كتب : محمد يسري
لم يلعب بيب جوارديولا بطريقته المعتادة ضد ليفربول ليمنع يورجن كلوب من تطبيق أفكاره لتنتهي قمة مباريات الجولة الثامنة بالتعادل السلبي.
ليفربول تعادل مع مانشستر سيتي سلبيا ليتشعل الدوري الإنجليزي ويتقاسم الفريقين صدارته مع تشيلسي. (طالع التفاصيل)
بين فرص نادرة - بسبب الطابع الدفاعي للفريقين - لم تستغل وركلة جزاء أهدرها رياض محرز كادت تجعل مانشستر سيتي ينفرد بالصدارة لُعبت المباراة التي نقدم ملامحها في السطور التالية.
لأن الغرور لا يفيد
المدرب الذي اشتهر بحبه للاستحواذ ولعب كرة هجومية وتطبيق تعاليم يوان كرويف ملهمه وأستاذه السابق في برشلونة لم يجد أي صعوبة في التخلي عن أسلوبه بالإضافة إلى بعض من "الغرور" الذي لطالما وُصف به لتمسكه بطريقته في كل المباريات بغض النظر عن مستوى الخصم.
لم يبدأ جوارديولا المباراة بهجوم شرس كعادته، وقرر أن يدافع وألا يلعب بخط دفاع متقدم على أن يكون الطريق لمرمى ليفربول عن طريق الهجمات المرتدة، على الأقل في الفترات الأولى من اللقاء.
اللجوء لهذه الطريقة تؤكد أن جوارديولا تعلم من مواجهتي ليفربول في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي بشكل ممتاز. وقتها هاجم من الدقيقة الأولى فاستغل ليفربول المساحات الموجودة في خط دفاعه وسجل وانتصر.
إلا أن جوارديولا لم يتخل عن كل أفكاره، فدفع بالثنائي إيمرك لابورتي وجون ستونز بدلا من نيكولاس أوتاميندي وفينسينت كومباني نظرا لقدرتهم على التمرير وتحضير وبناء الهجمة وذلك لمواجهة الضغط الشرس الذي يطبقه ليفربول على حامل الكرة ومساعدة فيرناندينيو في خروج الكرة من مناطق سيتي لأنه غير جيد في التمرير.
كما دفع ببرناردو سيلفا في وسط الملعب بجوار فيرناندينيو وذلك لتسهيل عملية الخروج بالكرة أثناء ضغط ليفربول وتنفيذ الهجمة المرتدة بأقل عدد ممكن من اللمسات.
توهان كلوب
حين يلعب ليفربول ضد فريق يهاجم يجد كلوب ما يحلو له من مساحات في خط دفاع خصمه وفرصة لأن يضغط ويستعيد الكرة سريعا، وعلى العكس يعاني حين يواجه فريقا يجيد الدفاع. مباراته مع مانشستر يونايتد في الدور الثاني في الموسم الماضي دليل على ذلك.
ومع لجوء جوارديولا للدفاع لم يجد كلوب أي فرصة لتنفيذ أفكاره الهجومية.
رباعي دفاع سيتي لم يكن يتقدم لمنتصف الملعب إلا في أضيق الظروف كما أن ظهيري الجنب لم يتقدما للهجوم سويا. فإذا تقدم كايل ووكر استمر بنجامين ميندي والعكس صحيح، لذلك لم يجد لاعبو ليفربول أي مساحات أو فرصة حقيقية للتسجيل.
وهنا تكمن مشكلة كلوب الكبرى المتمثلة في عدم قدرته على تطوير قدرات لاعبي فريقه هجوميا حال مواجهة فريق يجيد التكتل أو الدفاع بصلابة.
حتى مع نزول دانييل ستوريدج بدلا من فيرمينو لم تتغير الأمور.
لكن توهان كلوب الهجومي وفشله في إيجاد الحلول لم يؤثر على مستوى فريقه الدفاعي بقيادة فيرجيل فان دايك والعائد من الإصابة ديان لوفرين الذي قدم مباراة فوق التوقعات مقارنة بسجله السابق الملئ بالهفوات.
لوفرين كان أكثر من استخلص الكرة في المباراة بواقع 5 مرات صحيحة من أصل 7 بالإضافة لتشيت الكرة 4 مرات.
كما أن قرار الدفع بجو جوميز بدلا من ترينت ألكسندر أرنولد في مركز الظهير الأيمن لمواجهة جناح سيتي الأيسر (رحيم سترلينج ثم ليروي ساني) كان موفقا بعدما نجح صاحب الـ21 عاما من تأمين الجبهة بنجاح.
ما بعد ميلنر
29 دقيقة لعبها جيمس ميلنر قبل أن يغادر بسبب الإصابة كانت من أفضل دقائق ليفربول في المباراة من حيث الضغط والتحكم في رتم المباراة.
ميلنر ورغم التقدم في السن إلا أنه يعد أحد أهم كتيبة كلوب لقدرته على شغل أكثر من مركز بنفس الكفاءة بالإضافة للركض المستمر خلف الكرة، لذا لا غنى عنه في تشكيل ليفربول.
لكن بعد إصابة ميلنر والدفع بنابي كيتا القادم من لايبزج الألماني اختلف رتم ليفربول تماما.
لاعب الوسط الغيني لا يجيد الضغط مثل ميلنر - في الحقيقة لا يوجد لاعب قادر على الضغط والركض مثل ميلنر - كما أنه ليس جيدا في عملية استخلاص الكرة، لذا استحوذ سيتي بعد نزول كيتا إلى الملعب.
كيتا حاول مرة واحدة فقط استخلاص الكرة ونجح فيها إلا أنه لم يستطع التعامل مع لاعبي سيتي في أغلب الحالات الدفاعية وكان دائما ما يترك المساحات خلفه في وسط ملعب ليفربول.
مشكلة كيتا لم تكن في استرجاع الكرة فقط، بل كان لديه مشكلة في القيام بما يجيده أيضا.
مع تراجع سيتي كان يحتاج ليفربول للاعب يقوم بصناعة الفرص وتوزيع الكرات في وسط الملعب وهو ما يتميز به كيتا، إلا أنه لم يستطع القيام بهذه الدور.
19 تمريرة فقط اكتملت لـ كيتا من أصل 26 بدقة 73% ولم يصنع أي فرصة للتسجيل.
حالة اللاعب الغيني المحيرة وعدم تأقلمه على أسلوب الفريق حتى الآن قد تجبر كلوب على تغيير أسلوب الفريق ككل وإيجاد حلول أكثر لليفربول ضد الفرق الدفاعية.
طالع أيضا
شاهد ملخص لمسات صلاح أمام سيتي
تشيلسي يدك ساوثامبتون ويشارك ليفربول وسيتي صدارة الدوري
مرعي يتألق ويسجل مرتين ويصنع في فوز بالخمسة للنجم
أرسنال يواصل تدمير المنافسين محققا فوزه التاسع تواليا