كتب : أحمد العريان | الأربعاء، 26 سبتمبر 2018 - 19:09
The Best.. استفتاء الشعبية تحت مسمى "جائزة الأفضل"
كيف لمحمد صلاح أن يكون ضمن أفضل ثلاثة لاعبين في العالم، ولا يدخل تشكيل الأفضل لنفس العام من الفيفا؟ وكيف لهدف –ليس الأجمل ممن سجلهم هو شخصيا- أن يكون الأجمل في العام ككل؟ أسئلة تدور في ذهن المشاهد أمام حفل الفيفا لاختيار الأفضل، وتحتاج لإجابات.
محمد صلاح
النادي : ليفربول
لوكا مودريتش
النادي : ريال مدريد
ليونيل ميسي
النادي : إنتر ميامي
كريستيانو رونالدو
النادي : النصر
صراحة أنا لست من محبي حفل الفيفا لاختيار الأفضل، ولا أذكر يوما أنني تابعتها إلا لظروف العمل ليس إلا. فقط أطلع على نتائجها لأكون ملما بمستجدات كرة القدم، وهذه المرة تحديدا لم أتعجب نتائجها أبدا.
أفضل لاعب
بعد 10 سنوات من سيطرة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على الجائزة، لم يدخل ليونيل ميسي للقائمة النهائية من الأساس، فيما لم يحضر رونالدو الحفل بعد علمه بعدم الفوز بها.
ما معايير اختيار الجائزة في الأساس؟
٢٥٪ من النقاط تكون بتصويت الجماهير + ٢٥٪ تصويت لصحفي معتمد من كل دولة + ٥٠٪ قائد ومدرب كل منتخب عضو في الفيفا.
تقول ماركا الإسبانية "لولا تصويت الجماهير لما كان محمد صلاح ضمن أفضل 5 لاعبين في القائمة". هذا ليس عجيبا بالنسبة لنا لأننا نعلم قدرة الكتلة التصويتية للمصريين، وبما أن تصويت الجماهير له 25% من نقاط الجائزة، فهو كفيل بالفعل بإدخال نجمنا ضمن أفضل ثلاثة لاعبين في العالم.
ومع قرار عدم حضور كريستيانو رونالدو للحفل الذي أعلن عنه قبل موعد الحفل بـ24 ساعة، فهذا يؤكد أنه ليس صاحب الجائزة، وبالتالي ستكون المنافسة بين صلاح ومودريتش، وأعتقد هذا جعل الغالبية العظمى تتوقع فوز الكرواتي بالجائزة.
لماذا مودريتش؟
لأن "الانطباع الأخير يدوم". يقولون أن ختام المباريات بشكل جيد، كفيل بنسيان الجماهير لأدائك "العادي" في باقي أحداث اللقاء طالما أنك تحقق الانتصار، وهكذا أيضا بالنسبة للموسم ككل، الانطباع الأخير هو الذي يدوم عن الموسم.
مودريتش حصد دوري الأبطال، كان رمز منتخب بلاده –وإن لم يكن أفضل اللاعبين خلال المباريات- في إنجاز تاريخي لكرواتيا بالوصول لنهائي كأس العالم. كل هذا في عام واحد.
لو أن كريستيانو رونالدو استمر مع ريال مدريد لكان المرشح الأوفر حظا للفوز بالجائزة بسبب كتلة جماهير ريال مدريد التصويتية، ولو أن صلاح حصد دوري الأبطال مع ليفربول ولم يخرج مصابا في النهائي، أو أنه تمكن من قيادة منتخب مصر للدور الثاني في كأس العالم، لكان هو الأكثر جدارة للظفر باللقب.
هل تعرفون الأغرب من ذلك؟ لو أن ليونيل ميسي -صاحب الأداء الفردي الأفضل في الموسم الماضي- ظهر بشكل أفضل قليلا مع الأرجنتين في كأس العالم، لكان بدون شك هو الذي حصد الجائزة وليس فقط سيدخل القائمة النهائية.
لكن هكذا دائما يدوم الانطباع الأخير لدى الناس، ويجب أن نعلم بأن المصوتين سواء صحفيين أو مدربين أو لاعبين أو جمهور هم بشر في النهاية، وبالتالي لا يوجد معيار ثابت لاختياراتهم.
في علم الفلسفة يقولون أن العلوم نوعان، العلوم الإنسانية والعلوم المعيارية. "العلوم المعيارية تختلف من شخص لآخر. لا يوجد فيها ما هو صحيح أو خطأ طالما أن الأمر يخضع للذوق وليس لعملية حسابية 1+1=2"، وهكذا أيضا اختيارات الناس على أي شيء في الحياة.
منهم من يصوت لمن يراه الأجدر، ومن يصوت لمن يحبه أكثر، ومن يصوت حسب جنسية المتنافسين. من يصوت للطرف الأضعف تعاطفا معه، أو من يصوت لمن حصد بطولات أكثر، ومن يصوت لصاحب الأرقام الأفضل، أو لصاحب الأداء الفردي الأجمل.
وطالما اختلفت المعايير لدى المصوتين، فربما أن الأفضل عدم الاكتراث كثيرا لنتائج الجائزة.. ربما أعتبرها جائزة "لصاحب الشعبية الأكبر، وليس للأفضل".
أجمل هدف
لم يكن هدفه الأجمل في الموسم الماضي، ورغم ذلك حصد محمد صلاح جائزة بوشكاش لأجمل هدف في العام عن هدفه في مرمى إيفرتون.
ما هي معايير اختيار أجمل هدف؟
تصويت الجماهير ولا شيء غير ذلك، وإن كان الأمر يتعلق بأصوات الجماهير، فالجميع يعلم إذا أن للنجم المصري فرصة كبيرة جدا. نعم أن المنافسة ستكون قوية بسبب جمال هدف رونالدو في يوفنتوس، وشعبية جاريث بيل بحكم انتمائه لريال مدريد. لكن لصلاح أيضا فرصته الكبيرة، وبالتالي لا عجب في فوز نجمنا بالجائزة.
الشيء الغريب الوحيد هو "ما معيار اختيار قائمة الأهداف العشرة الأجمل من الأساس؟" لماذا هدف صلاح في إيفرتون وليس هدفه في توتنام أو روما مثلا؟ لماذا هدف ميسي في نيجيريا وليس هدف آرون رامسي مع أرسنال في سيسكا موسكو؟ كلها أسئلة تجعلني مرة أخرى لا أهتم كثيرا لهذا الحفل.
جولين لوبيتيجي مدرب ريال مدريد قال بعد حفل الفيفا "في رأيي لابد من وجود مفهوم آخر للجوائز الفردية عن طريق تحديد معيار واضح". في انتقاد لفوز هدف صلاح بجائزة الأفضل على حساب هدف جاريث بيل في ليفربول.
تشكيل الأفضل
معايير الاختيار؟ تشكيل الأفضل يختاره كل لاعبي كرة القدم في جميع أنحاء العالم من خلال جمعية اللاعبين المحترفين في كل دولة، أي أنها لا علاقة لها بجائزة أفضل لاعب التي يختارها لجنة من الخبراء والمدربين والصحفيين. لذلك فلا تناقض في الاختيارات لأن صاحب الاختيار مختلف في الجائزتين.
لا عجب إذا لرؤية ميسي فيها مع عدم وجوده في المرشحين لجائزة الأفضل، ولا عجب لرؤية ديفيد دي خيا رغم أن تيبو كورتوا هو الحاصل على جائزة أفضل حارس. العجب فقط في رؤية داني ألفيش كأفضل ظهير أيمن رغم إصابته منذ شهر أبريل بقطع في الرباط الصليبي وهو الذي لم يقدم أداء جيدا من الأساس خلال الموسم مع باريس سان جيرمان.
وجود داني ألفيش يدفعنا للتساؤل، هل يملك اللاعبون وقتا كافيا لمتابعة المباريات؟ أم أن الاختيارات بـ"السمع"؟ مجرد تواجد اسم ألفيش بتشكيل الأفضل في عام 2018 جدير بإنهاء أي اهتمام للحفل من جانبي، لا ينقص التشكيل سوى تواجد روبيرتو كارلوس المعتزل قبل سنوات كأفضل ظهير أيسر بجانب ألفيش :)
اختصارا، فالحفلة بالنسبة لي هي استفتاء على الأكثر شعبية بين اللاعبين تحت مسمى "اختيار الأفضل"، ووجود صلاح ضمن أكثر ٣ لاعبين شعبية "في ٢٠١٨" أمر عظيم للغاية. أعلم طبعا أنك تفكر الآن أن الأمر إن كان استفتاء للشعبية بالفعل، فكيف لميسي عدم التواجد في القائمة؟ ولذلك فقد تعمدت كتابة "في ٢٠١٨" لأنني أدرك تماما أن إجراء أي استفتاء على شعبية اللاعبين أو على مستوى اللاعبين لاختيار الأفضل عن مجمل 15 عاما مضوا، سيكتسحه ميسي.
حفل الفيفا وجوائزها ليست مجاملة للاعب على حساب الآخر، ليست أيضا ترضية لدول كما يتردد في توزيع الجوائز على جميع القارات، إنما معايير الاختيار هي التي تقودنا لكل هذا.
مقالات أخرى للكاتب
-
قضية عم أمشير الإثنين، 02 أكتوبر 2023 - 22:44
-
50 "ليه وجودية" عن حال الكرة المصرية الإثنين، 05 يونيو 2023 - 16:45
-
في حكم سياسة "قُرأت فاتحته".. من يدير الكرة المصرية؟ السبت، 11 يونيو 2022 - 16:37
-
بين الـ سناكس والـ ليزر.. أبعدوا الجماهير رجاء وتحدثوا عن "الجهل" سبب الفشل الحقيقي الخميس، 31 مارس 2022 - 02:30