كتب : لؤي هشام
ما الذي يأتي في مخيلتك عند ذكر ليفربول ومانشستر سيتي؟.. نعم، هذا صحيح. قوة هجومية كبيرة، أهداف غزيرة وضغط في جميع أرجاء الملعب وإثارة لا تتوقف.
وبطبيعة الحال لن تنسى ذكر بيب جوارديولا ويورجن كلوب.
ماذا عن مواجهات الفريقين أمام بعضهما البعض؟ هذا أيضا صحيح. الكثير من الأهداف ومتعة كبيرة.
18 هدفا شهدتها مواجهات الفريقين الموسم الماضي، ولن تبد استغرابا إن علمت أنها كانت خلال 4 مواجهات فقط.
هذا يعني أن متوسط الأهداف في المباراة الواحدة كان 4.5 هدفا، في مباريات شهدت انتصارات بخماسية وثلاثية و7 أهداف في لقاء واحد.
ولكن ماذا إن حملت تلك المواجهة طابعا دفاعيا؟ وماذا إن انتهت بالتعادل السلبي في لقاء شهد فرص شحيحة؟
هنا لابد أن تتوقف وتتساءل إن كان كلا المدربين تخلى عن أفكارهما وفلسفتها الهجومية بكل ببساطة، أم أن الأمر يحمل ما هو أبعد من ذلك.
ليفربول ومانشستر سيتي تعادلا سلبيا يوم الأحد ضمن الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب أنفيلد.
والسطور السابقة التي قرأتها لم تكن دربا من التخيل أو الافتراض وإنما واقع حدث بالفعل وكان سببا في تعبير كلا المدربين عن سعادتهما.
"من الصعب دائمًا الدفاع أمام مانشستر سيتي وأنا سعيد حقًا بما قدمناه في المباراة".. يورجن كلوب.
"رباعي الدفاع لعب بشكل جيد للغاية.. يوجد العديد من الإيجابيات ويجب أن نفخر بالطريقة التي لعبنا بها".. بيب جوارديولا.
عودة بالذاكرة إلى الخلف
في الموسم الماضي ظهرت معاناة كلا المدربين على الصعيد الدفاعي، وإن اختلف التراجع من حيث الحدث أو المسابقة.
كلوب تعرض للكثير من الانتقادات في الدوري الإنجليزي بسبب عدم قدرة فريقه على الحفاظ على تقدمه واستقبال الأهداف دائما في وقت متأخر.
تراجع دفاعي أفقده العديد من النقاط في المسابقة المحلية وكاد أن يتسبب في كارثة بابتعاده عن المركز الرابع وعدم المشاركة في دوري أبطال أوروبا.
وربما هذا ما يفسر سبب التعاقد مع فيرجيل فان ديك مقابل 75 مليون إسترليني كأغلى مدافع في التاريخ. وكلوب صمم دائما أن فريقه بحاجة للتحسن دفاعيا ككل وليس لاعبي الدفاع فقط.
على الجانب الآخر كان مانشستر سيتي يأكل الأخضر واليابس محليا دون أن تتوقف انتصاراته، ولكن أمام ليفربول ومدربه كان الحال مختلفا كثيرا.
الاندفاع الكبير واللعب بخط دفاعي متقدم كان يعني الكثير من المساحات في الخلف، ولكن قدرة لاعبي سيتي على الاستحواذ على الكرة وافتكاكها من الخصم في مناطقه لم تمنح الفرصة للكثير من المنافسين لاستغلال تلك المساحات.
إلا أمام الحمر. في لقاءات ليفربول ظهرت ثغرة فريق المدرب بيب جوارديولا واضحة متمثلة في المساحات الشاسعة خلف خط الدفاع أثناء تطبيق الضغط المتقدم.
ضغط ليفربول المرتفع وسرعة ثلاثي الهجوم (محمد صلاح - روبيرتو فيرمينو - ساديو ماني) الرهيبة أظهرا بوضوح أن سيتي غير قادر على الحفاظ على نظافة شباكه ولن يكون قادرا طالما لعب بنفس الأسلوب.
حتى أن البعض تحدث عن أن أسلوب ليفربول بمثابة الترياق المضاد لأسلوب لعب مانشستر سيتي.
عودة من جديد
في الموسم الجاري وقبل المواجهة تساوى كلا الفريقين في عدد النقاط - 19 نقطة - بـ6 انتصارات وتعادل وحيد، والهزيمة كانت ستعني ضربة قوية قبل التوقف الدولي.
لذا ربما فكر كلا المدربين في أن الحذر مطلوب، وأنه لكي ينجح كلا منهما في إيقاف الآخر عليه التخلي عن بعض من أفكاره.
كلوب اعتبر بعد المواجهة أن "التعادل مستحق"، بينما قال جوارديولا إن "التعادل نتيجة ليست سيئة"، وكلاهما كان سعيدا بأداء فريقه الدفاعي.
على عكس الموسم الماضي الذي اعتمد فيه بيب على ثلاثي دفاعي في أحيان كثيرة، إلا أن الإسباني ظهر متمسكا بالرباعي الدفاعي منذ بداية المسابقة إلا في مواجهة هدرسفيلد الذي يعلم الجميع بالطبع أنه سيلجأ للدفاع من أمام مرماه.
أما ليفربول فقد كان قادرا على الحفاظ على نظافة شباكه في 4 مواجهات قبل صدام سيتي، مستقبلا 3 أهداف فقط في تباين واضح عن الموسم الماضي الذي استقبل فيه 12 هدفا بعد مرور نفس العدد من الجولات.
كلا الفريقين دخل اللقاء باعتباره صاحب الدفاع الأقوى بالمسابقة باستقبال 3 أهداف، فيما كان هجوم سيتي الأقوى بـ21 هدفا مقابل 15 للريدز (الخامس هجوميا).
محاولة للتفسير من قبل كلوب وجوارديولا
في مواجهة نابولي - التي تلعب بأسلوب مشابه لمانشستر سيتي - ظهرت الكوارث الدفاعية من قبل الحمر لأول مرة في الموسم وتعرضوا للهزيمة بهدف نظيف.
نابولي سيطر على المباراة تماما وأضاع عدة فرص خطيرة قبل أن ينجح لورينزو إنسيني قبل دقائق من النهاية في تسجيل هدف الفوز.
ولعلها كانت الهزيمة التي أجبرت كلوب على تغيير أسلوبه بعض الشيء.
المدرب الألماني قرر انتهاج أسلوب الضغط المتوسط أمام لاعبي سيتي.
وفسر ذلك قائلا: "لن تتمكن من تعطيل مانشستر سيتي في مناطق التحضير للهجمات، الأمر صعب للغاية".
وواصل تبريره "إذا ارتفع نسق اللقاء ستجد مساحات وكلاهما لم يمنح الآخر مساحات. أمام مانشستر سيتي الأمر يختلف، إذا لم تنجح في تضييق المساحات بين الدفاع وخط الوسط ستجد نفسك أمام مشكلة حقيقية".
ومؤكدا أن لقاء نابولي كان بمثابة جرس إنذار "إذا دافعنا بنفس طريقتنا في مباراة نابولي كانت ستنتهي المباراة بنتيجة 7-0 بلا شك".
أما جوارديولا الذي لم يبادر في اللقاء بالهجوم والضغط كعادته، بل اكتفى بالتراجع في البدء والاعتماد على الهجمات المرتدة، فأظهر أنه كان في ذهنه مواجهات الموسم الماضي.
والخوف من عقاب فريقه على أخطائه خلال تلك اللقاءات الماضية كان السبب في تغيير نهجه.
وأوضح: "لعبنا بثبات وصلابة كتلة واحدة كفريق، كنا نعرف أنهم جاهزون لعقابنا على الأخطاء، لكن رباعي خط الدفاع نجح في السيطرة بشكل جيد جدا".
وأضاف "الشيء المهم هو أننا حاولنا، لم نستقبل الكثير من التسديدات على مرمانا، وهذا هو الأهم في أنفيلد الذي يتميزون فيه بالضربات الثابتة والركنيات ومن كل النواحي".
"إنهم يتمتعون بأطوال أفضل منا وكذلك في القوة لديهم أفضلية، لكننا دافعنا جيدا، رباعي خط الدفاع كان جيدا.. نجحنا في السيطرة على هجوم ليفربول وهجماتهم المرتدة".
وأعرب عن رضاه "الخروج بشباك نظيفة شيء لا يمكنك أن تفعله كثيرا في أنفيلد. حاولنا الانتصار ولكن النتيجة كانت جيدة في النهاية".
وأتم مُظهرا تغير في طريقة تفكيره "يوجد العديد من الإيجابيات ويجب أن نفخر بالطريقة التي لعبنا بها".
اقرأ أيضا:
البدري ينفجر: أرفض المزايدة على إخلاصي للأهلي.. كيف أرفض كينو ولا تنسوا أزارو
رئيس كوم حمادة يكشف لـ في الجول تفاصيل عقد انتقال فلافيو للأهلي
تقرير جزائري: أزمة في ملعب سطيف تهدد إقامة مباراة الأهلي عليه
شرطة لاس فيجاس: سيتم استجواب رونالدو للرد على مزاعم الاغتصاب
الكشف عما فعله مورينيو بعد الخسارة من برشلونة 5-0.. "تصرف غير متوقع"
انضمام صلاح وحجازي لمعسكر المنتخب