كتب : رامي جمال
سعادة غامرة وصدمة دفعتك للانهمار في البكاء قبل القفز فرحا باحتساب ركلة جزاء ثم صمت تام إلى انفجار وحالة هستيرية من الاحتفال.
ربما لم يصادفك الحظ أن تكون بين 80 ألف مشجع في مدرجات ملعب برج العرب لحضور لقاء مصر والكونغو وعودة الفراعنة إلى كأس العالم بعد غياب دام 28 عاما لكن بالتأكيد تود أن تكون في قلب الحدث.
ويأخذكم FilGoal.com في تجربة شخصية لرحلة حضور لقاء مصر والكونغو التاريخي في ملعب برج العرب، بعد مرور عام كامل على الذكرى الجميلة.
الطريق إلى برج العرب
بعد حضور لقاء غانا العام الماضي أدركنا أن الوصول لملعب المباراة سيكون صعبا للغاية حال القدوم من القاهرة والسبب هو إغلاق الطريق مبكرا عن طريق قوات الأمن.
فبعض الأشخاص احتاجوا لما يقرب من ثلاث ساعات من أجل الوصول لملعب المباراة، فكان من الأفضل أن نأتي من ناحية مطعم "واحة خطاب".
السبب في ذلك الأمر هو أن الوصول للملعب سيكون أسهل بكثير بدلا من المكوث لعدة ساعات تحول دون الوصول إلى بوابات برج العرب.
الدخول إلى الملعب
الزحام كان كبيرا من الجمهور على بوابة رقم 8 والتي ستكون أول بوابة تقابلك حال قدومك من ناحية الطريق الصحراوي والتدافع كان كثيرا من الجمهور وسط عدم سماح قوات الأمن بدخول المشجعين سوى فرد فرد.
ومع بوابة التفتيش الثانية داخل الملعب وقبل السماح بالدخول إلى المدرجات كان يتم رفض دخول المشجعين بداعي امتلاء المدرجات رغم حملهم التذاكر المخصصة للدرجة الموحدة.
فمن كان على سبيل المثال يرغب في التواجد في مدرجات "تالتة شمال" اضطر للالتفاف حول الملعب للذهاب إلى درجة ثانية أو أولى من أجل السماح له بدخول المدرجات.
أجواء المباراة
قبل بداية المباراة وأثناء إعلان تشكيل منتخب مصر قام المذيع الداخلي للملعب بتحميس الجمهور بشكل جيد أفضل مما حدث خلال لقاء غانا عند الإعلان عن أسماء كل اللاعبين.
فخلال لقاء غانا العام الماضي في التصفيات لم يكن هناك أحد يعلن عن تشكيل منتخب مصر بحماس مثلما يحدث في ملعب نابولي سان باولو.
لكن في تلك المرة كان المذيع الداخلي يردد الاسم الأول لكل لاعب من لاعبي المنتخب ويرد عليه الجمهور بحماس، فكان يقول:"عصام" ويرد الجمهور"الحضريييييي".
إلى أن جاء الدور على اسم صلاح واختلف الوضع هنا فقال المذيع:"الآن معنا آخر اسم"، ورد الجمهور"صلاااااااااح" ليرد المذيع مجددا"محمد" وظل الأمر هكذا لثوان معدودة.
أثناء عزف النشيد الوطني كانت أحد أكثر اللحظات روعة من الجمهور بترديد النشيد مع اللاعبين مثلما نرى في مباريات إيطاليا أو البرازيل على سبيل المثال.
وعلى الرغم من الحماس الكبير أثناء عزف النشيد الوطني إلا أن الجمهور خفت تماما مع انطلاق المباراة وكان هناك فئة كبيرة من الجمهور تطالب الآخرين بالجلوس.
ذلك الأمر دفع عصام الحضري قائد المنتخب المصري وحارس مرماه لتحفيز الجمهور مع مرور أول خمس دقائق ولكن لم يستجب الجمهور كثيرا.
مجددا دفع عدم استجابة الجمهور الحضري للانفعال عليهم وتعبيره عن غضبه الشديد مما حدث.
ذلك الأمر أيضا حدث خلال مواجهة غانا العام الماضي وحينها تحدث عمر جابر آنذاك قائلا:"لدي عتاب بسيط لجمهور المنتخب، لا يشجعون لمدة 90 دقيقة مثل جمهور النادي، عصام الحضري كان يحمس الجماهير طوال أوقات المباراة".
حتى عقب تسجيل الهدف الأول للمنتخب المصري طلب عدد من الجمهور الجلوس مجددا وظلت الكثير من النقاشات دائرة بينهم إلى أن جلس الجميع في النهاية.
مع انطلاق المباراة قامت الإذاعة الداخلية للملعب ببث أغنية قرابة كل خمس دقائق تقول:"مصر" على صوت الطبول لزيادة حماس الجمهور، واستمر ذلك الأمر إلى نهاية المباراة.
تجدر الإشارة إلى أن ذلك الأمر قد يعرضنا لعقوبات من الاتحاد الدولي.
هدف الحسم
ظل الجميع يترقب تسجيل منتخب مصر هدفا ثانيا وسط مطالبات لكوبر بزيادة الهجوم، وبين شوطي المباراة كانت هناك الكثير من المطالبات باستبدال رمضان صبحي والدفع بتريزيجيه.
كما أن محمد النني تعرض للكثير من الانتقادات بسبب عدم استخلاصه للكثير من الكرات وسط إشادة كبيرة تلقاها أحمد حجازي لإفساده لأغلب هجمات الكونغو.
وبينما كان الجميع يترقب هدفا ثانيا لمنتخب مصر جاء هدف الكونغو الذي جعل النتيجة بهدف لمثله كالصاعقة على الجمهور فانهمر الكثيرون بالبكاء.
فيما صب آخرون جم غضبهم على كوبر وانتقاد لطريقة لعبه الدفاعية وقال أحد الأشخاص:"هذه هي نتيجة اللعب الدفاعي أمام أضعف فرق المجموعة".
ذلك السخط والغضب استمر لدقيقة واحدة قبل أن يتحول الأمر إلى تشجيع بحرارة وهتاف موحد "يارب كأس العالم".
مع سقوط تريزيجيه في المرة الأولى صاح الجميع مطالبا بركلة جزاء وشعر البعض باليأس من احتمالية عدم تسجيل هدفا قاتلا.
لكن مع احتساب حكم المباراة ركلة جزاء لصالح تريزيجيه قفز الجميع فرحا لدرجة أن أحد الأشخاص كاد يسقط من المدرجات العلوية لمدرج "تالتة شمال" من شدة احتفاله.
في تلك الأثناء كان الكل يدعو قائلا:"يا رب يا صلاح.. ربنا معاك يا صلاح".
وحينما هزت تسديدة صلاح شباك الكونغو انفجر الملعب باحتفالات هستيرية، احتضن بعض الأشخاص بعضهم البعض ربما دون سابق معرفة.
انفجر الملعب بهتاف "كااااس العالم كاااااس العالم" ذلك قبل أن يكون هناك هتاف آخر بين الجميع وهو "على موسكو كله يرقص على موسكو".
وزحف الكثيرون إلى داخل الملعب من المدرجات للاحتفال مع صلاح، هذا بالإضافة إلى العاملين والمصورين داخل الملعب.
هذا الأمر أعاق صلاح عن الاحتفال مع الجمهور بشكل كبير حتى عقب نهاية المباراة.
العودة إلى القاهرة
العودة إلى القاهرة لم تكن صعبة بل كان الطريق الصحراوي جيدا.
هذه ستكون هي أهم صورة في تاريخ منتخب مصر منذ عام 1990 وحتى الآن بانتصار هو الأهم وإعلان إنهاء السنوات العجاف والتأهل إلى المونديال.
شاركونا كيف سار يومكم في برج العرب وكيف كانت تجربة لقاء الكونغو التاريخي.
اقرأ أيضا
تحول درامي منتظر.. بالمستندات - اتفاق رونالدو مع "ضحية الاغتصاب" على الصمت مقابل المال
أسماء سيد.. طائرة بلا جناح أمام شبكة المعاناة
هاني رمزي يكشف موقف ثنائي الأهلي المصاب من الانضمام للمنتخب.. ورسالة إلى وردة
3 مرات من الاتحاد.. كم مرة اهتزت شباك الأهلي بـ 4 أهداف أو أكثر في لقاء واحد بالدوري
كارتيرون: يوم أسود ولن أبكي.. لا للبحث عن أعذار وأهدرنا 12 فرصة ضد الاتحاد