كتب : محمد سمير
أحمد الجندي بطل مصر في رياضة الخماسي الحديث ويبلغ من العمر 18 عاما، ونجح في ذلك السن الصغير في اعتلاء منصات التتويج ببطولات العالم والأولمبياد في مرحلة الشباب.
توج الجندي بذهبية أولمبياد الشباب بالأرجنتين هذا الأسبوع وكانت تلك هي الذهبية الثالثة للبطل المصري الذي حصد ذهبيتي بطولة العالم للناشئين وللشباب.
ففي أبريل من العام الجاري، حقق الجندي ذهبية بطولة العالم الشباب تحت 19 عاما التي أقيمت بالبرتغال.
وبعد أربعة أشهر فقط نجح الجندي في حصد ذهبية جديدة ببطولة العالم ولكن هذه المرة بالمرحلة العمرية الأكبر لتحت 21 عاما والتي أقيمت بالتشيك.
وبذلك حقق الجندي إنجازا لم يحققه أي لاعب أو لاعبة منذ 2006 وهو الجمع ببطولتي العالم للناشئين والشباب منذ تحقيق أية مدني ذلك الإنجاز.
وكلل الجندي مجهوداته في عام 2018 هذا الأسبوع بالحصول على ذهبية أولمبياد الشباب ليؤكد هيمنته على تلك المرحلة العمرية.
البداية:
بدأ الجندي ممارسة رياضة الخماسي الحديث منذ كان عمره ست سنوات بنادي طلائع الجيش وبدأ بمسابقتي العدو والسباحة "الألعاب الرقمية" من أجل التطور مع الوقت.
*الخماسي الحديث هو رياضة تجمع بين خمس ألعاب مختلفة وهم السلاح والسباحة والفروسية والعدو والرماية*
تدرج الجندي في تدريباته مع تقدم العمر إذ تدرب على الرماية في سن 13 عاما والسلاح 15 عاما وأخيرا الفروسية 16 عاما.
وقال الجندي في تصريحات تليفزيونية سابقة: "الألعاب الرقمية العدو والسباحة مفضلين بالنسبة لي عكس السلاح".
وأضاف "أخطأت بالتدريب على السلاح في سن متأخرة (15 عاما) كنت احتاج وقتا قبل ذلك".
وكعادة البطل المصري لم يكن طريقه سهلا إذ عانى في البداية من تخبط بالاتحاد المصري للخماسي الحديث وقت عدم استقرار حال البلاد سياسيا، بالإضافة لارتفاع تكاليف مواد التدريب وممارسة اللعبة.
وبعد ذلك التحق الجندي بكلية الهندسة ليعاني من ضيق الوقت للجمع بين الدراسة والرياضة، لكن اللاعب أوضح في أغسطس الماضي مراعاة أكاديميته لظروف مشاركاته الدولية والتنسيق بين البطولات والمواد الدراسية.
البطولات وأولمبياد الشباب:
وافتتح الجندي مشواره بالمشاركة في البطولة الدولية للشباب ببريطانيا وحصد وقتها المركز الثاني عندما كان عمره 16 عاما فقط.
وتدرج الجندي بالمشاركة في بطولات كأس أوروبا وحصل على الذهبية في إسبانيا وبلغاريا وعمره 17 عاما والبطولة للمتنافسين تحت 19 عاما.
وعلى مستوى الشباب تحت 19 عاما في 2017 توج الجندي بفضية بطولة العالم التي أقيمت بالتشيك.
بينما جاء عام 2018 بالذهب إذ حصد ثلاث ميداليات ذهبية كما أوضحنا سابقا في منافستي بطولة العالم للشباب والناشئين وأخيرا أولمبياد الشباب.
"أحلم بميدالية أولمبياد الشباب منذ 4 سنوات والآن الحلم بالمشاركة في طوكيو ومحاولة الحصول على ميدالية" تصريح لأحمد الجندي بعد تتويجه بالميدالية الذهبية.
يبقى الهدف القادم للاعب المصري هو دورة الألعاب الأولمبية للكبار والدورة الأولى ستكون بمدينة طوكيو 2020.
التجنيس:
وبعد أن لفت الجندي الأنظار هذا العام بمستوى رائع، تم عرض التجنيس على اللاعب المصري من أجل الاعداد لدورة الألعاب الأولمبية.
"لم التفت للعرض من الأساس" كان ذلك رد الجندي على عروض تجنيسه خاصة وأن الأمر أصبح منتشرا بالفترة الحالية.
وكان أخر المصريين المجنسين هو بطل العالم السابق عمرو الجزيري بعد أن حصل على الجنسية الأمريكية ولعب للمنتخب الأمريكي.
وشدد الجندي أن أمر التجنيس ليس ضمن تفكيره وأن ما يبحث عنه هو المشاركة بدورة الألعاب الأولمبية للكبار وتحقيق إنجاز مصري.
طوكيو 2020:
زاد الترقب للبطل المصري بعد تتويجه بذهبية أولمبياد الشباب مع ما حققه في بطولتي العالم للناشئين والشباب، الذي يتصدر التصنيف العالمي للناشئين ويأتي في المركز الثالث عالميا بتصنيف الشباب.
وتعالت الأصوات بانتظار ميدالية من الجندي في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة بطوكيو في اليابان في حال تأهله.
لكن هل الجندي قريبا من المنافسة على تلك الميدالية؟
الأفضل هو إعداد اللاعب بصورة جيدة من أجل أولمبياد باريس 2024 والتي يكمل فيها عامه الـ24 بعد ست سنوات من الآن.
وعلى الاتحاد المصري للخماسي الحديث ووسائل الإعلام رفع الضغط عن البطل الشاب حتى لا يتكرر سوء النتائج كما حدث مع أبطال سابقين.
فعلى سبيل المثال، شارك الجندي ببطولات العالم للكبار ثلاث مرات هذا العام ولم يكن ضمن أول 10 لاعبين على مستوى العالم.
وذلك يؤكد وجود فارق رقمي بين الجندي وأبطال العالم للكبار، لكن الشيء الإيجابي هو تدرج ترتيب اللاعب المصري في تلك البطولة.
ففي مارس 2018 حصل أحمد الجندي على المركز 24 ببطولة العالم للكبار التي أقيمت بالقاهرة، وفي مايو من العام ذاته حصل الجندي على المركز 36 ببطولة العالم التي أقيمت ببلغاريا.
وفي أخر مشاركاته بعالم الكبار حصد الجندي المركز 14 ليقترب أكثر من العشرة لاعبين الأفضل على مستوى العالم،ورفع تصنيفه بين اللاعبين الكبار للمركز 49 عالميا.
باريس 2024:
لذلك يجب إعداد الجندي جيدا من أجل أن يكون مؤهلا لحصد ميدالية بأولمبياد 2024 بمدينة باريس الفرنسية.
فنتائج الجندي بدورة الألعاب الأولمبية للشباب توضح تقارب نتيجته بمنافسات السباحة مع نتائج الأبطال ببطولة العالم الأخيرة والتي أقيمت في سبتمبر الماضي بالمكسيك.
كما أن ما حققه بمنافستي العدو والرماية ليس ببعيدا عن نتائج الكبار ولكن يحتاج لتحسين رقمي أكثر.
وفي النهاية تبقى منافسة السلاح مختلفة عن نظيرتها في الكبار بسبب اختلاف المنافسين.
ويعتبر الحل الأمثل لإعداد البطل المصري لميدالية أولمبية هو المشاركة في أكبر عدد من البطولات الدولية لزيادة الاحتكاك الدولي، بالإضافة للتدريبات المكثفة لتحسين الأرقام بالمنافسات الخمسة على أن تكون أولمبياد طوكيو خير إعداد لباريس.
ومن بين 14 ميدالية حققتها مصر بأولمبياد الشباب في النسختين السابقتين لم يصعد على منصات التتويج الأولمبية سوى سارة سمير صاحبة برونزية أولمبياد ريو برفع الأثقال.
كما حقق أحمد أكرم المركز الرابع ببطولة العالم لكبار السباحة في إنجاز مصري غير مسبوق.