هدف صلاح الأولمبي – اختراع أرجنتيني.. وتجرعها الأسطورة ياشين
الجمعة، 12 أكتوبر 2018 - 23:09
كتب : زكي السعيد
في لحظة نادرة بعالم كرة القدم، شهدت مباراة مصر وإي سواتيني بتصفيات كأس الأمم الإفريقية 2019، تسجيل هدف من ركلة ركنية مباشرة، دون أن تلمس أي لاعب بعد خروجها من قدم منفذها: محمد صلاح.
محمد صلاح
النادي : ليفربول
صلاح سجّل ما يُعرَف عالميا بـ "الركلة الركنية الأولمبية"، وهي التي يُشترَط فيها أن تسكن الكرة المرمى دون ملامسة أي لاعب بعد تنفيذها، وتعتمد في الأغلب على دوران الكرة وانحرافها بشكل بارز، مع مساعدة الرياح الشديدة في بعض الأحيان.
دعونا نستعرض سبب التسمية وتاريخ تلك الركلة الجهنمية.
الركلة الأولى
بعد عدة أشهر من تغيير الاتحاد الدولي لكرة القدم للقانون، وتحويل الركلات الركنية من غير مباشرة إلى مباشرة –مما يعني السماح بالتسجيل عن طريقها مباشرة-، سجّل الأرجنتيني سيساريو أونزاري في شباك أوروجواي.
كان ذلك يوم 2 أكتوبر 1924، بعد 15 دقيقة من انطلاق المواجهة الودية بين المنتخبين اللاتينيين على ملعب سبورتيفو باراكاس، ولأن أوروجواي كان بطلة لمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية، فقد نال اللقب صبغة "أولمبية".
تسمية gol olímpico هي إسبانية في الأساس وينتشر استخدامها في بلدان أمريكا الجنوبية أكثر من اللغة الإنجليزية، بسبب ظهور الركلة للمرة الأولى في تلك البلدان خلف المحيط.
ركنية حاسمة
واحدة من أشهر أهداف الركنيات الأولمبية حسمًا في تاريخ اللعبة، سُجلَت بواسطة البرتغالي جواو مورايش في إياب نهائي كأس الكؤوس الأوروبية 1964.
الهدف كان الوحيد في المباراة، وتسبب في انتصار فريقه سبورتنج لشبونة على بودابست المجري، والتتويج باللقب.
رقم قياسي
وعلى الرغم من صعوبة الركلة، ومع حقيقة أنها تحتاج إلى كثير من الحظ لتسجيلها، فقد سجل تركيٌ يُدعى سوكرو جوليسين 32 هدفا من ركنيا أولمبية في مسيرته.
اللاعب الذي نشط في أندية باليرمو ولاتسيو بفترة الخمسينيات، دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بهذا العدد الهائل من الأهداف الجانبية.
بوجه القدم
وحتى تَسكُن الكرة الشباك، من المتعارف بين اللاعبين أن ينفذوا الركلة ببطن القدم، حتى تأخذ دورانها وانحرافها المناسب إلى الداخل.
إلا أن الأسطورة البرازيلية مانو جارينشا بطل العالم مع السيليساو في 1958 و1962، سجّل عدة ركلات ركنية في مسيرته، مستخدما وجه القدم الخارجي في إرسال الكرة!
هدف أولمبي أولمبي
التسمية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأولمبياد، إلا أن أول هدف أولمبي يُسجل في دورة ألعاب أولمبية، كان خلال نسخة 2012، في نصف نهائي مسابقة السيدات، عندما سجلّت ميجان رابينو للولايات المتحدة بشباك كندا.
ياشين
الركلة الركنية الأولمبية يتحمل مسؤوليتها غالبًا حارس المرمى، والمفاجأة أن ليف ياشين الحارس الأسطوري للاتحاد السوفيتي، والذي يعتبره الكثيرون أفضل حارس في تاريخ اللعبة، تلقى هدفا أولمبيا.
هذا الهدف الذي سجّله الكولومبي ماركوس كول في شباك السوفييت بالدور الأول من كأس العالم 1962، هو الوحيد من نوعه في تاريخ كل نسخ المونديال.
كولومبيا كانت متأخرة 1-4 بحلول الدقيقة 68، عندما سجّل كول هذا الهدف الشهير، بسبب تكاسل المدافع الروسي عن إبعاد الكرة قبل إصابتها الزاوية القريبة للمرة السوفييتي، مما تسبب في غضب الأسطورة ياشين الذي عنّف مدافعه بشكل جلي.
رياح
في يناير 2012، شهد الدوري الأيرلندي حادثة فريدة، عندما سجّل بول أوينز مرتين لفريقه كوليراين من ركلة ركنية في نفس المباراة أمام فريق جلينافون.
أوينز استفاد من الرياح العاتية في ذلك اليوم، حتى يصنع الإنجاز الفريد، مرتين وليس مرة واحدة.