يوم الظاهرة - قصص كروية حزينة.. صراخ رونالدو في النفق

"الطبيعة لم تمنح جسده القدرة على تحمل هذا الوزن الذي يملكه اليوم"

كتب : محمود مصطفى

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018 - 12:24
الظاهرة رونالدو

"الطبيعة لم تمنح جسده القدرة على تحمل هذا الوزن الذي يملكه اليوم"

إيفان زامورانو يمرر الكرة برأسه للأمام، يتسلم رونالدو الكرة على صدره ويعتدل منطلقا في مواجهة فيرناندو كوتو وسينيسا ميهايلوفيتش لاعبي لاتسيو.

المدافع البرتغالي الصلب يبدو قلقا في مواجهة الإعصار البرازيلي المندفع، يحرك الأخير ساقه اليمنى للخارج محاولا التمويه، صوت قرقعة غريب يصدر ورونالدو يسقط على الأرض.

--

كرة القدم لها وجهان، ككل شيء آخر، الوجه الحزين للعبة الجميلة هو ما نتحدث عنه اليوم. بطل القصة هو الظاهرة رونالدو لويس نازاريو دي ليما.

يوم 28 أغسطس من عام 1994 شاهد الأوروبيون رونالدو للمرة الأولى يداعب الكرة في القارة العجوز.

في مباراته الأولى بقميص أيندهوفن لم يستغرق الأمر سوى 10 دقائق ليزور الفتى النحيل، وقتئذ، شباك فيتيسه. حسنا كانت تلك فقط مجرد بداية.

السجل التهديفي لرونالدو ومنجزه الكروي معروف للكل، هذا ليس محور القصة اليوم. قصة اليوم، كما قلنا، طابعها حزين.

عندما بدأ رونالدو رحلته الأوروبية قادما من كروزيرو إلى أيندهوفن في سن الـ17 كان في طور النمو البدني، لكنه عمليا كان يملك كل شيء.

سرعة خارقة، حتى كان ليبدو أسرع بالكرة من دونها، مهارة خيالية تشهد عليها مرواغات لا يمكن التصدي لها وقوة جسد تمكنه من مع مدافعين يفوقونه عمريا وعضليا بكثير برغم نحافة جسده في ذلك الوقت.

برغم كل الإنجازات إلا أن رونالدو لم يكن سعيدا في برشلونة ولم يتمكن مسئولي النادي الكتالوني من تجديد تعاقده، حتى 2006 كما كانوا يرغبون وقتها، ليدفع إنتر ميلان الشرط الجزائي البالغ 28 مليون يورو، متناسين مخاوفهم السابقة من إصابته، ويحطم رونالدو مجددا الرقم القياسي للانتقالات.

موسم أول عبقري مع إنتر ميلان يليه موسم متوسط ثم يبدأ رونالدو موسم 1999-2000 بشكل رائع قبل مواجهة سهلة أمام ليتشي تفوق فيها النيراتزوري بستة أهداف دون رد شارك فيها البرازيلي بهدف لكن التواء ركبته كان أسوأ ما حدث له في السنوات الأخيرة.

تمزق وتر الرضفة كان معناه غيابه عن الملاعب لخمسة أشهر، رونالدو قال بعد الإصابة "لا أعرف ماذا يمكنني أن أقول، فقط إني غير محظوظ بشكل بالغ".

لكن الأمر ليس متعلقا بالحظ فقط، أحد أطباء إنتر في ذلك الوقت كان أليساندرو تراباتوني ورأيه كان كالتالي "رونالدو يحمل وزنه على ركبته اليمنى، في بعض اللحظات الصعبة يكون كل وزنه مرتكز على هذه النقطة من الجسد".

بعد أشهر من العلاج والتأهيل لتقوية الوتر عاد رونالدو لتدريبات فريقه. كان يعلم أن وتر ركبته اليمنى المصاب لن يعمل أبدا بنفس الكفاءة كما كان من قبل. إذا عدنا للقياسات البدنية سنجد رونالدو الآن أصبح وزنه يزيد على 82 كيلو جراما وطوله يفوق الـ180 سنتيمترا.

"إذا قارنا رونالدو لاعب أيندهوفن برونالدو الحالي يمكننا أن نرى شخصين مختلفين ، فقط أسنانه هي وجه الشبه".

إنتر ميلان يواجه لاتسيو في نهائي كأس إيطاليا، ست دقائق تمر على نزول رونالدو بديلا ونعود للمشهد حيث يسقط في مواجهة كوتو.

الكل في إنتر ميلان كان يترقب عودة الظاهرة لإنقاذ موسم الأفاعي، حينما سقط رونالدو الفاجعة كانت أكبر من مجرد خسارة مهاجم الفريق الأساسي.

كوتو كان أسرع من في الملعب لإدراك ما حدث، توقف وصاح وأشار بيديه لجلب الإسعافات لرونالدو، دييجو سيميوني متوسط ميدان لاتسيو هرع ليطمئن على رونالدو الساقط أرضا والذي كان يصيح في ألم "لماذا أنا؟".

سيغيب رونالدو عن الملاعب لـ20 شهر أخرى ويعود ليحصد كأس العالم مع البرازيل ويضيف لقب أفضل لاعب في العالم للمرة الثالثة بعد أن غير من طريقة لعبه وأصبح أقل اعتمادا على السرعة وأكثر اعتمادا على التمركز وسيحظى بمسيرة تخلده كأحد أفضل المهاجمين في التاريخ.

لكن اللاعب الذي كان بمقدوره أن يصبح أعظم من ذلك، انتهى يوم 12 أبريل عام 2000 وهو يصرخ متألما في نفق الخروج من الملعب الأوليمبي في روما.

اقرأ أيضا:

رئيس المقاولون: "دوري مرجان أحمد مرجان" تصريح انفعالي لا يمثل لسان حال النادي

المقاولون لـ في الجول: نخاطب اتحاد الكرة للمطالبة بإعادة لقاء بيراميدز

ماذا يفعل صلاح ضد لاعبي سان جيرمان؟ طلب خاص لـ كافاني والتسجيل ضد نيمار

3 ضد 3.. من يتفوق في صراع صلاح ونيمار؟

عامر حسين لـ في الجول: أحمد حسن لم يخالف اللوائح بالتواصل مع البدري

أوين: ما حدث بين صلاح وماني لم يكن متعمدا.. ولا يوجد فريق قادر على الوقوف ضد ليفربول