كتب : لؤي هشام
محمد صلاح يهدر الكثير من الفرص ولم يعد يسجل الكثير من الأهداف.
حسنا، أليكسيس سانشيز ليس في حالته ولم يعرف طريق الشباك حتى الآن. ألبارو موراتا يعاني تهديفيا وكريم بنزيما سبقه إلى هذا الطريق. وليد أزارو مازال يهدر أسهل الفرص على الإطلاق.
هذا يحدث كثيرا.
دعونا ندخل في صلب الموضوع مباشرة، لماذا قد يغيب مهاجم عن التسجيل لفترة كبيرة، ولماذا قد يهدر آخر العديد من الفرص؟
الجماهير تصب لعنتها على اللاعبين الذين يهدرون الكثير من الفرص والضغوط الإعلامية تتزايد، ومحاولة الدفاع عن اللاعبين لم تعد تجدي من قبل المدربين، فما هي الأسباب التي قد تدفع للاعب للابتعاد عن طريق الشباك؟
في إنجلترا يتزايد الحديث بشأن قدرة صلاح على تسجيل 44 هدفا مجددا أو على الأقل استعادة انفجاره التهديفي في ظل تسجيله 3 أهداف فقط حتى الآن.
ولكن خلف هذا التراجع أسباب نفسية وفنية بالتأكيد، وFilGoal.com يحاول البحث معكم عن إجابة لتلك الأسئلة.
"الأمر أشبه بركوب دراجة، أنت لا تستيقظ في الصباح وتجد نفسك لا يمكنك ركوب الدراجة بعد الآن أو لا تسجل مجددا" يورجن كلوب متحدثا عن عدم تسجيل صلاح.
يرغب كلوب من خلال هذا التصريح في التأكيد على أن غياب لاعبه عن التسجيل لم يأت بين ليلة وضحاها وإنما هناك العديد من التراكمات والأسباب خلف ذلك.
البعض يشير إلى أن إصابة صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي أثرت على مستواه كثيرا، ولكنه على كل حال يبدو في حالة بدنية جيدة، يتحرك ويصنع العديد من الفرص.
لذا الحديث عن الإصابة فقط لا يبدو منطقيا. ربما كانت سببا في تعطله لفترة من الوقت ولكنها بالتأكيد ليست السبب في توقفه عن التسجيل.
بعد التعادل مع تشيلسي 1-1 في الدوري الإنجليزي، في لقاء ظهر فيه صلاح مفعما بالنشاط والحيوية قبل أن يتم استبداله مع الدقيقة 66، قال كلوب: "لم تكن أفضل مباراة في مسيرة محمد صلاح بنسبة 100%".
"في مباريات مثل هذه دائما كان يرتقي لهذه المواقف، هذا ما يجعل اللاعب من طراز عالمي، قد تفشل وقد تهدر الفرص أيا كان هذه الأمور تحدث".
وأضاف "صلاح يريد أن يكون حاسما، يريد أن يسجل في مثل هذه المواقف".
وأوضح "أول فرصة أهدرها لم يكن في المكان الصحيح، الفرصة الثانية مرر، لماذا؟ كان بإمكانه تسجيلها".
لم يكن في المكان الصحيح، وقرر التمرير بدلا من التسديد. إذا هنا الأمر يتعلق باتخاذ القرار.
ما يقوله المدرب الألماني يُظهر أن صلاح لم يُحسن التصرف خلال فرصتين.
فهل يتعلق سوء اتخاذ القرار بالثقة أم بالضغوط المتزايدة؟
يتحدث مارتن كيون مدافع أرسنال عن أداء صلاح قائلا: "لا يزال خطيرا بشدة بسبب سرعته ودهائه. عليه التحلي بالصبر، ربما الأمر يتعلق بالثقة أو الحالة الفنية".
أما جيمي كاراجار أيقونة ليفربول فيقول: "على كلوب أن يتحدث معه فيما يخص الأهداف، عدم تسجيله 40 هدفا مجددا لا يعني فشله، أيان راش لم يتمكن من تكرار إنجازه بتسجيل 48 هدفا في موسم واحد. تسجيل 25 هدفا لا يعد فشلا هذا الموسم".
يتفق معهم تشارلي نيكولاس محلل شبكة سكاي سبورتس ويرى أن التحرر من الضغوط سوف يسهل المهمة على الدولي المصري كثيرا.
"البعض ينسى أن صلاح أهدر العديد من الفرص الموسم الماضي، رغم تسجيله الكثير من الأهداف. في الموسم الأول لم يتوقع الكثير تسجيله هذا الكم أم الآن فالكثير يطالبونه بالسير على نفس المنوال".
"المنطقي أن صلاح سيحقق هذا الموسم ما طلبه منه الجماهير في الموسم الأول وهو تسجيل 20 هدفا على سبيل المثال".
آلان سميث لاعب ليدز ويونايتد السابق يقول: "المطالبات بتكرار ما قدمه الموسم الماضي لا تبدو منطقية على الإطلاق، مستواه لم يقل كثيرا فقد الفرص تفتقد للحدة التي ظهر عليها في الموسم الماضي".
ولكن نيكولاس يشير إلى نقطة أخرى أكثر واقعية، وهي الحالة الفنية في الملعب.
"الآن الحراس والمدافعين يعلمون صلاح جيدا ويعلمون ما هم مقبلين عليه لذا فالتأهب لمواجهته يصبح أكبر، والتركيز على تحركاته وقراراته يصبح أضخم كذلك".
يتفق مدربه الأسبق في المقاولون العرب سعيد الشيشيني مع هذا الحديث، ويقول لقناة "beIN Sports": "في الموسم الماضي لم يكن معروفا لكن في الوقت الحالي كل الفرق باتت تطبق الرقابة الفردية عليه بشدة".
ويشدد "عليه أن يغير من أسلوبه".
لم يكن هذا هو الحديث الأول من نوعه، وأيقونة الكرة المصرية محمد أبو تريكة وجه رسالة مشابهة لصلاح عقب لقاء باريس سان جيرمان.
"صلاح ليس مطالبا بأن يصنع الخطورة في كل كرة تصل له في الملعب. وهذا ما يحاول صلاح فعله حاليا".
"مهمة صلاح الأولى ليست تسجيل 40 هدفا مثلما حدث بالموسم الماضي، ولكن الاستمتاع بالكرة. خاصة أن وضعية الفريق أصبحت أفضل هذا الموسم".
"إياك أن تصل لمرحلة أن تكون لعب الكرة عبء عليك. إلعب الكرة للاستمتاع فقط وستجد نفسك تتألق".
صلاح لم يتراجع مستواه للدرجة التي توقف فيها عن صنع الخطورة، المصري يواصل إزعاج دفاعات الخصوم وصنع الفرص، وهو ما يؤكده كلوب.
"محاولات صلاح المستمرة على المرمى، تعد أمرا رائعا.. مازال يقدر على تشكيل الخطورة على المرمى".
ألفارو موراتا مهاجم تشيلسي عانى من وضعية مشابهة خلال الموسم الجاري وفترات أخرى من الموسم الماضي.
ومدربه ماريسيو ساري أوصل الرسالة ببساطة: "لا يمكنني منحه الثقة بالتأكيد، سيكتسبها مجددا إن سجل هدفين أو ثلاث".
وهذا بالتأكيد يقودنا إلى نقطة أخرى. الحالة النفسية
يتحدث برادلي بوش إخصائي علم النفس الرياضي باستفاضة لشبكة سكاي سبورتس عن الوضع النفسي والذهني للاعبي الهجوم، محاولا وضعك في الصورة لما يمر به هؤلاء اللاعبون.
ويقول: "بجانب حراسة المرمى، المهاجم هو اللاعب الأكثر تعرضا للضغوط على أرضية الملعب، الأمر لا يبدو بالسهولة التي عليها".
"المهاجمون يشعرون أن الأمر يعود إليهم لتحقيق الفوز لفرقهم، والحراس يشعرون أن على عاتقهم مسؤولية عدم التعرض للهزيمة، بينما في الدفاع والوسط هناك دائما شخصا خلفك أو أمامك يتقاسم معك المسؤولية".
"لتفسير الأمر ببساطة فإن المهاجمين يفشلون أكثر بكثير مما ينجحون. معدل تحويل التسديدات إلى أهداف الموسم الماضي كان 25%، ما يعني إن كنت حتى مهاجما كبيرا فثلاث من 4 تسديدات لك لن تدخل الشباك".
ويواصل "مفتاح الأمر كله يتعلق بالإصرار والمرونة لمحاولة المواصلة والإيمان أن في المرة المقبلة ستصبح الأوضاع أفضل".
ويشرح بوش كيفية التعامل مع موقف مثل عدم تسجيل الأهداف لفترة من الوقت.
"هناك شقان، الأول ذهني يتعلق كيفية تعاملك طوال الأسبوع واستجابتك لرد الفعل والتعلم مما حدث بكفاءة بقدر الإمكان".
"والآخر يتعلق بقدرتك على العمل تحت ضغط كبير: هل يمكنك التحكم في توترك والحفاظ على تركيزك وثقتك؟. بمعنى أن تبحث عن الاستراتيجية التي تساعدك".
واحدة من أشهر الاستراتجيات الأخرى في التعامل النفسي مع تلك المواقف هي التركيز على الأداء بشكل عام وليس التهديف.
هنا يتحدث كريج بيلامي مهاجم الحمر السابق موضحا "لا أفكر بالأهداف كثيرا، كل ما أفكر به هو اللعب بشكل جيد فقط وإن لعبت جيدا فسوف تأتي الفرص وسوف ترى المرمى".
"إن لم تسجل فعليك التأكد من أنك ساعدت فريقك بقدر الإمكان، وبالتأكيد عليك ألا تُحبط ولكن في نفس الوقت لا تتفائل كثيرا".
ويشدد على النقطة السابق "حاول أن تكون متزنا في مشاعرك كي تحافظ على التناسق والاستمرارية".
وأتم "أخبر نفسك دائما أنها مسألة وقت ليس أكثر، وكن واع أنه يوما سيرتفع مستواك ويوما سينخفض ولكن إن كنت لاعبا جيدا حقا فاللحظات الجيدة لن تغادرك".
طالع أيضا:
صورة - طاقم تحكيم مصري لإدارة مواجهة الترجي والصفاقسي.. وعبد الفتاح يرافق البعثة
هل تتذكرون أزمة 21-0؟ محكمة التسوية تعتمد النتيجة
عبد الله جورج في مذكرة إلى اللجنة الأوليمبية: قرار شطبي هو والعدم سواء
ساوثجيت يجدد تعاقده مع إنجلترا حتى 2022
عبد الواحد عن مدرب دجلة: يرغب في وضع نظام مثل برشلونة.. "المهاجم مثل ميسي"