 3 أهداف فقط.

لماذا؟ لأن طريقة الفرص التي تخلق له في التسجيل اختلفت. لنا في فرصته ضد تشيلسي مثال.

هنا صلاح في العمق يحصل على الكرة ويتخلص من ماركوس ألونسو في طريقه للمرمى.

كما يتخلص من الحارس أيضا.

لكن أنطونيو روديجر يبعد تسديدته عن المرمى.

تلك اللقطة تطرح المزيد من الأسئلة: هل حاول صلاح أن ينهي الكرة بشكل مثالي؟ أم عاني من الإجهاد؟ أم أنه لم يكن محظوظا؟

على مدار الموسم ستظهر الإجابات.

إذا سجل صلاح العدد المُقدر له من الأهداف حسب "أوبتا" في المباريات الـ8 الماضية لما كانت لتطرح تلك الأسئلة بالأساس ولم نكن لندخل في جدال حول مستواه.

كل هذا يأتي بعد خوض صلاح لمباريات كأس العالم دون كامل لياقته بعد إصابته في نهائي دوري أبطال أوروبا عقب تدخل راموس، ومع عدم وصول أفراد هجوم ليفربول (ساديو ماني وفيرمينو) للحالة المثالية.

الأمور قد تتحسن ومعها سيستعد ثقته في نفسه وعليه ستقل نسبة الفرص المهدرة ليعود صلاح ليكسر التوقعات كما كان في السابق.

لذلك يثق كلوب أن "ملك مصر" سيعود ليتألق وينفجر مجددا. لن يسجل نصف هدفا بحسب "أوبتا" لكنه سيسجل أكثر.

اقرأ أيضا:

حوار في الجول – نائب أمبرو: هذه مزايا عرضنا لـ الأهلي.. نسعى لجعله مثل أعرق الأندية الأوروبية

أحمد حسن غاضبا: عصام عبد الفتاح ينتقم من بيراميدز.. هل الصوت المرتفع هو الأنسب حاليا؟

فيراري الأهلي لـ في الجول: إصابتي تشبه ما حدث لصلاح.. وأتمنى التألق بعد حديث الصحافة الإنجليزية عني

قبل مواجهة صلاح ورمضان صبحي.. كيف جاءت نتائج المواجهات المصرية السابقة في إنجلترا

انطلاقة يوفنتوس ومفاجأة بولندية في أبرز ما حدث بالدوري الإيطالي قبل التوقف الدولي

ريال مدريد 1985 - كارثة نتائج وعقم تهديفي وفريق على حافة الهاوية