كتب : لؤي هشام
قدرة كبيرة على اغتنام أنصاف الفرص، سرعة كبيرة في اتخاذ القرار، حلول لا تتوقف داخل منطقة الجزاء أو خارجها ومهارة جماعية صنعت الفارق.
في بلاد لا تعرف إلا المهاجمين المخضرمين والماكينات التهديفية أمثال جيرد مولر، رودي فولر، يورجن كلينسمان، ميروسلاف كلوزه كانت حكاية ماكينة أخرى.
كل الأسماء السابقة عُرفت بفاعليتها الكبيرة أمام المرمى، لذا كان تواجده في تلك القائمة أمرا ليس مستغربا.. اسمي كارل هاينتس رومينيجه و"لكي تهزمني عليك قتلي".
نجم بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني يحتفل اليوم الثلاثاء بعيد ميلاده الـ63. وFilGoal.com يستعرض معكم "كيف تلعب مثل رومينيجه".
اقرأ أيضا - (أن تلعب مثل شابي.. "أنا أساعدك أنا أعتني بك")
اقرأ أيضا - (أن تلعب مثل توماس مولر.. لست الأفضل ولكنني الأذكى)
- "ألماني، ألماني في كل شيء. لكي تهزمه عليك قتله".. دييجو أرماندو مارادونا -
تبدأ قصتنا في عام 1974 حين انتقل فتى صغير من بلدة أصغر تدعى ليبشتات إلى نادي عريق يُدعى بايرن ميونيخ لتُعلن صافرة البداية لرحلة من التطور والإبهار.
كان كارل صاحب الـ19 عاما فتىً خجولا في بداياته مع النادي البافاري، ولا عجب في ذلك حين تعرف أنه انضم إلى الفريق وإلى جواره نجوم بقيمة فرانتس بيكنباور، سيب ماير، أول هونيس وجيرد مولر.
ربما كان تواجد تلك الأسماء سببا خلف عدم حصوله على شهرة أو شعبية كبيرة كلاعب ولكنه ظل دائما رجل الأوقات الحاسمة الذي يعرف طريق الشباك جيدا.
في النهاية قد تعرف رومينيجه الإداري الذي ظل أكثر من عقدين من الزمان في رئاسة النادي البافاري محققا الكثير من النجاحات ولكنه رغم ذلك استفاد من قدراته التهديفية لتحقيق نجاحات إدارية لناديه.
- "حاولت أن أخدم النادي على نحو حاسم كما كان عندما كنت مهاجما أمام مرمى الخصم".. رومينيجه -
مجلة فور فور تو البريطانية وضعت رومينيجه بالمركز 57 في قائمة أفضل 100 لاعب عبر تاريخ اللعبة، ولم تمنح فرصة للتساؤل.
"لماذا يتواجد في هذا المركز؟ لأنه كان مراوغا رائعا، يطلق قذائف على المرمى لا تصد ولا ترد.. ببساطة رومينيجه القوي كان المهاجم الأكثر فاعلية في أوروبا خلال أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات".
"شراكته مع لاعب الوسط بول برايتنر - التي كانت تعرف باسم (برايتنيجه) - نجحت في جلب العديد من الألقاب إلى إقليم بافاريا منهم 3 ألقاب أوروبية".
تظل بداية لفت الأنظار الحقيقية لما يقدمه رومينيجه برفقة المنتخب الألماني، والأكثر دقة أنها كانت أمام المكسيك في كأس العالم 78.
ألمانيا الغربية قدمت واحدة من أسوأ مستوياتها في تلك النسخة بعد أن حققوا اللقب في النسخة السابقة عام 74، والمسيرة شهدت انتصارا وحيدا على المكسيك بسداسية نظيفة.
في تلك المباراة سجل رومينيجه الهدفين الثالث والخامس لبلاده ولكن واحدا من هذين الهدفين كان الأفضل عبر مسيرته على الإطلاق وواحد من أجمل الأهداف في تاريخ المونديال.
ركلة حرة للمنتخب المكسيكي على حدود منطقة الـ18 ولكن بدلا من تسديدها مباشرة تم تمريرة الكرة قبل أن يقطعها رومينيجه.
ينطلق الشاب الأشقر صاحب الـ23 عاما من منطقة فريقه حتى منطقة جزاء الخصم في سرعة قياسية تاركا ملاحقيه خلفه يلهثون واضعا الكرة في الشباك.
بعد ذلك بدأ انفجار المهاجم الشاب وكان عام 1980 الأفضل في مسيرته على الإطلاق.
توج بجائزة هداف الدوري الألماني مرتين متتاليتين في 80 و81 وحقق البالون دور في 80 بعد أن توج بجائزة أفضل لاعب ألماني بنفس العام عقب قيادته المانشافت إلى بطولة أمم أوروبا وتتويجه هدافا للمسابقة برصيد 6 أهداف.
حينها ظهرت ملامح موهبته بشكل كامل وناضج في نفس الوقت.
تسديداته اتخذت منحنى أكثر خطورة ودقة في طريقها إلى الشباك، قدرته على التمركز في المكان المناسب وفرت له مواجهات مستمرة أمام حراس المرمى.
التحكم في الكرة بات أقوى، اتخاذ القرار كان أسرع واستغلال أنصاف المساحات كان أذكى.
التعاون مع زملائه كان أكبر ورأسياته أصبحت أخطر.. كانت مرحلة التوهج الأبرز في مسيرته والإعلان الواضح عن موهبته.
طالع أيضا - سلسلة "أن تلعب مثل" التي قدمها FilGoal.com عن أبرز نجوم المونديال
كانت نسخة مونديال 82 فرصة مواتية لرومينيجه لمواصلة السير على نفس النهج ووضع اسمه بين مصاف العظماء، ولكن إصابة في الركبة في البطولة عطلته كثيرا.
رغم ذلك شارك رومينيجه في تلك البطولة وافتتح أهداف فريقه في شباك الجزائر رغم الهزيمة، قبل أن يحرز ثلاثية "هاتريك" في شباك تشيلي ويتوقف عن التسجيل في 3 مباريات أمام النمسا وإنجلترا وإسبانيا.
في نصف النهائي كانت المواجهة الأقوى أمام فرنسا المدججة بالعديد من النجوم أمثال ميشيل بلاتيني وألان جريس.
النتيجة كانت تشير إلى تقدم الديوك الفرنسية بنتيجة 3-1 بعد اللجوء للأشواط الإضافية. ينزل رومينيجه البديل بعد دقيقة واحدة من الهدف الثالث.
تبادل للتمرير ثم انطلاقة صوب منطقة الجزاء مستغلا المساحة بين قلب الدفاع والظهير الأيسر، وكرة عرضية خطفها كارل سريعا فيما يشبه نخزة سكنت الشباك وكانت تمهيدا لتسجيل هدف التعادل بعد ذلك واللجوء لركلات الترجيح التي أنصفت الفرنسيين.
تحرك رومينيجه في الهدف وتواجده في منطقة وسط الملعب للمساهمة في بناء اللعب ثم التحول السريع إلى مناطق الخطر تُثبت الكثير عن ذكاء ذلك المهاجم الفذ.
- "الرب أعطاني الموهبة لذا شعرت بأنه يجب أن أفعل شيئا لائقا بما تم منحه لي".. رومينيجه -
يؤمن كارل أن الالتزام عامل أساسي في المسيرة الجيدة التي حظي بها خلال مشواره بالملاعب الألمانية أو بعد ذلك حينما انتقل إلى صفوف إنتر الإيطالي.
ويقول رومينيجه لموقع الاتحاد الدولي (فيفا): "وقتي كلاعب كان رائعا للغاية، وكونك محترفا دائما ما يعطي الفرصة لإظهار تأثيرك".
التجربة أيضا تصنع الفارق وتضفي عنصر الخبرة لذا كان كارل ممتنا "خبرتي بالخارج مع نهاية مسيرتي ساعدتني كثيرا، الأعوام التي قضيتها خارج بايرن ألهمتني كثيرا".
"كرة القدم ساعدتني على أن أرى العالم بأسره".
كذلك يؤمن الرجل الذي سجل 42 هدفا مع الماكينات الألمانية خلال 93 مباراة بكرة القدم الجميلة، لذا كان مناهضا لطرق اللعب الدفاعية.
تصميمه على التعاقد مع بيب جوارديولا مثال على ذلك.. "يمكنني القول إن بايرن لم يلعب كرة أفضل من تلك التي لعبها تحت قيادة جوارديولا".
وغضبه من أسلوب لعب دييجو سيميوني الدفاعي رفقة أتليتكو مدريد يوضح رؤيته للعب الكرة.. "أخر شيء أرغب به هو مواجهة فريق مثل أتليتكو. كرة القدم تتعلق بالمتعة وهذا ما لا يؤمنون به".
رومينيجه كان واحدا من أبرز مهاجمي اللعبة، تكامله وسرعته وقدرته الكبيرة على المراوغة والعمل الجماعي رفقة باقي المهاجمين ساعدته على تسجيل أكثر من 200 هدفا رفقة بايرن ميونيخ.
العديد من اللاعبين تركوا تأثيرا كبيرا في اللعبة ولكن أحدا لم يترك تأثيرا مثل تأثيره الذي كان داخل الملعب وخارجه.
"من العار أن لاعب مثل رومينيجه لم يحقق كأس العالم".. صحيفة سبورتس كيدا.
اقرأ أيضا
ملف ليلة حافلة – انسحاب تركي آل الشيخ من الاستثمار في الرياضة المصرية
ملف حفل الأفضل.. مودريتش يكتب التاريخ.. وصلاح يحصد بوشكاش
خالد مرتجي يتحدث عن روابط تشجيعية للأهلي "بضوابط محددة" ورسالة للجماهير: التزموا بالمبادئ
عبد الفتاح يكشف: 3 سيارات لتطبيق تقنية الفيديو.. ودور للحكام المتقاعدين
فايز لـ في الجول: كوبر أخبرني بأنه لا يعرف أي شيء عن عدم التصويت لـ صلاح