تحقيق بي بي سي - عن الفساد في الكرة الجزائرية والتلاعب بنتائج المباريات
الخميس، 20 سبتمبر 2018 - 17:45
كتب : لؤي هشام
"بمقدوري ترتيب نتيجة مباراة كرة قدم مهمة في الجزائر نظير 68 ألف دولار".
هكذا عنونت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في نسختها العربية التحقيق الذي أجرته بشأن الفساد المتوغل في كرة القدم الجزائرية والذي أسهم في تحول التلاعب بنتائج المباريات لأمر اعتيادي خلال الأعوام الأخيرة.
محققو هيئة الإذاعة البريطانية عملوا على التحقيق لمدة 3 سنوات، وفيه تواصلوا مع حكام ولاعبين ورؤساء أندية واثنين من الوسطاء - مرتبي النتائج - لتلك المباريات.
وFilGoal.com ينقل التحقيق لكم.
_ _
أصبحت رشوة اللاعبين والمسؤولين في الجزائر أمرا مألوفا إلى الحد الذي أدى إلى نشوء "قائمة أسعار" شبه رسمية تتفق عليها كل الأطراف.
قالت لنا مصادرنا إن الارتشاء يمارس بشكل أسبوعي في النصف الثاني من الموسم على كل المستويات، والشرح التالي يعتمد على شهادات من شخصيات قالت إنها كانت على صلة بالموضوع وكيفية عمل منظومة الفساد.
** (بي بي سي قررت إخفاء هويات الفرق والأفراد المتورطين في الرشى لحماية مصادرها)
الوسيط
"يحدث هذا (التلاعب) ابتداء من شهر فبراير عندما يتم الاتفاق المسبق على النقاط، وتقام المباريات لتجنب الخروج من الدوري (الهبوط) قبل نهاية الموسم".
"إنه موسم الفساد، وحينها أبدأ العمل.. لا يرغب السياسيون في تخييب أمل مؤيديهم، بل يودون إبقاءهم سعداء على المستوى المحلي، يريد المشجعون الفوز لفرقهم. كلاهما يملك المال لتحقيق ذلك"
"على جميع المستويات هناك أشخاص نافذون يحاولون التلاعب بنتائج الفرق. أنا وسيط ولدي اتصالات مع فرق وحكام معينين يستطيعون إنجاز المهمة".
"لا يمكنك دائما ضمان فوز الفريق ولكن يمكنك أن تجعل فريقا يخسر.. نلقي نظرة على نتائج مباريات يوم الجمعة، تبدأ المكالمات بالورود من الفرق الأخرى التي تريد التحدث مع رؤساء النوادي والحكام الذين أعرفهم فيما يعمل وسطاء آخرون مع اللاعبين مباشرة".
"لا أحب أن أفعل ذلك (التحدث مع اللاعبين مباشرة) فقد رأيت أشخاصا كثيرين يخسرون وظائفهم".
لاعب كرة قدم
"اتصل بي أحد الوسطاء نيابة عن رئيس الفريق الذي سنلعب ضده في المباراة المقبلة. كحارس مرمى لدي تأثير كبير على نتيجة اللعبة".
"ذهبت على الفور وأخبرت رئيس النادي الذي ألعب به، وطلب مني تسجيل كل شيء لاستخدامه كدليل".
"أعتقدت أن ما سأفعله سيحدث فرقا: أساعد رئيس النادي وأضمن مباراة نزيهة للمشجعين.. كنت مخطئا".
"تم إسكات رئيس النادي، لم يدعمني واستاء المشجعون مني لفضح الفساد. أنا فقط أردت لعب كرة قدم، لكنني حرمت منها ولم ألعب مرة أخرى بعد ذلك".
وسيط آخر
"يريدني شخص ما أن أتفاوض مع فريق لديه عدد جيد من النقاط لكي يخسر وهكذا يتجنب فريقه هو الخروج من الدوري".
"نلتقي دائما في أماكن نائية، نحن أشخاص معروفون لذا نلتقي في مقاهي صغيرة في ضواحي المدينة".
"الآن تم الاتفاق.. أقوم بالاتصال بمعارفي من الحكام ورؤساء النوادي وهناك قائمة أسعار متعارف عليها.. نحن الوسطاء نتعامل مع الدوريين (الدرجة) الأول والثاني".
"السعر يصل إلى 8 ملايين دينار جزائري (68 ألف دولار) وهذا مقابل الفوز وتحقيق الثلاث نقاط. مجرد ركلة جزاء في دوري الدرجة الأولى ستكلف مليوني دينار (17 ألف دولار أمريكي) ولربما لا تنفع".
"تنخفض الأسعار أكثر في دوري الدرجة الثانية، لا تتوقف الممارسات عند هذا الحد بل تمتد إلى دوري الشباب أيضا".
حكم المباراة
"حاولت تجنب تلك الممارسات لسنوات ولكني لم أحقق أي تقدم في مسيرتي، على ما يبدو قبولي لفكرة أن أكون فاسدا هوا امتداد متوقع لدوري كحكم".
"وأنا لن أحصل على فرصة التقدم إن لم اكن مستعدا لتقبل تلك الفكرة، وبصراحة الاعتماد على الراتب وحده لمساعدة عائلتي يشكل معاناة كبيرة".
الوسيط
"الآن سأعود إلى الشخص الذي اشترى النقاط لأقبض منه الثمن. احتفظ بها (حقيبة الأموال) حتى يتحققوا أن النتائج اعتمدت في اليوم التالي باللعبة".
"إذا لم تعتمد سأضطر إلى إعادة المال إلى المشتري".
"يعتقد المشجعون أن نتائج المباريات حقيقية لكن رؤساء النوادي يعرفون الحقيقة فهم متورطون في هذه الرشوة بالذات".
رئيسا ناديان
رئيس النادي الأول: "يمكنني أن أخسر بعض النقاط وأحافظ على مستوى جيد في نهاية الموسم".
رئيس النادي الثاني: "لا استطيع تحمل الخسارة، أطمح للترشيح في مقعد بالبرلمان بعد انتهاء الموسم، هذا جزء من دعايتي الانتخابية".
"أحيانا عليك أن تدفع المزيد للحصول على ما تريد".
بي بي سي أحاطت الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" علما بالتحقيق الذي أجرته.
وقال متحدث باسم الاتحاد الدولي لبي بي سي إن فيفا "يأخذ موضوع التلاعب بنتائج المباريات بأقصى قدر من الجدية، لأننا نؤمن بأن حماية نزاهة كرة القدم تأتي في قمة أولوياتنا".
وواجهت هيئة الإذاعة البريطانية السلطات الكروية الجزائرية بتلك الاتهامات، وقال رئيس الاتحاد الجزائري خيرالدين زيطشي، الذي رفض الرد مباشرة على الأسئلة الموجهة إليه، إن "تطهير كرة القدم يعد من أولويات الفريق الإداري الحالي".
ولكنه أردف "المعلومات التي أوردتها بي بي سي تعود الى زمن يسبق تولي المكتب الاتحادي الحالي المسؤولية"، أي بعبارة أخرى، قبل آذار / مارس 2017 عندما انتخب زيطشي رئيسا للاتحاد الجزائري لكرة القدم.
يذكر أن بي بي سي أجرت تحقيقاتها في مواسم 2015-2016 و2016-2017 و2017-2018 الكروية.
وأضاف زيطشي أن "ميل الكرة الجزائرية للاحتراف قد بلغت منحى بات يهدد وجود نوادينا وواقع كرة القدم - ملكة الرياضات - في بلدنا".
وقال مشيرا إلى الشهادات التي جمعتها بي بي سي إنه من واجب الاتحاد الجزائري "التحقق من صدق الادعاءات التي أدلى بها شهود مجهولون".
اقرأ أيضا
قائمة مصر - 12 محترفا لمواجهتي سوازيلاند.. واستمرار غياب السعيد
كلوف × ريفي.. المناظرة التي غيّرت تاريخ كرة القدم البريطانية
الاتحادان المصري والسعودي يعلنان مشاركة الأهلي أمام الهلال في السوبر
نجم أرسنال السابق: صلاح لا يزال متأثرا بالإصابة
بيان من 26 اتحادا أوليمبيا لدعم حطب أمام مرتضى منصور.. ورفع الأمر للجنة الدولية
الأهلي ينفي مخاطبته للمشاركة في السوبر المصري السعودي