هنري المدرب.. كلمات قد ترسم ملامح شخصية وأفكار الغزال مع موناكو
السبت، 13 أكتوبر 2018 - 14:02
كتب : لؤي هشام
ما طال انتظاره تحقق أخيرا، والآن أصبح في مقعد الرجل الأول. الجميع ينظر إليه بعين متطلعة ومتشوقة لمعرفة كيف ستسير التجربة، والنتائج التي ستصل إليها.
تييري هنري أصبح مدربا لفريق موناكو الفرنسي لمدة 3 سنوات. الغزال تحول من مقعد الرجل الثاني في المنتخب البلجيكي إلى منصب المدير الفني بالإمارة الفرنسية (طالع التفاصيل).
ولكن كيف قد يبني هنري أسلوبه مع فريق الصغر؟ ما هي الطريقة التي يفكر بها؟ وما الأسلوب الذي قد يعتمد عليه؟
كلها أسئلة بلا أجوبة بالتأكيد، ولكن FilGoal.com سيحاول في هذا التقرير استخلاص بعض الملامح لأفكار وشخصية الغزال الفرنسي، والتي قد ترسم مشواره في موناكو.
= إنه مميز في الجانب التكتيكي، يحث اللاعبين على تحسين أدائهم وهذا ما نحتاجه.. هنري في فريقي ويساعده بأساليب خاصة ويعاوننا لخبرته. يعطي اللاعبين العديد من الأمور. إنه هام للغاية للجهاز الفني لبلجيكا =
هكذا يشرح روبيرتو مارتينيز المدير الفني للمنتخب البلجيكي الإفادة الكبيرة التي قدمها هنري مع الشياطين الحمر.
كلمات المدرب الإسباني توضح المعرفة الكبيرة التي يتمتع بها هنري على الصعيد التكتيكي.. ليس ذلك فقط.
خبرته الكبيرة على الصعيد القاري والدولي كذلك تمكنه من التعامل النفسي وخلق الحافز لدى لاعبيه لتوجيههم بالشكل المناسب، وروميلو لوكاكو مثالا على ذلك.
الهداف التاريخي لبلجيكا أكد أنه تعلم الكثير من هنري، وقال: "دائما ما يوجه لي النصائح حول كيفية كسب المساحة كما كان يفعل. أعتقد أن تييري هو الشخص الوحيد في العالم الذي ينظر لكرة القدم من نفس منظوري لها".
_ _ _
= أنا مقاتل، لا أنسحب أمام أي تحد. لا أتراجع أمام أي تحد منذ أن كنت صغيرا =
برهن هنري على تلك الكلمات كثيرا، بداية من قدرته على التأقلم مع تغيير مركزه من جناح "لا يجيد تسجيل الأهداف" إلى واحد من أعظم مهاجمي اللعبة عبر تاريخها، مرورا بخوضه تجربة مغامرة في برشلونة بدأ فيها من الصفر رغم كل ما حققه رفقة المدفعجية.
وحتى تخليه عن ملايين الجنيهات في شبكة سكاي سبورتس كمحلل من أجل فقط الوصول لما يرغب إليه والتحسن على الصعيد التدريبي.
وواصل الغزال إثباته لصدق تلك الكلمات بعدما رفض تجربة تدريب أستون فيلا، لرغبته في الحصول على فرصة أكبر.
ها قد أتت الفرصة الأكبر والوضع الأصعب مع فريق يعاني من التراجع ولم يحقق سوى فوزا وحيدا.
يقول هنري عن مسيرته المزدهرة: "لو استمعت لكثير من الناس لما بلغت المكانة التي وصلت إليها".
ويضيف "حين وصلت أرسنال قالوا لي: لماذا تخرج من منطقة الجزاء، لن تسجل بهذه الطريقة! وحين عدت للفريق كل أصدقائي قالوا لي: ستنسف الإرث الذي تركته، لماذا ستعود؟".
ولكنه رغم ذلك كان هنري دائما على قدر التوقعات. فهل تنجح التجربة؟
_ _ _
= أحب تحركات (محمد) صلاح، فهو دائما يركض خلف المدافعين.. صلاح لا يحاول وضع الكرة بين أقدام المدافعين، ولا يستعرض مهاراته بدون سبب =
كلمات أخرى تشرح نظرة الغزال إلى اللعبة، والبساطة هي الشيء الأهم في حساباته.
الأمر لا يحتاج إلى الكثير من الاستعراض، فقط قدرتك على معرفة ما أنت راغب في الوصول إليه وتحقيقه بأسهل طريقة ممكنة.
وفي التعامل مع فريق أغلب لاعبيه من صغار السن فإن تحديد الوجهة وزرع قيم كالبساطة والتواضع أمر يسهل تشكيله وصبغه على اللاعبين.
_ _ _
= الأمر ليس حول الفوز لكن كيفية فعلها =
قد لا يكون تصريح مثل ذلك غريبا لرجل عمل تحت قيادة أرسين فينجر وبيب جوارديولا. مدربان يُمثلان العديد من قيم كرة القدم بشأن اللعب الجميل.
تأثر هنري كثيرا بمواطنه فينجر خلال سنوات طويلة عملا فيها معا، وبيب ترك فيه أثرا كبيرا رغم قصر المدة مقارنة بأرسين.
ولكن كلا منهما تأثر تييري بأفكاره وآمن بها، لتصبح قبلته لعب كرة هجومية سريعة.
أبدى هنري إعجابه بأسلوب جوارديولا في أكثر من مناسبة وتحدث كثيرا عن التعليمات التي كان يعطيها إياه الإسباني أثناء فترته مع برشلونة.
"مرر كثيرا وكرر نفس الأمر وسدد، أجذب الأندية الأخرى إلى مناطقك لتفتح مساحات، أركض في تلك المساحات ثم تسجل" هكذا يلخص بطل كأس العالم 98 فلسفة بيب التي قد يعتمد عليها هو أيضا.
_ _ _
= لقد تعلمت كرة القدم من جديد وأنا في سن الـ30 =
هل تعلم أن تلك الكلمات كانت لرجل حقق كأس العالم وبطولة اليورو ولقب دوري بلا أي هزيمة، واعتبره الكثيرون وقتها المهاجم الأفضل عبر التاريخ.
هكذا دائما وأبدا سمات هنري. لا ينظر وراءه ولا يعيش على الماضي، فقط يخوض كل تجربة كأنها الأولى والأخيرة، وهذا ما ساعده على التعلم كثيرا وكثيرا.
تصريح هنري كان عن عمله تحت قيادة بيب جوارديولا الذي ساعده على رؤية الكرة بمنظور مختلف.
كلمات قد تبدو سهلة ولكنها ليست كذلك إذ ما نظرت إلى الصورة بشكل أعمق.
لا يتقبل كل اللاعبين - خاصة أولئك الذين حققوا الكثير والكثير وكانوا بمثابة النجم الأوحد - فكرة أن يوجههم أحد من جديد أو أن يفرض عليهم تعليماته، ولنا في زلاتان إبراهيموفيتش مثال.
أما مع هنري فإن رحلة التأقلم والتعلم لن تتوقف أبدا.
_ _ _
= كنت لأحب اللعب معه، كشخص يشرك الآخرين في اللعب هو لاعب غير عادي =
ربما لن تصدق أن تلك الكلمات قيلت في حق أوليفييه جيرو. ربما إن وضعنا كلا منهما في مقارنة فإنها لن تكون متكافئة على الإطلاق، وربما لا تصح المقارنة بالأساس.
ولكن هنري يُقدر كثيرا أولئك الذين يتشاركون مع من حولهم، ويضعون زملاءهم دوما في الحسبان. الجماعية هي الشيء الأهم، وهي الغرض بالأساس.
يقول الغزال الفرنسي عن أسلوب تفكيره: "أحب التسجيل والفوز وأكره الخسارة ولكني الآن أرغب في جعل كل من حولي أفضل، في ذهني دائما مساعدة غيري وهذا أمر غير سهل".
رغبة في جعل كل من حوله أفضل ومساعدة الآخرين.. لهذا ربما تقبل تييري المهمة.
_ _ _
= أفكر دائما فيما أفتقده وأعتقد أن ذلك ما صنع الحافز لي. لا تكن أبدا راضيا عما حققته =
قدرته على رؤية ما ينقصه دوما ساعدته في الكثير من المحطات، لا يهم ما حققته ما يهم ما أنت مقبل على تحقيقه.
تجربة موناكو في النهاية سواء انتهت بالنجاح أو الفشل فإنها ستكون محطة تعلم فيها الكثير واستفاد من أخطائه بها.
يتمسك هنري بإصراره قائلا: "والدي علمني دائما أن لا أكتفي بما حققته.. ما حققته أصبح ماضي، ولابد الآن أن أبحث عن القادم".
ويوضح "في بعض المباريات التي كنت ألعب فيها بشكل جيد وعندما أعود للمنزل، كنت دائما ما أفكر فيما لم أفعله وافتقدته بتلك المباراة".
_ _ _
= الهدوء والثقة هما قدرتك على تقييم الوضع واتخاذ القرار الصحيح =
الهدوء والثقة يساعدانك على وضع الأمور في نصابها الصحيح، أما الغضب فقد ينتج عنه تصرفات متسرعة.
يشرح هنري سبب تألقه في محطات ومراحل مختلفة "عليك أن تعرف ما تنوي فعله، أي كان الموقف الذي تواجهه وأي كان الخصم".
ويتابع "حدد قرارك لأن هذا يعطيك الثقة وستكون على علم بما أنت ذاهب إليه".
كلمات يبدو وأنه استعادها في ذاكرته عند قبوله مهمة تدريب فريق الإمارة الفرنسية.
_ _ _
= ليس هناك سر للتألق. فقط العمل الشاق والتدريب بقوة =
الأمر لا يحتاج للكثير من التفلسف. فقط العمل والعمل والعمل هو ما يساعدك على تحقيق النجاح بالنهاية.
يدلل الفرنسي على ذلك "لم أكن في مثل المستوى المعروف عني، فقط كنت أمتلك السرعة لكني علمت أنني لن أتمكن من تحقيق أي شيء سوى بالتدريب الشاق".
ويضيف "بعد كل مران جماعي لفريقي اعتدت على تسديدة بعض الكرات على المرمى وفي العارضة وكنت أطلب من حارس المرمى أن يبقى معي، السر الوحيد الذي أعرفه أن من يعمل بجد سيحقق ما يريد".
"أعلم أن هذه المقولة كليشيه يقال لضرب المثل لكنها بالفعل حقيقية". وربما ستكون أساس خطته مع لاعبي موناكو.
_ _ _
= لا يمكن أن تكون كل نقاط القوة في اللاعب جسدية، عليك أن تكون قادرا على إظهار قوتك العقلية وأن تؤدي بهدوء في الملعب لتحقيق ما تريد =
التعامل النفسي من أهم العوامل في أسلوب هنري، تعرضه للكثير من المواقف في أرض الملعب وخارجه منحته قدرة على الإتزان، وهذا هو ما يهم في المواقف الصعبة، مثلما يحدث لموناكو.
البدنيات أمر في غاية الأهمية بكرة القدم الحديث، ولكنه قد يصبح بلا قيمة إن فقد اللاعبون اتزانهم النفسي، وهنا ستنقلب الأمور رأسا على عقب.
واحدة من أصعب هنري مع موناكو ستكون مدى قدرته على إعادة ثقة لاعبيه في أنفسهم، ومنحهم الهدوء والثقة.
_ _ _
= إنه الزميل المثالي.. لا يكف عن الضغط أو الركض طوال المباراة، إنه ذلك اللاعب الذي يرغب أي مدرب في أن يكون ضمن فريقه =
مثال آخر عما يدور في ذهن أيقونة المدفعجية، الضغط والركض من الأفكار الرئيسية للاعبيه، وهذا ما أجبره على مدح زميله السابق في برشلونة بيدرو رودريجيز.
لا يعني ذلك أنه المهاجم المثالي بالنسبة لطريقة لعبه، ولكن كما قال "الزميل المثالي" فالأمر يتعلق بإيجاد التوليفة الأفضل.
يُكن هنري الكثير من الإعجاب لمهاجمين من طراز لويس سواريز وسيرخيو أجويرو، أولئك الذين يعرفون طريق الشباك جيدا ويستغلون أنصاف الفرص.
"أفضل مهاجم بالعالم هو لويس سواريز، يملك كل شيء، يسجل بالرأس وتصويبات بعيدة وركلات حرة وكرات هوائية، ويستغل الفرص جيدا".. قالها هنري يوما.
_ _ _
= اللعب في إسبانيا مختلف تماما عما هو عليه في إنجلترا، فالكرة تصل بسرعة للمهاجمين في إنجلترا بينما تحتاج لتعلم الكثير من الصبر وكيفية التحرك حتى تحصل عليها في إسبانيا =
الصبر عامل آخر مهم إن لم يكن أكثر أهمية وخاصة مع فريق مثل موناكو يبلغ متوسط أعمار لاعبيه 23,7 عاما، ولا يوجد في صفوفه سوى 3 لاعبين تخطوا الثلاثين عاما.
مع بداية تجربته في برشلونة لم يكن الوضع على أفضل حال، وهنري الذي عرفه الجميع يصول ويجول بإنجلترا لم يكن في أفضل حالاته بإسبانيا.
لكن مع الصبر والتروي في التعلم باتت الأمور أفضل وإن احتاجت لبعض الوقت.
وهذا ما سيواجهه هنري مع الإمارة الفرنسية. الأوضاع لن تصبح أفضل بين يوم وليلة لذا أنت في حاجة للصبر وقدرة على مواجهة الانتقادات والضغوطات.
_ _ _
= اعتدت دائما عند الوصول إلى مكان ما محاولة التعرف على ثقافته.. أنا شخص يتمتع بعقلية أمريكية، وعندما أرغب في قول شيء ما أقوله =
أنت في حاجة إلى الصراحة هنا. تحتاج لإخبار لاعبيك بما تحبه وما لا تحبه، أن تخبرهم إن كانوا جيدين اليوم أو أنهم في حاجة للمزيد من التحسن.
ومع لاعبين صغار في السن فإنهم سيكونوا أكثر قدرة على تلقي التعليمات وتقبل التوجيهات، فقط أخبرهم بما تريده وأعلمهم بما وصلوا إليه.
في النهاية عوامل النجاح أو الفشل لا تجتمع في يد شخص واحد فقط، وإنما هي منظومة متكاملة، وسنرى إن كان هنري قادرا على التناغم معها أم لا.
اقرأ أيضا
مصدر بالزمالك لـ في الجول: ندرس استعارة عمر خربين
أجيري يقرر عدم سفر صلاح إلى إي سواتيني
عائد إلى منزله.. رسميا - هنري مدربا لـ موناكو
شادي رضوان.. من شوارع المنصورة إلى قائمة جارديان لأفضل 60 و"التتش حلمه الوحيد"